في وجهيَ الدّمــعُ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد الجريوي
    أديب وكاتب
    • 05-12-2009
    • 96

    في وجهيَ الدّمــعُ

    قَلبٌ عَلَى مَشـرَفِ الهَجـرِان يَرتَعِـدُ
    وَالنّفسُ جَاثِيَةٌ يَنمُـو بِهَـا الكَمَـدُ


    حُزنًا عَلى حَسْرَةٍ والقَلبُ فِي خِـدَعٍ
    يشْكُو الضّياعَ بليلٍ حَاكَـهُ البَـردُ


    والشَوْقُ حُكْمٌ عَلى جِيْدٍ مِنَ الوَهَـنِ
    فِي وجْهِيَ الدّمْعُ مثلُ الجَمرِ مُتّقـدُ


    يا رَحْمَـةُ الله إنّـي فِـي مَرَافِئُهَـا
    تَئنّ رُوْحِيْ وقَدْ أضَاعَهَـا الجَسَـدُ

    عَجِبْتُ منّيْ يَزِيْدُ الحُبُّ مِنْ شَطَطِـيْ
    أدُوْرُ يَأْسًا بِشَوْقِـي أيّهـا الصَـدُّ

    فَكَم قَتَلتُ دُرُوبَ الشّوقِ في سَفَرِي
    مَاتَ الفُؤادُ فَمَا بَكَـى لَـهُ أحَـدُ

    سَرَتْ مَوَاجِعُ قَلبِـي فِـي مَعِيّتِهَـا
    قَهرٌ يَنُـوحُ بِأحشَائِـيْ وَيَحْتَشِـدُ

    نَحَرْتُ حُلمِي وَمَا حُلمِي سُوَى طَلَبٍ
    أن تَهدَأ النَفْسُ سَاعَـةً فَـلا أجِـدُ

    وَأسْألُ العَيْـنَ والغَيْمَـاتُ تحْتَضَـرُ
    فَتعْصِرُ الدّمْعَ جُرْحًـا زَادَهُ الجَلَـدُ

    وَدَّعتُهَا يَـومَ قَـالَ الدَهْـرُ قَوْلَتَـهُ
    وَبَاتَ قَلبِي إلَـى العَينَيـن يَفْتَقِـدُ

    ليلٌ وَهَجْرٌ وَشَـوقٌ والحَنِيـنُ مَعًـا
    حَطّوا جِبَالاً عَلَى صَدرِي إذِ اتّحَدُوْا

    تَجَمّعُـوا وَشِفَـاهُ المَـوتِ ذَابِلَـةٌ
    صَبُّوا كُؤوْسَ الفَنَاءِ إذْ هُـمُ وُلِـدُوا

    فَاليَومَ حُزنٌ يُغَطّـي الآنَ مَقبَرَتِـي
    والأمْسُ مِثْلَ غَدِي خَانُوا فَمَا عَهِدُوا

    وَهَكَذَا تَذْهَـبُ الدُّنْيَـا لِمَغْـرُورٍ
    حَتّـى إذَا ضَمَّهَـا إذَا بهَـا تَعْـدُوْ

    أوْ ذا الّذِي غَافِـلٌ عَنْهَـا وَمُبْتَعِـدٌ
    لَو مَرّ يَوْمًـا تَرَاهَـا مِنْـهُ تَرْتَعِـدُ

    والحُبُّ هَدْيٌ كَنُوْرِ الشّمْسِ وَالقَمَـرِ
    وَالْهَجْرُ تِيْهٌ غَشَـاهُ المـوْجُ وَالزّبَـدُ
    التعديل الأخير تم بواسطة خالد الجريوي; الساعة 11-01-2012, 20:28.
    [align=center]
    [flash=http://g5g5.net/xzfiles/74b72164.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
    [/align]
  • محمد الصاوى السيد حسين
    أديب وكاتب
    • 25-09-2008
    • 2803

    #2
    تحياتى البيضاء

    كمتلق أجدنى أمام تجربة كلاسكية ثرية ، تعبر فكرتها الشعرية عن أثر الحنين على لوحة الوجدان ، والحقيقة أن الفكرة تدور فى فلك الخبرة الغزلية العربية وتتبعها ، الملمح الجميل هنا أنها تتبعها بمهارة وتمكن وفنية تدل على شاعرية حقيقية واعية

    - ربما من حيث البنية الموسيقية اجدها بنية ذكية من حيث الجرس والإيقاع الذى يناسب حالة اللهفة ومكابدة الحنين ،وربما أقف أمام هذى الأبيات حيث أجد إن الشطرة الثانية بحاجة لضبط بنيتها الموسيقية

    مَاتَ الفُؤادُ فَمَا بَكَـى لَـهُ أحَـدُ
    - من بداية سياق " فما بكى


    - أن تَهدَأ النَفْسُ سَاعَـةً فَـلا أجِـدُ

    ربما من بداية سياق " ساعة "

    -فيما يخص التخييل أتوقف أمام مثال على جماله وعذوبته منها هذا البيت

    وَأسْألُ العَيْـنَ والغَيْمَـاتُ تحْتَضَـرُ
    فَتعْصِرُ الدّمْعَ جُرْحًـا زَادَهُ الجَلَـدُ


    -حيث نتلقى سياق " والغيمات تحتضر " وهو السياق الذى يمثل تخييلا عبر علاقة الجملة الاسمية التى تمنح السياق دلالة من الرسوخ واليقين الضاربة جذوره فى بصيرة بطل النص

    ثم ولنتأمل جمالية التخييل " والغيمات تحتضر " وهو التخييل الذى يقوم على الاستعارة المكنية عبر علاقة المضارعة " تحتضر " بما يجعلنا أمام احتضارات متوالية وأمام تجرآلامها فى دأب مرير ، حيث تتجلى لنا الغيمات وقد انسرب لها حس بطل النص وأساه فصارت معادلا لوجعه ولألمه الذى يكابده

    ثم ينداح التخييل لنرى الغيم وقد صار دما لا يخفف منه الاصطبار عليه بل يزيده حنقا ووجعا فالاصطبار أشبه بالخرس دون أمل الوصال

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة خالد الجريوي مشاهدة المشاركة
      قَلبٌ عَلَى مَشـرَفِ الهَجـرِان يَرتَعِـدُ

      وَالنّفسُ جَاثِيَةٌ يَنمُـو بِهَـا الكَمَـدُ


      حُزنًا عَلى حَسْرَةٍ والقَلبُ فِي خِـدَعٍ
      يشْكُو الضّياعَ بليلٍ حَاكَـهُ البَـردُ


      والشَوْقُ حُكْمٌ عَلى جِيْدٍ مِنَ الوَهَـنِ
      فِي وجْهِيَ الدّمْعُ مثلُ الجَمرِ مُتّقـدُ


      يا رَحْمَـةُ الله إنّـي فِـي مَرَافِئُهَـا
      تَئنّ رُوْحِيْ وقَدْ أضَاعَهَـا الجَسَـدُ

      عَجِبْتُ منّيْ يَزِيْدُ الحُبُّ مِنْ شَطَطِـيْ
      أدُوْرُ يَأْسًا بِشَوْقِـي أيّهـا الصَـدُّ

      فَكَم قَتَلتُ دُرُوبَ الشّوقِ في سَفَرِي
      مَاتَ الفُؤادُ فَمَا بَكَـى لَـهُ أحَـدُ

      سَرَتْ مَوَاجِعُ قَلبِـي فِـي مَعِيّتِهَـا
      قَهرٌ يَنُـوحُ بِأحشَائِـيْ وَيَحْتَشِـدُ

      نَحَرْتُ حُلمِي وَمَا حُلمِي سُوَى طَلَبٍ
      أن تَهدَأ النَفْسُ سَاعَـةً فَـلا أجِـدُ

      وَأسْألُ العَيْـنَ والغَيْمَـاتُ تحْتَضَـرُ
      فَتعْصِرُ الدّمْعَ جُرْحًـا زَادَهُ الجَلَـدُ

      وَدَّعتُهَا يَـومَ قَـالَ الدَهْـرُ قَوْلَتَـهُ
      وَبَاتَ قَلبِي إلَـى العَينَيـن يَفْتَقِـدُ

      ليلٌ وَهَجْرٌ وَشَـوقٌ والحَنِيـنُ مَعًـا
      حَطّوا جِبَالاً عَلَى صَدرِي إذِ اتّحَدُوْا

      تَجَمّعُـوا وَشِفَـاهُ المَـوتِ ذَابِلَـةٌ
      صَبُّوا كُؤوْسَ الفَنَاءِ إذْ هُـمُ وُلِـدُوا

      فَاليَومَ حُزنٌ يُغَطّـي الآنَ مَقبَرَتِـي
      والأمْسُ مِثْلَ غَدِي خَانُوا فَمَا عَهِدُوا

      وَهَكَذَا تَذْهَـبُ الدُّنْيَـا لِمَغْـرُورٍ
      حَتّـى إذَا ضَمَّهَـا إذَا بهَـا تَعْـدُوْ

      أوْ ذا الّذِي غَافِـلٌ عَنْهَـا وَمُبْتَعِـدٌ
      لَو مَرّ يَوْمًـا تَرَاهَـا مِنْـهُ تَرْتَعِـدُ

      والحُبُّ هَدْيٌ كَنُوْرِ الشّمْسِ وَالقَمَـرِ

      وَالْهَجْرُ تِيْهٌ غَشَـاهُ المـوْجُ وَالزّبَـدُ
      هنا شاعر عانق الضياء فعانقه النقاء
      قصيدة
      من شذا الورد وحلا الشهد أجمل
      باقة شكر
      لك كل التقدير والاحترام

      تعليق

      • مزاحم الكبع
        شاعر سوري
        • 27-03-2010
        • 27

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة خالد الجريوي مشاهدة المشاركة
        وَأسْألُ العَيْـنَ والغَيْمَـاتُ تحْتَضَـرُ
        فَتعْصِرُ الدّمْعَ جُرْحًـا زَادَهُ الجَلَـدُ

        وَدَّعتُهَا يَـومَ قَـالَ الدَهْـرُ قَوْلَتَـهُ
        وَبَاتَ قَلبِي إلَـى العَينَيـن يَفْتَقِـدُ
        الأخ الشاعر خالد:

        يبدو أن الوجد والفراق قد فعلا بك فعلتهما فاتيتنا حاملاً هذه الباقة الرائعة المتمثلة بهذه الأبيات الجميلة

        لن أضيف شيئاً على ما ذكره الأستاذ محمد الصاوي....

        دام لك الألق صديقي

        محبتي وتقديري

        تعليق

        • خالد الجريوي
          أديب وكاتب
          • 05-12-2009
          • 96

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
          تحياتى البيضاء

          كمتلق أجدنى أمام تجربة كلاسكية ثرية ، تعبر فكرتها الشعرية عن أثر الحنين على لوحة الوجدان ، والحقيقة أن الفكرة تدور فى فلك الخبرة الغزلية العربية وتتبعها ، الملمح الجميل هنا أنها تتبعها بمهارة وتمكن وفنية تدل على شاعرية حقيقية واعية

          - ربما من حيث البنية الموسيقية اجدها بنية ذكية من حيث الجرس والإيقاع الذى يناسب حالة اللهفة ومكابدة الحنين ،وربما أقف أمام هذى الأبيات حيث أجد إن الشطرة الثانية بحاجة لضبط بنيتها الموسيقية

          مَاتَ الفُؤادُ فَمَا بَكَـى لَـهُ أحَـدُ
          - من بداية سياق " فما بكى


          - أن تَهدَأ النَفْسُ سَاعَـةً فَـلا أجِـدُ

          ربما من بداية سياق " ساعة "

          -فيما يخص التخييل أتوقف أمام مثال على جماله وعذوبته منها هذا البيت

          وَأسْألُ العَيْـنَ والغَيْمَـاتُ تحْتَضَـرُ
          فَتعْصِرُ الدّمْعَ جُرْحًـا زَادَهُ الجَلَـدُ


          -حيث نتلقى سياق " والغيمات تحتضر " وهو السياق الذى يمثل تخييلا عبر علاقة الجملة الاسمية التى تمنح السياق دلالة من الرسوخ واليقين الضاربة جذوره فى بصيرة بطل النص

          ثم ولنتأمل جمالية التخييل " والغيمات تحتضر " وهو التخييل الذى يقوم على الاستعارة المكنية عبر علاقة المضارعة " تحتضر " بما يجعلنا أمام احتضارات متوالية وأمام تجرآلامها فى دأب مرير ، حيث تتجلى لنا الغيمات وقد انسرب لها حس بطل النص وأساه فصارت معادلا لوجعه ولألمه الذى يكابده

          ثم ينداح التخييل لنرى الغيم وقد صار دما لا يخفف منه الاصطبار عليه بل يزيده حنقا ووجعا فالاصطبار أشبه بالخرس دون أمل الوصال
          لم أدرك لحظة
          أن كلماتي الواهنة
          ستجد صدى كالذي وجدته عند حضورك
          أستاذي الكبير
          الشاعر
          محمد الصاوى السيد حسين
          سأعجز وإن بقيت دهرا هنا أن أرد على روعة حضورك
          وشرحك الراقي والمعلم
          من القلب أستاذي
          شكرا
          ولا حرمت بهاء إطلالتك أبدا
          تقديري الكبير
          [align=center]
          [flash=http://g5g5.net/xzfiles/74b72164.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
          [/align]

          تعليق

          • خالد شوملي
            أديب وكاتب
            • 24-07-2009
            • 3142

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة خالد الجريوي مشاهدة المشاركة
            قَلبٌ عَلَى مَشـرَفِ الهَجـرِان يَرتَعِـدُ

            وَالنّفسُ جَاثِيَةٌ يَنمُـو بِهَـا الكَمَـدُ


            حُزنًا عَلى حَسْرَةٍ والقَلبُ فِي خِـدَعٍ
            يشْكُو الضّياعَ بليلٍ حَاكَـهُ البَـردُ


            والشَوْقُ حُكْمٌ عَلى جِيْدٍ مِنَ الوَهَـنِ
            فِي وجْهِيَ الدّمْعُ مثلُ الجَمرِ مُتّقـدُ


            يا رَحْمَـةُ الله إنّـي فِـي مَرَافِئُهَـا
            تَئنّ رُوْحِيْ وقَدْ أضَاعَهَـا الجَسَـدُ

            عَجِبْتُ منّيْ يَزِيْدُ الحُبُّ مِنْ شَطَطِـيْ
            أدُوْرُ يَأْسًا بِشَوْقِـي أيّهـا الصَـدُّ

            فَكَم قَتَلتُ دُرُوبَ الشّوقِ في سَفَرِي
            مَاتَ الفُؤادُ فَمَا بَكَـى لَـهُ أحَـدُ

            سَرَتْ مَوَاجِعُ قَلبِـي فِـي مَعِيّتِهَـا
            قَهرٌ يَنُـوحُ بِأحشَائِـيْ وَيَحْتَشِـدُ

            نَحَرْتُ حُلمِي وَمَا حُلمِي سُوَى طَلَبٍ
            أن تَهدَأ النَفْسُ سَاعَـةً فَـلا أجِـدُ

            وَأسْألُ العَيْـنَ والغَيْمَـاتُ تحْتَضَـرُ
            فَتعْصِرُ الدّمْعَ جُرْحًـا زَادَهُ الجَلَـدُ

            وَدَّعتُهَا يَـومَ قَـالَ الدَهْـرُ قَوْلَتَـهُ
            وَبَاتَ قَلبِي إلَـى العَينَيـن يَفْتَقِـدُ

            ليلٌ وَهَجْرٌ وَشَـوقٌ والحَنِيـنُ مَعًـا
            حَطّوا جِبَالاً عَلَى صَدرِي إذِ اتّحَدُوْا

            تَجَمّعُـوا وَشِفَـاهُ المَـوتِ ذَابِلَـةٌ
            صَبُّوا كُؤوْسَ الفَنَاءِ إذْ هُـمُ وُلِـدُوا

            فَاليَومَ حُزنٌ يُغَطّـي الآنَ مَقبَرَتِـي
            والأمْسُ مِثْلَ غَدِي خَانُوا فَمَا عَهِدُوا

            وَهَكَذَا تَذْهَـبُ الدُّنْيَـا لِمَغْـرُورٍ
            حَتّـى إذَا ضَمَّهَـا إذَا بهَـا تَعْـدُوْ

            أوْ ذا الّذِي غَافِـلٌ عَنْهَـا وَمُبْتَعِـدٌ
            لَو مَرّ يَوْمًـا تَرَاهَـا مِنْـهُ تَرْتَعِـدُ

            والحُبُّ هَدْيٌ كَنُوْرِ الشّمْسِ وَالقَمَـرِ

            وَالْهَجْرُ تِيْهٌ غَشَـاهُ المـوْجُ وَالزّبَـدُ

            أخي الشاعر المبدع
            خالد الجريوي


            قصيدة جميلة جدا من حيث نقاء الفكرة وبهاء الصور الشعرية. أحييك من القلب.

            هناك مسائل فنية عديدة (بعضها تطرّق لها أخي الأديب محمد الصاوي) تتعلق بالعروض تستحق المراجعة ليكتمل الإبداع.


            سررت بقراءة هذه القصيدة الجميلة.

            دمت بألف خير وشعر!

            محبتي وتقديري

            خالد شوملي
            متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
            www.khaledshomali.org

            تعليق

            يعمل...
            X