آخِرُ العُشّاق !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جبر البعداني
    أديب وكاتب
    • 10-05-2011
    • 20

    آخِرُ العُشّاق !

    آخِرُ العُشّاق !

    شعر / جبر البعداني

    مَا أحْسَنُ الحُبِّ ؟ قَالَتْ : كُلُّ مَا فِيْهِ
    فَالحُسْنُ مَا كَانَ إلّا مِنْ مَعَانِيْهِ

    فَالحُبُّ ، مَا الحُبُّ ؟! لا لَفْظٌ وَلا صِفَةٌ
    فِيْ دَفْتَرِ العِشْقِ أو اِسْمٌ يُسَمّيْهِ

    هَل ثَمَّ للحبِّ اِسمٌ آخَرٌ فَفمِي؟!
    قَد مَلّ ما كانَ يُتلى مِن أسامِيهِ

    ما عادَ في معْجَمِ الألفاظِ مُفردَةٌ
    كي تنطقَ العِشقَ في أرقى مَعانيهِ

    هذا هُوَ الحُبُّ لا نِدٌّ و لا شَبَهٌ
    ولا مَثيلٌ ولا كِفءٌ يُساويهِ

    أهْواهُ لفظاً وهل يكفي لما حَملتْ
    لهُ الحَنايا وما في القَلبِ أُخْفِيهِ؟!

    أذوبُ مِن فَرْط ِوَجدي لا أُصارِحُهُ
    فمِشعلُ الشوقِ يخبو حينَ نُبديهِ

    أذيبُ ملحَ اشتياقي فوقَ جُرحِ نوىً
    قَد فتَّحَتْهُ يَدا بُعْدي فأُدْمِيهِ

    وأغسِلُ العَيْنَ بالعَبراتِ مِنْ حُرَقٍ
    ألهتْ طهُورَ جِناني عَن أمانيهِ

    آوي لحضنِ يَقيني عَلّ يعْصِمُني
    من سَيْلِ صدِّ حبيبي أو تناسِيهِ

    ألوذُ بالصَبر سؤلي : أي أحجيةٍ
    يا شَوقُ تُشغِلُني عَمّا أُعانيهِ ؟!

    أهوى عِنادَ حَبيبي ، طيشَ ثورتهِ ،
    سِحْرَ الجنُونِ المحلّى في تَماديهِ

    وأعزفُ الصدَّ في عَينيهِ أغنيةً
    جذلى تذوبُ بلَحْنٍ مِن تَجنِّيهِ

    فيبهِجُ النَفْسَ يا ويحَ الهَوى نَزَقٌ
    طاغٍ تَفَجَّرَ مِن أشهى تَصابيهِ

    أعاندُ السِرَّ في البَوحِ الشَهِيِّ على
    مَشارفِ البوحِ يُبْديني وأطويهِ

    أحدُّ مِن شَوقيَ المَحْمُومِ مُتّخِذاً
    دَرباً مِنَ الحُلْمِ نحوَ الوَصْلِ أمْشِيهِ

    مِنْ سورَةِ الماءِ أتلو ما يُحَرِّرُني
    مِن حرقةِ الدَمْعِ تغلي في مآقيهِ

    أغارُ منِّي إذا يدنو أتسألُني
    ألاّ أغارَ -برَبِّي- مِن مُحِبِّيهِ !

    وكيفَ أمنعُ نفسي لو تغارُ على
    مَن صِرْتُ أقتُلُني عَمْدَاً وأحْيِيهِ ؟!

    عِشقي ، حَبيبي ، أمِيري ،كل ما ملكتْ
    يدايَ ، ما قلتُ أدنى مِن مَعاليهِ

    طفلي الحبيبُ ، صَغيري والكبيرُ معاً
    لهُ النّياطُ وفي جوفي أُواريهِ

    مَراكبي كلُّها في بَحرهِ غرَقَتْ
    فكيفَ أحلمُ –وَيحي- في شَواطيهِ

    وكيفَ أعجَبُ إن غُرِّبتُ في وطني
    ألاّ يطيبَ مُقامي في مَنافيهِ

    قالوا : جنُوناً وهَل في العِشق بعض رُؤىً
    للعَقلِ تَبدو إذا يُشقي مُصابيهِ ؟!

    لا تعذلوهُ بِجرْمِ القتلِ إنْ بِدَمِي
    قَد لطَّختْهُ أيادٍ من أياديهِ

    فلا يُحاسَبُ مَعشوقٌ بعاشِقِهِ
    ولا يُؤاخَذُ والٍ في مَواليهِ !

    وما دمائي الّتي سالتْ على يَدِهِ
    إلّا بقايا خضابٍ يا مُعِيْبيهِ !

    فلتكتبوا بدِمائِي فوقَ صفحَتِهِ
    باسمِ القتيلِ قصيداً سَوفَ يرْثيهِ

    حتّى تزيلَ سنونَ الجَدبِ نعمتَها
    ويرجعَ الماءُ يَجري في سَواقيهِ

    فتَستَرِدُّ صَباحاتي معالمَها
    وتَستَعِيدُ مَعانيها لياليهِ

    عَلِّي أعودُ إلى شِعري فأنفخُ مِنْ
    رُوحي بكلِّ العذارى مِن قَوافيهِ

    حتّى تُحدِّثُ عنِّي الأرضَ قبلتُها
    والناسُ تكتبُ ما أحكي وتَرويهِ

    يَخْضَرُّ أدنى فؤادي إنْ هَممْتُ بهِ
    عِشقاً وتُزهرُ مِن وَجْدٍ أقاصِيهِ

    وليشهدِ الخَلقُ أنّي الصّبُّ في زَمَنٍ
    لم يُذكرِ العشقُ إلّا في أغانيهِ
    التعديل الأخير تم بواسطة زياد بنجر; الساعة 12-01-2012, 05:14.
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    #2
    حُيِّيت أخي الشاعر المبدع
    " جبر البعداني "
    معلّقة في جدار العشق ، زاهية ناصعة بديعة
    سلم قلبك العاشق الجميل
    تثبّت

    خالص الودّ و التّقدير
    لا إلهَ إلاَّ الله

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      تحياتى البيضاء

      أذيبُ ملحَ اشتياقي فوقَ جُرحِ نوىً
      قَد فتَّحَتْهُ يَدا بُعْدي فأُدْمِيهِ


      ما أجمل هذا البيت ، حيث نتلقى علاقة المضارعة " أذيب ملح .. وهى العلاقة التى تجعلنا أمام امتداد أليم لتعذيب يكابده بطل النص وإنما بفعله هو ، وتكراره الذى لا ينتهى عبر علاقة المضارعة

      - ثم نتلقى علاقة " ملح اشتياقى " وهى العلاقة التى تمثل إما استعارة مكنية حيث يتراءى لنا الاشتياق بحرا ماؤه مالح مرير ، وهنا يكون التخييل كانزا لإيحاء لتخيل شكل هذا البحر وموجج وهيئته التى يصوغها الاشتياق

      - كما يمكن تلقى العلاقة السابقة للمفعول على أنها علاقة التشبيه البليغ والتى تشبِّه الاشتياق بالملح فى مرارته ، وهى صورة تكنز تصويرا حسيا يمس الوجدان لفرط سلاسته وقربه من خبرات المتلقى العامة

      - ثم ولنتأمل علاقة الظرفية " فوق جرح نوى " وهى العلاقة التى تمثل ذروتها علاقة المضاف إليه " نوى " حيث نتلقى أيضا استعارة مكنية حيث يتراءى لنا النوى جسدا جريحا يذيب العاشق الملح فوقه

      - أو نتلقاه على أنه تشبيه بليغ حيث يتجسد لنا النوى ذاته جرحا وهى صورة بلا أداة تشبيه تجعلنا أمام انصهار الجرح فى النوى حتى يستحيلان كيانا واحدا بما يجعلنا أمام تعبير كنائى يبث الجو الوجدانى الذى يحتويه السياق

      - ثم ولنتأمل سياق " قد فتحته يدا بعدى " حيث نتلقى السياق عبر علاقة الماضى التى تجعلنا أمام يقين بطل النص ، ثم ولنتأمل جمالية التضعيف فى علاقة الفعل " فتحته " بما يجعلنا أمام مشهدية الجرح الذى تنكأه يدا البعد مرة تلو مرة ووجعا تلو وجع

      - ثم ولنتأمل جمالية الاستعارة " يدا بعدى " وهى الاستعارة المكنية التى تشى بالجو النفسى فالبعد كان شريكا فيه فاعلا بطل النص حيث البعد له يدان هما اللتان تتوجعان وتعذبان ضمير بطل النص لما كان منه ربما من هجر وفرقة

      تعليق

      • ركاد حسن خليل
        أديب وكاتب
        • 18-05-2008
        • 5145

        #4
        شاعرنا العزيز جبر البعداني
        أسعدني جدا أن أقرأ لك
        أدام الله عليك نعمة الحب.. ولا حرمك من متعه.
        تحياتي لك
        تقديري ومحبتي
        ركاد أبو الحسن

        تعليق

        • خالد شوملي
          أديب وكاتب
          • 24-07-2009
          • 3142

          #5
          رائعة هذه القصيدة.

          دمت بخير أيها الشاعر المتألق جبر البعداني

          محبتي وتقديري

          خالد شوملي
          متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
          www.khaledshomali.org

          تعليق

          • عبدالهادي القادود
            نائب رئيس ملتقى الديوان
            • 11-11-2014
            • 939

            #6
            وليشهدِ الخَلقُ أنّي الصّبُّ في زَمَنٍ
            لم يُذكرِ العشقُ إلّا في أغانيهِ

            وبعد ما قرأته نعم أشهد أنا أيضا

            شاعرنا الرائع جبر البعداني

            بورك البنان والبيان

            لا عدمناك

            تعليق

            يعمل...
            X