آخِرُ العُشّاق !
شعر / جبر البعداني
مَا أحْسَنُ الحُبِّ ؟ قَالَتْ : كُلُّ مَا فِيْهِ
فَالحُسْنُ مَا كَانَ إلّا مِنْ مَعَانِيْهِ
فَالحُبُّ ، مَا الحُبُّ ؟! لا لَفْظٌ وَلا صِفَةٌ
فِيْ دَفْتَرِ العِشْقِ أو اِسْمٌ يُسَمّيْهِ
هَل ثَمَّ للحبِّ اِسمٌ آخَرٌ فَفمِي؟!
قَد مَلّ ما كانَ يُتلى مِن أسامِيهِ
ما عادَ في معْجَمِ الألفاظِ مُفردَةٌ
كي تنطقَ العِشقَ في أرقى مَعانيهِ
هذا هُوَ الحُبُّ لا نِدٌّ و لا شَبَهٌ
ولا مَثيلٌ ولا كِفءٌ يُساويهِ
أهْواهُ لفظاً وهل يكفي لما حَملتْ
لهُ الحَنايا وما في القَلبِ أُخْفِيهِ؟!
أذوبُ مِن فَرْط ِوَجدي لا أُصارِحُهُ
فمِشعلُ الشوقِ يخبو حينَ نُبديهِ
أذيبُ ملحَ اشتياقي فوقَ جُرحِ نوىً
قَد فتَّحَتْهُ يَدا بُعْدي فأُدْمِيهِ
وأغسِلُ العَيْنَ بالعَبراتِ مِنْ حُرَقٍ
ألهتْ طهُورَ جِناني عَن أمانيهِ
آوي لحضنِ يَقيني عَلّ يعْصِمُني
من سَيْلِ صدِّ حبيبي أو تناسِيهِ
ألوذُ بالصَبر سؤلي : أي أحجيةٍ
يا شَوقُ تُشغِلُني عَمّا أُعانيهِ ؟!
أهوى عِنادَ حَبيبي ، طيشَ ثورتهِ ،
سِحْرَ الجنُونِ المحلّى في تَماديهِ
وأعزفُ الصدَّ في عَينيهِ أغنيةً
جذلى تذوبُ بلَحْنٍ مِن تَجنِّيهِ
فيبهِجُ النَفْسَ يا ويحَ الهَوى نَزَقٌ
طاغٍ تَفَجَّرَ مِن أشهى تَصابيهِ
أعاندُ السِرَّ في البَوحِ الشَهِيِّ على
مَشارفِ البوحِ يُبْديني وأطويهِ
أحدُّ مِن شَوقيَ المَحْمُومِ مُتّخِذاً
دَرباً مِنَ الحُلْمِ نحوَ الوَصْلِ أمْشِيهِ
مِنْ سورَةِ الماءِ أتلو ما يُحَرِّرُني
مِن حرقةِ الدَمْعِ تغلي في مآقيهِ
أغارُ منِّي إذا يدنو أتسألُني
ألاّ أغارَ -برَبِّي- مِن مُحِبِّيهِ !
وكيفَ أمنعُ نفسي لو تغارُ على
مَن صِرْتُ أقتُلُني عَمْدَاً وأحْيِيهِ ؟!
عِشقي ، حَبيبي ، أمِيري ،كل ما ملكتْ
يدايَ ، ما قلتُ أدنى مِن مَعاليهِ
طفلي الحبيبُ ، صَغيري والكبيرُ معاً
لهُ النّياطُ وفي جوفي أُواريهِ
مَراكبي كلُّها في بَحرهِ غرَقَتْ
فكيفَ أحلمُ –وَيحي- في شَواطيهِ
وكيفَ أعجَبُ إن غُرِّبتُ في وطني
ألاّ يطيبَ مُقامي في مَنافيهِ
قالوا : جنُوناً وهَل في العِشق بعض رُؤىً
للعَقلِ تَبدو إذا يُشقي مُصابيهِ ؟!
لا تعذلوهُ بِجرْمِ القتلِ إنْ بِدَمِي
قَد لطَّختْهُ أيادٍ من أياديهِ
فلا يُحاسَبُ مَعشوقٌ بعاشِقِهِ
ولا يُؤاخَذُ والٍ في مَواليهِ !
وما دمائي الّتي سالتْ على يَدِهِ
إلّا بقايا خضابٍ يا مُعِيْبيهِ !
فلتكتبوا بدِمائِي فوقَ صفحَتِهِ
باسمِ القتيلِ قصيداً سَوفَ يرْثيهِ
حتّى تزيلَ سنونَ الجَدبِ نعمتَها
ويرجعَ الماءُ يَجري في سَواقيهِ
فتَستَرِدُّ صَباحاتي معالمَها
وتَستَعِيدُ مَعانيها لياليهِ
عَلِّي أعودُ إلى شِعري فأنفخُ مِنْ
رُوحي بكلِّ العذارى مِن قَوافيهِ
حتّى تُحدِّثُ عنِّي الأرضَ قبلتُها
والناسُ تكتبُ ما أحكي وتَرويهِ
يَخْضَرُّ أدنى فؤادي إنْ هَممْتُ بهِ
عِشقاً وتُزهرُ مِن وَجْدٍ أقاصِيهِ
وليشهدِ الخَلقُ أنّي الصّبُّ في زَمَنٍ
لم يُذكرِ العشقُ إلّا في أغانيهِ
شعر / جبر البعداني
مَا أحْسَنُ الحُبِّ ؟ قَالَتْ : كُلُّ مَا فِيْهِ
فَالحُسْنُ مَا كَانَ إلّا مِنْ مَعَانِيْهِ
فَالحُبُّ ، مَا الحُبُّ ؟! لا لَفْظٌ وَلا صِفَةٌ
فِيْ دَفْتَرِ العِشْقِ أو اِسْمٌ يُسَمّيْهِ
هَل ثَمَّ للحبِّ اِسمٌ آخَرٌ فَفمِي؟!
قَد مَلّ ما كانَ يُتلى مِن أسامِيهِ
ما عادَ في معْجَمِ الألفاظِ مُفردَةٌ
كي تنطقَ العِشقَ في أرقى مَعانيهِ
هذا هُوَ الحُبُّ لا نِدٌّ و لا شَبَهٌ
ولا مَثيلٌ ولا كِفءٌ يُساويهِ
أهْواهُ لفظاً وهل يكفي لما حَملتْ
لهُ الحَنايا وما في القَلبِ أُخْفِيهِ؟!
أذوبُ مِن فَرْط ِوَجدي لا أُصارِحُهُ
فمِشعلُ الشوقِ يخبو حينَ نُبديهِ
أذيبُ ملحَ اشتياقي فوقَ جُرحِ نوىً
قَد فتَّحَتْهُ يَدا بُعْدي فأُدْمِيهِ
وأغسِلُ العَيْنَ بالعَبراتِ مِنْ حُرَقٍ
ألهتْ طهُورَ جِناني عَن أمانيهِ
آوي لحضنِ يَقيني عَلّ يعْصِمُني
من سَيْلِ صدِّ حبيبي أو تناسِيهِ
ألوذُ بالصَبر سؤلي : أي أحجيةٍ
يا شَوقُ تُشغِلُني عَمّا أُعانيهِ ؟!
أهوى عِنادَ حَبيبي ، طيشَ ثورتهِ ،
سِحْرَ الجنُونِ المحلّى في تَماديهِ
وأعزفُ الصدَّ في عَينيهِ أغنيةً
جذلى تذوبُ بلَحْنٍ مِن تَجنِّيهِ
فيبهِجُ النَفْسَ يا ويحَ الهَوى نَزَقٌ
طاغٍ تَفَجَّرَ مِن أشهى تَصابيهِ
أعاندُ السِرَّ في البَوحِ الشَهِيِّ على
مَشارفِ البوحِ يُبْديني وأطويهِ
أحدُّ مِن شَوقيَ المَحْمُومِ مُتّخِذاً
دَرباً مِنَ الحُلْمِ نحوَ الوَصْلِ أمْشِيهِ
مِنْ سورَةِ الماءِ أتلو ما يُحَرِّرُني
مِن حرقةِ الدَمْعِ تغلي في مآقيهِ
أغارُ منِّي إذا يدنو أتسألُني
ألاّ أغارَ -برَبِّي- مِن مُحِبِّيهِ !
وكيفَ أمنعُ نفسي لو تغارُ على
مَن صِرْتُ أقتُلُني عَمْدَاً وأحْيِيهِ ؟!
عِشقي ، حَبيبي ، أمِيري ،كل ما ملكتْ
يدايَ ، ما قلتُ أدنى مِن مَعاليهِ
طفلي الحبيبُ ، صَغيري والكبيرُ معاً
لهُ النّياطُ وفي جوفي أُواريهِ
مَراكبي كلُّها في بَحرهِ غرَقَتْ
فكيفَ أحلمُ –وَيحي- في شَواطيهِ
وكيفَ أعجَبُ إن غُرِّبتُ في وطني
ألاّ يطيبَ مُقامي في مَنافيهِ
قالوا : جنُوناً وهَل في العِشق بعض رُؤىً
للعَقلِ تَبدو إذا يُشقي مُصابيهِ ؟!
لا تعذلوهُ بِجرْمِ القتلِ إنْ بِدَمِي
قَد لطَّختْهُ أيادٍ من أياديهِ
فلا يُحاسَبُ مَعشوقٌ بعاشِقِهِ
ولا يُؤاخَذُ والٍ في مَواليهِ !
وما دمائي الّتي سالتْ على يَدِهِ
إلّا بقايا خضابٍ يا مُعِيْبيهِ !
فلتكتبوا بدِمائِي فوقَ صفحَتِهِ
باسمِ القتيلِ قصيداً سَوفَ يرْثيهِ
حتّى تزيلَ سنونَ الجَدبِ نعمتَها
ويرجعَ الماءُ يَجري في سَواقيهِ
فتَستَرِدُّ صَباحاتي معالمَها
وتَستَعِيدُ مَعانيها لياليهِ
عَلِّي أعودُ إلى شِعري فأنفخُ مِنْ
رُوحي بكلِّ العذارى مِن قَوافيهِ
حتّى تُحدِّثُ عنِّي الأرضَ قبلتُها
والناسُ تكتبُ ما أحكي وتَرويهِ
يَخْضَرُّ أدنى فؤادي إنْ هَممْتُ بهِ
عِشقاً وتُزهرُ مِن وَجْدٍ أقاصِيهِ
وليشهدِ الخَلقُ أنّي الصّبُّ في زَمَنٍ
لم يُذكرِ العشقُ إلّا في أغانيهِ
تعليق