شعرية المكان في شعر د. محمود الحليبي
بداية سيكون الانطلاق من مقطوعته الشعرية " وله "
ثم أساير الأمكنة في بعض قصائده
ثم أساير الأمكنة في بعض قصائده
يطالعنا الشاعر د. محمود الحليبي بمقطوعة شعرية ذات هندسة خارجية وهندسة داخلية - كما أغلب مقطوعاته - .. أما الخارجية فهي أن هذه المقطوعة تتألف من بضعة أبيات .. إطار خارجي على أوزان معينة وضمن بحر المتقارب .. والتي يبوح من خلالها الشاعر بمكنون روحه وخلجات نفسه .. !
وهذه المقطوعة مكثّفة الدلالة والرمزية و تبرهن لنا بدلائل ملموسة على أن المهارة والاحترافية الشعرية ليست في الكمّ بل في الكيف .. إذ يمكن لمقطوعة شعرية أن تفوق قصيدة مطولة أو حتى معلقة لما فيها من بنية شعرية ولغوية قوية ودلالة رمزية وتراكيب أسلوبية وتخييل شاعري رائع .. أما الهندسة الداخلية فسأتطرق إليها فيما بعد عن شعرية المكان ..!
وهذه المقطوعة مكثّفة الدلالة والرمزية و تبرهن لنا بدلائل ملموسة على أن المهارة والاحترافية الشعرية ليست في الكمّ بل في الكيف .. إذ يمكن لمقطوعة شعرية أن تفوق قصيدة مطولة أو حتى معلقة لما فيها من بنية شعرية ولغوية قوية ودلالة رمزية وتراكيب أسلوبية وتخييل شاعري رائع .. أما الهندسة الداخلية فسأتطرق إليها فيما بعد عن شعرية المكان ..!
هذه المقطوعة الموسومة ب " وله " ملأى بقشعريرة الشعر التي تسري في شرايين القافية بتدفق عذب ..و ترسم تقاسيم عشق تنفّس الحزن عبر أمكنة وأزمنة هذه المقطوعة الشعرية .. فتتمطى تلكم الزمكانية ما بين مسافات البعد والوله ..
الوله .. وما أدراك ما الوله .. ! عنوان اختاره الشاعر د. محمود الحليبي لهذه الأبيات الوارفة .. والوله في منظومة القواميس هو : ( الحيرة من شدة الحب حتى ذهاب العقل )
ونجد أنه عنوان يتكوّن من كلمة واحدة كما فعل الشاعر هذا في قصائد أخرى مثل : " ميس " ، " لا تقلقي .. " ، اكرهيني " ، " تفاحة " ، " برد " ، وكذلك " روح " .. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مدى عنصر التكثيف والرمزية في شعر شاعرنا الفاضل د. محمود الحليبي
الوله .. وما أدراك ما الوله .. ! عنوان اختاره الشاعر د. محمود الحليبي لهذه الأبيات الوارفة .. والوله في منظومة القواميس هو : ( الحيرة من شدة الحب حتى ذهاب العقل )
ونجد أنه عنوان يتكوّن من كلمة واحدة كما فعل الشاعر هذا في قصائد أخرى مثل : " ميس " ، " لا تقلقي .. " ، اكرهيني " ، " تفاحة " ، " برد " ، وكذلك " روح " .. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مدى عنصر التكثيف والرمزية في شعر شاعرنا الفاضل د. محمود الحليبي
بدأ الشاعرهذه المقطوعة بفرحته العارمة حين تهشّ عليه حبيبته بوعد .. هذه الفرحة التي تلفّ الشاعر في وشاح دفيء ويرتشفها حتى الثمالة تجعله يغيب .. - ليكون غياب الروح لا الجسد - يغيب كمن يفقد الوعي ليعيش بكيان اللاوعي .. والغياب هنا جاء كأنه هروب من مكان محاصر إلى مكان تخيلي مفتوح على آفاق الممكن .. يرتحل من مكانه إلى مكان آخر يحقق له لذة الوصال الروحي .. لم يخبرنا الشاعر بنوع الوعد الذي تهش ّبه الحبيبة عليه لكن من مضمون القصيدة وخصوصا من آخر بيت فيها ندرك أنه الوعد باللقاء .. وهنا بطل القصيدة تتملّكه الفرحة فينفصل عن الزمان والمكان .. ويرتحل ممتطيا صهوة الأخيلة .. إلى مكان وزمان اللقاء .. انفصل عن الزمان الواقعي ليرحل إلى زمكان تخيّلي .. صهوة الأخيلة كأنها آلة الزمن التي تنقله من زمن إلى آخر في لمح البصر.. وحينها - وحين تملؤه الفرحة ويغيب - يشرب أوقاته المملوءة بهسهسات الهوى .. الأوقات المترعة والمذهلة هنا كؤوس يشرب من خلالها بطل القصيدة عذب حديث الهوى الخافت والخفيّ .. حديث هوى خفيّ لا يسمعه أحد سواه .. لا يتسرّب من أعماقه للخارج .. أعماقه وروحه هي غرفة معزولة لا ينتقل صوت - هسهسات - الهوى لخارجها .. حتى الصدى لا يتردد إلا بين جدران فؤاده .. وهنا نلاحظ مدى الرمزية الرائعة والصورة الشعرية المتقنة باحترافية بالغة التي رسمها لنا الشاعر ليخبرنا بسرية هذا الحديث ..
وينتقل بنا بعدها إلى طرح سؤال .. سؤالٍ ليس مساءلة للقارئ بل هو سؤال يطرحه على الذات الشاعرة .. يسأل الشاعر ذاته بل روحه حدّ الجنون .. جنون أعيا عقله أن يعقل هذا الجنون أو أن يتحمل تبعات هذا السؤال .. ونجد الشاعر قد استعمل كلمة " أسائل روحي " ولم يقل أسائل نفسي .. لندرك اختياره الموفق في استعمال الكلمة في مكانها الصحيح ..الشاعر اختار بدقة أين يضع لبنة الكلمة لتشيّد مدينة العشق عنده أقصد مدينة القافية .. الروح هي حجر الزاوية في معظم أشعار الشاعر د. محمود الحليبي .. وهنا تتجلى شعريته في اختيار الكلمة المناسبة التي رصّها وقد أدت المهمة بإتقان ..
حين يغيب ممتطيا صهوة الأخيلة كان يغيب بالروح ليقابل الروح ..ولهذا أخذت الروح حيزا زمكانيا في هذه المقطوعة .. ليسأل روحه بكل ما تعنيه الروح من السمو والرقي والبراءة من تهمة الجنون .. فحين استعمل حدّ الجنون لم يكن ليستعمل مثلا : أسائل نفسي .. كي يرتقي بالعقل من مرتبة الجنون المادي والحسي إلى مرتبة الرقي العقلي وأنه في كامل قواه العقلية والنفسية والروحية .. لكن العشق حين تملّكه صار لا يتحمل شساعة المكان الذي يفصله عن حبيبته .. ليضع لنا كأس السؤال الذي فاض بالأنين والحسرة وشذرة أمل على مائدة الحيرة
أثمّةَ شيءٌ على الأرضِ يفدي
مَسافةَ ما بينها والوَله ؟!
مَسافةَ ما بينها والوَله ؟!
يتساءل الشاعر بصوت مليء بالحيرة والتشتت وصراخ صامت يتقلّب على جمر ضلوعه ولا يكاد يسمعه أحدا .. كأن الصدى تشرّبته جدران اللاجواب ..
يتساءل .. أهناك شيء ما يوجد على الأرض يفدي المسافة ما بين حبيبته وما بين الوله ..؟ ! .. أهناك شيء أغلى وأعظم من كنوز الدنيا ليكون فدية يفدي بها المسافة التي تفصله عن حبيبته ؟ .. هذه المسافة جعلته يعيش حالة الوله التي فقدَ فيها صواب روحه لا صواب عقله .. ولهان حدّ الجنون الروحي .. الروح تريد الوصال مع تلكم الحبيبة التي هشّت عليه بوعد .. فهو يريد من يخلّصه وينقذه لا من الوله لكن من تلك المسافات التي تجثم على صدر أنفاس العشق عنده .. فهو مستعد أن يعطي كل ما هو على الأرض من كنوز بل و ما هو أعظم مما على الأرض مهما كان ثمنه ليقرّب المسافات ويتنفس الوعد عطر حقيقة المكان والزمان .. يتحول الوعد إلى حقيقة يعيشها وينعم بدفء عذوبتها..!
ومن عبق المكان والزمان ننطلق لنبحر في شعرية المكان في شعر شاعر الحب والحكمة د. محمود الحليبي
أخذت بعض قصائد الشاعر كأنموذج لرمزية شعرية المكان في شعره
وهي كالتالي :
قصيدة : الأسطورة
قصيدة : عيدان مرّا .. ولما
قصيدة : فنجان عشق
قصيدة : الحب البدوي
قصيدة : في الرمل حمى
قصيدة : الفرس الهاربة
قصيدة : في حضرة الذبول
قصيدة : على عنقود عنب
أخذت بعض قصائد الشاعر كأنموذج لرمزية شعرية المكان في شعره
وهي كالتالي :
قصيدة : الأسطورة
قصيدة : عيدان مرّا .. ولما
قصيدة : فنجان عشق
قصيدة : الحب البدوي
قصيدة : في الرمل حمى
قصيدة : الفرس الهاربة
قصيدة : في حضرة الذبول
قصيدة : على عنقود عنب
المكان.. لا أقصد به الفضاء الهندسي الجغرافي كما يفسره أبو الهندسة إقليدس .. ليكون فضاءً طوبغرافيا بل الفضاء المكاني الذي سنبحر في أعماقه هو المكان بوصفه فضاءً شعريا ، نفسيا ، ووجدانيا .. وكل ما تمثّله الشعرية في المكان كفضاء يستعمله الشاعر في شعره .. ما يهمني هو أن أتطرق للمكان ببعده الشعري والشعرية عند الشاعر .. ومن هذا المنطلق نبحر في ماهية المكان في شعرد. محمود الحليبي
إذا تتبعنا شعر هذا الشاعر المبدع سنجد أن المكان عنده ليس مكانا جغرافيا ماديا ووجوديا بل هو مكان فني وشعري بالدرجة الأولى .. فجمالية المكان لا تؤسس على الجمالية المادية في الوصف بل ترتكز بالخصوص – في رأيي البسيط – على ما يحمله المكان من معانٍ نفسية وروحية ووجدانية .. فمثلا نجد الشاعر يستعمل مفردات للمكان في شعره مثل : ( البحر ، المقهى ، المدينة ، الشاطئ ، الحديقة ، العش ، الحقول ، الشوارع ، المشاوير ، الضفاف ، الصحراء ، البيداء ، الخيمة ، الجسر ... )
كل هذه الأمكنة تحيلنا إلى شعرية باذخة لو تمعنا النظر فيها .. فحين يقول في قصيدة الأسطورة مثلا :
كل هذه الأمكنة تحيلنا إلى شعرية باذخة لو تمعنا النظر فيها .. فحين يقول في قصيدة الأسطورة مثلا :
سَتُخْبِرُكِ المَدِينَةُ عَـنْ حَنِينِـي
لأرْضٍ لَمْ أَجِـدْ فِيهَـاسَمَايَـا
لأرْضٍ لَمْ أَجِـدْ فِيهَـاسَمَايَـا
وَتُنْبِئُكِ الشَّوَارِعُ عَـنْ خُطَايَـا
وَعَنْ عَيْنيتُسَافِرُ في الزَّوَايَـا
وَعَنْ عَيْنيتُسَافِرُ في الزَّوَايَـا
وَتُهْدِيكِ الحَدَائِقُ لَحْـنَشَوْقِـي
فَكَـمْ أَهْدَيْـتُ مَغْنَاهَـا غِنَايَـا
فَكَـمْ أَهْدَيْـتُ مَغْنَاهَـا غِنَايَـا
سَتَرْوينِـي مَقَاهِيهَـا فَأَصْغِـي
فَـإِنَّ بِهَـا لِجِلْسَاتِـي حَكَايَـا
فَـإِنَّ بِهَـا لِجِلْسَاتِـي حَكَايَـا
نرى هنا مدى الشعرية التي تميّز بها المكان في شعر هذا الشاعر المبدع فقد جعل المدينة رسولا بينه وبين حبيبته تخبرها بعظم حنينه إليها .. المدينة أضفى عليها صفة الحركة والذاتية لتكون ذاتا تتنفس الوعي والإدراك لتنقل الأخبار للحبيبة .. لقد سكب في المدينة حسّا وجدانيا يتلمسه القارئ في عذوبة الكلمة ذات الدلالة الرمزية المتقنة ليجعله يندمج مع فضاء المكان وكأنه كائن تدب فيه الحياة ..
وكذا مع باقي الأمكنة ( الشوارع : تنبئك الشوارع عن خطايا ، الزوايا : وعن عيني تسافر في الزوايا ، الشواطئ : سلي عني شواطئها ، المقاهي : سترويني مقاهيها فأصغي ... لجلساتي حكايا )
حتى المقاهي أخرجها من حيز مكاني جامد ليسكب في قالبها اللامتحرك حركية ذات خفقة وجدانية فتتحول من مكان مغلق ومحاصر بحدود هندسية طبوغرافية إلى فضاء رحب يستطيع أن يحكي ويروي ما كان يفعله الشاعر – بطل القصيدة – وهو متواجد في حيّزها المكاني للحبيبة .. تروي المقاهي لمعشوقته حركاته وسكناته وماجرى في جلساته فيها ..
إنه ينقل ذهن القارئ من رؤية ومفهوم المقاهي كفضاء جغرافي بحت صاخب وفيه من الثرثرة الكثيرومن الضجيج الأكثر إلى مكان رومانسي يتدفق أحاسيس ويعي ما جرى للشاعر فتتحوّل هذه المقاهي إلى رسول مابين الشاعر ومعشوقته .. فتنساب في الذاكرة صورة توقظ تضادا بين المفهومين .. مفهوم المقاهى كمكان جغرافي والمقاهي كمكان نفسي وجداني يتحرك بحركية الشعرية التي يضفيها الشاعرعلى الأمكنة في قصائده
وكذا مع باقي الأمكنة ( الشوارع : تنبئك الشوارع عن خطايا ، الزوايا : وعن عيني تسافر في الزوايا ، الشواطئ : سلي عني شواطئها ، المقاهي : سترويني مقاهيها فأصغي ... لجلساتي حكايا )
حتى المقاهي أخرجها من حيز مكاني جامد ليسكب في قالبها اللامتحرك حركية ذات خفقة وجدانية فتتحول من مكان مغلق ومحاصر بحدود هندسية طبوغرافية إلى فضاء رحب يستطيع أن يحكي ويروي ما كان يفعله الشاعر – بطل القصيدة – وهو متواجد في حيّزها المكاني للحبيبة .. تروي المقاهي لمعشوقته حركاته وسكناته وماجرى في جلساته فيها ..
إنه ينقل ذهن القارئ من رؤية ومفهوم المقاهي كفضاء جغرافي بحت صاخب وفيه من الثرثرة الكثيرومن الضجيج الأكثر إلى مكان رومانسي يتدفق أحاسيس ويعي ما جرى للشاعر فتتحوّل هذه المقاهي إلى رسول مابين الشاعر ومعشوقته .. فتنساب في الذاكرة صورة توقظ تضادا بين المفهومين .. مفهوم المقاهى كمكان جغرافي والمقاهي كمكان نفسي وجداني يتحرك بحركية الشعرية التي يضفيها الشاعرعلى الأمكنة في قصائده
أمثلة أخرى في قصيدة : الحب البدوي
لَوْ بَنَى الحُبُّ فِي القُلُوبِ دِيَـارًا
لبنَى لِي عَلى فُؤَادِي مَدِينَهْ !
لَوْ بَنَى الحُبُّ فِي القُلُوبِ دِيَـارًا
لبنَى لِي عَلى فُؤَادِي مَدِينَهْ !
وفي قصيدة : في الرمل حمى
أَمْشِي وَفِي الرَّمْـلِ حُمَّـى وَالطَّرِيـقُ يَـدٌ
شَـلاَّءُ تَرْسُـفُ فِــي قَـيْـدٍ وَإِغْـمَـاءِ
أَمْشِي وَفِي الرَّمْـلِ حُمَّـى وَالطَّرِيـقُ يَـدٌ
شَـلاَّءُ تَرْسُـفُ فِــي قَـيْـدٍ وَإِغْـمَـاءِ
وكذلك قصيدة : الفرس الهاربة
كيفَ المسافاتُ انتهتْ بسُهولةٍ
وقَطعْتِ كُلّ حَولجِزي وَسُدُودي؟
وقَطعْتِ كُلّ حَولجِزي وَسُدُودي؟
إني لأجلك قد حرست مدينتي
وبثثت فيها أعيني وحشودي
وبثثت فيها أعيني وحشودي
ونصبت فيها من ضلوعي فرقة
ترعاك ؛ أنى رحت كان جنودي
ترعاك ؛ أنى رحت كان جنودي
وزرعت بالقلق الطويل شوارعي
ورصفتها بحشاشتي وخدودي
ورصفتها بحشاشتي وخدودي
في الأبيات الأخيرة من قصيدة الفرس الهاربة نجد تكثيفا رائعا لشعرية المكان والذي يعكس عبر مرآة الذات الشاعرة مدى الحيرة والقلق والخوف و الجزع الذي يصاحبها من بداية القصيدة إلى مشارف نهايتها .. إذ تتحوّل الأمكنة ( المدينة ، الشوارع ، السدود ، الأرصفة ، الضلوع ) إلى محرقة للشاعر ترهقه حدّ الشعور بالاحتضارعند هروب معشوقته - الفرس - .. الشاعر قد رسم بألوان الطيف شعرية الأمكنة التي حرص وأصرّ وجاهد وتعب على أن تكون أمكنة يتدفق فيها .. الدفء ، الطمأنينة ، الأمن والأمان على ذات المعشوقة التي هربت – الفرس – لكن مفهوم الأمكنة لدى ذات المعشوقة مضاد ومغاير لمفهوم الذات العاشقة - الشاعر- فهي هرولت وهربت لأنها رأت – رؤية ذهنية ووجدانية – أن الأمكنة بدون خيّالها ورفيقها باردة وموحشة ولا أمان فيها وذلك حين شعرت أن الشاعر - فارسها وخيّالها - قد تخلى عنها حين أطلق عنانها وهما يسيران جنبا إلى جنب .. " ثم إن نفسي حدثتني - اتكاء على طول عهدي بها وعهدها بي - أن أسايرها بلا عنان ؛فخليتها " ( المقدمة التي أرفقها الشاعر مع القصيدة )
لقد تغيّر مفهوم المكان من مجرد شارع وسدود وأرصفة ليصبح قطعة فنية شعرية يتلمسها القارئ في عذوبة الكلمات الدالة على الرمزية المتقنة فيتفاعل – القارئ – مع المكان ويدرك مدى قدرة الشاعر على استنطاق هذه الأمكنة وتحويلها من مكان طبوغرافي إلى فضاء رحب نفسي ووجداني
وفي الختام يهمس المكان بهذه الأبيات
أَسْكُنُ الأَفْيَـاءَ فِـي حَـيِّ الـرُّؤَى
وَأُغَنِّـي حِيـنَ يَغْزُونِـي التَّعَـبْ
وَأُغَنِّـي حِيـنَ يَغْزُونِـي التَّعَـبْ
تَجِدِينِي مِثْلَ ( بُلْبُولِ الحَسَا )
أَتَغَنَّـى فَـوْقَ عُنْقُـودِ العِنَـبْ !
أَتَغَنَّـى فَـوْقَ عُنْقُـودِ العِنَـبْ !
تعليق