آه ومعناها ...أنا مسؤول!/ مصطفى بونيف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى بونيف
    قلم رصاص
    • 27-11-2007
    • 3982

    آه ومعناها ...أنا مسؤول!/ مصطفى بونيف

    كتب مصطفى بونيف

    آه ومعنـــاها.....أنا مســؤول !


    راسلني الكثير من الأصدقاء والقراء يتساءلون عن سر اختفائي المفاجئ، وانقطاعي عن نشر مقالاتي وحكاياتي الساخرة...حتى أن هناك من اعتقد بأنني قد أكون نزيلا في فندق خمس نجوم (من الذين يحبهم قلبك)، أو بأحد المستشفيات ..بينما اختصر آخرون الطريق وصلوا علي صلاة الغائب ...
    الحقيقة أنني لست أسيرا، أو مريضا، أو ميتا...ولكنني (العاقبة عندكم) أصبحت مسؤولا..!، لماذا أنت مندهش هكذا عزيزي القارئ؟..أي والله لقد أصبحت مسؤولا، وصرت من أولئك الذين يجلسون على الأريكة ويصدرون الأوامر...هو شعور – بيني وبينكم- تمنيت كثيرا أن أجربه قبل أن ألقى وجه الكريم، ...من أجل ذلك اسمحوا لي أن أنفش ريشي عليكم وأمشي متبخترا ذات اليمين وذات الشمال، وأعلق أنفي في السماء، وبأن أتكلم معكم ورأسي تنظر إلى شيئ ما في السحاب، واحذروا أن تنادوني باسمي ناشفا من غير ألقاب...وإلا فإنني سأتابعكم قضائيا بتهمة إهانة موظف منفوخ...
    اسمحوا لي أن أصف لكم حجم سعادتي – المنقطعة النظير- عندما فتحوا لي باب المكتب لأول مرة..ثم قالوا لي "تفضل يا أستاذ"، كان شعورا رائعا لا يضاهيه في الدنيا إلا شعور العريس في ليلة الدخلة...وأخيرا هاهو ذا أمامي سأحضنه وأبوسه وأتنطط عليه..."الكرسي "...كتمت فرحتي ونظرت في قرف مصطنع إلى الكرسي وقلت لمن حولي " المسؤولية صعبة يا جماعة وإنه ابتلاء، ساعدوني عليه"، ثم ارتميت على الكرسي ...وصرخت أين الختم؟...لأنني وبصراحة لا يعجبني في هذه الدنيا شيئ أكثر من الأختام..
    قال لي أحدهم: "الختم في الدرج"...ثم انصرف
    فتحت الدرج وتلقفت الختم، وأخذت أضرب به الأوراق..طاخ..طاخ..طاخ، كان المكتب يهتز مع كل ضربة، زلزلت البناية بصوت الخبط، وبين كل خبطة وخبطة أقوم بتلك الحركة الغبية وهي النفخ في الختم..!
    ولم يوقفني سوى رنين هاتف المكتب...لا أستطيع أن أصف لكم مدى سعادتي به وهو يرن على مسامعي..أخذت السماعة في كبرياء شديد حتى انتفخ جلد رقبتي "ألو.."...، وإذا به مسؤول في إدارة أخرى يهنئني بهذا المنصب الهام، وضرورة فتح جسور التعاون بين الإدارتين ..كانت إجاباتي لا تزيد على أكثر من كلمة " شكرا، وإن شاء الله"...ثم أقفلت في وجهه السماعة لأواصل متعتي في التنطط على الأريكة....حتى حدثت الصدمة الكبرة عندما اكتشفت وجود صحن من الشكولاطة على الطاولة والتي يفترض أن أخصصها لضيوف مكتبي...لكنني من هواة الشكولاطة ومريديها ...أخذت الصحن وخبأته تحت المكتب...
    لفت انتباهي الصورة الرسمية للسيد الرئيس، لم أكن أنتبه إلى أن سيادته على قدر كبير من الوسامة إلا اليوم....كنت أنظر إلى تقاطيع وجهه الجميلة وبدلته الأنيقة التي تناسق لونها الأسود مع ألوان العلم الوطني الذي يقف بجانبه....بل إنني اليوم فقط لاحظت بأن العلم الوطني جميل ..ولم يقطع قشعريرتي الوطنية سوى رنين هاتفي المحمول...نظرت إلى شاشته فإذا به صديقي " محمود"...إنه رفيق الكفاح أيام البطالة والتشرد ...فتحت الخط في وجهه ورحت أضرب الختم على المكتب...وصرخت " لا بأس يا محمود أنا أعمل الآن كلمني بعد الظهر"، ثم أقفلت في وجهه الخط...
    "ما أفخم الفخامة!"...عندهم حق سادتنا من المسئولين عندما تغمض عيونهم عن رؤيتنا نحن صراصير الأمة، وتصم آذانهم عنا نحن معشر النمل مادام النمل بلا صوت...فالجلوس على أريكة المسؤولية يجعلك تعرف بأن لمؤخرتك عليك حق!، بدلا من الجلوس على الأرصفة ومقاعد المقاهي التي لا تجلب إلا الهم والبواسير، هل في عمرك سمعت عن مسئول كبير عانى من البواسير؟...
    طرق أحدهم الباب ثم استأذن في الدخول، ووضع ملفا على مكتبي قائلا
    - هذا الملف يحتاج إلى توقيعكم، سيدي!
    أخرجت منديلا من جيبي لأمسح دموعي من شدة الـتأثر، هذه أول مرة في حياتي يقول لي أحدهم "سيدي"...
    نظر إلى الموظف في استغراب ثم قال لي "مابك يا سيدي؟"، وما إن كرر لفظة سيدي حتى ارتفع صوتي بالبكاء...قلت له متأثرا " لا تقلق لكنني تذكرت البوعزيزي في تونس، أحرق نفسه في مدينة اسمها سيدي..."
    فقال لي الموظف..."اسمها سيدي بوزيد..يا سيدي!"


    مصطفى بونيف
    [

    للتواصل :
    [BIMG]http://sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc3/hs414.snc3/24982_1401303029217_1131556617_1186241_1175408_n.j pg[/BIMG]
    أكتب للذين سوف يولدون
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #2
    مرحبا مرحبا يا أهلا و سهلا بعملاق الساخر
    مصطفى بونيف

    اسمح لي بداية أن نهنىء أنفسنا لعودة قلمك الرائع يضىء ملتقى الساخر
    و مرة أخرى أهنئك على أنك أصبحت من علية القوم و المحظوظين
    لكم تمنيت أن أعيش هذا الشعور الفخم و خاصة تلك الجلسة المنتشية على هذا الكرسي الذي يلف الحجرة يمينا و يسارا و شمالا و جنوبا و بيدي ختم السلطة و بفمي الشيكولاته
    ما أجمله من شعور و أنت تتنفخ على خلق الله
    تذكرت عندما أردت أن أشتري سيارة حتى ألعن و أشتم سائقي السيارات الأخرى و المواطنين الغلابا الماشيين على الأسفلت و أعيش هذا الشعور السادي مع خلق الله .. لكني تراجعت عندما تيقنت أني ليس لدي قاموس لمفردات الشتم و لن أستطيع الدفاع عن نفسي إذا تجرأ أحدهم و سحلني حتى أقرب قسم شرطة
    و تصورت إنتقام الظابط مني و من كل المحامين في شخصي المسكين

    أستاذنا الرائع
    مصطفى بونيف
    شكرا لهذا التوهج و هذا البريق
    ما عدمنا تواجدك الذي يضىء صفحات الساخر
    موضوع جميل و نص لاذع صبغ بأسلوبك العفوي و خفة ظلك و حضورك القوي
    شكرا لك من القلب
    لك التقدير و الإحترام دائما

    تعليق

    • مباركة بشير أحمد
      أديبة وكاتبة
      • 17-03-2011
      • 2034

      #3
      مبارك عليك منصب مسؤول يا "سيدي" مصطفى - هههه ابكي ...عسى أن تغسل عيونك ممالحق بها من أدران البطالة -وهنيئا لك صحن الشكولاتة الذي خبَاته تحت معطفك الثمين .لكن لاتفرح كثيرا بأنك لن تصاب بذاك المرض الذي ينجر إلى الفقراء البطَالين بسبب كثرة الجلوس على الأرصفة ،فهناك "مرض النقرس" سمعت أنه يصيب أهل الرفاهية والمسؤولين ...فالحذر...الحذر ،وقد أعذر من أنذر.
      أتركك بخير يا"سيدي" هههه المصطفى ،وقد يكون لي عودة للتعقيب عن "الصراصير والنمل ....وصورة الرئيس بين الأعلام .
      قلم رائع هو قلمك .ونشكرك على عودتك لملتقانا رغم ثقل مسؤوليتك .
      تقديري والتحية
      التعديل الأخير تم بواسطة مباركة بشير أحمد; الساعة 27-01-2012, 12:34.

      تعليق

      • حفصة فهمي
        مدير قسم
        أَمِيرَةُ أَلْإِِِِحْسَاسْ
        • 08-06-2008
        • 321

        #4
        مضى زمن لم أقرا فيه لك صديقي الأستاذ مصطفى بونيف
        وها أنا اعود لأجد هذا الطرح الرائع وأضم صوتي لأصدقائك
        فهل وصل بك الغرور أن تحرم القراء من أدبك الساخر الجميل
        وتجعلهم يلعنون الساعة التي ثم فيها تنصبيك كمسؤول ههههههه
        أم انها موجة عابرة من السيادة ستزول بضهور ثورة القراء ضدك؟
        دمت برقي ولا عدمنا نزف قلمك الشجاع
        مودتي وتقديري العميق


        //
        حتى اقل الحزن يتقن تعذيب الذاتـ...

        انسج من الوحـدهـ لوحـه للقأدم الاجمـل

        الونهـا بألوان انثى ..(أميرة ألإحساس)..

        واعلقهــا ذكرى على وطن

        :: ملتقى الأدباء والمبدعين العرب::

        تعليق

        • شيماءعبدالله
          أديب وكاتب
          • 06-08-2010
          • 7583

          #5
          السيادة تستحوذ على أحدنا حد النكران
          وهذه الظاهرة مستشرية وللأسف الشديد
          من السخرية أن نعيب على غيرنا ؛ ونكرر نفس الأخطاء .
          إن كان أحدنا على منصب يتكبر فلا عتب على "سيادة الريس"
          نص لاذع جدا
          وأقول أستاذ مصطفى بونيف تعال "وشوف" في العراق من المهازل
          من الذين في الحكم أجلكم الله
          بدءً من سيادة وفخامة حتى هو وبس "على وحدة ونص"
          ولا أراكم الله مكروها وعذرا من تجاوز ....

          سخرية صوبت وأصابت ..
          سلم المداد ودام وحمدا لله على السلامة وحيا الله العودة
          بورك العطاء
          تحية تليق مع فائق التقدير

          تعليق

          • أحمد على
            السهم المصري
            • 07-10-2011
            • 2980

            #6
            الكرسي !!
            وما يفعله الكرسي فقد يغير الشخص من صالح إلى طالح
            إذا ما استسلم لإغراءاته فلدى هذا المقعد الوثير أساليب جهنمية في إسقاط من يجلس عليه
            ويصبح أسيرا وخادما له .


            عمل ساخر رائع

            شكرا لك أ مصطفى

            تحيتي لك

            تعليق

            • أملي القضماني
              أديب وكاتب
              • 08-06-2007
              • 992

              #7
              الكاتب الساخر المتألق"مصطفى بونيف"

              الإنسان يَضْحَك ويُضْحِك, والضحك أحيانا يكون كالبكاء, وهذا ما يقوم به الكاتب الساخر, يضحكنا ويبكينا فنفهم مشاكلنا بطريقة أكثر عمقا وأكثر بساطة..

              الادب الساخر ليس بالضرورة مادة للضحك فقط وانما إيصال هموم //الناس للناس/ بأسلوب فكاهي محبب ومفهوم لكل طبقات المجتمع..


              الكاتب الساخر يقدم هموم مجتمعه بطريقة تلقي الضوء على المشاكل وعلى الظلم والمظلومين, .باسلوب يفهمه الجاهل والعاقل..

              وهو أدب عالمي وكتَّابه قلائل فليس أي أديب يمكن أن يجيده..


              أحيانا نصا كهذا لا يتعدى نصف صفحة,يعطينا صورة واضحة راصدة للواقع بأدق تفاصيله, حيث يحتاج البعض الى دراسات وبيانات واثباتات تحتاج الى صفحات لإيصال الفكرة وشرحها..


              هذا اللون من الادب محبب لقلبي وأعرف أنه يمكن أن يضحكنا نحن البسطاء والشرفاء لكنه يقلق ويقهر من يعنيهم الكاتب بالنص..

              تحية شاكرة لك (يا مصطفى)كتابة هذه الحروف التي تضع ملحا على جرح القهر من استغلال المتنفذين سلطاتهم لمصالحهم متنكرين لمصالح ناسهم وشعوبهم..


              مشاعرنا على حافة دمعة ,,,,


              شكرا لك وتحية تليق

              تعليق

              • د .أشرف محمد كمال
                قاص و شاعر
                • 03-01-2010
                • 1452

                #8
                أستاذ مصطفي هذا مرض شهير يصيب المشاهير ولا يصيب الحمير والصراصير والحمد لله
                أسمة المسؤليزم على نفس وزن السادزم والماسوشيزم
                وهو يؤدي إلى انتفاخ الأوداج وذلك نوع من التورم في الغدد اللمفاوية وانسداد بالجيوب الأنفية

                مع تفشخر في الشفاتير وتدلدل في الشلاضيم وتخشب في المفاصل ..خاصة فقرات الرقبة و العصعص
                ..البعض يطلق على ذلك لقب الألاطه ويرمونه جزافاً بالباطل أنه نوع من التعالي والتفاخر
                يصاحبه هلاوس سمعية وبصرية فيعجب المسؤول بكل الفاظ التبجيل والتطبيل والتهليل والتدليل للسادة الرؤساء و الوزراء والإعجاب الشديد بحذاء السيد الرئيس و تقاطيع معاليه ومكياجه و لون صبغة شعرة وفتحة بدلته وكذلك فتحتي منخاره
                أيضاً قد يكون مصحوبا ببعض أعراض الزهايمر نظراً لأنه يصيب غالباً كبار المسؤلين الذين عادة مايتعدون السن القانونية للإحالة للمعاش فينسون أصدقائهم وزملائهم وجيرانهم ولا يتذكرون سوي أبنائهم وأقاربهم الذين يعيّنونهم بأعلى المناصب أو يعدّونهم لوراثة كراسيهم ..!!
                والكراسي اه من خطر الكراسي فهي أحد اسباب تدهور الحالة وصعوبة علاجها فالعلاقة بين المسؤول والكرسي مثل الزواج الكاثوليكي لا طلاق فيه إنما إمساك بالأسنان أو تسريح بميدان .. فهناك بعض أنواع من الكراسي يسمي بالكرسي اللاصق وهو الذي يلتصق بالرئيس أو المسؤول إلى وفاته حتى أنهم يجدون بعد ذلك صعوبه لفصلهما عن بعضهما عند دفن الجثة وقد يضطرون إلى دفنهما معاً إلى مثواهما الأخير أو يلجؤون إلى الفصل الجراحي والتضحية ببعض من أجزاء الرئيس الهامه من أجل انقاذ الكرسي الثمين..!!
                كذلك لا يصاب المسؤول الكبير بالبواسير بسبب ذلك الكرسي الوثير المجهز بكافة وسائل الراحة مثل تلك التي توجد ببيت الراحة (الدبليو سي)من تكييف وتلطيف وتشطيف وتنضيف فلا يترك لدي المسؤول أي مجال للحذق أو المعاناه في اتخاذ القرار بل تمتاز قراراته بالإسهال لذوي الحظوة والنفوذ والإمساك على العوام من الشعب الغلبان.
                اللهم لا تفنتنا بفتنة الكرسي الدوار وإغننا عن السؤال لغيرك وأمتنا مسلمين غير مسؤولين وأحشرنا في الجنة مع الفقراء والمساكين .
                التعديل الأخير تم بواسطة د .أشرف محمد كمال; الساعة 27-01-2012, 18:23.
                إذا لم يسعدك الحظ بقراءة الحكاوي بعد
                فتفضل(ي) هنا


                ولا تنسوا أن تخبرونا برأيكم

                تعليق

                • د.نجلاء نصير
                  رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                  • 16-07-2010
                  • 4931

                  #9
                  ما أفخم الفخامة!"...عندهم حق سادتنا من المسئولين عندما تغمض عيونهم عن رؤيتنا نحن صراصير الأمة، وتصم آذانهم عنا نحن معشر النمل مادام النمل بلا صوت...فالجلوس على أريكة المسؤولية يجعلك تعرف بأن لمؤخرتك عليك حق!، بدلا من الجلوس على الأرصفة


                  أولا مرحبا بعملاق الساخر /
                  مصطفى بونيف
                  ما أجمل الفخامة والمفارقة هنا بين الامس واليوم فقد أصبح الرئيس وسيما والعلم ألوانه زاهية
                  والحياة تلونت بأجمل الألوان ربما بسبب الفخامة لا ينظر المنعمون لمشاكل البسطاء بعين التقدير
                  ويرونها تؤرقهم
                  رائع أستاذي القدير هنا سخرية لاذعة ممن يدّعون بغض المناصب ولكنهم في قرارة انفسهم يرقصون طربا
                  حينما يتقلدونها

                  sigpic

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    مبروووك سيدي مصطفى..
                    و الله عرفت أنّ وراء اختفاءك سرّ كبير..
                    بصراحة أنا من أولائك الذين اعتقدوا أنك في فندق خمس نجوم
                    يطوف بك الخدم و الحشم ..لكن بما أنك مسؤول كبييييير فهذا خبر رائع
                    تهاني و أدام الله عليك الكرسي ...إلى حين ثورة !
                    توحشناك مصطفى خويا .
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • فوزي سليم بيترو
                      مستشار أدبي
                      • 03-06-2009
                      • 10949

                      #11
                      آه أنا مسؤول ...
                      معناها أن تدفع ثمن جلوسك على كرسي المسؤولية
                      ولا أعتقد أن مصطفى بونيف من الرجال اللذين يقومون بالتضحية بذرّة من الحرية
                      من أجل وجاهة زائفة . وسينقل كلمة " أمرك سيدي " التي يسمعها من بسطاء القوم
                      إلى علية القوم . لكن هذه المرة ستكون من على لسانه هو .
                      دعني أهمس لأختنا مباركة وأقول لها :
                      أن النقرس " مرض الملوك " يصيب الفقراء أيضا من كثرة أكل الفول ...
                      والألم الناتج عنه هو ما يجمع الفقير والغني ...
                      ذكَّرتني أخي بونيف بالمقالة التي قمت بكتابتها ذات يوم
                      ــ أبو الفوز أصبح مشرفا ... يا فرحتي ــ
                      محبتي الدائمة
                      فوزي بيترو

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #12
                        أهلا بك سيدي الأستاذ مصطفى بونيف المسئول الكبير و الموظف العظيم !
                        ذكرتني قصتك الطريفة برواية الحاج بونيف "الكرسي" (*) و التي أهداني نسخة منها يوم 25/12/2008 لما التقينا في طولقة و جماعة من الإخوة الأفاضل و كتب لي إهداء بخطه طبعا!
                        أحييك على هذه العودة المشرقة حقيقة و قد تساءلت مثل كثير غيري عن سر اختفائك من الملتقى و غيابك عنا حتى ذهبت بي الظنون كل مذهب، لكن الحمد لله على سلامتك و الحمد لله أن حققت، و إن في الحلم، بعض أمانيك ... المشروعة !
                        إن للكرسي جاذبية لا تقاوم و سحرا نافذا و حمى لا تطفئها قناطير "البراسيتامول" و لذا فأنا أدعو الله لك أن يحفظك من جاذبية الكرسي و سحره و حماه و أن يحفظ لك عقلك و حكمتك و تذكرك أنها لو دامت لغيرك لما وصلت إليك !
                        و على ذكر "الكرسي" و مخاطره و مخلفاته فقد جربته مدة من الزمن لكنني كنت محصنا بحكمة بليغة و هي أن أرى قرار تنحيتي مع قرار تنصيبي و لذا فكلما نحيتُ من منصب لم أأسف و لم أضجر لأنني وطنت نفسي على التنحية عند التعيين، أذكر لك هذه "الحكمة" لعلها تفيدك و تقلل من غلواء نشوة "الكرسي" فإنها نشوة مؤقتة و إن طالت مدتها !
                        قصتك الساخرة رائعة و قد بلغت في الروعة غايتها فهنيئا لك هذا الإبداع و هنيئا لنا هذا القلم الجسور.
                        أكرر لك، سيدي الأستاذ مصطفى بونيف، تهنئتي بسلامتك و عودتك و ... كرسيك المتحرك و إبداعك الراقي !
                        ــــــ
                        "الكرسي" رواية من تأليف الأستاذ الحاج بونيف، والد أخينا الأستاذ مصطفى بونيف، نشر دار أسامة للطباعة و النشر و التوزيع، باب الزوار، الجزائر العاصمة، بلا تاريخ، و لعلها صدرت عام 2008.
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • أناهيد عبد الله
                          شاعرة وأديبة
                          • 30-03-2008
                          • 1353

                          #13
                          صاحب أجمل قلم ساخر/ مصطفى بونيف
                          عشنا و شفناك مسؤول على الله تفتكرنا
                          أعجبني الخبط بالأختام و كذلك قشعريرتك الوطنية
                          والله مبدع
                          تقديري لك و للكرسي
                          قصيدة البقاء

                          sigpic

                          [poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
                          لولا رؤاكَ ترومنا كالصقرِ في = وهجِ البيانِ محلقَ الإبداعِ[/poem]

                          facebook
                          twitter

                          تعليق

                          • مباركة بشير أحمد
                            أديبة وكاتبة
                            • 17-03-2011
                            • 2034

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة

                            دعني أهمس لأختنا مباركة وأقول لها :
                            أن النقرس " مرض الملوك " يصيب الفقراء أيضا من كثرة أكل الفول ...
                            والألم الناتج عنه هو ما يجمع الفقير والغني ...


                            همستك اقتحمت طبلة أذني ياابن الكرام ،لكنها رسخت في الدماغ وسببت فيه أثرا للدهشة ..
                            فوالدتي قد علَمتني أن مرض النقرس يصيب أولئك الذين يفرطون في تناول اللحم ،من محمَر ومجمَر ومشوي ومطبوخ في القدر ، لهذا كنا قد عزمنا أنا وعائلتي وباقي أفراد القبيلة على مقاطعته طيلة إحدى عشرة شهرا في السنة ، ولا يتسنى لنا التمتع "بزفره" اللذيذ إلا في الأيام الأولى من عيد الأضحى المبارك ، مع الحذر الشديد والإحتفاظ ببعض الأعشاب الطبية – إكليل الجبل ،العرعار ،الزعتر، للإسعافات الأولية في حالة "التخمة" .و نكتفي ، بالعدس "لحم الفقرا" ،كبديل ، فعلى العكس من لحم الملوك والأغنياء ،فإن العدس دواء لفقر الدماء،قالت والدتي ، ويضفي على الخدود حمرة وجمالا ، والمداوم على أكله صباح مساء ،يكتسب طاقة وشجاعة ، ويصير قلبه حديدا . أما الفول ...ففي الحقيقة نحن في الجزائر ،لم نتشرف بمعرفته ،كما الإخوة في مصر ..يرددون في المسلسلات المصرية اسمه مع كلمة "مدمس" .أحد منا لم يتبادر في ذهنه سؤال عن معنى "مدمس".؟"

                            لكن أنا بالذات ،لم أتخيل أن الفول يسبب مرض النقرس .ليس لأن قاموس والدتي المعرفي قد توقفت خطاه عند عتبة العدس فحسب ،إنما أتساءل كيف لمرض الملوك أن يتواضع و يصيب الفقراء ؟؟؟ ليس تعتيما إعلاميا بالتأكيد ،فالمصدر موثوق منه ....من عين المكان أقصد "ليس من قطر ولامن أمريكا ....على العموم ،كم ذا تضمر الفقراء من عدم مساواتهم بالأغنياء ،وهاهو قد أشرق اليوم الذي قطع كل وتيرة للحسرة ،وقد تساوى فيه الفقير مع الغني في حضرة مرض النقرس .فليسعد الفقراء إذن ،وليحزن الأغنياء وآل المسؤولية "كسيدنا المصطفى"، الذين اعتقدوا أنهم قد اعتلوا صهوات العزَ ، وابتعدوا كثيرا عن واقع المتاعيس .
                            "وتحية طيبة بمذاق الفول ،واللحم المشوي "،أخي الفاضل / فوزي سليم بيترو.

                            تعليق

                            • حمزة نادي
                              أديب وكاتب
                              • 01-07-2008
                              • 533

                              #15
                              قلم جميل ساخر كما عرفتك أخي مصطفى

                              احذر من الكرسي، خصوصا الكرسي الدوار.. فله مفعول السحر

                              تحياتي لك أخي
                              حمزة نادي
                              قالَ صلى الله عليه وسلم
                              (أحفظ الله تجِدَه اتجاهك ، إذا سألتَ فأسأل الله وإذا استعنتَ فأستعن بالله )
                              رواهُ الترمذي .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X