تم الحذف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وسام دبليز
    همس الياسمين
    • 03-07-2010
    • 687

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
    أ / وسام دبليز الغالية ..

    أقف صغيرة .. بين الهادي والمهدى إليها .. أنظر إلى الهدية الراقية .. لأتعلم فنون الهدية والإهداء !

    " وجئت نتيجة خطأ ما " ..!
    وهكذا تبدأ المعاناة حينما يُنظر إلى المرء أنه قد جاء بالخطأ .. اسمه وجنسه وحياته كلها بالخطأ ، يا للجبروت والتحدي لقدرة الخالق عز وجل !!

    لا أدري ما تفعل تاء التأنيث ونون النسوة بالمذكر ( السالم ) ؟! .. رغم أن الدين أعطاها أحكاما خاصة بها وكرّمها أيما تكريم .. ولغتنا ( العربية ) تفردت وسط اللغات - وأقولها واثقة - باحترام المؤنث وإفراد القواعد له .. ويا ويل المذكر إن أخطأ بها ! .. لكنها ( ثقافتنا العربية ) !

    " طلّي بالأبيض .. "
    تلك الأغنية والتي تعرفت إليها أول ما تعرفت من استاذتنا الكبيرة إيمان الدرع .. كم هي حلوة كلماتها .. أمنياتها المخبوءة والتي تلخص الأنثى في كلمتين أولهما رقّة في ( طلّي ) والثانية صفاء طفولي في ( الأبيض ) وفرح دفين بين الاثنين وسعادة أبدية لمن يتفهم معنيهما

    مع الأسف لم يفهمها أبوها أولا .. ثم زوجها والذي يختزل رجولته يثبتها في الفراش وحسب .. فهو كالخروج من نار إلى نار ..

    النص رائع أ / وسام ..
    وأكثر ما أعجبني فيه لغته وصوره الرائعة خاصة تلك التي تصور المشاعر بين البطلة وزوجها قبل الزواج .. رائعة بحق


    كذلك القفلة المحكمة مع العنوان لتترابط معه .. وكانها تقول من العنوان " أنا ذلك المفقود الذي لم يأتِ أبدا !"


    تقديري لهذا الإبداع

    تحياتي
    وقوف الرائعين هنا هدية هل تدركين ذلك أيضا عزيزتي فكيف إذا تركوا بعض الأزهار النابضة بالحياة
    إذا هي ثقافتنا العربية ورواسبنا العربية أيضا المتراكمة والتي مهما حاولنا إزالتها تتعكر لتعود وتتراكم من جديد
    شكرا لهذه القراءة دينا

    تعليق

    • وسام دبليز
      همس الياسمين
      • 03-07-2010
      • 687

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
      الأستاذةالغالية وسام دبليز المحترمة
      إن اي نص لايملك مقومات التغيير والتأثير قد يكون فاقدا لخصوصيته الإبداعية ، ويبقى كفقاعة سريعة الزوال
      القصة تحمل خصوصية إبداعها بجمالية لغتها وسهولة المفرده ودقة بناءها ،وعدم تشعبها ، بحيث إنها بدت كقصيدة تسير على وقع واحد دون انتقالات سردية واضحة ، ولولا قوة السرد والتقنية في استخدام المفردة التي أبعدت القصة عن التقريرية لما جاءت القصة بهذا الجمال ، دخلت الكاتبة بشكل مباشر إلى أجواء الأحداث بدء من العنوان وحتى نهاية النص ودون أن تعطيه شيئا من الرمزية إلا في مواضع محددة ولكن رغم ذا فقد وظفت شخوصها بشكل فيه الكثير من الإبداع ، كثيرا ما يقع الكتاب في النص القصير بتتابعية الحدث لزمن طويل ، دون الاعتماد على التوظيف التقني للفلاش باك ، أن سرد بهذا الشكل للزمن لا يمكن اعتماده ، لذا فإني أرى ضرورة الدخول من النهاية ,وهذا الرأي قد سجله الأستاذ الفاضل ربيع مسبقا
      جاء إهدائها لأديبة كبيرة جزء من العرفان أو تقديرا للأستاذة إيمان الدرع وهو إهداء تستحقه ، وربما كانت هناك علاقة بين الإهداء واسم النص (نبراس ) إن كلاهما نبراس ، ولكن القاصة فوتت علينا فرصة الإحتمال إذ يظهر اسم ولد تمناه والد البطلة
      ابتدأت النص بتصوريها نظرت المجتمع القاصرة للمرأة النظرة الدونية للمرأة بأكثر أشكالها تخلفا ، وهي نظرة ليس من السهولة التخلص منها مهما وصل إليه المجتمع من رقي وتقدم
      فالخصائص التي يتميز بها الذكر تجعل هذه النظرة للمرأة ليست أحاديه بل تتعداها للمرأة ذاتها وهذا ما جاء في خاتمة النص (وعدت إلى ركني هناك في بيتنا وأنا ألعن نفسي لأنّي لم أكن" نبراس" الصّبي)
      وهي تنظر إلى الولد بأنه الرابط الذي يقوي علاقتها بالزوج ، فتسعى إلى أن تتناول طعاما خاصا ، وحمية تتبعها من أجل هذا المولود المنتظر ، ثم تجتاز الكاتبة كل هذه السنوات لنرصد شبابها ولتطلعنا على هواجسها فهي لازالت حبيسة هذه النظرة الضيقة وما أمانيها إلا محاولة للخلاص من رواسب الأفكار التي دعتها أن تتمنى الخروج من واقع عاشته كرها ، بعد أن فرض عليها أن تتحمل وزر مجيئها للحياة ، وتتقبل كل حيف مادام يرضي أبيها
      الزوج الموعود تقوده الصدفة إليها ليكون فارس الأحلام ، وعبر حوار داخلي تقودنا الكاتبة وبشجاعة إلى مخدع الزوجية الذي كان بداية الشعور بالتغيير والانتصار لأنوثتها ، إن الصفات الجسمانية وجمال الوجه، والحرارة والدفء الذي تمنته وجدته في شخص هذا الزوج لكن ثمة شيء ينقصه لا يستطيع أن يمنحه لها ، حال دون أن تكتمل سعادتها ، ورغم أنها أرادت الحنان والحب ودفء المشاعر إلا أن إحساسه برجولته المفقودة جعله يعيش حالة من الهيجان والخوف يعكس بذلك هشاشة أفكاره ، وليكون الشك البديل عن ضعفه .. وقد أوصلتنا الكاتبة إلى حقيقة أرادت أن تتبناها كفكرة أن الرجل لولا هذه الغريزة فهو قد لا يختلف عن المرأة بشيء
      وحين أحضر سلاسل الشك لتقييدي رفضت وخرجت من قصرٍ كاد يقتلني بفخامته مدة ثلاثة أشهر من الصّبر، إذ عليّ أن أكتب على باب مكتبي للنّساء فقط
      إنها قصة واقعية تحمل أكثر من رسالة ، وتتناول موضوعا جريئا ليس من السهل تناوله في ضل واقعنا الاجتماعي الذي نعيشه ، قد تكون انتفاضة أو خروج عن المألوف الذي تتناوله المرأة في مواضيعها ، وهذا يعيدنا إلى ما قلته أننا من الصعب التخلص من التبعية لمرجعياتنا الفكرية وتربيتنا الاجتماعية ، فقد وضعت خطو طا حمراء للمرأة لا يمكن تجاوزها
      شكرا أستاذتي الغالية ودمت مبدعة .ز
      الشكرا لي ؟؟؟
      بل الشكر لك أستاذ سالم على هذه القراءة للنص ولدخولك عوالمها
      سأقف عند النهاية لادخل منها ولكني أردت التريث كما قلت للاستاذ ربيع للاستفادة من الملاحظات المقدمة لا أكثر
      هو مجتمعنا نمى على هذه الثقافة ومن شب على شيء شاب عليه

      "لا تتوقعي أن يصفق لك مجتمع لا يعترف إلا بذكورية الرجال "اليس هذا ما قاله نزار قباني
      دوما أتذكر قصيدة له على لسان أمراءه تتحدث عن التفريق بين الجنسين
      "سبحان الذي سواه من ضوء
      ومن فحم رخيص نحن سوانا
      وسبحان الذي يمحو خطاياه
      ولا يمحو خطايانا"
      شكرا لعبق مرورك الجميل استاذي الكريم

      تعليق

      • ليندة كامل
        مشرفة ملتقى صيد الخاطر
        • 31-12-2011
        • 1638

        #18
        السلام عليكم
        كنت ربما أول من قرأ القصة وقد علقت عليها ولا أريد إعادة التعليق
        لكن فقط أقول وكما هي العادة المبدعة وسام تجعلنا لا نأخد نفسا ونحن نقرأ لها قصصها المسترسلة اللازبة تدعونا بجمالها للعودة إليها
        وهذا هو الابداع
        غاليتي الارئعة وسام هي هذية للغالية الثانية ايمان دمت بحفظ الله حبي الكبير إليكما
        http://lindakamel.maktoobblog.com
        من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

        تعليق

        • وسام دبليز
          همس الياسمين
          • 03-07-2010
          • 687

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ليندة كامل مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم
          كنت ربما أول من قرأ القصة وقد علقت عليها ولا أريد إعادة التعليق
          لكن فقط أقول وكما هي العادة المبدعة وسام تجعلنا لا نأخد نفسا ونحن نقرأ لها قصصها المسترسلة اللازبة تدعونا بجمالها للعودة إليها
          وهذا هو الابداع
          غاليتي الارئعة وسام هي هذية للغالية الثانية ايمان دمت بحفظ الله حبي الكبير إليكما
          حسنا ليندا ما لم تقوليه على العلن سأقوله أنا
          لقد كان رفضك للمشهد بين نبراس وزوجها ليلة زفافها وأنه حكر على الزوجين ولا يجب كتابته
          أنا هنا لم أكتب بإباحية ولا تخطيت المسموح ولا كان الغرض منها إيثار القارئ فإن لم أستطع امتلاكه من أول سطر فلن يفيدني هذا المقطع في شيئ
          دمتي بخير غاليتي

          تعليق

          • عبير هلال
            أميرة الرومانسية
            • 23-06-2007
            • 6758

            #20
            غاليتي القديرة

            وسام

            قرأت قصتك المميزة عدة مرات

            للأسف الشديد النظرة للأن للأنثى

            هي نظرة ذكرية بمعنى البنت هم حتى الممات

            وحين يتم انجاب بنت يكون هناك الحداد في البيت

            وكأنه جريمة انجاب الفتاة ..

            رأيت حالات كثيرة شبيهة بقصتك

            والمضحك ان الرجل حتى لو لا يستطيع الانجاب

            يضايق زوجته ويحملها المسؤولية..

            يهينها ويتعمد أن يذلها واحيانا كثيرة يخسرها

            وأتساءل لم دوما ُتحمّل الأنثى فوق طاقتها كل الهموم

            وعليها أن تصبر وتحتمل إن لم ينجب زوجها وغن لم تنجب هي

            يطلقها زوجها......

            اعذريني غاليتي وسام لهذيان قلمي


            قصة رائعة بكل المقاييس

            هدية رائعة من أديبة جميلة الروح ومبدعة للغاية لأديبة قديرة

            يحبها ويقدرها الجميع

            محبتي وورودي
            sigpic

            تعليق

            • وسام دبليز
              همس الياسمين
              • 03-07-2010
              • 687

              #21
              اهلا بك استاذة اميرة للاسف هذا ما يحدث على قولة نزار"سبحان الذي سواه من نور ومن فحم رخيص نحن سوانا"يحق لذكر دوما ما لا يحق لغيره وحين تطالل بحقها تتهم بما يروق لهم من التهم

              تعليق

              • وسام دبليز
                همس الياسمين
                • 03-07-2010
                • 687

                #22
                عبير اعذري قلما ان تاه فلم يرد على حروفك
                شكرا لهذيانك الجميل ايتها الرقيقة كزهرة
                مودتي

                تعليق

                • عبد الاله اغتامي
                  نسيم غربي
                  • 12-05-2013
                  • 1191

                  #23
                  الأستاذة القديرة وسام ، استمتعت بقصتك بكل أطوارها وتفاصيلها الدقيقة ، لن أضيف شيئا الى هذا الجمال الذي أبدعته أناملك وأنا أنظر الى جرأة كبيرة من قاصة مبدعة ، تقتحم مواضيع حساسة كهذه ،تستحق عليها كل التقدير والاحترام . شكرا على الابداع الراقي ، تقبلي مودتي وتقديري...تحياتي...
                  sigpic
                  طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
                  متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
                  عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
                  سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

                  تعليق

                  • بسباس عبدالرزاق
                    أديب وكاتب
                    • 01-09-2012
                    • 2008

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة
                    نبراس
                    قدّما الأضاحي والدّعوات كي يأتي الطّفل المنتظر بعد ستّ فتيات، قاما بكل
                    مايلزم،فاتبعا النّصائح الشّعبيّة والطبيّة، واجتنبا الكثير من الأطعمة
                    التي توصّل إليها الطبّ لتحديد جنس المولود.
                    في النهاية فرّت شفاه الطّبيب عن ابتسامةٍ خجولة وهو يلتقطني عبر جهاز التّصوير،أخفيت وجهي آنذاك وأنا أشعر بالحزن الذي تسرّب إليّ عبر الحبل السرّيّ.
                    خرجا من العيادة، هو يمشي بسرعة ورأسه في الأرض وهي وراءه ،عيناها تقطران جمراً من دمع وكأنّها تحمل عاراً هو من زرعه في حقولها الخصبة.
                    وجئت نتيجة خطأ ما، هكذا قال أبي فأمّي لم تتّبع الحمية المخصّصة لتحديد جنس المولود.
                    وكنت الطّفلة السّابعة وسط حزن عانق القلوب، الطّفلة المنبوذة لأنّها طفلة
                    بفارق تاء فقط في اللّغة.
                    كانوا دائماً يخبرونني ضاحكين كيف هجر أبي أمّي لأشهر بعد ولادتي فأضحك باكيةً على أنوثتي كما لو أنّ والدي كان ينتظر معجزة ما.
                    لطالما كانت نظراته ترهقني كلما همى شعري الغجري الطويل على ظهري أو أطلت ركبتاي من تحت تنورة قصيرة ،لطالما هربت من سوط كلماته التي يجلد بها روحي المتعبة فأهروب إلى مكتبي لآخذ جرعة من الراحة .
                    لطالما تضرعت للرحيم أن يأتي يوم خلاصي وجاء ذلك اليوم ففي عيد ميلادي
                    حضر مع زوج أختي صديق قديم له التقاه مصادفة وهو ينتظر سيّارة أجرة،
                    وما كان منه عندما أوصله بسيارته إلا أن دعاه إلى فنجانٍ من القهوة ، وفور
                    دخوله من الباب التهم وجهي بنظرة دافئة ،كدت أصرخ في داخلي :
                    هذا هو
                    إنّه هديتي .
                    اعتذر خجلاً حين وجد نفسه في حفل عيد ميلاد لشخص لا يعرفه، في حين دعوت
                    أن يكون مسك الختام لتُختتم قائمة الأصهر به.
                    كنتُ أحيطه بنظراتي وأنا أهمس لنفسي عليّ أن أفعل كما قالت صديقتي:
                    سأتصيّده وأوقع به.
                    المشكلة أنّي لا أستطيع وبهذا العمر أن أقوم بحركات الدّلع ففي حركات كهذه
                    إهانة لشخصي وخصوصاً أمام أخواتي ، وبرغم استنفار حواسي بقيت كما أنا .
                    حين أخبرنا أنّه مهندس، همست في داخلي رائع إنّه طلبي .
                    كان أجمل هدية في عيد ميلادي إذ استطاع أن يتشرّب بحضوره البهي إلى حياتي ,
                    كلّ النّقمة التي كادت تلتهمني وتتفجر في وجه أبناء أخواتي الصغار, وهم
                    ينثرون فُتات الحلوى في كلّ مكان .
                    و غادر معتذراً للمرّة الثانية عن هدية لم يحضرها , دون أن يدرك أنّه كان أغلى هدية.
                    هي باقة بيضاء تدخل بدل مراجع في موعدٍ مسبق ويطلّ هو من وراءها .
                    بقيت للحظةٍ على كرسي الدّهشة ،كدتُ أصرخ أهذا أنت ؟ لم أكن أدرك أن
                    لعينيه كلّ ذلك التّأثير على قلبي لم أستطع إخفاء ضحكتي المجنونة به عندما
                    قبّلتني عيناه العسليّتان .
                    كما" أليس في بلاد العجائب" وجدت نفسي في بلاده، كيف وصلت؟ كيف انزلقت
                    إليه في لحظة خدر؟
                    وعندما فتحت عينيّ وعانقتني روحه ازددت ثملاً،لم يكتف بإعطائي كأسِ هواه بل
                    حقن أوردتي به، وطوّقني بسلاسل لهفته وفي كلّ لحظة أحاول فيها أن أستردّ
                    روحي منه أراه يضمّها بقوة، وتخونني قدماي فأسقط أكثر، ولأنّه مثل الماء
                    يحيط بي من كافة الجهات يسحبني نحو قاعه وأكاد أموت غرقاّ، بعصاه السحريّة
                    يحوّلني إلى حوريّة لا تستطيع الحياة إلا في محيط روحه.
                    هو يوم زفافي الذي انتظرته عمراً ، أدخل القاعة كعروس أسطورية أتأبّط
                    ذراع رجل أحببته وتصدح أغنية لطالما حلمت بها..
                    طلّي بالأبيض طلّي ، يا زهرة نيسان ..........
                    طلّي يا حلوة وهلّي بها الوجه الريّان
                    وأميرك ماسك إيديك، وقلوب الكلّ حواليك ....
                    .
                    والحبّ يشتّي عليك ،ورد وبيلسان .. طلّي بالأبيض طلّي.. يا زهرة نيسان ..
                    انتهى الحفل وأنا الفرح ذاته, وهناك حين جمعنا ذلك المساء سقف من حبّ,
                    ارتعدت أوصالي وغدوت غير قادرة على التفكير، وكأنّ الحياة توقّفت عند هذه
                    اللحظة الّتي أغلق فيها الباب ..وكأنني به انفصلت عن العالم الخارجي،
                    ووقفت أمام قدري كعصفور صغير، أحاول إخفاء تلك الهزة التي اقتحمت جسدي
                    وهو يقترب مني، وأنا أهمس لنفسي:
                    ماذا سيحدث لي؟ هل سيرفق بأنوثتي؟.
                    في كلّ خطوة كان يخطوها كنتُ أشعر به وكأنّه يخطو على قلبي المضطرب.
                    ابتسامتهالدّافئة هي نفسها لكن مع بريقٍ قلّما لمحته، أتراه بريق الشّهوة؟
                    من بين ثقوب الطرحة البيضاء التي أسدلتها كي أخفي جمرة وجنتي تعانقت أعيننا, ومن تحتها امتدت أصابعه السّمراء ملامسة أصابعي النّحيلة ، تناولها
                    وأخذ يقبّلها بلهفة، ثم أخذ يلتهمها واحدة تلوى الأخرى , أكان يلتهمها أم
                    ينفث فيها ترياق اللّهفة أكان يلتهمها أم يلتهمني؟.
                    خدر اجتاح قدمي .. كدت للحظة أرمي بجسدي على صدره هامسة في أذنه..
                    لم أعد
                    قادرةً على الوقوف ، لكنّه أحاط جسدي بكلتا يديه, ولثم وجهي بنارٍ تنينيّة
                    خرجت من جمرة شفتيه لتذيب ثلج وجهي.
                    أغمضت عيني وهو يُنقّب في عنقي عن كنزٍ ما يلامس أذنيّ ويتمتم لي بكلمات
                    تصل متقطعة إلى أذني وسط تسارع أنفاسه المحمومة.
                    عن جسدي ينزلق ثوب طهارتي , ومع جسده أتّحد في كينونة واحدة، أذوب بين يديه
                    في خطواتها المتعثرة بتضاريس جسدي الأبيض، وفي اتّحادنا معاً يقف مندهشاً
                    من فشله في اقتحام حصوني.
                    كغريقٍ يرتمي جانبي بأنفاسٍ هادئةٍ وعيون محدّقة في السّقف، أحاول مدَّ يدي
                    المشلولة إلى جسده فيردعني صمته، هو صمت المقابر الكئيب يجثو ثقيلاً
                    بيننا، وكثور هائج يثور في فراشي من جديد ليثبت لي فحولته .
                    أرتعدُ خوفاً من رجلٍ اقتحم فراشي .. يشبه الرّجل الذي أحببت .
                    ومن جديد وأمام أنوثتي يخلع ثوب العواطف والحبّ, ويبقى بجسدٍ بهيمي مبتغاه
                    إثبات رجولته.
                    من فراشي يخرج رجل يشبه الرّجل الذي ربطتني به وثيقة .
                    على حواف القهر أسير إليه وأنا أرمي ثوب الشّيفون الأحمر على كتفي، أجد
                    مقعداً لي في أحضانه، أحيطه بشوقي، آلفه بيدي وأجمع بين يدي ما تبقى من
                    أمل لأنثره من جديد.
                    تتعلّق عيناه بالفراغ وتتجمّد الكلمات على شفاهه، أبحث في حنايا الرّوح عن
                    كلماتٍ من عطرٍ تنسكب بلسماً لقهره فلا أجد، أفضّل الصّمت، وأحنو إليه
                    أرشُّ قبلاتي فيدفعني عنه بقسوة وأسقط لتحتضنني الأرض.
                    بين لحظة وأخرى يثور يمسك بي كدمية ويرمي بي أمام سطوة تزول كالبرق
                    ويعقّبها أنينٌ ودمعةٌ مكابرة تسقط خلسة.
                    أمدُّ يدي البيضاء فيردعني، أسكبُ حبّي في إناء قلبه فيرميه، يكفيني أن
                    تكون بقربي ،سأكون معك فالطبّ وصل لعلاج حالات كهذه ولن يدخل ابن امرأة
                    في خصوصيّتنا ،لكن لا تبعدني عن قلبك.
                    يتحول شهر العسل إلى شهر من العلقم، وتبدأ مرحلة من الغيرة القاتلة، من
                    الشك المميت، ساحباً من تحتي بساط الثقة الواسع الذي مدّه ذات يوم.
                    بطرف عينيه رماني حين دخل وكانت أجهزة التحكم بالتلفاز بين يدي، انتزع الأجهزة
                    بطريقة هستريّة وعاد إلى المحطّات البريئة التي كانت قد استوقفتني .
                    وحين أحضر سلاسل الشك لتقييدي رفضت وخرجت من قصرٍ كاد يقتلني بفخامته مدة ثلاثة أشهر من الصّبر، إذ عليّ أن أكتب على باب مكتبي للنّساء فقط ،ألا
                    أبتسم ،ألا أهتم بنفسي ،أن أكون خيالاً في هذا العالم لا أكثر.
                    وعدت إلى ركني هناك في بيتنا وأنا ألعن نفسي لأنّي لم أكن" نبراس" الصّبي
                    الذي أراده والدي أن يكون.


                    السلام عليكم

                    عندما في الجزائر مثل يقول (ألي ما عندو البنات ما طمعوه وين مات)
                    و هو بالعربية ما ليس له البنات لا يعرف اين مات

                    هل عدنا أخي للجاهلية الأولى فمن يبشر بأنثى يظل وجهه أسود

                    أخي لم أكمل القصة بعد توقفت عندما أحسست عذوبة حرفك


                    سأعود لإكمالها و بعدها أعود إليك

                    كن بخير أستاذ وسام
                    السؤال مصباح عنيد
                    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                    تعليق

                    • عائده محمد نادر
                      عضو الملتقى
                      • 18-10-2008
                      • 12843

                      #25
                      وسام دبليز الغالية.. نص جميل ورائع.. أحكمت القبضة عليه من خلال الربط بين وجودك ( كأنثى مرفوضة ) مجتمعيا خاصة وأنك كنت السابعة.. وربما سيكون نصي ( اليوم السابع ) شريكا لك هنا.. المهم أنك استطعت توظيف ( الجنس.. جنس الأنثى ) التي جعلت الأب يطرق خجلا منها لتربطينها ( برجلك ) الذي رأيته منتهى الهدية بيوم الميلاد.. الحقيقة وسام هذا نص أعتبره ذروة عطاء لك لأني رأيته نص يأتي على جوانب كثيرة من حياتنا كنساء ورجال فتيات وشبان وأحلام لم تكتمل بعد وأشركت أيضا شريحة الآباء والأمهات فيه ورغباتهم أو دفع المجتمع لتلك الرغبات, عداك عن ذاك السرد الشفيفي الذي يأخذ القاريء دون إسفاف أو تبذير بالمشاعر.. أحسنت سيدتي.. تحياتي لك
                      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                      تعليق

                      • وسام دبليز
                        همس الياسمين
                        • 03-07-2010
                        • 687

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد الاله اغتامي مشاهدة المشاركة
                        الأستاذة القديرة وسام ، استمتعت بقصتك بكل أطوارها وتفاصيلها الدقيقة ، لن أضيف شيئا الى هذا الجمال الذي أبدعته أناملك وأنا أنظر الى جرأة كبيرة من قاصة مبدعة ، تقتحم مواضيع حساسة كهذه ،تستحق عليها كل التقدير والاحترام . شكرا على الابداع الراقي ، تقبلي مودتي وتقديري...تحياتي...
                        بالعكس تماما ما يحتاجه نص كهذا هو اقلامكم العذبة حين تحط هنا وتترك زهرة من قبول فتملا قلبي غبطة

                        تعليق

                        • وسام دبليز
                          همس الياسمين
                          • 03-07-2010
                          • 687

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم

                          عندما في الجزائر مثل يقول (ألي ما عندو البنات ما طمعوه وين مات)
                          و هو بالعربية ما ليس له البنات لا يعرف اين مات

                          هل عدنا أخي للجاهلية الأولى فمن يبشر بأنثى يظل وجهه أسود

                          أخي لم أكمل القصة بعد توقفت عندما أحسست عذوبة حرفك


                          سأعود لإكمالها و بعدها أعود إليك

                          كن بخير أستاذ وسام
                          اذا سارد عليك عندما تقراها ولكن اتمنى ان تضيف الهاء للكلمة استاذ لتصبح استاذه

                          تعليق

                          • وسام دبليز
                            همس الياسمين
                            • 03-07-2010
                            • 687

                            #28
                            كم اكون سعيدة بتعلقيلك استاذة عائدة وكم تكون سعادتي اعظم حين تبصمين لي باعجابك
                            شكرا لتواجدك دوما واعذري لي تاخري

                            تعليق

                            • اياد الخطيب
                              أديب وكاتب
                              • 27-02-2014
                              • 52

                              #29
                              إنّها الأجمل . . شلّال من الجمال يتدفّق بلا عوائق , ينساب ببساطة ويشفّ عن مجراه فيصل لمبتغاه والذي جئتِ به هو السهل الممتنع وهو لطيف وممتع وتحياتي

                              تعليق

                              • أم عفاف
                                غرس الله
                                • 08-07-2012
                                • 447

                                #30
                                لا يسعني إلاّ أن أقول
                                كنت رائعة
                                ولا أروع
                                لغة وإيصالا ومضمونا
                                وإن كانت الأحداث خطية
                                وإن كان السرد في شكل تداعيات
                                فإن ذلك لم يزد النّصّ إلا جمالا ورقّة
                                حقيقة أنا مبهورة بأسلوبك الفاتن في السرد
                                تقديري

                                تعليق

                                يعمل...
                                X