بسم الله الرحمن الرحيم.
لست أدري ما الذي جعل أخانا الأستاذ الفاضل بلقاسم علواش يغيب عنا فقد غبت أنا شخصيا مدة لأسباب كثيرة و كل ما أتمناه ألا يكون غياب أخينا بسبب غضب من أحد أو خيبة أمل من "المؤسسة"، ملتقى الأدباء و المبدعين العرب، لأن الملتقى قد ارتقى إلى مؤسسة ثقافية كبيرة لها تقاليدها و خبراتها، بيد أنني لاحظت غياب كثير من أساتيذنا الأفاضل و الأستاذات الفضليات و لا أذكر هنا الأسماء حتى لا أغضب أحدا نسيت اسمه أو واحدة نسيت اسمها كذلك !
لكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا هنا و الآن، و نحن في هذه اللحظة من الصفاء هو : ما الذي يجعل كثيرا من أساتيذنا يغادروننا، إما غاضبين أو آسفين أو ... ناقمين ؟
السؤال يبقى معروضا للنقاش إلى أن نجد له إجابة مقنعة مرضية !
أشكر لأختي الفاضلة الأستاذة ماجي نور الدين سؤالها الكريم و هذا لا يستغرب من سيدة فاضلة مثلها.
تحيتي و تقديري للجميع.
و يبقى ملتقى الأدباء و المبدعبن العرب ملتقى تنافس الهمم و صلات الرحم !

و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته،
أهلا بك أخي الفاضل محمد شعبان الموجي في بيتك العامر !
توقعت ردك هذا و كأنني أنا الذي كتبته إلا قليلا.
هي مشلكة حقيقية : قبول الآخر المخالف أو المختلف ؛ و يبدو أننا، نحن العرب، لما رُبينا عليه من تعليم أحادي الاتجاه، التعليم الأعور الضيق الأفق لضيق مجال الرؤية، لسنا مستعدين، إلا من رحم ربك، للحوار الجاد و ... الحاد مع من يخالفنا أو يختلف معنا بسبب اختلاف الثقافة و القدرات العقلية المتفاوتة !
لقد كتبت أمس فقط في صفحتي المتواضعة أننا نعاني من فرعونية فكرية حادة مفادها "لا أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد" و هذا خطأ فادح، عند من يتبناه، من حيث التصور و من حيث العرض و من حيث القدرة على المناقشة الرصينة الهادئة الهادفة الهادية !
إننا نختلف حتما في كثير من القضايا الموضوعة أساسا للاختلاف فكيف نغضب عندما نختلف ؟ هذه سنة الحوار و تعدد الرؤى، و التعدد يقتضي التنوع و التنوع يقتضي التميز و التميز يقتضي الاختلاف، و هكذا دواليك...
ربما هناك سبب آخر خفي لا يريد إخواننا التصريح به و أنا أتوقعه فقط و لا أجزم به و هو : تحيز الإدارة أحيانا إلى بعض "الشخصيات" إما تقديرا أو تنزيها أو ...ممالأة، و هنا محز الحبل أو محل الضرر، و قد اشتكى إلي بعض الإخوة من هذا التحيز الذي يرونه أو يعانون منه !
إن للحساسيات دورا كبيرا في إدارة المؤسسات و قد كنت يوما ما مسئولا و كنت أقول لمساعديَّ إننا لا نسير الموارد المادية و الموارد المالية و الموارد البشرية فحسب بل نسير الحساسيات و ما أصعبه من تسيير ! و لذا أجدني أدعو الله لك و لمساعديك بأن يمنحكم الصبر و القدرة على تحمل الحساسيات و إن كنت أرى أن الحساسية المفرطة من خصائص النساء، فهن القوارير و الرفق بهن واجب، و ليست من سمات الفحول من الرجال !
أكرر لك، أخي محمد، أستاذ الجيل، شكري و تقديري لما تفرضه على نفسك من تحمل الأذى و نحن نتعلم منك الكثير.
تحيتي و مودتي كما تعلم.