: أنت مجهد سيدي .. ألا تسترح قليلا .. من فضلك استرح ".
: " أنا أيضا أطلبها ، و لا أجدها .. قل لي .. كيف تكون .. أخبرني ".
: " وهل لخادم مثلي ، أن يرى مالا يراه سيده ؟! ".
: " تعلم أنك لست خادما ، أنت رفيق ، و قريب من نفسي .. قل لي ، دون أن تضع اعتبارات لا معنى لها .. أشعر نيرون بمثل ما أشعر به الآن ،
و هو يشهد ألسنة اللهب تمتد لتنهش كبد مدينته الأثيرة ، الحجاج و هو يمضغ القات ، و يتأمل الكعبة ، وهي غنيمة للمجنيق ، هاينبال و قرطاج تغدو جسدا مملحا ، لا مكان فيه لكائن من كان ".
: " سيدي .. لم عقدت الحبال حول رقبتي ؟!".
: " ماذا ؟! ".
: " أنا لا أدري عم تتحدث ، و لا علم لي بكل هذه الأمور ، إلا ما علمتنيه ".
: " هات هذا السيف الذي أصدأه الصمت ، و قتل بريقه الدهر ".
: " سيدي .. سيدي ؟ ".
: " قلت لك هاته .. الآن ".
: " أمر مولاي ".
: " لم فعلت ، كانت تتجمل لأجلك ، ترسم لك عالما متسعا ، لتركض في رقعته كيف تشاء ، و تحي فيك أحلاما طمرها التراب و الغبار .. تعيد تشكيلك بمارأت و عاينت فيك - لنفسه - احكم قبضتك جيدا ".
: " مولاي .. أقلت شيئا .. اعذرني .. هرم سمعي ، و بصري أيضا .. أقلت شيئا ؟! ".
: " فكان جزاؤها منك ، اغتيال روحها ، ذبح تلك المهرة الراكضة في دمها ، وكأنك تضن عليها بإحساسها بك ، و بأن يكون الأمر بيدها هي ، و أنت تعلم من هي .. ألا تعلم من هي ؟! ".
: " مولاي .. لا أفهم .. لا أفهم سامحني
: " و لا أنا .. لم أعد أفهم شيئا .. لم أعد .. هلا أحكمت قبضتك على النصاب ؟! ".
: " أحاول سيدي .. و لو أني أشك في ذلك ".
: " حين أغمض عيني ، ما عليك سوى رشق الذيبة كلها في قلبي .. أفهمت ؟".
: " ماذا .. ذيبة و قلب ، عن أى شيء تحدثني مولاي ؟! ".
: " لا تكن أبلها مثلي .. افعل ما تؤمر .. هيا ( يصرخ ) هيا ".
: " و كيف أتأكد أن مولاي قد أغمض عينيه ، و أنا لا أرى أين عيناه ؟! ".
: " ألا تراني جيدا ؟! ".
: " أراك مولاي جيدا ، و لكن أنت علمتني ، أن من الحكمة
ألا أرى وقت يطلب مني ذلك ، و لا أسمع حين يجب ألا أسمع ".
: " أنا .. أنا فعلت هذا ؟! ".
: " سيدي .. لم أعد أراك بعيني ، لأن صورتك تجسدت هنا ( يشير إلي صدره )
: " إذًا .. فلترني من هنا .. ما رأيك ؟! ".
: " و كيف لهنا سيدي ، أن يرى هنا ؟! ".
: " ليرى كما يشاء ، المهم أن يرى .. لا تخادعني ( يصرخ بها وهو في حالة هياج ) هيا .. سوف أغمض عيني الآن .. انه ما أمرتك به ".
: " لكنك .. لم تكن هؤلاء ، و لن تكونهم يوما ، فلم تريد من هنا أن يرى إغماضة عينيك ؛ ليغتال معشوقه ؟! ".
: " لا يحق لك أن تفعل هذا بي ، أتوسل إليك .. افعلها ".
: " ماذا لو فعلتها ، و سألني هنا ، عن ما كان هنا ".
: " ( يجهش ) كما فعلتها أنا .. كما فعلتها و أفعلها دائما .. هيا انصرف الآن ، لا حاجة لي بك .. هيا ".
: " انتظر سيدي .. ألا ترى إن هنا ينزف ، يموت ، فكيف تغتاله مرتين ، ومازال دمه ساخنا ؟! انتظر سيدي ( يغيب قليلا ، ثم يعود و بيده صورة ، يدنيها من وجهه ) هاهي .. هلا نظرت ، ألا يأتيك الآن نداؤها ، ألا تسمع صوت مدينتك !
: " إنها لا تغيب .. لا تغيب ".
: " إذًا لتمت فيها ، ومن أجلها ، لا انتحارا في غرفة مغلقة ، و بيد خادم حقير ، أداة .. مجرد أداة ، بلا عقل ، و لا معني سوى الفعل المشين ".
: " ماذا .. ما .. ماذا قلت ؟! ".
: " قلت ما قد سمع مولاي ، وهو يدرك تماما إيلاما أرمي ".
: " أحقا تريدني أن أفعل ؟! ".
: " و بلا تردد ، فلا معنى في أن نفكر في شيء ، و نتمناه ، ثم نفعل العكس تماما .. هكذا علمتني سيدي ".
: " أنا .. أنا علمت .. تك هذا ؟! ".
: " كما علمتني أن النوايا ليست كافية ".
: " ألابد من ضحايا .. وما بعد انكسار الروح أيها المغفل ؟! ".
: " ليست زجاجا سيدي ؛ حملت أطنانا من انكسارت ، ولما تنكسر بعد ! ".
: " و ما أدراك أنها لم ...... بعد ؟! انه الأمر ، فليس من طريق ، ليس من طريق إليها .. حتى لو كان ، على أي صورة أعايشها ، بالقديم أم الذي لا أدري عنه شيئا ، وهي ترنو إلي اليباب ، تتعجله بكل عنفوانها .. بكل ما ملكت لأجلي هاهاهاهاهاها يا للسخرية !
: " لترحل إذًا ! ".
: " و الرحيل غواية أخرى ، و انكسارات قادمة .. انه الأمر ( يصرخ )
: " لكن طريقا لروما مازال ينتظرك ".
: " من .. من هنا .. م م من هنا .. طريقا لروما مازال ماذا ؟! ".
: " ينتظرك .. ينتظرك ".
: " يقول ينتظرني ، و هي تلوح بمواهبها لملوك آخرين .. وتقول ينتظرني .. انه الأمر ( يهجم عليه ، يخلع منه السيف ، يطعنه هو ) مت أيها المتردد ، الجبان .. ألف مرة و مرة ، ألححت عليك أن تفعلها .. عبد ماكر لئيم ( يحدق ، لا يجد أثرا لشيء ، يكتشف أن السيف يخترق قلبه هو ) أين .. أين .. أنت .. أنت تخرف
تخرف ( يترنح ، يترنح ، يقعي على ركبته ) الآن تذهب
بكل ما تعني و مالا تعني ( يتآوه متألما ) و لتعش روما بكل ما تعني ، لكن طرقها لن تؤدي إليك ( يحط ميتا ) !
: " أنا أيضا أطلبها ، و لا أجدها .. قل لي .. كيف تكون .. أخبرني ".
: " وهل لخادم مثلي ، أن يرى مالا يراه سيده ؟! ".
: " تعلم أنك لست خادما ، أنت رفيق ، و قريب من نفسي .. قل لي ، دون أن تضع اعتبارات لا معنى لها .. أشعر نيرون بمثل ما أشعر به الآن ،
و هو يشهد ألسنة اللهب تمتد لتنهش كبد مدينته الأثيرة ، الحجاج و هو يمضغ القات ، و يتأمل الكعبة ، وهي غنيمة للمجنيق ، هاينبال و قرطاج تغدو جسدا مملحا ، لا مكان فيه لكائن من كان ".
: " سيدي .. لم عقدت الحبال حول رقبتي ؟!".
: " ماذا ؟! ".
: " أنا لا أدري عم تتحدث ، و لا علم لي بكل هذه الأمور ، إلا ما علمتنيه ".
: " هات هذا السيف الذي أصدأه الصمت ، و قتل بريقه الدهر ".
: " سيدي .. سيدي ؟ ".
: " قلت لك هاته .. الآن ".
: " أمر مولاي ".
: " لم فعلت ، كانت تتجمل لأجلك ، ترسم لك عالما متسعا ، لتركض في رقعته كيف تشاء ، و تحي فيك أحلاما طمرها التراب و الغبار .. تعيد تشكيلك بمارأت و عاينت فيك - لنفسه - احكم قبضتك جيدا ".
: " مولاي .. أقلت شيئا .. اعذرني .. هرم سمعي ، و بصري أيضا .. أقلت شيئا ؟! ".
: " فكان جزاؤها منك ، اغتيال روحها ، ذبح تلك المهرة الراكضة في دمها ، وكأنك تضن عليها بإحساسها بك ، و بأن يكون الأمر بيدها هي ، و أنت تعلم من هي .. ألا تعلم من هي ؟! ".
: " مولاي .. لا أفهم .. لا أفهم سامحني
: " و لا أنا .. لم أعد أفهم شيئا .. لم أعد .. هلا أحكمت قبضتك على النصاب ؟! ".
: " أحاول سيدي .. و لو أني أشك في ذلك ".
: " حين أغمض عيني ، ما عليك سوى رشق الذيبة كلها في قلبي .. أفهمت ؟".
: " ماذا .. ذيبة و قلب ، عن أى شيء تحدثني مولاي ؟! ".
: " لا تكن أبلها مثلي .. افعل ما تؤمر .. هيا ( يصرخ ) هيا ".
: " و كيف أتأكد أن مولاي قد أغمض عينيه ، و أنا لا أرى أين عيناه ؟! ".
: " ألا تراني جيدا ؟! ".
: " أراك مولاي جيدا ، و لكن أنت علمتني ، أن من الحكمة
ألا أرى وقت يطلب مني ذلك ، و لا أسمع حين يجب ألا أسمع ".
: " أنا .. أنا فعلت هذا ؟! ".
: " سيدي .. لم أعد أراك بعيني ، لأن صورتك تجسدت هنا ( يشير إلي صدره )
: " إذًا .. فلترني من هنا .. ما رأيك ؟! ".
: " و كيف لهنا سيدي ، أن يرى هنا ؟! ".
: " ليرى كما يشاء ، المهم أن يرى .. لا تخادعني ( يصرخ بها وهو في حالة هياج ) هيا .. سوف أغمض عيني الآن .. انه ما أمرتك به ".
: " لكنك .. لم تكن هؤلاء ، و لن تكونهم يوما ، فلم تريد من هنا أن يرى إغماضة عينيك ؛ ليغتال معشوقه ؟! ".
: " لا يحق لك أن تفعل هذا بي ، أتوسل إليك .. افعلها ".
: " ماذا لو فعلتها ، و سألني هنا ، عن ما كان هنا ".
: " ( يجهش ) كما فعلتها أنا .. كما فعلتها و أفعلها دائما .. هيا انصرف الآن ، لا حاجة لي بك .. هيا ".
: " انتظر سيدي .. ألا ترى إن هنا ينزف ، يموت ، فكيف تغتاله مرتين ، ومازال دمه ساخنا ؟! انتظر سيدي ( يغيب قليلا ، ثم يعود و بيده صورة ، يدنيها من وجهه ) هاهي .. هلا نظرت ، ألا يأتيك الآن نداؤها ، ألا تسمع صوت مدينتك !
: " إنها لا تغيب .. لا تغيب ".
: " إذًا لتمت فيها ، ومن أجلها ، لا انتحارا في غرفة مغلقة ، و بيد خادم حقير ، أداة .. مجرد أداة ، بلا عقل ، و لا معني سوى الفعل المشين ".
: " ماذا .. ما .. ماذا قلت ؟! ".
: " قلت ما قد سمع مولاي ، وهو يدرك تماما إيلاما أرمي ".
: " أحقا تريدني أن أفعل ؟! ".
: " و بلا تردد ، فلا معنى في أن نفكر في شيء ، و نتمناه ، ثم نفعل العكس تماما .. هكذا علمتني سيدي ".
: " أنا .. أنا علمت .. تك هذا ؟! ".
: " كما علمتني أن النوايا ليست كافية ".
: " ألابد من ضحايا .. وما بعد انكسار الروح أيها المغفل ؟! ".
: " ليست زجاجا سيدي ؛ حملت أطنانا من انكسارت ، ولما تنكسر بعد ! ".
: " و ما أدراك أنها لم ...... بعد ؟! انه الأمر ، فليس من طريق ، ليس من طريق إليها .. حتى لو كان ، على أي صورة أعايشها ، بالقديم أم الذي لا أدري عنه شيئا ، وهي ترنو إلي اليباب ، تتعجله بكل عنفوانها .. بكل ما ملكت لأجلي هاهاهاهاهاها يا للسخرية !
: " لترحل إذًا ! ".
: " و الرحيل غواية أخرى ، و انكسارات قادمة .. انه الأمر ( يصرخ )
: " لكن طريقا لروما مازال ينتظرك ".
: " من .. من هنا .. م م من هنا .. طريقا لروما مازال ماذا ؟! ".
: " ينتظرك .. ينتظرك ".
: " يقول ينتظرني ، و هي تلوح بمواهبها لملوك آخرين .. وتقول ينتظرني .. انه الأمر ( يهجم عليه ، يخلع منه السيف ، يطعنه هو ) مت أيها المتردد ، الجبان .. ألف مرة و مرة ، ألححت عليك أن تفعلها .. عبد ماكر لئيم ( يحدق ، لا يجد أثرا لشيء ، يكتشف أن السيف يخترق قلبه هو ) أين .. أين .. أنت .. أنت تخرف
تخرف ( يترنح ، يترنح ، يقعي على ركبته ) الآن تذهب
بكل ما تعني و مالا تعني ( يتآوه متألما ) و لتعش روما بكل ما تعني ، لكن طرقها لن تؤدي إليك ( يحط ميتا ) !
تعليق