كان يوما من أيام الشتاء الغائمة ، والشارع مليء بالضجيج وزوامير السيارات تزيد من الشعور بالاكتظاظ ...
يجلس العم أبو محمد على حافة الرصيف تاركا كل الدنيا المليئة بالضجيج ورائه ، ويحرك رأسه على معزوفة يديه المليئة بالبودرة المختلطة بجميع الألوان، الأسود والبني والأحمر و الأحمر الهافت....
يضع الزبون حذائه على المنضدة الخشبية الصغيرة، ليستلمه العم أبو محمد ماسكا بيده الخشنة فرشاته التي تتحرك بلمسات ناعمة وتداعب الحذاء بسرعة و دقة متناهية....
لغة الإشارة هي الوسيلة للتواصل بينه وبين الزبائن، تراقب عيني العم أبو محمد الوجوه المتداخلة مع الأحذية....
شكلت لديه تلك الصورة بورتريه الحذاء والوجه ....
أرجل مختلفة المقاسات صغيرة ودقيقة، كبيرة ومفلطحة، كون العم أبو محمد علاقة حميمية مع الأرجل والأحذية.....
أصبح قادرا على تكوين صورة دقيقة عن الناس من خلال أحذيتهم، يحرك رأسه طربا مع حركة يديه عند ملامسة الأحذية، ويدق على حافة المنضدة الصغيرة فيقوم الزبون بتغيير قدمه بحذاء آخر، ويستمر العم أبو محمد ملاصقا لكرسيه الخشبي عازفا موسيقاه ....
أصبح مألوفا للجميع فشكل لوحة خلفية ثابتة كونت أحد معالم الشارع الثابتة، يعيد كتابة الأيام والأسابيع....
العم أبو محمد لا يهمه الفيس بوك ولا التويتر ولا قناة الجزيرة ولا قناة العربية ولا القنوات التلفزيونية....
يكتفي بتناول رغيف الخبز الحافي الممزوج برائحة الأحذية و البويات المختلفة....
أصبحت علاقته بالمفردات صامتة، يختفي وراء كلمات الزبائن ويرد عليها بهز رأسه، يستقبل الدراهم بامتنان شديد، تحولت الحياة والناس إلى مجموعة أرجل متتالية....
[type=374380]استغرب العم أبو محمد من شكل الحذاء الذي وضعته صاحبته على الطاولة الصغيرة، اهتز وارتبك عندما شاهد الساقين الرشيقتين اللتان تشعا بياضا وجمالا ...[/type]
سحب فرشاته ورفع عينيه ليري أمامه سيدة جميلة يتدلى شعرها على كتفيها ويبرز فستانها مفاتن جسدها ، توقف العم أبو محمد وجمدت يداه ، تذكر فجأة أن يديه تعاملات طيلة السنين الماضية مع أرجل الذكور ولم يقم يوما برسم قدم صغير لا امرأة جميلة...
نظرت الفتاة إلى الرجل الذي يرافقها وخاطبته بلغة أجنبية لم يفهمها العم أبو محمد ، جلست الفتاة ورفيقها قرفصا إلى الأرض مخاطبين العم أبو محمد بمجموعة من المفردات لا يفهمها......
رد العم أبو محمد بنظرة عابسة إلى الرجل مؤشرا إلى حذائه مصحوبا برغبة ملحة للهروب وترك المكان ......
يجلس العم أبو محمد على حافة الرصيف تاركا كل الدنيا المليئة بالضجيج ورائه ، ويحرك رأسه على معزوفة يديه المليئة بالبودرة المختلطة بجميع الألوان، الأسود والبني والأحمر و الأحمر الهافت....
يضع الزبون حذائه على المنضدة الخشبية الصغيرة، ليستلمه العم أبو محمد ماسكا بيده الخشنة فرشاته التي تتحرك بلمسات ناعمة وتداعب الحذاء بسرعة و دقة متناهية....
لغة الإشارة هي الوسيلة للتواصل بينه وبين الزبائن، تراقب عيني العم أبو محمد الوجوه المتداخلة مع الأحذية....
شكلت لديه تلك الصورة بورتريه الحذاء والوجه ....
أرجل مختلفة المقاسات صغيرة ودقيقة، كبيرة ومفلطحة، كون العم أبو محمد علاقة حميمية مع الأرجل والأحذية.....
أصبح قادرا على تكوين صورة دقيقة عن الناس من خلال أحذيتهم، يحرك رأسه طربا مع حركة يديه عند ملامسة الأحذية، ويدق على حافة المنضدة الصغيرة فيقوم الزبون بتغيير قدمه بحذاء آخر، ويستمر العم أبو محمد ملاصقا لكرسيه الخشبي عازفا موسيقاه ....
أصبح مألوفا للجميع فشكل لوحة خلفية ثابتة كونت أحد معالم الشارع الثابتة، يعيد كتابة الأيام والأسابيع....
العم أبو محمد لا يهمه الفيس بوك ولا التويتر ولا قناة الجزيرة ولا قناة العربية ولا القنوات التلفزيونية....
يكتفي بتناول رغيف الخبز الحافي الممزوج برائحة الأحذية و البويات المختلفة....
أصبحت علاقته بالمفردات صامتة، يختفي وراء كلمات الزبائن ويرد عليها بهز رأسه، يستقبل الدراهم بامتنان شديد، تحولت الحياة والناس إلى مجموعة أرجل متتالية....
[type=374380]استغرب العم أبو محمد من شكل الحذاء الذي وضعته صاحبته على الطاولة الصغيرة، اهتز وارتبك عندما شاهد الساقين الرشيقتين اللتان تشعا بياضا وجمالا ...[/type]
سحب فرشاته ورفع عينيه ليري أمامه سيدة جميلة يتدلى شعرها على كتفيها ويبرز فستانها مفاتن جسدها ، توقف العم أبو محمد وجمدت يداه ، تذكر فجأة أن يديه تعاملات طيلة السنين الماضية مع أرجل الذكور ولم يقم يوما برسم قدم صغير لا امرأة جميلة...
نظرت الفتاة إلى الرجل الذي يرافقها وخاطبته بلغة أجنبية لم يفهمها العم أبو محمد ، جلست الفتاة ورفيقها قرفصا إلى الأرض مخاطبين العم أبو محمد بمجموعة من المفردات لا يفهمها......
رد العم أبو محمد بنظرة عابسة إلى الرجل مؤشرا إلى حذائه مصحوبا برغبة ملحة للهروب وترك المكان ......
تعليق