مَسافةٌ بَيْنَ فَراغَيْن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هشام مصطفى
    شاعر وناقد
    • 13-02-2008
    • 326

    مَسافةٌ بَيْنَ فَراغَيْن

    [align=right]مسافةٌ بَيْنَ فراغَين [/align][align=center]مُنْذُ أَنْ كُنّا صِغارْ
    والْمساءُ المُرُّ لَمْ يَبْرَحْ كِلَيْنا
    لَمْ تَزَلْ في راحَتَيْنا
    صورَةٌ ...
    ساكِنَةٌ ...
    ـ أقْصى خُطوط ِالعُمْرِ ـ
    فينا
    كَعَلامات ٍ تَعينا
    غَرَسَتْ مَلْمَحَها
    ( كَالْخِنْجَر ِ المَعْقوف ِ )
    في صَمْتِ الْمسافاتِ التي
    تَفْصِلُنا عَمّا يَلينا
    رَسَمَتْ وَجْهَ احْتِضار ٍ
    في الزّوايا
    وعلى كَفِّ المَنايا
    فَتَحَتْ صُنْدوقَها الوَرْديَّ يَوما
    خَرَجَتْ ...
    تَبْحَثُ عَنْ ذاكِرَةٍ مَنْسيَّةٍ
    في مُنْحَنى حَرْفِ الْقَصيدْ
    لَمْلَمَتْ أشْياءها الْمُلْقاةَ
    في جُبِّ الْوليدْ
    وَمَشَتْ ...
    تَنْثُرُها تيها
    كَحَبّاتِ الْجَليدْ
    كانْعِكاساتِ الْمَرايا
    حِيْنَ يأتي الحُزْنُ يُثْني
    كلَّ حَرْف ٍ مِنْ قَصيدي
    حِيْنَ يَنْسابُ خَريفي
    في وَريدي
    حِيْنَ يغْزو الخَوْفُ أسْوارَ الحنايا
    حيْنَما يَرْتَجِفُ السَّطْرُ الْمُحنّى
    بِمَتاهاتِ الخَطايا / الشّظايا
    والغَدِ الراسي
    على مِرْآب ِ أَزْمان ٍ تَهاوتْ
    ثُمَّ ذابتْ ...
    ثُمَّ ضاعتْ ...
    وعلى بابِ الْمَدينَةْ
    ألْفُ حُلْم ٍ
    لَمْ تَجِدْ حُضْنَ السَّفينَةْ
    لَمْ تَجِدْ إلا يَدَ الطُّوفان ِ
    في عُمْق ِ المُنى الساجي
    بِأَنْفاس ٍ سَخينَةْ
    في البِداياتِ التي ساقتْ
    خُطىً واهِيَةً ...
    صَوْبَ صَباحات ٍ
    تلاشتْ ...
    بَيْنَ أَكْفان ِ السَّكينَةْ
    في النِهاياتِ التي باتتْ
    مَغارات ٍ تلاقتْ
    في حَوَاريها الحَزينَةْ
    مُنْذُ أنْ جِئنا ...
    وَعُدْنا ...
    لَمْ تَسَعْ أحْلامُنا
    تِلْكَ المسافات ِ التي
    صاغَتْ ترانيم َ السَّواقي
    في حَواشي العُمْرِ
    والرّوحِ السَّجينَةْ
    مُنْذُ أنْ كُنّا صِغارا
    أو كِبارْ
    أو بلا ذاتٍ تُغَنّي
    لم نَكُنْ نَدْري سوى
    يَوْم ِ غدا ذكرى
    وَيَوْم ٍ بانْتِظارْ
    لَمْ نَكُنْ نَدْري سوى
    مَعْنى الفِرارْ
    لَمْ نَكُنْ إلا مسافاتِ / فَراغاتٍ
    تَشَظّى خُطْوُها ...
    بَيْنَ انْكِسار ِ الحُلْم ِ
    في ( ساتير ِ ) لَيْل ٍ
    أو نَهارْ
    وانْبعاث ِ التِّيه
    مَدّا...
    وانْحِسارْ
    لَمْ نَكُنْ إلا ...
    تراتيل َ احْتضارْ
    [/align]
    [align=right]شعر / هشام مصطفى[/align]
  • آمنة أبو حسين
    أديب وكاتب
    • 18-02-2008
    • 761

    #2

    الاروع هشام

    برغم أنها مسافة بين فراغين

    الا أنها كانت مفعمة

    بطيب الكلمات وتهليلة تعابير رقيقة

    رقي الكلمات هنا ألغى كل الفراغات

    وجعل من هذا الاحتضار

    فصل حياة

    شكرا بحجمك
    شُكراً .. لرب السماء

    تعليق

    • هشام مصطفى
      شاعر وناقد
      • 13-02-2008
      • 326

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة آمنة أبو حسين مشاهدة المشاركة

      الاروع هشام

      برغم أنها مسافة بين فراغين

      الا أنها كانت مفعمة

      بطيب الكلمات وتهليلة تعابير رقيقة

      رقي الكلمات هنا ألغى كل الفراغات

      وجعل من هذا الاحتضار

      فصل حياة

      شكرا بحجمك
      المبدعة الرائعة / آمنة
      لا يعرف المبدع إلا بقدر عمق إبحاره و استخدام أدواته لسبر غور الحرف فكثير منا يملك الحرف والقليل فقط هم من يعرفون كيف يكتشفونه
      مودتي

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #4
        صورة تسكن أقصى خطوط العمر تغرس ملمحها كالخنجر المعقوف في صمت المسافات و الوقت
        تفجر الذكريات في رحلة عمر طويلة ما بين لقاء و فراق ، التئام و تشظي و سؤالات حائرة و انكسار الحلم في ليل أو نهار كلها تودي إلى تراتيل احتضار .
        و كأني أفتح أجندتك الشخصية خلسة لأقرأ فيها رحلة حياه و ذكريات فيها الجميل و فيها المؤلم .
        لحن عذب عزفته بناي الحزن على تفعيلة الرمل فازدادت القصيدة ألقا أخي الشاعر المبدع هشام مصطفى
        أثبتها حتى إشعار آخر فهي تستحق ذلك و زيادة
        كل الحب و التقدير
        ِ
        sigpic

        تعليق

        • هشام مصطفى
          شاعر وناقد
          • 13-02-2008
          • 326

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
          صورة تسكن أقصى خطوط العمر تغرس ملمحها كالخنجر المعقوف في صمت المسافات و الوقت
          تفجر الذكريات في رحلة عمر طويلة ما بين لقاء و فراق ، التئام و تشظي و سؤالات حائرة و انكسار الحلم في ليل أو نهار كلها تودي إلى تراتيل احتضار .
          و كأني أفتح أجندتك الشخصية خلسة لأقرأ فيها رحلة حياه و ذكريات فيها الجميل و فيها المؤلم .
          لحن عذب عزفته بناي الحزن على تفعيلة الرمل فازدادت القصيدة ألقا أخي الشاعر المبدع هشام مصطفى
          أثبتها حتى إشعار آخر فهي تستحق ذلك و زيادة
          كل الحب و التقدير
          ِ
          المبدع الجميل والصديق والأخ العزيز / د. جمال
          قراءتك للقصيدة عنوان لإبداعك لا عنوان لجمال القصيدة
          دائما ما تعطى للمعنى شكلا آخر بهذا الألق / القراءة
          مودتي

          تعليق

          • محمد العرافي
            شاعروناقد
            • 05-03-2008
            • 799

            #6
            أخي الشاعر هشام مصطفى ..
            أسعدتني رائعتك بكل تفاصيلها ..
            شاعرية مقتدرة ..ومعاني قشيبة ..وخيالات محلقة ..وأنغام متناثرة ..
            دمت ودام تألقك
            [poem=font=",6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.almolltaqa.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/28.gif" border="groove,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]


            كلَّ حرفٍ ذريه ينزف مني=كلَّ بوح ٍ مدادُهُ خفقاتي
            [/poem]

            تعليق

            • حياة سرور
              أديب وكاتب
              • 16-02-2008
              • 2102

              #7
              ذكرباتٌ تتأرجح داخل نفسك تنبت في عمق المسافات فراغات أبعد، وتزهر في

              مساحات نفسك مساحات أرحب. ترسم لك بإيقاعاتها هدوءً يستفزك صخباً ،

              ويثير في نفسك أحزاناً مفرحة. تستعين بالأحزان لتقوى على مد نظرك إلى

              المدى الأبعد، إلى مدى تشعر بقطرات الندى ما زالت تسقط على ورقاتك، تقف

              ساكناً وفي داخلك عاصفة تقتلع كل ما نبت على حواسك في تلك اللحظة ،

              وتجبرك على الدهشة المفرطة والإيمان اللامتناهي في غمرة المشاعر واحتباس

              الأنفاس، التي تمزق الصمت وتحطم سلالم الوهلة. تأخذك الذكريات كما اللحن

              إلى فطرة الإدراك بعفوية فراشات الحدائق وجنون عصافير الحقول، وتملأ

              صدرك بأشجان مسافر وأشواق عائد ، تمهل قليلاً قبل أن تعبر عتباتها فتحت

              لحائها يختبئ الفجر بوداعة طفل بشرود حالم، تحت لحائها خبئ دفاترك التي

              على أوراقها دونت أسرارك.


              أخي الفاضل هشام مصطفى

              أجدك في غطاء لا يمتاز بلونه الأبيض ، هوّن عليك سيدي وثبّت قدمك في

              موطن الفرح ، فحلاوة الدنيا بفرحها ، وألقها ، ورونقها البسّام .

              لك خاص ودي ونقديري
              التعديل الأخير تم بواسطة حياة سرور; الساعة 21-04-2008, 06:36.


              تعليق

              • هشام مصطفى
                شاعر وناقد
                • 13-02-2008
                • 326

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة همسات الروح مشاهدة المشاركة
                ذكرباتٌ تتأرجح داخل نفسك تنبت في عمق المسافات فراغات أبعد، وتزهر في

                مساحات نفسك مساحات أرحب. ترسم لك بإيقاعاتها هدوءً يستفزك صخباً ،

                ويثير في نفسك أحزاناً مفرحة. تستعين بالأحزان لتقوى على مد نظرك إلى

                المدى الأبعد، إلى مدى تشعر بقطرات الندى ما زالت تسقط على ورقاتك، تقف

                ساكناً وفي داخلك عاصفة تقتلع كل ما نبت على حواسك في تلك اللحظة ،

                وتجبرك على الدهشة المفرطة والإيمان اللامتناهي في غمرة المشاعر واحتباس

                الأنفاس، التي تمزق الصمت وتحطم سلالم الوهلة. تأخذك الذكريات كما اللحن

                إلى فطرة الإدراك بعفوية فراشات الحدائق وجنون عصافير الحقول، وتملأ

                صدرك بأشجان مسافر وأشواق عائد ، تمهل قليلاً قبل أن تعبر عتباتها فتحت

                لحائها يختبئ الفجر بوداعة طفل بشرود حالم، تحت لحائها خبئ دفاترك التي

                على أوراقها دونت أسرارك.


                أخي الفاضل هشام مصطفى

                أجدك في غطاء لا يمتاز بلونه الأبيض ، هوّن عليك سيدي وثبّت قدمك في

                موطن الفرح ، فحلاوة الدنيا بفرحها ، وألقها ، ورونقها البسّام .

                لك خاص ودي ونقديري
                سيّدتي الراقية بحرفك وإحساسك / همسات الروح
                لا أدري كيف يستقيم التعريف بالهاوية وأنت تملكين أكثر مما يمكله الأديب تملكين مفاتيح النص لإعادة اكتشافه ومن ثم إنتاجه ليبدو وكأنه نص جديد
                سيّدتي دعي حرفي ينحني إجلالا لهذه الرؤية ولذلك الأسلوب ولك معهما
                مودتي

                تعليق

                • هشام مصطفى
                  شاعر وناقد
                  • 13-02-2008
                  • 326

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد العرافي مشاهدة المشاركة
                  أخي الشاعر هشام مصطفى ..
                  أسعدتني رائعتك بكل تفاصيلها ..
                  شاعرية مقتدرة ..ومعاني قشيبة ..وخيالات محلقة ..وأنغام متناثرة ..
                  دمت ودام تألقك
                  أخي القدير والمبدع الجميل / محمد
                  لكم سعد حرفي بهكذا مرور و لتقديرك له
                  دمت أيها النقي نقاء المطر
                  مودتي

                  تعليق

                  يعمل...
                  X