الغالية : مباركة بشير أحمد
حينما نعاني من الجمود يتجمد القلم وتتيبس الذاكرة
فكيف للقلم أن يتحرك بدون فكر وإلهام وهو الذي مداده عصير فكرنا
أحييك على هذه المداخلة القيمة
بارك الله فيك
حينما نعاني من الجمود يتجمد القلم وتتيبس الذاكرة
فكيف للقلم أن يتحرك بدون فكر وإلهام وهو الذي مداده عصير فكرنا
أحييك على هذه المداخلة القيمة
بارك الله فيك
المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد
مشاهدة المشاركة
يعاندني القلم ويتمرد على نزعة الأمر و النهي بداخلي ،عندما ينفد حبر المشاعر أويتوه في مصبات الحياة المصلحية أو يفيض من شدة حرارة التوتر أو تلامسه عصا الجمود السحرية ،وتكبل مسارالكتابة تحت ظلال أنفه .
فهل يعقل أن تلتف الأنامل بقلم فارغ من حبر المشاعر، وتصفه الذات بالتمرد والعصيان ؟فنحن عندما نكتب ،فليست تلك التي نلقي بها على الورق الأبيض إلا أفكارنا وخيالاتنا المنحصرة في تجاويف الدماغ ،وأحاسيسنا التي ولدت ودرجت ثم كبرت في ساحة الصدر، وإن مغنطيسها في لحظات القوة يخالف آخر في لحظات الشيخوخة والضعف. والعطاء الفكري لن يدوم استمراره إلا إذا توفرت له الظروف التي تساعد الكاتب على مزيد ابتكارات ،كخلو المكان من الهرج المبعثر لمنحنى التفكير – الصحة البيولوجية وكذا النفسية – الرصيد اللغوي و الثقافي –والأهم من كل ماذكرنا ...الحرية .فمتى شعر الكاتب أنه حر في اتخاذ قراراته ونوعية أساليبه ،والتوجه بها إلى حيث يريد ويحب ، فإن القلم لن تجده إلا راضخا مطيعا لصاحبه .
شيطان الشعر..حقيقة أم وهم ؟؟
............
ربما لاأحد منا في زمننا الحاضر الذي واكب تطورا تيكنولوجيا مريعا ،يتأبط دماغه فكرة أن للشعر شيطان يفرض سطوته على الشاعر، ويجبر قلمه على تقيئ الحروف عنوة على حين غرة، وإلا لتولدت عن هذا المفهوم أسئلة وعلامات تعجب، يقذف بنا منجنيقها على جسر الحيرة فلا تستكين خطانا الفكرية على بلاط. إذ كيف للعدو أي الشيطان أن ينير العقول ويمتَع الأرواح بعذب الكلام، ويصير قلب البشري الشاعر محض وعاء ؟،فهذا معتقد ترجع أصول سببه الرئيس إلى التقليل من شأن الآدمي، وتعظيم الجان الذين رويت عنهم أساطير وخرافات بوادي عبقر( بنجد أو بمكة)،الذي اعتبروه منبعا لإبداع فحول الشعراء ،العباقرة. ،في أزمنة ماضية من لدن أجيال عربية، خيَم على حياتهم طابع البداوة وانتعشت في أوردتهم الدافئة زهرات الشعر، فكان سابقا لما عداه من الفنون الأدبية كالرواية والقصة وبلوغه مرتبة التبجيل، إذن مالذي يسيطر على نفسية الشاعر، ويجبره على اعتزال من حوله والإرتماء في أحضان مرحلة من التوتر ينكب فيها على مادونه من ورق،فيكتب السطر تلوى الآخر كأنما هو الشلال المنهمر، فلاينقطع استرسال تياراته المتوهجة حتى يخلص صاحبنا إلى قصيدة سامقة ،تشغَل بداخله أسطوانة الدهشة، وتعبَ شعب رئتيه بأكسيجين الراحة والهدوء؟؟ إنه الإلهام .... ذلك التوغل الآسر في خلجات النفس، والمحلق بها في فضاءات زمردية شاسعة ،على بساط الموهبة السحري بعيدا عن تشكيلة الواقع وملامحه التي يتغشاها رداء رمادي اللون ...فتغيب عن منظار العقل الواعي شيئا فشيئا إلى أن يتلاشى الشعور بما يربط الشاعر به من متعلقات ومكاسب ، ليس لها انتماء لعالم ميتافيزيقا الأرواح . وسرعان ماتعود الروح إلى الجسد محملة بما يسر الخاطر من عرائس فكر عذراء تلذ لعناقها النفس ويطرب الوجدان . فما سر التباين الإبداعي بين شاعر وآخر ،إذا توضح لنا جليا أن الإلهام قدر محتوم، ولحظة آسرة متجددة ،لكل صاحب موهبة؟
...........
إذا كان الإبداع مولودا يرى بارقة النور على إثر وخزات الإلهام الفجائية على غفلة من العقل الواعي والولوج في غيبوبة ميتافيزيقية بعيدا عن الأرض ،فإن لما تختزنه تجاويف المخ من مكاسب معرفية له الدور الحقيقي في استمرارية انبعاثه والتشكل في دنيا الكائنات الإبداعية بصورة تأنس لها نفس المتلقي عبر الأزمنة الطويلة .فعلى قدر عظمة المعارف ورحابتها ، والتي تتمكن من سيكولوجية المبدع وتتسرب إلى عقله اللاواعي ،تكون عملية التدفق الإبداعي الفكري .فالإبداع إذن موهبة فطرية ،إكتساب ثم إلهام، و هذا الأخيرعبارة عن ثوب مطاطي آيل للتشكل بناءا على غزارة أوضآلة محاصيل المبدع الفكرية وتجاربه في الحياة . وليس معنى هذا أن ماتحتويه مخازن العقل من شحنات مكتسبة كافيا لدوامه، مالم تنبع جداول الرغبة في وجدان المبدع. فما الإبداع أولا وأخيرا إلا نتاج التركيز في ظاهرة ما من ظواهر المجتمع أوالذات ، يليها مرحلة التخمر ثم النضوج على جمر التوتر تحت تأثير حمى الإلهام .فالمبدع الذي يحظى بتشجيع المحيطين به ليس كذاك الذي هو عرضة للإنتكاسات النفسية على الدوام ،والقاطن أرض السلام على شاطئ الراحة أوربوة الصفاء، ليس كمن يتوسد الصخر ويلتحف الهواء .وعليه فإنه بإمكاننا أن نستنتج أن الإلهام قد تضعف قوة إشعاعه أويموت مالم تستحضره روح المبدع، وتسعى جاهدة لوصاله .ومن هنا نكتشف سر تباين واختلاف المنتوج الإبداعي لدى شاعر وآخر، وإن كان ذاك الذي يرقى إلى سلالم المجد بفضل ماقدمه للجمهور من حلاوة إبداع في صحن الواقع فأمتع بعدما أبدع ،إلا أنه يجب علينا ألا نغض الطرف عن من تعثر قلمه بعراقيل ظرفية ستؤول حتما بالإرادة والمثابرة ،إلى الزوال .
.............
تحيتي لك يانجلاء ومودتي
فهل يعقل أن تلتف الأنامل بقلم فارغ من حبر المشاعر، وتصفه الذات بالتمرد والعصيان ؟فنحن عندما نكتب ،فليست تلك التي نلقي بها على الورق الأبيض إلا أفكارنا وخيالاتنا المنحصرة في تجاويف الدماغ ،وأحاسيسنا التي ولدت ودرجت ثم كبرت في ساحة الصدر، وإن مغنطيسها في لحظات القوة يخالف آخر في لحظات الشيخوخة والضعف. والعطاء الفكري لن يدوم استمراره إلا إذا توفرت له الظروف التي تساعد الكاتب على مزيد ابتكارات ،كخلو المكان من الهرج المبعثر لمنحنى التفكير – الصحة البيولوجية وكذا النفسية – الرصيد اللغوي و الثقافي –والأهم من كل ماذكرنا ...الحرية .فمتى شعر الكاتب أنه حر في اتخاذ قراراته ونوعية أساليبه ،والتوجه بها إلى حيث يريد ويحب ، فإن القلم لن تجده إلا راضخا مطيعا لصاحبه .
شيطان الشعر..حقيقة أم وهم ؟؟
............
ربما لاأحد منا في زمننا الحاضر الذي واكب تطورا تيكنولوجيا مريعا ،يتأبط دماغه فكرة أن للشعر شيطان يفرض سطوته على الشاعر، ويجبر قلمه على تقيئ الحروف عنوة على حين غرة، وإلا لتولدت عن هذا المفهوم أسئلة وعلامات تعجب، يقذف بنا منجنيقها على جسر الحيرة فلا تستكين خطانا الفكرية على بلاط. إذ كيف للعدو أي الشيطان أن ينير العقول ويمتَع الأرواح بعذب الكلام، ويصير قلب البشري الشاعر محض وعاء ؟،فهذا معتقد ترجع أصول سببه الرئيس إلى التقليل من شأن الآدمي، وتعظيم الجان الذين رويت عنهم أساطير وخرافات بوادي عبقر( بنجد أو بمكة)،الذي اعتبروه منبعا لإبداع فحول الشعراء ،العباقرة. ،في أزمنة ماضية من لدن أجيال عربية، خيَم على حياتهم طابع البداوة وانتعشت في أوردتهم الدافئة زهرات الشعر، فكان سابقا لما عداه من الفنون الأدبية كالرواية والقصة وبلوغه مرتبة التبجيل، إذن مالذي يسيطر على نفسية الشاعر، ويجبره على اعتزال من حوله والإرتماء في أحضان مرحلة من التوتر ينكب فيها على مادونه من ورق،فيكتب السطر تلوى الآخر كأنما هو الشلال المنهمر، فلاينقطع استرسال تياراته المتوهجة حتى يخلص صاحبنا إلى قصيدة سامقة ،تشغَل بداخله أسطوانة الدهشة، وتعبَ شعب رئتيه بأكسيجين الراحة والهدوء؟؟ إنه الإلهام .... ذلك التوغل الآسر في خلجات النفس، والمحلق بها في فضاءات زمردية شاسعة ،على بساط الموهبة السحري بعيدا عن تشكيلة الواقع وملامحه التي يتغشاها رداء رمادي اللون ...فتغيب عن منظار العقل الواعي شيئا فشيئا إلى أن يتلاشى الشعور بما يربط الشاعر به من متعلقات ومكاسب ، ليس لها انتماء لعالم ميتافيزيقا الأرواح . وسرعان ماتعود الروح إلى الجسد محملة بما يسر الخاطر من عرائس فكر عذراء تلذ لعناقها النفس ويطرب الوجدان . فما سر التباين الإبداعي بين شاعر وآخر ،إذا توضح لنا جليا أن الإلهام قدر محتوم، ولحظة آسرة متجددة ،لكل صاحب موهبة؟
...........
إذا كان الإبداع مولودا يرى بارقة النور على إثر وخزات الإلهام الفجائية على غفلة من العقل الواعي والولوج في غيبوبة ميتافيزيقية بعيدا عن الأرض ،فإن لما تختزنه تجاويف المخ من مكاسب معرفية له الدور الحقيقي في استمرارية انبعاثه والتشكل في دنيا الكائنات الإبداعية بصورة تأنس لها نفس المتلقي عبر الأزمنة الطويلة .فعلى قدر عظمة المعارف ورحابتها ، والتي تتمكن من سيكولوجية المبدع وتتسرب إلى عقله اللاواعي ،تكون عملية التدفق الإبداعي الفكري .فالإبداع إذن موهبة فطرية ،إكتساب ثم إلهام، و هذا الأخيرعبارة عن ثوب مطاطي آيل للتشكل بناءا على غزارة أوضآلة محاصيل المبدع الفكرية وتجاربه في الحياة . وليس معنى هذا أن ماتحتويه مخازن العقل من شحنات مكتسبة كافيا لدوامه، مالم تنبع جداول الرغبة في وجدان المبدع. فما الإبداع أولا وأخيرا إلا نتاج التركيز في ظاهرة ما من ظواهر المجتمع أوالذات ، يليها مرحلة التخمر ثم النضوج على جمر التوتر تحت تأثير حمى الإلهام .فالمبدع الذي يحظى بتشجيع المحيطين به ليس كذاك الذي هو عرضة للإنتكاسات النفسية على الدوام ،والقاطن أرض السلام على شاطئ الراحة أوربوة الصفاء، ليس كمن يتوسد الصخر ويلتحف الهواء .وعليه فإنه بإمكاننا أن نستنتج أن الإلهام قد تضعف قوة إشعاعه أويموت مالم تستحضره روح المبدع، وتسعى جاهدة لوصاله .ومن هنا نكتشف سر تباين واختلاف المنتوج الإبداعي لدى شاعر وآخر، وإن كان ذاك الذي يرقى إلى سلالم المجد بفضل ماقدمه للجمهور من حلاوة إبداع في صحن الواقع فأمتع بعدما أبدع ،إلا أنه يجب علينا ألا نغض الطرف عن من تعثر قلمه بعراقيل ظرفية ستؤول حتما بالإرادة والمثابرة ،إلى الزوال .
.............
تحيتي لك يانجلاء ومودتي
تعليق