متى يعاندك القلم ؟/ نجلاء نصير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.نجلاء نصير
    رئيس تحرير صحيفة مواجهات
    • 16-07-2010
    • 4931

    #16
    الغالية : مباركة بشير أحمد
    حينما نعاني من الجمود يتجمد القلم وتتيبس الذاكرة
    فكيف للقلم أن يتحرك بدون فكر وإلهام وهو الذي مداده عصير فكرنا
    أحييك على هذه المداخلة القيمة
    بارك الله فيك
    المشاركة الأصلية بواسطة مباركة بشير أحمد مشاهدة المشاركة
    يعاندني القلم ويتمرد على نزعة الأمر و النهي بداخلي ،عندما ينفد حبر المشاعر أويتوه في مصبات الحياة المصلحية أو يفيض من شدة حرارة التوتر أو تلامسه عصا الجمود السحرية ،وتكبل مسارالكتابة تحت ظلال أنفه .
    فهل يعقل أن تلتف الأنامل بقلم فارغ من حبر المشاعر، وتصفه الذات بالتمرد والعصيان ؟فنحن عندما نكتب ،فليست تلك التي نلقي بها على الورق الأبيض إلا أفكارنا وخيالاتنا المنحصرة في تجاويف الدماغ ،وأحاسيسنا التي ولدت ودرجت ثم كبرت في ساحة الصدر، وإن مغنطيسها في لحظات القوة يخالف آخر في لحظات الشيخوخة والضعف. والعطاء الفكري لن يدوم استمراره إلا إذا توفرت له الظروف التي تساعد الكاتب على مزيد ابتكارات ،كخلو المكان من الهرج المبعثر لمنحنى التفكير – الصحة البيولوجية وكذا النفسية – الرصيد اللغوي و الثقافي –والأهم من كل ماذكرنا ...الحرية .فمتى شعر الكاتب أنه حر في اتخاذ قراراته ونوعية أساليبه ،والتوجه بها إلى حيث يريد ويحب ، فإن القلم لن تجده إلا راضخا مطيعا لصاحبه .


    شيطان الشعر..حقيقة أم وهم ؟؟
    ............
    ربما لاأحد منا في زمننا الحاضر الذي واكب تطورا تيكنولوجيا مريعا ،يتأبط دماغه فكرة أن للشعر شيطان يفرض سطوته على الشاعر، ويجبر قلمه على تقيئ الحروف عنوة على حين غرة، وإلا لتولدت عن هذا المفهوم أسئلة وعلامات تعجب، يقذف بنا منجنيقها على جسر الحيرة فلا تستكين خطانا الفكرية على بلاط. إذ كيف للعدو أي الشيطان أن ينير العقول ويمتَع الأرواح بعذب الكلام، ويصير قلب البشري الشاعر محض وعاء ؟،فهذا معتقد ترجع أصول سببه الرئيس إلى التقليل من شأن الآدمي، وتعظيم الجان الذين رويت عنهم أساطير وخرافات بوادي عبقر( بنجد أو بمكة)،الذي اعتبروه منبعا لإبداع فحول الشعراء ،العباقرة. ،في أزمنة ماضية من لدن أجيال عربية، خيَم على حياتهم طابع البداوة وانتعشت في أوردتهم الدافئة زهرات الشعر، فكان سابقا لما عداه من الفنون الأدبية كالرواية والقصة وبلوغه مرتبة التبجيل، إذن مالذي يسيطر على نفسية الشاعر، ويجبره على اعتزال من حوله والإرتماء في أحضان مرحلة من التوتر ينكب فيها على مادونه من ورق،فيكتب السطر تلوى الآخر كأنما هو الشلال المنهمر، فلاينقطع استرسال تياراته المتوهجة حتى يخلص صاحبنا إلى قصيدة سامقة ،تشغَل بداخله أسطوانة الدهشة، وتعبَ شعب رئتيه بأكسيجين الراحة والهدوء؟؟ إنه الإلهام .... ذلك التوغل الآسر في خلجات النفس، والمحلق بها في فضاءات زمردية شاسعة ،على بساط الموهبة السحري بعيدا عن تشكيلة الواقع وملامحه التي يتغشاها رداء رمادي اللون ...فتغيب عن منظار العقل الواعي شيئا فشيئا إلى أن يتلاشى الشعور بما يربط الشاعر به من متعلقات ومكاسب ، ليس لها انتماء لعالم ميتافيزيقا الأرواح . وسرعان ماتعود الروح إلى الجسد محملة بما يسر الخاطر من عرائس فكر عذراء تلذ لعناقها النفس ويطرب الوجدان . فما سر التباين الإبداعي بين شاعر وآخر ،إذا توضح لنا جليا أن الإلهام قدر محتوم، ولحظة آسرة متجددة ،لكل صاحب موهبة؟
    ...........
    إذا كان الإبداع مولودا يرى بارقة النور على إثر وخزات الإلهام الفجائية على غفلة من العقل الواعي والولوج في غيبوبة ميتافيزيقية بعيدا عن الأرض ،فإن لما تختزنه تجاويف المخ من مكاسب معرفية له الدور الحقيقي في استمرارية انبعاثه والتشكل في دنيا الكائنات الإبداعية بصورة تأنس لها نفس المتلقي عبر الأزمنة الطويلة .فعلى قدر عظمة المعارف ورحابتها ، والتي تتمكن من سيكولوجية المبدع وتتسرب إلى عقله اللاواعي ،تكون عملية التدفق الإبداعي الفكري .فالإبداع إذن موهبة فطرية ،إكتساب ثم إلهام، و هذا الأخيرعبارة عن ثوب مطاطي آيل للتشكل بناءا على غزارة أوضآلة محاصيل المبدع الفكرية وتجاربه في الحياة . وليس معنى هذا أن ماتحتويه مخازن العقل من شحنات مكتسبة كافيا لدوامه، مالم تنبع جداول الرغبة في وجدان المبدع. فما الإبداع أولا وأخيرا إلا نتاج التركيز في ظاهرة ما من ظواهر المجتمع أوالذات ، يليها مرحلة التخمر ثم النضوج على جمر التوتر تحت تأثير حمى الإلهام .فالمبدع الذي يحظى بتشجيع المحيطين به ليس كذاك الذي هو عرضة للإنتكاسات النفسية على الدوام ،والقاطن أرض السلام على شاطئ الراحة أوربوة الصفاء، ليس كمن يتوسد الصخر ويلتحف الهواء .وعليه فإنه بإمكاننا أن نستنتج أن الإلهام قد تضعف قوة إشعاعه أويموت مالم تستحضره روح المبدع، وتسعى جاهدة لوصاله .ومن هنا نكتشف سر تباين واختلاف المنتوج الإبداعي لدى شاعر وآخر، وإن كان ذاك الذي يرقى إلى سلالم المجد بفضل ماقدمه للجمهور من حلاوة إبداع في صحن الواقع فأمتع بعدما أبدع ،إلا أنه يجب علينا ألا نغض الطرف عن من تعثر قلمه بعراقيل ظرفية ستؤول حتما بالإرادة والمثابرة ،إلى الزوال .
    .............

    تحيتي لك يانجلاء ومودتي

    sigpic

    تعليق

    • روحي قلمي
      عضو الملتقى
      • 07-04-2012
      • 17

      #17
      هو سيل ضوئي يمتد تحت القلم ...سكرة من سكرات الحياة,,ابحارٌ في عالم الكلمات,,
      اني وكل شاعر من البشر شيطانه انثى وشيطاني ذكر
      انا اؤمن بهذه الفكرة لكن على الطريقة الحديثة.او لنقل بأستخدام مصطلح الالهام...
      انا مررت بهذه المرحلة القاسية وربما لكي اصدق القول لازلت اعاني منها........ وقد تكون اسبابها:
      عدم الاستقرار النفسي....عدم الرضا على النفس......عدم الثقة بالنفس.....الضغط المستمر......الاحساس بالمراقبة من قبل الاخرين
      شكرا يا نجلاء لطرح هكذا موضوع يمس جروح الروح لأن روحي قلمي

      تعليق

      • د.نجلاء نصير
        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
        • 16-07-2010
        • 4931

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة نايف ذوابه مشاهدة المشاركة
        كما تفضلت أستاذتنا كناية عن الإلهام ولكن الملهم هو الشيطان من أصحاب هذه النظرية .. باعتبار أن أجمل الشعر أكذبه والشعر يقوم على التخييل والمبالغة ونتذكر قول الشاعر:

        إني وكل شاعر من البشر شيطانه أنثى وشيطاني ذكر

        فهناك شيطان ذكري يبدو أنه أقوى شيطنة من الأنثى .. ولعمري هذا فهم قاصر .. أظن أن الأنثى أولا هي الملهمة في الشعر ولذلك استهل الشعراء قصائدهم بالغزل .. ثم أظن أن مكر النساء أقوى من مكر الرجال .. حقيقة وأتذكر مثلا صينيا .. يقول إذا عجز الشيطان في مهمة استعان بامرأة .. !!
        على كل حال النص القرآني فعلا وضّح هذا المعنى .. والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون .. فالشعر ارتبط بالغواية والكذب، ومن هنا جاءت علاقة الشيطان بالشعر .. ويقال إن عبقر هو الوادي الذي يقيم به شياطين الشعر ولافظ بن لاحظ شيطان امرئ القيس هو من سكان هذا الوادي وهبيد بن الصلادم صاحب عبيد بن الأبرص
        وهاذر بن ماهر صاحب النابغة الذبياني
        ومدرك بن واغم صاحب الكميت بن زيد.

        ولا يخفى الجانب الأسطوري في الموضوع كله .. من أسماء شياطين الشعراء .. وكأن أسماء الشياطين مفصلة تفصيلا على الشعراء وتحمل مغازي ومعاني ..

        على كل حال أنا أطروحتي في الدراسات العليا كانت عن الإبداع في الشعر وقد هيأت لي الدراسة التي لم يقيض لها أن تناقش - أن أقرأ موسوعة كبيرة من الكتب والمراجع في الموضوع ونظريات الإلهام والإبداع وطقوسه وظروفه .. ومن هنا فقد وقع بين يدي اسم كتاب: شياطين الشعر وقد بحثت عنه وعلمت أنه في الإسكندرية فأرسلت لقريبي هناك وقام بتصويره لي .. شياطين الشعر عند العرب .. ولا أدري أين ذهبت النسخة المصورة .. مع كثرة الانتقال من بيت إلى بيت .. وكانت مكتبتي الكبيرة من ضحايا الترحال من مكان إلى مكان ..
        أجمل الشعر أكذبه هكذ قال قدامة بن جعفر صاحب كتاب نقد الشعر وذلك حين عرض لمصطلح الغلو
        في بيت أبي نواس
        وأخفت أهل الشرك = حتى إنه لتخافك النطف التي لم تخلق
        وعده ابن قتيبة من المعاني التي بها غلوا
        وابن طباطبا العلوي عده من المعاني التي أغرق في معانيها
        لكن قدامة قال أنه الغلو بمعنى يكاد
        ودلل على هذا بأن أفضل الشعر أكذبه
        تحياتي
        sigpic

        تعليق

        • فاطمة رشاد ناشر
          عاشقة الورق
          • 21-05-2007
          • 222

          #19
          بعض الأحيان لااستطيع أن أكتب او حتى أتكلم فتتحجر أمامي كل الأشياء وأصير كالغريبة لاأشعر بشيء سوى بحركة الاشياء حولي

          تعليق

          • بنت بجيلة (العبدلية)
            أديب وكاتب
            • 15-05-2008
            • 122

            #20
            الكتابة الصادقة كالدمعة الصادقة الكل يتأثر بها ويبقى أثرها عالق في الذاكرة
            باعتقادي أن الموهوب والمبدع لاينضب ينبوع كتاباته فهي كالنهر الجاري
            الموهوب يكتب في أي لحظة وقد تمر لحظات يهرب الكاتب من نفسه ربما من نمط الحياة والروتين الممل
            فالكتابة تحتاج لذهن صاف وحرية في الرأي فالقيود التي تكبل الكاتب تحد من إبداعه ؟!!
            وليس شرطا أن يعاني الكاتب من وضع ما لينقل لنا الصورة صادقة
            فالكاتب الموهوب خياله واسع جدا بينما صانع الكلمات المنمقة قد يمر عليه شهور وسنين ويشحذ قلمه ولكن هيهات هيهات فقلمه عتيد عنيد ولأنه صانع كلمات يستطيع أن يكون مثقف وناقد
            بينما موهبة الكتابة أو الشعر إلهام رباني ولاتتعلق بشهادة علمية ولا كثرة اطلاع
            يمنحها الله لمن شاء من عباده بغير جهد ولاتعب
            أعرف شخص من أقاربي رجل طاعن في السن لايقرأ ولايكتب مبدع في نظم الشعر
            رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
            فاقبلوا به حتى لو جانب الصواب وشكرا لكم
            التعديل الأخير تم بواسطة بنت بجيلة (العبدلية); الساعة 10-05-2012, 16:37.
            أنا غصن نما من غصون الأدب
            وإذا لم أكن أفضل من غيري فعلى الأقل مختلفة عنهم

            تعليق

            • بنت بجيلة (العبدلية)
              أديب وكاتب
              • 15-05-2008
              • 122

              #21
              هنا سأكتب ردي الخارج عن سياق ولب الموضوع هل تواجهكم نفس مشكلتي عند دخول الملتقى
              الصفحة لاتفتح إلا بعد جهد جهيد فهل الخلل في جهازي أم هناك مشكلة في الملتقى
              أنا غصن نما من غصون الأدب
              وإذا لم أكن أفضل من غيري فعلى الأقل مختلفة عنهم

              تعليق

              • د.نجلاء نصير
                رئيس تحرير صحيفة مواجهات
                • 16-07-2010
                • 4931

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة روحي قلمي مشاهدة المشاركة
                هو سيل ضوئي يمتد تحت القلم ...سكرة من سكرات الحياة,,ابحارٌ في عالم الكلمات,,
                اني وكل شاعر من البشر شيطانه انثى وشيطاني ذكر
                انا اؤمن بهذه الفكرة لكن على الطريقة الحديثة.او لنقل بأستخدام مصطلح الالهام...
                انا مررت بهذه المرحلة القاسية وربما لكي اصدق القول لازلت اعاني منها........ وقد تكون اسبابها:
                عدم الاستقرار النفسي....عدم الرضا على النفس......عدم الثقة بالنفس.....الضغط المستمر......الاحساس بالمراقبة من قبل الاخرين
                شكرا يا نجلاء لطرح هكذا موضوع يمس جروح الروح لأن روحي قلمي
                بل كل الشكر والتقدير لمرورك
                لكن فكرة أن لكل شاعر شيطان كانت اعتقاد عن شعراء العصر الجاهلي وذلك لأن الشعر كان يصدر عن الطبع لا التكلف
                فالشاعر المطبوع هو الذي تنثال عليه المعاني انثيالا ويريك في صدر بيته عجزه
                هكذا عرف الطبع ابن قتيبة الدينوري في كتابه الشعر والشعراء
                تحياتي
                sigpic

                تعليق

                يعمل...
                X