على مر العصور ظلت الصدفة و العشوائية والإرتجال وسائل يتم توظيفها واستخدامها في طرح الأفكار والرؤى الجديدة.
تطورت كثيرا أساليب وتقنيات الإبتكار creativity techniques تلك الأساليب التي تشجع المرء وتحفزّه على الإبداع.
وهي تتناول عددًا من الجوانب المتنوعة المتعلقة بالإبداع والابتكار، وتشمل طرق ووسائل توليد الأفكار والتفكير
وطرق إعادة تأطير المشكلات في أسيقة جديدة، والتغيير في البيئة الشعورية والمزاجية الخ. وتُستخدم هذه الأساليب كخطوة من التعبير الفني
لم يعد هناك مجال للعشوائية أو الصدفوية aleatory technique أوالحظ في عمليةالإبداع.
تأتي القصة القصيرة جدا في زمن يثمن اتقاد الذكاء مع تقلص الحجم.
عصر شرائح السيليكون.
لا تتأثر حرية الإبداع باستعمال القوالب الجاهزة.
على العكس تماما فهي تنمي العملية الإبداعية.
في الشرائح الإلكترونية لا مجال للإهدار:
Cause> effect
Set> get
Form> perform
Input> output
Process> display
لذلك يليق بالقصة القصيرة جدا أن تتخذ من القوالب أساسا كأداة للتعبير دون الحجر على الإبداع.
لا نعني بذلك أن تكون مبرمجة؛ إنما تستلهم على الأقل روح العصر.
هناك تسعة قوالب رئيسية في الموسيقى ورغم ذلك فالإبداع لا ينتهي ونستمع كل يوم لألحان جديدة.
ولكن كيف؟
إن محاكاة آليات الإبداع في العقل الباطن وتطبيقها بشكل عملي في عالم اليقظة
يمثل الخروج من العشوائية المقيدة إلى أجواء الحرية المنظمة.
إنه عصر الشرائح الذكية.
ويبرز السؤال؟
أيهما أجدى؟
الإبداع العشوائي أم التنظيمي؟
استحضار طقوس استثنائية لممارسة الكتابة أم تركيز الجهد في عملية الإبداع مباشرة؟
تزداد الحاجة للإبداع يوما بعد يوم.
في الغرب هناك زيادة في الإقبال على باقات معينة من خدمات الهاتف المحمول تشمل إرسال رسائل نصية عبارة عن قصة قصيرة جدا كل مساء.
بالإضافة إلى تحويل العديد منها بالوسائط المتعددة من الصوتيات والفيديو والفلاش.
والبعض يقتنيها على شكل تذكار مكتوبة على البراويز أو الأكواب أو التي شيرتات.
ناهيك عن الاهتمام الواسع بهذا الفن ورقيا ورقميا.
صارت منتجا له سوق ومستهلكين!
تم التعرف حديثا على العمليات التي تتم في العقل الباطن على خلفية الإبداع.
وجد أن محاكاتها في حالة اليقظة الكاملة أي استحضارها في دائرة الوعي لا يؤثر سلبيا في عملية الإبداع
على العكس تماما قد يحفز ذلك آلية الابتكار لدى المبدع ويولد المزيد من الأفكار.
الإبداع لم يعد مسألة انتظار لهبوط وحي الكتابة والإلهام؛ إنما مجموعة خطوات محسوبة ومدروسة (على أساس علمي بحت) تم تحديدها في أربعة مراحل متتالية.
هذه المراحل الأربعة تمهد الطريق إلى الحلول الإبداعية.
كما أنها تعزز التفكير التباعدي والتصوير المجازي.
Detachment
Involvement
Deferment
Speculation
يمثل الشرود أو الانفصال Detachment عن الواقع أول هذه المراحل.
المرحلة الثانية هي التركيز والاستغراق Involvement : البحث المستفيض حول فكرة ما والإلمام الإيجابي بكافة جوانبها والتعايش معها.
المرحلة الثالثة هي التأخير أو التأجيل Deferment : أي عدم التسرع في الخروج بحلول قد تبدو مناسبة بل تنحيتها جانبا والبحث عن بدائل أفضل وتكرر هذه المرحلة لمرات عديدة.
المرحلة الرابعة هي مرحلة التخمينٍ Speculation أوالتأويل المنطقي أي الاستدلال على شيء مجهول بشيء معلوم. ويعني ذلك ببساطة: في غياب المعلومات عن شيء نحاول الربط بينه وبين شيء آخر أو كائن آخر تتوفر عنه المعلومات.
هكذا صار الإبداع عملية علمية بحتة.
ولكن كيف توصلوا إلى هذه النتائج؟
قاموا بتصوير وتسجيل العديد من جلسات المفكرين أثناء عملية التفكير الإبداعي وقام بالتحليل خبراء علم النفس والفلاسفة فتوصلوا إلى هذه النتائج.
لم يعد الإبداع ممارسة عشوائية بطقوس هلامية.
صارت العملية الإبداعية أكثر فاعلية.
أدى تبني هذه الاكتشافات الحديثة إلى التوسع في استخدام القوالب في تأطير العديد من المهام التي تستلهم الابتكار.
الدافع الأساسي هو الإنجاز والسرعة والإتقان.
تستخدم هذه الآليات في المدارس منذ المراحل الأولى لتنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال.
من أشهرها التدريب على استخدام الاستعارات والتناظر
Metaphorical thinking and Analogy.
قال الجاحظ قبل مئات السنين أن الأفكار على قارعة الطريق ويقول الكاتب المكسيكي خوان رولفو : " ليس في القصة القصيرة سوى ثلاثة مواضيع أساسية : الموت ، الألم و الحب "
أي أن المشكلة ليست في الأفكار إنما في صياغتها الإبداعية.
يتجه جي جي جوردون في هذا السياق لاستخدام أحد القوالب للتعبير عن أي فكرة Synectics بجعل المألوف غريبا
Making the familiar strange
باختيار عنصر أو كائن ثم تقمص شخصيته والتحدث من منظوره عن رؤيته لذاته وللعالم من حوله.
ثم تفاعل هذه الشخصية المتقمصة مع أي موقف للتوتر.
فإذا كانت الفكرة مألوفة في عالمنا فإن الأفكار حولها غالبا ما تكون تقليدية.
باستخدام الاستعارة المجازية يمكننا أن ندلف إلى عالم جديد تماما وقد نستفيد من خبراته في المعالجة.
هذه التقنية الإبداعية تستقي جذورها من فلسفة هيجل والتي طورها جوردون فيما بعد في ضرورة تناول أية فكرة من خلال المفارقة Paradox كسبب للتوتر وإحداث الارتباك ثم معالجتها من خلال النظير Analogue وتعد عملية العصف الذهني في مرحلة الاستغراق الإيجابي (المرحلة الثانية) كما أسلفنا جوهرية بالنسبة للنظير ثم بالنسبة للمفارقة التى هي محور الوعي الفني بالفكرة.
إذن الأفكار متوافرة.
لكنها مألوفة.
التعامل التقليدي معها لا يثمر غالبا أية حلول مبتكرة.
يمثل التناظر أو التفكير الاستعاري مخرجا مناسبا للولوج إلى أفق جديد للتعبير عن أفكار عالم مختلف من الكائنات تضفي أفكارا جديدة للعملية الإبداعية.
هذا هو قالب تآلف الأشتات Synectics
يعتبر آلية خصبة لتوالد العديد من الأفكار المثمرة.
هناك العديد من القوالب التي تناسب كتابة القصة القصيرة جدا.
هذه القوالب متحررة تسمح بتوالد الأفكار بشكل مبهر تماما كالماكينة.
وهي نمط أو نموذج يؤدي اتباعه إلى المساعدة في إحدى مراحل الكتابة.
وإلى لقاء قريب نتناول فيه واحدا من هذه القوالب.
تطورت كثيرا أساليب وتقنيات الإبتكار creativity techniques تلك الأساليب التي تشجع المرء وتحفزّه على الإبداع.
وهي تتناول عددًا من الجوانب المتنوعة المتعلقة بالإبداع والابتكار، وتشمل طرق ووسائل توليد الأفكار والتفكير
وطرق إعادة تأطير المشكلات في أسيقة جديدة، والتغيير في البيئة الشعورية والمزاجية الخ. وتُستخدم هذه الأساليب كخطوة من التعبير الفني
لم يعد هناك مجال للعشوائية أو الصدفوية aleatory technique أوالحظ في عمليةالإبداع.
تأتي القصة القصيرة جدا في زمن يثمن اتقاد الذكاء مع تقلص الحجم.
عصر شرائح السيليكون.
لا تتأثر حرية الإبداع باستعمال القوالب الجاهزة.
على العكس تماما فهي تنمي العملية الإبداعية.
في الشرائح الإلكترونية لا مجال للإهدار:
Cause> effect
Set> get
Form> perform
Input> output
Process> display
لذلك يليق بالقصة القصيرة جدا أن تتخذ من القوالب أساسا كأداة للتعبير دون الحجر على الإبداع.
لا نعني بذلك أن تكون مبرمجة؛ إنما تستلهم على الأقل روح العصر.
هناك تسعة قوالب رئيسية في الموسيقى ورغم ذلك فالإبداع لا ينتهي ونستمع كل يوم لألحان جديدة.
ولكن كيف؟
إن محاكاة آليات الإبداع في العقل الباطن وتطبيقها بشكل عملي في عالم اليقظة
يمثل الخروج من العشوائية المقيدة إلى أجواء الحرية المنظمة.
إنه عصر الشرائح الذكية.
ويبرز السؤال؟
أيهما أجدى؟
الإبداع العشوائي أم التنظيمي؟
استحضار طقوس استثنائية لممارسة الكتابة أم تركيز الجهد في عملية الإبداع مباشرة؟
تزداد الحاجة للإبداع يوما بعد يوم.
في الغرب هناك زيادة في الإقبال على باقات معينة من خدمات الهاتف المحمول تشمل إرسال رسائل نصية عبارة عن قصة قصيرة جدا كل مساء.
بالإضافة إلى تحويل العديد منها بالوسائط المتعددة من الصوتيات والفيديو والفلاش.
والبعض يقتنيها على شكل تذكار مكتوبة على البراويز أو الأكواب أو التي شيرتات.
ناهيك عن الاهتمام الواسع بهذا الفن ورقيا ورقميا.
صارت منتجا له سوق ومستهلكين!
تم التعرف حديثا على العمليات التي تتم في العقل الباطن على خلفية الإبداع.
وجد أن محاكاتها في حالة اليقظة الكاملة أي استحضارها في دائرة الوعي لا يؤثر سلبيا في عملية الإبداع
على العكس تماما قد يحفز ذلك آلية الابتكار لدى المبدع ويولد المزيد من الأفكار.
الإبداع لم يعد مسألة انتظار لهبوط وحي الكتابة والإلهام؛ إنما مجموعة خطوات محسوبة ومدروسة (على أساس علمي بحت) تم تحديدها في أربعة مراحل متتالية.
هذه المراحل الأربعة تمهد الطريق إلى الحلول الإبداعية.
كما أنها تعزز التفكير التباعدي والتصوير المجازي.
Detachment
Involvement
Deferment
Speculation
يمثل الشرود أو الانفصال Detachment عن الواقع أول هذه المراحل.
المرحلة الثانية هي التركيز والاستغراق Involvement : البحث المستفيض حول فكرة ما والإلمام الإيجابي بكافة جوانبها والتعايش معها.
المرحلة الثالثة هي التأخير أو التأجيل Deferment : أي عدم التسرع في الخروج بحلول قد تبدو مناسبة بل تنحيتها جانبا والبحث عن بدائل أفضل وتكرر هذه المرحلة لمرات عديدة.
المرحلة الرابعة هي مرحلة التخمينٍ Speculation أوالتأويل المنطقي أي الاستدلال على شيء مجهول بشيء معلوم. ويعني ذلك ببساطة: في غياب المعلومات عن شيء نحاول الربط بينه وبين شيء آخر أو كائن آخر تتوفر عنه المعلومات.
هكذا صار الإبداع عملية علمية بحتة.
ولكن كيف توصلوا إلى هذه النتائج؟
قاموا بتصوير وتسجيل العديد من جلسات المفكرين أثناء عملية التفكير الإبداعي وقام بالتحليل خبراء علم النفس والفلاسفة فتوصلوا إلى هذه النتائج.
لم يعد الإبداع ممارسة عشوائية بطقوس هلامية.
صارت العملية الإبداعية أكثر فاعلية.
أدى تبني هذه الاكتشافات الحديثة إلى التوسع في استخدام القوالب في تأطير العديد من المهام التي تستلهم الابتكار.
الدافع الأساسي هو الإنجاز والسرعة والإتقان.
تستخدم هذه الآليات في المدارس منذ المراحل الأولى لتنمية التفكير الإبداعي لدى الأطفال.
من أشهرها التدريب على استخدام الاستعارات والتناظر
Metaphorical thinking and Analogy.
قال الجاحظ قبل مئات السنين أن الأفكار على قارعة الطريق ويقول الكاتب المكسيكي خوان رولفو : " ليس في القصة القصيرة سوى ثلاثة مواضيع أساسية : الموت ، الألم و الحب "
أي أن المشكلة ليست في الأفكار إنما في صياغتها الإبداعية.
يتجه جي جي جوردون في هذا السياق لاستخدام أحد القوالب للتعبير عن أي فكرة Synectics بجعل المألوف غريبا
Making the familiar strange
باختيار عنصر أو كائن ثم تقمص شخصيته والتحدث من منظوره عن رؤيته لذاته وللعالم من حوله.
ثم تفاعل هذه الشخصية المتقمصة مع أي موقف للتوتر.
فإذا كانت الفكرة مألوفة في عالمنا فإن الأفكار حولها غالبا ما تكون تقليدية.
باستخدام الاستعارة المجازية يمكننا أن ندلف إلى عالم جديد تماما وقد نستفيد من خبراته في المعالجة.
هذه التقنية الإبداعية تستقي جذورها من فلسفة هيجل والتي طورها جوردون فيما بعد في ضرورة تناول أية فكرة من خلال المفارقة Paradox كسبب للتوتر وإحداث الارتباك ثم معالجتها من خلال النظير Analogue وتعد عملية العصف الذهني في مرحلة الاستغراق الإيجابي (المرحلة الثانية) كما أسلفنا جوهرية بالنسبة للنظير ثم بالنسبة للمفارقة التى هي محور الوعي الفني بالفكرة.
إذن الأفكار متوافرة.
لكنها مألوفة.
التعامل التقليدي معها لا يثمر غالبا أية حلول مبتكرة.
يمثل التناظر أو التفكير الاستعاري مخرجا مناسبا للولوج إلى أفق جديد للتعبير عن أفكار عالم مختلف من الكائنات تضفي أفكارا جديدة للعملية الإبداعية.
هذا هو قالب تآلف الأشتات Synectics
يعتبر آلية خصبة لتوالد العديد من الأفكار المثمرة.
هناك العديد من القوالب التي تناسب كتابة القصة القصيرة جدا.
هذه القوالب متحررة تسمح بتوالد الأفكار بشكل مبهر تماما كالماكينة.
وهي نمط أو نموذج يؤدي اتباعه إلى المساعدة في إحدى مراحل الكتابة.
وإلى لقاء قريب نتناول فيه واحدا من هذه القوالب.
تعليق