خربشات : الطريق لازال مغلقا ... بقلم د. مازن صافي*

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.مازن صافي
    أديب وكاتب
    • 09-12-2007
    • 4468

    خربشات : الطريق لازال مغلقا ... بقلم د. مازن صافي*

    خربشات : الطريق لازال مغلقا ... بقلم د. مازن صافي*

    قيل في سالف الزمان " إسال عن الرفيق قبل الطريق ، واسأل عن الجار قبل الدار " ، وقيل فيما قال : حين تصعد السلالم وصولا إلى شقتك في الطابع الخامس تذكر أن المفتاح في جيبك ، اليوم تغير الحال كثيرا ، أصبحت الطريق وعرة جدا والضباب يخترق الفجر ، وضوء النهار يخجل من الانبلاج ، والمفتاح لم يعد صالحا ، فالطابق الخامس أحرقته صاعقة ، وقيل أن الحريق كان بفعل فاعل ، كل الأسباب لا تهم ، الأهم أن كل الأوراق الثبوتية قد احترقت أيضا ،
    أطلت النظر في وجوه العابرين إلى النهار ، لم أصافح وجها يبتسم ، الجميع منهمك ، غارق في ترتيب أوراق الحزن والمأساة والواقع الاقتصادي الذي أنهك الجميع ، جيوش البطالة لازالت نائمة ، لا مجال لأن تصحو من النوم ، فلا توجد مشاريع عمل مبكرة ، ولا توجد أعمال على الطريق ، أخيرا وجدت شابا يضحك بصوت مرتفع ، اقتربت منه ، حالة استثنائية " صيد ثمين " ، حبيبي ممكن دقيقة : الله يديم الضحكة الحلوة .. ليني لم أقولها ، يده الضخمة نزلت على وجهي ، صفعة قوية جدا ، أصابتني بالدوار وفقد الاتزان ، يا أبله ، لماذا تصفعني ، كان الجواب سريعا ، لقد تحرشت بصديقتي ودست على قدميها ، أي صديقة وأي أقدام وأي هبل هذا ، ابتعد عنه وهو لازال يقدم اعتذاره " لصديقته ..؟!" ، كنت أتمنى رؤيتها والتعرف على مقاس قدميها ولون بشرتها ، كنت أتمنى أن أصفعه ، ولكنني قررت أن أمشي الى طريقي ، الشارع مغلق ، وهذا الممر الذي يختصره وصولا إلى مكتبي مغلق أيضا ، الشوارع ممتلئة بزوار الغيوم ، والسماء رمادية حزينة ، سيارات متحركة ببطء شديد تساهم في إغلاق الممرات الجانبية ، وغيوم شبه متحركة تفرض عليَّ أن أمشي مسرعا قبل أن يداهمني مطر منهمر ، لازلت أبحث عن ذاك الرفيق الذي يمكنه أن يناقشني في كل شيء ، تعثر المصالحة ، سعادة الانقسام ، ملل الناس ، تناقض التصريحات ، توقف عجلة الحياة ، انقطاع الكهرباء ، فقر الناس ، وزيادة عدد المواليد الذكور عن الإناث ، وقصص الأطفال ، وأفضل من يبيع الفلافل في الشارع الجانبي ، وارتفاع منسوب المياه الجوفية ، وكيف تسعد الزوجة زوجها ، وكيف احترق الطابق الخامس ، وكيف يسيطر الجن والشياطين على البشر ، وأشياء أخرى ، مجرد أحاديث لن تفيد إلا في اختصار الطريق بعد إغلاق الطرق الفرعية لأسباب مجهولة ..؟!
    أسئلة غريبة تداهمني .. أصعبها : لماذا تأخر تشكيل الحكومة ، التشكيل شكَّل أحلام الناس وأمنياتهم واستعداد النهار للانتصار على ضباب الفجر ... تزدحم الأسئلة .. تتحول إلى صديق " وهمي " مثل أوهام الخروج من مأساة الانقسام .. هناك قاعدة تقول " الأمان يأتي مع الازدحام ! " .. أوقفني شخص متجهم جدا وسألني : أين وجهتك يا دكتور .. رد فعل بدون ترتيب : للعمل .. ابتسم وقال ارجع دكتور لازال الطريق مغلقا حتى إشعار آخر!! .
    أخيرا هناك من يبتسم في الطريق ..؟! ولازال الطريق مغلق .. !!!


    · رئيس مجلس أمناء الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية / فلسطين
    مجموعتي الادبية على الفيسبوك

    ( نسمات الحروف النثرية )

    http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

    أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم
  • منار يوسف
    مستشار الساخر
    همس الأمواج
    • 03-12-2010
    • 4240

    #2
    دكتور مازن صافي
    أولا : مرحبا بك في الملتقى الساخر لأن هذه المرة الأولى التي أقرأ لك هنا
    ثانيا : واقع مرير عالجته بسخرية لاذعة .. و إن لم تفعل ثقل عليك حزنك
    ثق سيدي لن يظل الطريق مغلقا طويلا .. لأن درب الأمل مفتوحا دائما
    و رغم المشكلات المتعثر حلها
    سيكون هناك مخرج يوما ما
    فقط .. كن مبتسما و متفائلا .. فالفصول تتعاقب و لا شىء يبقى على حاله

    سعدت بتواجدك بالساخر أستاذ مازن
    كما راق لي أسلوبك الجميل الرشيق في طرح النص
    لك التقدير الكبير



    تعليق

    يعمل...
    X