بماذا يحلمُ الوحْل ؟ / آسيا رحاحليه ( الغرفة الصوتية سهرة الجمعة )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    بماذا يحلمُ الوحْل ؟ / آسيا رحاحليه ( الغرفة الصوتية سهرة الجمعة )

    بماذا يحلم الوحل ؟

    عراءٌ ...عراءٌ ... عراءْ ...
    بعد المدرسة يعود الرفاق إلى البيوت .
    البيوت في الشوارع . يعود مروان إلى الشارع .
    الشارعُ بيت مروان .
    لا جدران تؤويه مذ سقط من حضن الغيب في حِجر العراء .
    كلما يحاول مروان الوصول إلى السقف يمسك بالعراء .
    في " ساحة الشهداء " تطوف أرواحهم ... الذين " عند ربهم يرزقون ".
    يتساءلون ... لا يفهمون ...لمَ مروان هنا مع أمه و أبيه ؟
    من أجل ماذا كانت الدماء و التضحيات ؟
    مروان يحب الرسم و كرة القدم . يكره التاريخ و الجغرافيا .
    يرسم دائما ...على محفظته المتهرئة ..على سرواله ..على حيطان المدرسة
    و فوق كراسة أحلامه .
    دائما نفس الرسم ... منزلٌ صغير . بابٌ يتوسط نافذتين .
    خلف المنزل شجرة وارفة . أمام المنزل طفلٌ يلعب بالكرة .
    فوق المنزل شمسُ تضحك للطفل .
    مطرٌ...مطرٌ...مطرْ...
    "ليس بيدي شيء " يقول المسؤول ." من مات ادفنوه ! "
    القبيلة اختارت المسؤول . المسؤول اختار لها الفجيعة ... بألف لون و لون .
    المسؤولون موهوبون في جرّ المآسي .
    الناسُ كرماء. الفقراءُ أكثر كرما . يبنون بيتا لمروان .
    بيتٌ فوضويٌ عند سفح جبل . بجانبه بيوت أُخَر .
    أحلام البؤساء تزاور . تبتسم في وجه بعضها البعض . تتآزر .
    أحلام البؤساء تحلم بالشمس ...بسماء لسنونواتها .
    الشمس تعتذر عن الظهور. الشمس لا تزور الفقراء . لا تحب سفوح الجبال .
    يسقط المطر. أول الغيث قطرة . قطرتان .
    قطرات ... سيولٌ ...سيولْ .
    تنجرف التربة . يميد الجبل . تنجرف الأحلام .
    لا عاصم لك اليوم يا مروان . الجبل وراءك و من أمامك السيل .
    يأخذ الموت شكل الوطن .
    و يسألونني عن الوطن ..
    أقول : أمٌّ تأكل صغارها .
    الشهداء في "ساحة البؤساء " ينتحبون . يتساءلون ...
    أهباءً سالت الدماء ؟
    يتوقّف المطر .
    آخر الغيث وَأْد .
    وحلٌ...وحلٌ...وحلْ...
    السماء عابسة . الوقت ثقيل . القلوب منتكسة . بعض العيون تذرف الألم ...
    دمعةً دمعة .
    أنفاس الموت تحوم في الجو .
    رجال في الوحل للأذقان ينتشلون من الطين جثثا ليعيدوها إلى ... الطين
    مروان في وضعية الجنين .على رأسه قبعة صوفية ...في قدميه جوارب .
    مغمسٌ بالوحل . الوحل يغطي سنواته العشر.
    يغطي عينيه و فمه و أنفه و ... أحلامه .
    كيف يتواطأ الوطن مع الموت ليحقّق حلم الوحل ؟
    هل كان الوحل يحلم بمروان ؟
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
  • منتظر السوادي
    تلميذ
    • 23-12-2010
    • 732

    #2
    تناص قرآني
    أحلام الفقراء تبقى رسوما فقط
    ثم يأتي سيلٌ من الوحل
    جارفاً أحلام الزهر
    لكن هل يجرف السيل دماء الابرياء ؟

    نص جميل
    الدمع أصدق أنباء من الضحك

    تعليق

    • آسيا رحاحليه
      أديب وكاتب
      • 08-09-2009
      • 7182

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة منتظر السوادي مشاهدة المشاركة
      تناص قرآني
      أحلام الفقراء تبقى رسوما فقط
      ثم يأتي سيلٌ من الوحل
      جارفاً أحلام الزهر
      لكن هل يجرف السيل دماء الابرياء ؟

      نص جميل
      لأني امرأة تجنح دائما للتفاؤل
      أقول أن دماء الأبرياء و دماء الشهداء
      عصيّة على السيول و أنها طال الزمن أو قصر
      سوف تتغلغل في قلب الأرض
      و تنبت الزهر و الحب و السلام .
      سررت بمرورك أخي منتظر.

      شكرا لك.
      يظن الناس بي خيرا و إنّي
      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

      تعليق

      • أحمد على
        السهم المصري
        • 07-10-2011
        • 2980

        #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        هذا النص مؤثر جداً يمزج ما بين الواقع وإبداع كاتبة ليكون نسيج يمتاز بالقوة والمرونة والانسيابية العذبة
        كأني أشم رائحة الوحل والطين وأرى مروان أمامي ..

        هكذا قرأته
        ومن هنا مررت ..

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          فاتحة أرجوها لأعمال
          أكثر جنوحا للتجريب
          و فتح طريق جديدة أمام قلم أثبت أنه جدير بفعل هذا دائما
          رغم ما قد ترسب في الأعماق من خوف ورهبة
          إلا أن التجربة تفرض نفسها
          لو أن هذا النص تم تناوله بالأسلوب التقليدي أظنه ما كان ليصبح بكل هذا الجمال و التأثير !

          كما قال أخي الجميل أحمد على سابقا ، تكاد الأشياء تنطق ، و نشم الطين و الجثث البريئة
          و رائحة الزهر و السيل
          كان المشهد أسطوريا ، لم يتم تناوله من قبل ، و بهذا الشكل !
          ناهيك عن اللغة و زاوية الرؤية ، و تلك المعالجة !

          تقديري و احترامي
          و مازال النهر يدفق إبداعا و سيظل!
          sigpic

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            هذا النص مؤثر جداً يمزج ما بين الواقع وإبداع كاتبة ليكون نسيج يمتاز بالقوة والمرونة والانسيابية العذبة
            كأني أشم رائحة الوحل والطين وأرى مروان أمامي ..

            هكذا قرأته
            ومن هنا مررت ..
            و عليكم السلام أخي احمد...
            نعم ..أنا مثلك تأثرت حين قرأت الخبر في الجريدة ..
            بعد حياة التشرد دفن مروان و والدته تحت الركام
            حين انزلقت التربة ... الوالد في المستشفى..
            بقيت يوما كاملا متألمة مشوّشة إلى أن تنفّست من خلال هذا النص
            الذي لم يهمّني تصنيفه بقدر ما همّني اني أزحت بعض العبء عن قلبي ..
            يا الهي أي زمن هذا ؟
            الإنسان يقتل
            و الطبيعة تقتل
            و الفقر يقتل ..
            و عشق الوطن يقتل

            مأساة حقا في بلد مات من أجله الملايين.
            شكرا لك .
            تقديري و امتناني.
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • دينا نبيل
              أديبة وناقدة
              • 03-07-2011
              • 732

              #7
              أستاذتي الكبيرة .. أسيا

              مطر مطر مطر .. لوهلة تذكّرت السيّاب .. لكن هذه ليست أنشودة المطر ..
              فلنقل هنا وجع المطر على الأجساد الغضة البريئة !

              المطر حياة والتراب هم البشر هم الأرض .. من المطر والتراب يخرج الوحل.. والبشر إلى موت .. !

              لكن أشدّ ما يكون أن يموت الإنسان في الوحل تطمس ملامحه وهويته ليبقى جسدا يوارى مثله كأي حيوان يموت .. عندما تتساقط أماني الإنسان وأحلامه فلا يمتلك شيئا سوى أن يطارح الوحل .. يداه تقبض على الطين لتذكّره بحقه في تلك الحياة المريرة !

              حبّ ما تشاء وما تريد ، العب ما شئت وكُل ما تشتهي .. فإنك إلى الوحل ، لأن هناك من يرى أحلامك الصغيرة عبث ، وطموحاتك الرقيقة محض خيال ، وامنياتك البسيطة مستحيلات .. !

              نص رائع أ / آسيا .. جديد تماما لينضم إلى موكبك الإبداعي الراقي .. اللغة ممتازة ، التكرار في الكلمات يعطي شحنات قوية تدفعينها بسرعة إلى المتلقي .. ليشاركك همّ هذا المروان الصغير .. البناء رائع وفريد .. أحييكِ على هذا النص كثيرا

              تحياتي

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
                أستاذتي الكبيرة .. أسيا

                مطر مطر مطر .. لوهلة تذكّرت السيّاب .. لكن هذه ليست أنشودة المطر ..
                فلنقل هنا وجع المطر على الأجساد الغضة البريئة !

                المطر حياة والتراب هم البشر هم الأرض .. من المطر والتراب يخرج الوحل.. والبشر إلى موت .. !

                لكن أشدّ ما يكون أن يموت الإنسان في الوحل تطمس ملامحه وهويته ليبقى جسدا يوارى مثله كأي حيوان يموت .. عندما تتساقط أماني الإنسان وأحلامه فلا يمتلك شيئا سوى أن يطارح الوحل .. يداه تقبض على الطين لتذكّره بحقه في تلك الحياة المريرة !

                حبّ ما تشاء وما تريد ، العب ما شئت وكُل ما تشتهي .. فإنك إلى الوحل ، لأن هناك من يرى أحلامك الصغيرة عبث ، وطموحاتك الرقيقة محض خيال ، وامنياتك البسيطة مستحيلات .. !

                نص رائع أ / آسيا .. جديد تماما لينضم إلى موكبك الإبداعي الراقي .. اللغة ممتازة ، التكرار في الكلمات يعطي شحنات قوية تدفعينها بسرعة إلى المتلقي .. ليشاركك همّ هذا المروان الصغير .. البناء رائع وفريد .. أحييكِ على هذا النص كثيرا

                تحياتي
                عزيزتي دينا

                ما أقسى أن يلبس المطر
                الذي هو سر الحياة ، وجه الموت .
                أسعدتني جدا رؤيتك هنا
                شكرا من كل قلبي
                دمتِ و دام تميّزك.
                محبّتي.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • خديجة بن عادل
                  أديب وكاتب
                  • 17-04-2011
                  • 2899

                  #9
                  ربما يبقى الحلم في سماء الفقراء
                  وهم لذيذ ...بعيد المنال
                  لا يعرف له شمس ولا مطر
                  مجرد احتراق وعيون تنتظر جرعات الألم
                  بين وبين تمر الطفولة بأحلام مشوهة ، خالية الألوان .
                  القاصة القديرة : آسيا رحاحلية
                  قصة جميلة كتبت من رحى فكر موجوع بقضايا الإنسانية
                  تحية بك تليق ولروحك كل طيب .
                  http://douja74.blogspot.com


                  تعليق

                  • نجاح عيسى
                    أديب وكاتب
                    • 08-02-2011
                    • 3967

                    #10
                    استاذه اسيا
                    قصة بنكهة الوطن بما فيه من وجع ..دماء.. شهداء ..ضحايا لا ذنب لها إلا أنها منزرعة في رحم ذلك الوطن ..
                    نص متكامل ..فَتَحِية لهذا الآلَق ...

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركة
                      ربما يبقى الحلم في سماء الفقراء
                      وهم لذيذ ...بعيد المنال
                      لا يعرف له شمس ولا مطر
                      مجرد احتراق وعيون تنتظر جرعات الألم
                      بين وبين تمر الطفولة بأحلام مشوهة ، خالية الألوان .
                      القاصة القديرة : آسيا رحاحلية
                      قصة جميلة كتبت من رحى فكر موجوع بقضايا الإنسانية
                      تحية بك تليق ولروحك كل طيب .
                      آه من احلام الفقراء عزيزتي خديجة حين لا تجد لها سماءً
                      و لا موطيء قدم على أرض الوطن.
                      سعيدة بمرورك و أنذ النص راق لك.
                      تحيّة و فيض من الود.
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • آسيا رحاحليه
                        أديب وكاتب
                        • 08-09-2009
                        • 7182

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
                        استاذه اسيا
                        قصة بنكهة الوطن بما فيه من وجع ..دماء.. شهداء ..ضحايا لا ذنب لها إلا أنها منزرعة في رحم ذلك الوطن ..
                        نص متكامل ..فَتَحِية لهذا الآلَق ...
                        عزيزتي نجاح
                        سعيدة برأيك في النص.
                        شكرا لك.
                        دمتِ بكل خير.
                        مودّتي.
                        يظن الناس بي خيرا و إنّي
                        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                        تعليق

                        • مالكة حبرشيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 28-03-2011
                          • 4544

                          #13
                          لا يكبر الحلم
                          في الاراضي القميئة
                          ولا في المدن حيث خشخشة الاقفال
                          تحول دون النوم
                          ستجمع القرى من هشاشتها
                          وسينتهي عراف المدينة
                          من احجياته السمجة
                          لتورق الذاكرة المبتورة
                          عند تكبيرة الصبح
                          وتعود الاشلاء الى قامتها
                          تراقص صخب الحي
                          وتعيد للجدران احلامها الملونة

                          عزيزتي اسيا
                          وجدتك هنا مختلفة جدا
                          ورائعة جدا
                          وقريبة جدا

                          اتمنى لك المزيد من الالق
                          لانك فعلا تستحقين عن جدارة

                          تعليق

                          • أحمد عيسى
                            أديب وكاتب
                            • 30-05-2008
                            • 1359

                            #14
                            كيف يتواطأ الوطن مع الموت ليحقّق حلم الوحل

                            نصٌ جنح للتجريب ، واختيار معالجة تختلف للقص ، لكني أزعم أنك نجحت في ذلك بامتياز

                            قصٌ جميل من قاصة مبدعة

                            أحييك أديبتنا
                            ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                            [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                            تعليق

                            • آسيا رحاحليه
                              أديب وكاتب
                              • 08-09-2009
                              • 7182

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة
                              لا يكبر الحلم
                              في الاراضي القميئة
                              ولا في المدن حيث خشخشة الاقفال
                              تحول دون النوم
                              ستجمع القرى من هشاشتها
                              وسينتهي عراف المدينة
                              من احجياته السمجة
                              لتورق الذاكرة المبتورة
                              عند تكبيرة الصبح
                              وتعود الاشلاء الى قامتها
                              تراقص صخب الحي
                              وتعيد للجدران احلامها الملونة

                              عزيزتي اسيا
                              وجدتك هنا مختلفة جدا
                              ورائعة جدا
                              وقريبة جدا

                              اتمنى لك المزيد من الالق
                              لانك فعلا تستحقين عن جدارة
                              آه ماذا تفعل بي كلماتك يا مالكة الحرف الجميل القوي ..
                              كل الخير أتمناه لك أيضا .
                              شكرا و تقبّلي محبّتي.
                              يظن الناس بي خيرا و إنّي
                              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X