معكرات المزاج

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالله بن سالم
    أديب وكاتب
    • 06-09-2011
    • 72

    معكرات المزاج



    تمر على كل منا لحظات وقد تمتد إلى ساعات
    بل إلى شهور وسنوات وهو يجد ما يشغل باله
    و يشوش عليه تفكيره ويعكر مزاجه
    من هموم مزعجة وأفكار مضطربة
    ومشاعر قلقة ومخاوف حقيقية
    وكل هذه ولا شك نتيجة لظروف غير طبيعية
    محيطة بنا أو في مدارنا
    أي بسبب الناس من حولنا أو بسبب من أنفسنا نشعر معها

    بوهن البدن
    وكآبة الحال
    وغصة العيش

    والمرء منا في مثل هذه الظروف تجده
    يسعى للخروج منها بأسرع ما يمكن
    ويتمنى على الله الأماني
    ويلح عليه تعالى في الدعاء من أجل فرج قريب
    يعيد لروحه الطمأنينة ولقلبه الأمان

    وعلى كل حال فإن الله سبحانه وتعالى

    سريع الفرج

    قديم الإحسان

    قريب من عبده إذا دعاه

    مهما كانت حالة هذا العبد مع ربه

    وما أعظم فرجه

    ورحمته

    وغوثه

    وما أكثر مكارمه

    ويسره

    فله الحمد حتى يرضى وفي كل حال

    .. ولكن السؤال الذي يلح عليّ هو
    هل الإنسان يطيب عيشه بدون معكرات المزاج ؟
    أو بعبارة أخرى
    هل يستقيم حاله بدون هذه المعكرات ؟

    .. واقع استقراء الأحوال أن الإنسان لا يطيب عيشه
    إذا لم يكن هناك مصاعب ومعكرات
    لأنّ دوام النعمة يجعلها غير محسوسة لديه
    ويفيض به إلى سلوكيات وتصرفات غير متزنة
    توصله في النهاية إلى معكرا ت المزاج
    بل أن بعض المعكرات قد يصطنعها الإنسان من تلقاء نفسه
    ويدخلها طواعية .

    ... فمن لم يرضى بعيشه الهنيْ البسيط
    وتطلّع إلى أرقام ضخمة وسمعة واسعة
    فقد أدخل نفسه باختياره في معكرات المزاج
    ولهاث الجمع
    وربما في النهاية في هموم الديون

    ... ومن ترك لنظره العنان في أصناف الغيد الحسان
    وربات الحجال
    وفي زماننا ربات الاكسسوارات والمساحيق
    فقد أدخل نفسه بمزاجه في هموم الحب
    وفتنة العشق
    ومعكرات المزاج العاطفي

    ... ومن تصدر مجالس الربع ونوادي الرأي
    وتجمعات الخصومة فقد أقحم نفسه
    في متاهات أوغار الصدور
    ومعكرات مزاج الأخوة والصفاء

    .... إذاً هناك ظروف وأقدار لا نستطيع ردها
    ولا حيلة لنا في منعها

    وهناك ظروف أخرى نصنعها نحن أو نساهم في صنعها
    إما طمعاً أو غباء أو هروباً من دوام الحال

    وفي كلا الأمرين تبقى معكرات المزاج شبح يطاردنا
    لكنها في بعض الأحيان قد تكون
    من أسباب قربنا من الله سبحانه

    ...... وقانا الله وإياكم الهموم والغموم ولطف بنا في ما جرت به الأقدار
  • مها منصور
    أديبة
    • 30-10-2011
    • 1212

    #2
    الهم يغدق علينا رغماً عنا

    ولا نجدنا إلا بين فكيه

    فيسلبنا أجمل اللحظات

    ولا سبيل إلا اللجوء لمفرق الهموم

    عز وجل ليبعد عنا ما يعكر صفونا ..

    الحقيقة هنا

    شكراً لقلمك الجميل

    وكن هنا دائماً

    تقديري ..

    تعليق

    • فاطمة الضويحي
      أديب وكاتب
      • 15-12-2011
      • 456

      #3
      بورك يراعك أخي الكريم
      إذن عدم الرضا بالنصيب من معكرات المزاج أيضا ..
      ولاشك فقد قال حبيبنا _صل الله عليه وسلم_ ( من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) .
      ذكرتني أخي الفاضل بموقف قرأته :
      شاهد الفقير الناس يأكلون لحما ، ولا يستطيع شرائه ؛ فضاق ذرعا ، وزاد هما وغما ، وعد لبيته حزينا آسفا !
      فقدمت له زوجته طبقا من الفول ، فبدأ يأكل ويقذف قشور الفول من النافذة !!
      فلم يستطيب له فنهض ووقف بنافذة المنزل ويطلق بصره ويندب حظه !
      وإذا تحت النافذة مسكين يلتقط قشور الفول ويأكلها !!
      فعاد قانعا قرير العين !.
      ذكريات عبرت مثل الرؤى : ربما أفلح من قد ذكرى
      ياسماء الوحي قد طال المدى: بلغ السيل الزبى وانحدرى

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        معكرات المزاج كالتوابل أخي
        بدونها تغدو الحياة رتيبة بلا طعم
        لكن الإكثار منها ضار .
        التعامل معها يجب أن يكون بحرص
        وحسابات دقيقة . وإلا انقلب السحر على الساحر
        تحياتي لك أخي عبد الله
        فوزي بيترو

        تعليق

        • شيماءعبدالله
          أديب وكاتب
          • 06-08-2010
          • 7583

          #5
          حياك فاضلنا عبد الله وهذا الكم الزاخر من رؤية توعوية وفلسفة حياتية
          ماهي إلا خبرة وحنكة من لدنكم
          هي الدنيا دار ابتلاء والإنسان يسارع للملل والرتابة
          فجمل الله هذه الدنيا بكل الأطياف والألوان وهنيئا لمن احترز من مفاتنها والنجاة من مصائدها
          ومن لايسلم؟
          سلمت وسلم اليراع والإبداع
          أدام الله مداد الخير
          تحية تليق مع فائق التقدير

          تعليق

          • عبدالله بن سالم
            أديب وكاتب
            • 06-09-2011
            • 72

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مها منصور مشاهدة المشاركة
            الهم يغدق علينا رغماً عنا

            ولا نجدنا إلا بين فكيه

            فيسلبنا أجمل اللحظات

            ولا سبيل إلا اللجوء لمفرق الهموم

            عز وجل ليبعد عنا ما يعكر صفونا ..

            الحقيقة هنا

            شكراً لقلمك الجميل

            وكن هنا دائماً

            تقديري ..
            .. نظرك إلى أحرفي زادها بهاءً أستاذة مها

            تعليق

            • محمد خالد النبالي
              أديب وكاتب
              • 03-06-2011
              • 2423

              #7
              الاخ عبد الله بن سالم

              صديقي ابدعت برسم هذه المشاعر

              وهو واقع الدنيا وحياة تتكسر

              ولا ندري اين المفر

              والدنيا فيها الكثير من الابتلائات

              نص اكثر من رائع

              تم اختياره كخاطرة مميزة

              مودتي
              https://www4.0zz0.com/2023/08/17/16/629628058.png

              تعليق

              • عبدالله بن سالم
                أديب وكاتب
                • 06-09-2011
                • 72

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الضويحي مشاهدة المشاركة
                بورك يراعك أخي الكريم
                إذن عدم الرضا بالنصيب من معكرات المزاج أيضا ..
                ولاشك فقد قال حبيبنا _صل الله عليه وسلم_ ( من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) .
                ذكرتني أخي الفاضل بموقف قرأته :
                شاهد الفقير الناس يأكلون لحما ، ولا يستطيع شرائه ؛ فضاق ذرعا ، وزاد هما وغما ، وعد لبيته حزينا آسفا !
                فقدمت له زوجته طبقا من الفول ، فبدأ يأكل ويقذف قشور الفول من النافذة !!
                فلم يستطيب له فنهض ووقف بنافذة المنزل ويطلق بصره ويندب حظه !
                وإذا تحت النافذة مسكين يلتقط قشور الفول ويأكلها !!
                فعاد قانعا قرير العين !.
                ... أختي فاطمة
                لو قنعنا بالقناعة لطابت لنا حياتنا و لذ لنا عيشنا
                .. أوقاتك رضى وقناعة وعيش لذيذ
                التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن سالم; الساعة 01-04-2012, 19:23.

                تعليق

                يعمل...
                X