مقبرة المفردات الغامقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    مقبرة المفردات الغامقة

    كانت والصمت نديمين ، في شرفة مطفأة ،
    امتد خواؤها نحو مساحات ، ثكلت أفراحها المنسية ،
    حتى صارت مقبرة للمفردات الغامقة .

    ما أثقل الأبجدية من أقفال الممنوع واللامباح !
    بنظرات ثاقبة كانت ترمق الشارع الطويل ،
    حيث البوح الجميل أصبح مشاعا ،
    وهديل الأنفاس طريدة ، يلاحقها الشيب والشباب.

    نسيت لفترة طويلة أنها أنثى ،
    وأن بريق عيونها ، مازال يستثير الطريق ،
    وأعمدة النور المصلوبة عند النواصي.
    إلى أن رفع بصره نحوها ؛
    كمن يستغيث بالظلام ، في عتمة النهار .
    تصفد تحت صمت الدرب منتظرا ،
    وهي المشدوهة من حركاته المرتبكة ،
    لم تفهم بعد أنها المراد ،
    حتى أومأت من خلال الريح ابتسامة ،
    كبرت في اختلاج الرجفة الأولى ، وهمهمات المساء.

    تذكرت بعد عناء أنها أنثى ،
    وأن جدائلها مازالت ، تهفهف مع الريح ،
    ترسم في اللاوعي ملامح غجرية ،
    توقد شهوة تائه يبحث عن مأوى .
    وكان اللقاء الأول .
    نظرات تعانقت في ساحة الحي الكئيب ،
    تحتسي برد الخريف ،
    وعويل الريح القادم من أزمنة ألف ليلة وليلة .
    خرجت الملامح من قتامتها ،
    بعدما لونها الغزل ، وشارات الاحتراق الوهمية .
    وصدقت الحكاية ، عبرت المفازة ،
    أرخت للمدى غنجها وكل الدلال.
    تحلقت بيده عند الظلمة المركونة ، في الزقاق القريب .
    امتد الهدير إلى شغاف القلب .
    سارا معا ممتشقين رهافة الإحساس ،
    وما كان نائما من غرائز وحشية ،
    في استسلام غريب ، لم تعهده في نفسها .
    شربت خمر مداعباته ،
    لسعه نبيذ أنوثة عطشى ،
    امتلأت مراتع قلبه ، وما أوتي من فحولة .
    لم تعد تميز الصواب من الخطأ ،
    وظنت أن أفيافها كلها انبثقت ،
    سلسبيل حب وعشق وهيام .
    كانت لحظة كطلقة الرمح ،
    منحت كل ما اختزنت من أنوثة ،
    لرماد الكلام ، وما انطفأ من نيران ، في عيونه الغريبة ،
    تحت قمر تناثر أشلاء .
    كأنما أحس الفضيحة ،
    اشتم رائحة الغدر من بعيد.
    قبل قليل كان يتحدث عن الشيخ والقبيلة ، وحفل القران .
    الآن وقد تبعثرت الضفائر ،
    وسال لعاب العنوسة عند أقدامه ؛
    صارت المهرة صهوة للمدى والردى وأصفاد العشيرة ،
    التي بدأت تصطك في ساحة الحي ؛
    حيث تركت شالها ،
    وما كانت تملك من عفاف.

    هي الآن كتلة مهربة ، من متاع مرحلة قديمة ،
    وجه امراة منذور للعراء ،
    وملامح الهزيمة الهاجعة في شهوة الضياع .

    كل ليلة تعود إلى مسرح الفضيحة ،
    مثخنة بالمكان وما كان ،
    وبالشبق المصادر ،
    عند أول لقاء ،
    وأول رشفة ارتواء
  • دينا نبيل
    أديبة وناقدة
    • 03-07-2011
    • 732

    #2
    دخلت قبل أن يسبقني أحد ، أستاذتي الغالية مالكة .. لأقول لكِ ..

    يا للبهاء !

    بهاء اللغة التي عهدناها من شعرك الجميل وخواطرك الرائعة المائزة .. وهاهي قصة جميلة الصياغة والحبكة تطلّين بها علينا في ثوب بهي ..

    نعم

    إنه الطريق ذاته .. ونور العمود الاصطناعي ذاته .. وتلك الليلة ذاتها ، لمّا تحين لحظة إفراغ عاطفة مكبوتة ، لابد أن تأتي هذه العناصر الثلاثة : الطريق .. في زاوية من نور ذلك العمود .. في تلك الليلة الغامقة المعتمة عتمة كلامها المعسول السحري ، لتستيقظ على الكارثة والفضيحة بعدها !


    ربما القصة معروفة وتلك الأحداث معهودة .. ولكن النص هنا كان فريد الطرح في رأيي المتواضع .. فهذه هي الحياة وأمثال هذه الموضوعات لا تنتهي ن لكن لمّا يأتي الإبداع ليكلل مثل هذه القضايا ، فإن الأمر يختلف ..

    كانت البداية مشوقة وكأنها بعدسة سينيمائية تقوم بــ (( الزووم )) مباشرة على الحدث .. رجل وامرأة لا نعرفهما سوى أن طريق وعمود وليلة جمعتهما .. لا نعرف ظروف تلك المرأة ولا من الرجل ، لتشوّق المتلقي لإكمال النص ، فما يمكن أن يحدث بعد كل ذلك ؟!

    لتأتي تلك الخاتمة تخبرنا ظروف عنوسة تلك المرأة وانها كانت فريسة للمغالاة .. فلمّا وقعت في المحظور لم يرحمها المجتمع ولم يغفر لها رغم اعترافها بجرمها ومحاولة إصلاحه .. كان رائعا ذلك الاسترجاع ، لكن لعلّني أقف هنا متسائلة ..

    لماذا يرجع الذبيح إلى مكان ذبحه ؟!! ..


    لا يفعل ذلك إلا إذا كان يجد فيه شيئا لم يجده في غيره .. يجد فيه شيئا أقل قسوة من غيره .. أ يكون الارتواء ؟ .. ربما .. أم اللقاء .. أم .. أنثاها التي قد ضاعت منها على مر السنين وما اكتشفتها إلا في مكان الذبّح ؟!

    قصة تصرخ بوجه المجتمع وتوجه له رسالة قوية ليستفيق .. جميلة جدا هكذا نصوص ..

    أحييك سيدتي الغالية .. ويسلم قلمك القوي الرائع دوما كما عهدناه

    تحياتي

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      اختزلت الكتابة الكثير من التفاصيل
      فاحتفظت للقبيلة بحقها في اغتيال الحقيقة
      بل اقتلاع كل الشجرة و المأساة !

      كنت هنا كمن يكتب قصيدة شعرية
      على نفس الطريق تكتبين
      و بنفس الكيفية و الاختزال
      الذي كثيرا ما كان حائلا و ما نعا من السقوط في زحمة الأحداث
      أو التطرق إلي العادي ، فيتعالى تماما ، محاولا تعويض ذلك بالصورة التي يجيد شغلها
      فيستنطق ما لا يستنطق ، بله يعطيه جناحين و قلبا و عينين و ساعدين !

      شكرا لك أستاذة مالكة على تلك الجميلة
      و على تواجدك بخارطة القصة بالملتقى !

      تقديري و احترامي
      sigpic

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        أعود ثانية لأقول : أنت تميلين إلي القص الوعظي
        الذي يقدم الحالة مدشنة بأحكام أطلقتها أنت سلفا ،
        دون أن تتركي الحرية لشخوصك ؛ فقد تكون لحظة المتعة الحقيقية في حيواتهم ، هذه السقطة ،
        و يجب مع امتعاضنا منها ، أن نحترم إنسانيتهم .. !
        نقدم الصورة ، و هي كفيلة بان تقول كل شىء ، دون تدخل منا ، و دون أن نطلق عبارات
        لا تكون إلا من قبيل استصدار الحكم ، و التبليغ !
        sigpic

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
          دخلت قبل أن يسبقني أحد ، أستاذتي الغالية مالكة .. لأقول لكِ ..

          يا للبهاء !

          بهاء اللغة التي عهدناها من شعرك الجميل وخواطرك الرائعة المائزة .. وهاهي قصة جميلة الصياغة والحبكة تطلّين بها علينا في ثوب بهي ..

          نعم

          إنه الطريق ذاته .. ونور العمود الاصطناعي ذاته .. وتلك الليلة ذاتها ، لمّا تحين لحظة إفراغ عاطفة مكبوتة ، لابد أن تأتي هذه العناصر الثلاثة : الطريق .. في زاوية من نور ذلك العمود .. في تلك الليلة الغامقة المعتمة عتمة كلامها المعسول السحري ، لتستيقظ على الكارثة والفضيحة بعدها !

          ربما القصة معروفة وتلك الأحداث معهودة .. ولكن النص هنا كان فريد الطرح في رأيي المتواضع .. فهذه هي الحياة وأمثال هذه الموضوعات لا تنتهي ن لكن لمّا يأتي الإبداع ليكلل مثل هذه القضايا ، فإن الأمر يختلف ..

          كانت البداية مشوقة وكأنها بعدسة سينيمائية تقوم بــ (( الزووم )) مباشرة على الحدث .. رجل وامرأة لا نعرفهما سوى أن طريق وعمود وليلة جمعتهما .. لا نعرف ظروف تلك المرأة ولا من الرجل ، لتشوّق المتلقي لإكمال النص ، فما يمكن أن يحدث بعد كل ذلك ؟!

          لتأتي تلك الخاتمة تخبرنا ظروف عنوسة تلك المرأة وانها كانت فريسة للمغالاة .. فلمّا وقعت في المحظور لم يرحمها المجتمع ولم يغفر لها رغم اعترافها بجرمها ومحاولة إصلاحه .. كان رائعا ذلك الاسترجاع ، لكن لعلّني أقف هنا متسائلة ..

          لماذا يرجع الذبيح إلى مكان ذبحه ؟!! ..

          لا يفعل ذلك إلا إذا كان يجد فيه شيئا لم يجده في غيره .. يجد فيه شيئا أقل قسوة من غيره .. أ يكون الارتواء ؟ .. ربما .. أم اللقاء .. أم .. أنثاها التي قد ضاعت منها على مر السنين وما اكتشفتها إلا في مكان الذبّح ؟!

          قصة تصرخ بوجه المجتمع وتوجه له رسالة قوية ليستفيق .. جميلة جدا هكذا نصوص ..

          أحييك سيدتي الغالية .. ويسلم قلمك القوي الرائع دوما كما عهدناه

          تحياتي

          ما اروعك عزيزتي دينا !!!
          وما اروع قراءتك ومعايشتك للاحداث والشخوص
          وسبرك للحرف والكلمة والعبارة !!
          هي قصة قديمة قدم الانسان كما قلت
          الظروف والملابسات وحدها تختلف
          واللغة المعبرة او الاسلوب المنتهج
          ما شدني اكثر في قراءتك ايتها الناقدة =
          الاسئة التي طرحت
          كانت في غاة الذكاء والاهمية =

          لماذا يرجع الذبيح إلى مكان ذبحه ؟!! ..

          لا يفعل ذلك إلا إذا كان يجد فيه شيئا لم يجده في غيره .. يجد فيه شيئا أقل قسوة من غيره..
          أ يكون الارتواء ؟ .. ربما .. أم اللقاء .. أم .. أنثاها التي قد ضاعت منها على مر السنين وما اكتشفتها إلا في مكان الذبّح ؟!


          نعم سيدتي صدقت =لا يرجع الذبيح الى مكان ذبحه
          الا اذا كان قد وجد فيه شيئا اقل قسوة مما يعيشه =
          ربما الارتواء بعد سنين عجاف
          ربما الهمسات التي بعثت الحياة في انوثة قتلها الانتظار
          ربما الرغبة الجامحة في ان يعيشا معا لحظة جميلة دون اعتبار ما سيأتي
          اذا نحن دخلنا في هذه =الربمات =قد نقف ضد القبيلة والعشيرة
          وما ينظر له الفقيه من حلال وحرام وما يعد من مشانق في ساحات المدن والقرى
          شكرا استاذة دينا على هذا الحوار الممتع
          سعدت كثرا بمرورك وقراءتك
          مودتي وباقات ياسمين

          تعليق

          • مالكة حبرشيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 28-03-2011
            • 4544

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            اختزلت الكتابة الكثير من التفاصيل
            فاحتفظت للقبيلة بحقها في اغتيال الحقيقة
            بل اقتلاع كل الشجرة و المأساة !

            كنت هنا كمن يكتب قصيدة شعرية
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة

            على نفس الطريق تكتبين
            و بنفس الكيفية و الاختزال
            الذي كثيرا ما كان حائلا و ما نعا من السقوط في زحمة الأحداث
            أو التطرق إلي العادي ، فيتعالى تماما ، محاولا تعويض ذلك بالصورة التي يجيد شغلها
            فيستنطق ما لا يستنطق ، ببله يعطيه جناحين و قلبا و عينين و ساعدين !

            شكرا لك أستاذة مالكة على تلك الجميلة

            و على تواجدك بخارطة القصة بالملتقى !

            تقديري و احترامي


            مساء الخير استاذ ربيع
            لو عدت قليلا الى النص لادركت انني لم احتفظ للقبيلة
            بحقها في اغتيال الحقيقة والدليل على ذلك =التعبير الواضح ب كلمة =القبيلة
            هذا معناه اننا رغم دخولنا الالفية الثالثة الا اننا مازلنا نتعامل مع الاحداث
            بمنطق القبيلة والعشيرة والفقيه واننا مهما بلغت ثقافتنا وتبجحنا بالانفتاح
            مازلنا نصدر احكاما قطعية ظالمة دون الاخذ بعين الاعتبار ظروف وملابسات الحدث

            اشكرك استاذي على مرورك وقراءتك



            تعليق

            • مالكة حبرشيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 28-03-2011
              • 4544

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              أعود ثانية لأقول : أنت تميلين إلي القص الوعظي
              الذي يقدم الحالة مدشنة بأحكام أطلقتها أنت سلفا ،
              دون أن تتركي الحرية لشخوصك ؛ فقد تكون لحظة المتعة الحقيقية في حيواتهم ، هذه السقطة ،
              و يجب مع امتعاضنا منها ، أن نحترم إنسانيتهم .. !
              نقدم الصورة ، و هي كفيلة بان تقول كل شىء ، دون تدخل منا ، و دون أن نطلق عبارات
              لا تكون إلا من قبيل استصدار الحكم ، و التبليغ !
              واعود ثانية لاقول لاستاذي
              لو عدت قليلا الى النص لادركت اني لم اصدر اية احكام مسبقة
              ولم اصادر حرية الشخوص في ما قاموا به من فعل
              لاني وبكل بساطة مع انسنة الانسان في كل الاحوال
              ومع ايجاد الاعذار مهما بلغت الاخطاء ...واظنك تعرف ذلك من خلال
              مداخلاتي في قصص سابقة
              وخير دليل على عدم مصادرتي حق شخصيات القصة=كما سبق وذكرت =
              التعبير بالقبيلة والعشيرة التي مهما تحدثت عن حرية وحقوق وانفتاح وديمقراطية
              تبقى اسيرة التخلف الذي لا يراه الكثيرون تخلفا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار مرجعياتنا
              الدينية والتربوية
              كما اني لم ابد اي امتعاض مما حدث ..بل فقط حاولت نقل الاحداث
              كما احسستها ولمستها في عيون =القبيلة =وان كان حق ابداء الراي
              او الانحياز مكفول لكل كاتب
              رغم ذلك اقول لك استاذ ربيع =انك لم تفهم قصدي حين قلت انها كانت تعود الى مكان الفضيحة
              وحين قلت =صارت المهرة صهوة للمدى والردى وأصفاد العشيرة ،
              التي بدأت تصطك في ساحة الحي ؛
              كون الاصفاد بدات تصطك بعد ما حدث يوضح ان العشيرة
              لم تهتم بها حين كانت تذوي في ظلمات الوحدة والانتظار
              لكن حين حاولت ان تمارس انسانيتها =بدات الاقفال تصطك
              وحين قلت=
              كل ليلة تعود إلى مسرح الفضيحة ،
              مثخنة بالمكان وما كان ،
              وبالشبق المصادر ،
              عند أول لقاء ،
              وأول رشفة ارتواء
              والاستاذة دينا نبيل اشارت الى هذه النقطة =لماذا يعود المذبوح طيفا حزينا
              الى مكان ذبحه ؟
              لا يفعل ذلك الا اذا كان قد وجد فيه ما اشعره بانسانيته
              او غذى عنده جوعا مزمنا في جانب من جوانب حياته
              حتى القاتل يعود الى مكان الجريمة اما ليطمئن على انه في امان
              او ليروي عطشه من تفاصيل الجريمة
              وهذا اللقاء رغم ما احدث في البطلة من شروخ
              الا انه استطاع ان يروي انوثتها ويحيي موات جذورها

              اظن هذه المقاطع تقول بصراحة اني لم اصدر احكاما
              ولم اصادر حق الشخوص

              لكنك استاذي اصدرت هنا حكما قطعيا علي حين قلت=

              أعود ثانية لأقول : أنت تميلين إلي القص الوعظي
              الذي يقدم الحالة مدشنة بأحكام أطلقتها أنت سلفا ،
              دون أن تتركي الحرية لشخوصك ؛ فقد تكون لحظة المتعة الحقيقية في حيواتهم ، هذه السقطة ،
              و يجب مع امتعاضنا منها ، أن نحترم إنسانيتهم .. !
              نقدم الصورة ، و هي كفيلة بان تقول كل شىء ، دون تدخل منا ، و دون أن نطلق عبارات
              لا تكون إلا من قبيل استصدار الحكم ، و التبليغ

              انا ابعد ما اكون عن الوعظ والتنظير
              بكل بساطة اكره هذا النوع من الخطابات
              فلا احد بيننا ملاك بلا اخطاء ليستطيع ان يرجم الاخرين بالحجر
              ولا احد يملك الحقيقة المطلقة ليدعو الناس الى اتباعه
              في ايامنا هذه
              العنوان وحده ايها الربيع فيه ادانة للمجتمع الذي يريدها =مقبرة للمفردات الغامقة =ولا يعنيه ان تمارس انسانيتها لانها حين تفعل تتجاوز الحدود التي رسمها التخلف وما اويتنا من قسوة وقوانين رجعية
              دمت بخير استاذ ربيع
              واشكرك على مداخلتك التي جعلتني اعود لمناقشة النص
              دائما تستفز الايجابي فينا

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #8
                الأديبة المبدعة مالكة ..
                توقفت كثيراً عند نصّك ..
                رأيت لوحة مرسومة من عمق الحياة
                الملفت فيها أنها تئنّ وجعاً
                وتنزف حناياها دمعاً خالطه دم الفؤاد الذي جرحته الحياة وما أبقت..
                في عرف القبيلة تموت الروح إن تفردت بطيرانها ..وغردت ألحانها كما تهوى..
                قلمك رائع ..وأسلوبك مدهش كما تعودنا مالكة الغالية ..حيّااااااااااااكِ .

                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • جميل داري
                  شاعر
                  • 05-07-2009
                  • 384

                  #9
                  مالكة الحروف الواضحة كعيون ميدوزا
                  ما أنت إلا ساردة الحكاية الواقعية بالفن
                  والفن يجعلنا نهتم بأشياء كانت غائبة عنا وما زالت أو نهرب منها واضعين رؤوسنا في الرمل وطين الفجيعة
                  هي أنثى تكتب سيرتها بجرأة وحرية
                  ولأننا نفتقر إلى كليهما نصرخ ونحتج "ونبرم في شواربنا الطويلة" على حد نزار قباني
                  نعيش حياتنا على موسيقى ما تعارفنا عليها من قيم وسلوكيات
                  وحين نجد في الفن ما يدحض قناعاتنا التي لا تخطئ فإننا نرجم كل مريم تمشي في الطريق إذالاحت شعرات من رأسها أو تبسمت في وجه عصفور لامس عباءتها
                  في شرقنا المتوسط منذ الجاهلية حتى اليوم والمرأة وصمة عار
                  قديما كانت توأد تحت التراب
                  والآن توأد فوق التراب وتحته
                  أفكارها ..مشاعرها..وجمالها.. وأنوثتها.. كل ذلك مصادرة لأنها كالمخدرات
                  وعلى المستوى الأسلوبي رأيت في نصك شجرة بأغصان ثلاثة هي: القصة والخاطرة والشعر
                  فالشخصية الوحيدة في القصة تسرد خواطرها ببعض البكاء ..والبكاء نوع من الشعر
                  قصة تحكي عن قمع الإنسان وقتل روحه قبل جسده
                  قال جبران خليل جبران:
                  وقاتل الجسم مقتول بفعلته***وقاتل الروح لا تدري به البشر
                  هكذا قانون قابيل منذ فجر التاريخ
                  وحين ينهض هابيل من موته ستكون القيامة على وشك القيامة
                  الأدب عامة هو رفض للواقع لجعله أقل دمامة
                  هو السيف الذي يقطع عنق الظلم والظلام
                  ويحاول وضع حد لهالوك التقاليد المكبلة للحرية
                  وحياة دون حرية مستنقع آسن
                  الأدب سيف خارج غمده
                  لأنه إذا ظل طويلا في غمده صدئ
                  الأدب بوح الماء والنار
                  دمت رائعة البوح
                  التعديل الأخير تم بواسطة جميل داري; الساعة 31-03-2012, 10:21.

                  تعليق

                  • مالكة حبرشيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 28-03-2011
                    • 4544

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                    الأديبة المبدعة مالكة ..
                    توقفت كثيراً عند نصّك ..
                    رأيت لوحة مرسومة من عمق الحياة
                    الملفت فيها أنها تئنّ وجعاً
                    وتنزف حناياها دمعاً خالطه دم الفؤاد الذي جرحته الحياة وما أبقت..
                    في عرف القبيلة تموت الروح إن تفردت بطيرانها ..وغردت ألحانها كما تهوى..
                    قلمك رائع ..وأسلوبك مدهش كما تعودنا مالكة الغالية ..حيّااااااااااااكِ .
                    مرحبا بالقديرة العزيزة ايمان بين حروفي
                    سعيدة انا ايما سعادة بقراءة القاصة الكبيرة والانسانة الرقيقة
                    نعم هو نزف الانوثة الابدي الذي مهما بلغنا من انفتاح وحضارة
                    تبقى الاعراف والتقاليد والقوانين الرجعية
                    سيفا مسلطا على رقبتها
                    ومهما نزفت لا تستثير رحمة ولا عطف المدونات ولا قانون الابرام
                    اتساءل فقط =اين تكون الاحكام والاصفاد حين تكون في حالة احتراق
                    حين تصير رمادا تعبث به رياح الزمن ؟
                    شكرا استاذة ايمان الدرع
                    كم انا فخورة بمرورك بين كلماتي
                    وبشهادتك التي اعتز بها جدا

                    تعليق

                    • مالكة حبرشيد
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 28-03-2011
                      • 4544

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة جميل داري مشاهدة المشاركة
                      مالكة الحروف الواضحة كعيون ميدوزا
                      ما أنت إلا ساردة الحكاية الواقعية بالفن
                      والفن يجعلنا نهتم بأشياء كانت غائبة عنا وما زالت أو نهرب منها واضعين رؤوسنا في الرمل وطين الفجيعة
                      هي أنثى تكتب سيرتها بجرأة وحرية
                      ولأننا نفتقر إلى كليهما نصرخ ونحتج "ونبرم في شواربنا الطويلة" على حد نزار قباني
                      نعيش حياتنا على موسيقى ما تعارفنا عليها من قيم وسلوكيات
                      وحين نجد في الفن ما يدحض قناعاتنا التي لا تخطئ فإننا نرجم كل مريم تمشي في الطريق إذالاحت شعرات من رأسها أو تبسمت في وجه عصفور لامس عباءتها
                      في شرقنا المتوسط منذ الجاهلية حتى اليوم والمرأة وصمة عار
                      قديما كانت توأد تحت التراب
                      والآن توأد فوق التراب وتحته
                      أفكارها ..مشاعرها..وجمالها.. وأنوثتها.. كل ذلك مصادرة لأنها كالمخدرات
                      وعلى المستوى الأسلوبي رأيت في نصك شجرة بأغصان ثلاثة هي: القصة والخاطرة والشعر
                      فالشخصية الوحيدة في القصة تسرد خواطرها ببعض البكاء ..والبكاء نوع من الشعر
                      قصة تحكي عن قمع الإنسان وقتل روحه قبل جسده
                      قال جبران خليل جبران:
                      وقاتل الجسم مقتول بفعلته***وقاتل الروح لا تدري به البشر
                      هكذا قانون قابيل منذ فجر التاريخ
                      وحين ينهض هابيل من موته ستكون القيامة على وشك القيامة
                      الأدب عامة هو رفض للواقع لجعله أقل دمامة
                      هو السيف الذي يقطع عنق الظلم والظلام
                      ويحاول وضع حد لهالوك التقاليد المكبلة للحرية
                      وحياة دون حرية مستنقع آسن
                      الأدب سيف خارج غمده
                      لأنه إذا ظل طويلا في غمده صدئ
                      الأدب بوح الماء والنار
                      دمت رائعة البوح
                      يا الله يا استاذ جميل داري
                      كيف اشكرك وقد عجزت الكلمات امام ردك الكبير هذا ؟
                      في ردك شعر ونثر ومقال فاين انا من كل هذا الابداع
                      وهذه القراءة الصريحة الواضحة والصادقة ؟
                      وهذه الملاحظات التي لا تصدر الا عن اديب متمكن مقتدر
                      يعرف كيف يبعث الحماس في الاقلام الطامحة الى الرقي
                      نعم سيدي جميل جدا ان يكون الادب سيفا يقطع عنق الظلم والظلام
                      لتتحرر المشاعر وتتنفس البراءة الصعداء ..وتسري الحياة في
                      ما بقي منا
                      شكرا على المرور والقراءة
                      مودتي وكل التقدير ايها الكبير

                      تعليق

                      يعمل...
                      X