سنبقى معا ...... من وحي فلسطين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عماد غانم
    • 23-04-2011
    • 8

    سنبقى معا ...... من وحي فلسطين

    سنبقى معا
    (من وحي فلسطين)
    قصة قصيرة بقلم/ عماد غانم

    مازن ومروان أخوان صغيران مقتربان في العمر حتى يخيل للناظر أنهما في سن واحدة .
    متحابان متلازمان وإن كل واحد منهما ليظن نفسه قد شق نصفين ‘ فنصف هو ونصف أخوه ‘ فهو بأخيه يجد تمام نفسه وبغير أخيه يجد جزأ من نفسه يتحرق شوقا إلى تمام جزئه الآخر .

    هكذا عاشا معا ..............

    في بيتهما البسيط البالي كانا ينامان معا في فراش واحد في حجرة واحدة ‘ هي على ما هي أفضل في عينيهما من كل قصور الدنيا .

    كانا يخرجان معا فيلعبان ويلهوان ويجريان بين أشجار الزيتون المعمرة في بلدتهما المعمرة .
    وما كان لشئ أن يذهب بهجة لهوهما إلا ذلك الدوي المفزع القادم من أمام سرب الدبابات والمدرعات .
    على أثر ذلك وفي كل مرة ‘ يجريان فزعين إلى بيتهما ويتلقفان حضن أمهما خائفين مروعين .
    ثم وفي كل مرة تربت الأم على كتفيهما وتعللهما بأن اليهود سيذهبون بعد قليل .
    لكنه ودائما لا يذهبون إلا بعد كثير ‘ بعد قتل وإفساد وهدم ‘ لا يكون من حال الأم ساعتها إلا أن تخفف عن طفليها وتدعو أن لا ينالهما شئ من ذلك الطغيان العظيم .

    هكذا عاشا معا ...............
    بين ارتباطهما وأشجار الزيتون ودبابات اليهود .

    شبّا معا....
    ولما أحسا أنه ربما تأخذهما الدنيا هنا وهناك وتبعدهما عن بعضيهما ‘ أو تأخذ واحدا منهما غارة من تلك الغارات ‘ كان كل واحد منهما بين الحين والحين يصيح في أخيه ( سنبقى معا ) .

    في فترة أصبح مازن كثير الهم يطرق مليا ويغتم كثيرا.
    وكان كلما سأله مروان عن همه وحالته ‘ حدثه عن آلام وطنه الأسير ‘ وعن أفاعيل اليهود في الأرض والمقدسات والناس ‘ ثم وبعد كل حديث مطول ودموع سيالة ‘ يمضيان معا...........

    بين ارتباطهما وأشجار الزيتون ودبابات اليهود والدموع .

    يوما ..... كان مازن مطمئن النفس على غير أحواله الأخيرة ‘ انشرح صدر مروان لذلك وصاح في أخيه ( سنبقى معا ) .
    هنا اغرورقت عينا مازن بالدموع ولكنه صاح بصوت متقطع ( سنبقى معا ) .
    بعد منتصف الليل خرج مازن من حجرته ليلقي على أمه نظرة باكية ‘ ثم عاد إلى أخيه لينفجر في البكاء ويتمتم بصوت يخنقه البكاء ( سنبقى معا ) .
    ثم يخرج ويسمع صوت انفجار .
    بعد الساعة إذا بمن يوقظ أهل البيت ( مازن فجر نفسه في اليهود ) ‘ وتختلط الأصوات ما بين البكاء والنشيج والزغاريد الدامعة .

    لكن مروان يقف مشدوها صامتا ‘ ثم ينفجر في البكاء والنشيج ‘ ثم يشتد في الإنفجار ويصيح ( لقد خدعني ‘ لم يبق معي ) .
    ويكرر ويصيح ويبكي
    ويكرر ويصيح ويبكي
    ثم يتوقف فجأة
    ويتمتم ( سنبقى معا )
    ثم يصمت هنيهة
    ثم يصيح( سنصبح معا )
    ويخرج ....... وبعد قليل يسمع صوت انفجار آخر .

  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    نعم أستاذ عماد غانم..
    هاهم رجال أمتنا
    هاهم أولادنا الأشاوس
    كم هو مقيت وبشع وجود العدو الغاشم
    كم رائع مفهوم الصداقة
    إن بلغ هذا الحدّ من الوفاء
    في التوحد حتى بلحظة الموت
    وماأشهاه من موتٍ في سبيل الوطن، وسحق العدوّ..
    نصّ جسّد المُثُل بأحلى وصف، وكما ينبغي أن تكون
    أهلاً بك زميلي عماد
    ننتظر مشاركاتك، وتفاعلك مع النصوص الأخرى
    حيّااااااااااااكَ.

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    يعمل...
    X