سنبقى معا
(من وحي فلسطين)
قصة قصيرة بقلم/ عماد غانم
مازن ومروان أخوان صغيران مقتربان في العمر حتى يخيل للناظر أنهما في سن واحدة .
متحابان متلازمان وإن كل واحد منهما ليظن نفسه قد شق نصفين ‘ فنصف هو ونصف أخوه ‘ فهو بأخيه يجد تمام نفسه وبغير أخيه يجد جزأ من نفسه يتحرق شوقا إلى تمام جزئه الآخر .
هكذا عاشا معا ..............
في بيتهما البسيط البالي كانا ينامان معا في فراش واحد في حجرة واحدة ‘ هي على ما هي أفضل في عينيهما من كل قصور الدنيا .
كانا يخرجان معا فيلعبان ويلهوان ويجريان بين أشجار الزيتون المعمرة في بلدتهما المعمرة .
وما كان لشئ أن يذهب بهجة لهوهما إلا ذلك الدوي المفزع القادم من أمام سرب الدبابات والمدرعات .
على أثر ذلك وفي كل مرة ‘ يجريان فزعين إلى بيتهما ويتلقفان حضن أمهما خائفين مروعين .
ثم وفي كل مرة تربت الأم على كتفيهما وتعللهما بأن اليهود سيذهبون بعد قليل .
لكنه ودائما لا يذهبون إلا بعد كثير ‘ بعد قتل وإفساد وهدم ‘ لا يكون من حال الأم ساعتها إلا أن تخفف عن طفليها وتدعو أن لا ينالهما شئ من ذلك الطغيان العظيم .
هكذا عاشا معا ...............
بين ارتباطهما وأشجار الزيتون ودبابات اليهود .
شبّا معا....
ولما أحسا أنه ربما تأخذهما الدنيا هنا وهناك وتبعدهما عن بعضيهما ‘ أو تأخذ واحدا منهما غارة من تلك الغارات ‘ كان كل واحد منهما بين الحين والحين يصيح في أخيه ( سنبقى معا ) .
في فترة أصبح مازن كثير الهم يطرق مليا ويغتم كثيرا.
وكان كلما سأله مروان عن همه وحالته ‘ حدثه عن آلام وطنه الأسير ‘ وعن أفاعيل اليهود في الأرض والمقدسات والناس ‘ ثم وبعد كل حديث مطول ودموع سيالة ‘ يمضيان معا...........
بين ارتباطهما وأشجار الزيتون ودبابات اليهود والدموع .
يوما ..... كان مازن مطمئن النفس على غير أحواله الأخيرة ‘ انشرح صدر مروان لذلك وصاح في أخيه ( سنبقى معا ) .
هنا اغرورقت عينا مازن بالدموع ولكنه صاح بصوت متقطع ( سنبقى معا ) .
بعد منتصف الليل خرج مازن من حجرته ليلقي على أمه نظرة باكية ‘ ثم عاد إلى أخيه لينفجر في البكاء ويتمتم بصوت يخنقه البكاء ( سنبقى معا ) .
ثم يخرج ويسمع صوت انفجار .
بعد الساعة إذا بمن يوقظ أهل البيت ( مازن فجر نفسه في اليهود ) ‘ وتختلط الأصوات ما بين البكاء والنشيج والزغاريد الدامعة .
لكن مروان يقف مشدوها صامتا ‘ ثم ينفجر في البكاء والنشيج ‘ ثم يشتد في الإنفجار ويصيح ( لقد خدعني ‘ لم يبق معي ) .
ويكرر ويصيح ويبكي
ويكرر ويصيح ويبكي
ثم يتوقف فجأة
ويتمتم ( سنبقى معا )
ثم يصمت هنيهة
ثم يصيح( سنصبح معا )
ويخرج ....... وبعد قليل يسمع صوت انفجار آخر .
(من وحي فلسطين)
قصة قصيرة بقلم/ عماد غانم
مازن ومروان أخوان صغيران مقتربان في العمر حتى يخيل للناظر أنهما في سن واحدة .
متحابان متلازمان وإن كل واحد منهما ليظن نفسه قد شق نصفين ‘ فنصف هو ونصف أخوه ‘ فهو بأخيه يجد تمام نفسه وبغير أخيه يجد جزأ من نفسه يتحرق شوقا إلى تمام جزئه الآخر .
هكذا عاشا معا ..............
في بيتهما البسيط البالي كانا ينامان معا في فراش واحد في حجرة واحدة ‘ هي على ما هي أفضل في عينيهما من كل قصور الدنيا .
كانا يخرجان معا فيلعبان ويلهوان ويجريان بين أشجار الزيتون المعمرة في بلدتهما المعمرة .
وما كان لشئ أن يذهب بهجة لهوهما إلا ذلك الدوي المفزع القادم من أمام سرب الدبابات والمدرعات .
على أثر ذلك وفي كل مرة ‘ يجريان فزعين إلى بيتهما ويتلقفان حضن أمهما خائفين مروعين .
ثم وفي كل مرة تربت الأم على كتفيهما وتعللهما بأن اليهود سيذهبون بعد قليل .
لكنه ودائما لا يذهبون إلا بعد كثير ‘ بعد قتل وإفساد وهدم ‘ لا يكون من حال الأم ساعتها إلا أن تخفف عن طفليها وتدعو أن لا ينالهما شئ من ذلك الطغيان العظيم .
هكذا عاشا معا ...............
بين ارتباطهما وأشجار الزيتون ودبابات اليهود .
شبّا معا....
ولما أحسا أنه ربما تأخذهما الدنيا هنا وهناك وتبعدهما عن بعضيهما ‘ أو تأخذ واحدا منهما غارة من تلك الغارات ‘ كان كل واحد منهما بين الحين والحين يصيح في أخيه ( سنبقى معا ) .
في فترة أصبح مازن كثير الهم يطرق مليا ويغتم كثيرا.
وكان كلما سأله مروان عن همه وحالته ‘ حدثه عن آلام وطنه الأسير ‘ وعن أفاعيل اليهود في الأرض والمقدسات والناس ‘ ثم وبعد كل حديث مطول ودموع سيالة ‘ يمضيان معا...........
بين ارتباطهما وأشجار الزيتون ودبابات اليهود والدموع .
يوما ..... كان مازن مطمئن النفس على غير أحواله الأخيرة ‘ انشرح صدر مروان لذلك وصاح في أخيه ( سنبقى معا ) .
هنا اغرورقت عينا مازن بالدموع ولكنه صاح بصوت متقطع ( سنبقى معا ) .
بعد منتصف الليل خرج مازن من حجرته ليلقي على أمه نظرة باكية ‘ ثم عاد إلى أخيه لينفجر في البكاء ويتمتم بصوت يخنقه البكاء ( سنبقى معا ) .
ثم يخرج ويسمع صوت انفجار .
بعد الساعة إذا بمن يوقظ أهل البيت ( مازن فجر نفسه في اليهود ) ‘ وتختلط الأصوات ما بين البكاء والنشيج والزغاريد الدامعة .
لكن مروان يقف مشدوها صامتا ‘ ثم ينفجر في البكاء والنشيج ‘ ثم يشتد في الإنفجار ويصيح ( لقد خدعني ‘ لم يبق معي ) .
ويكرر ويصيح ويبكي
ويكرر ويصيح ويبكي
ثم يتوقف فجأة
ويتمتم ( سنبقى معا )
ثم يصمت هنيهة
ثم يصيح( سنصبح معا )
ويخرج ....... وبعد قليل يسمع صوت انفجار آخر .
تعليق