مرحبا اخي الغالي سالم
لا ادري ما الذي يجعلني دائما اصر على ان العراق
سيعود من جديد قويا معافى ,, فكلما نظرت في عيون الاطفال ,, في دجلة
في جذوع النخيل ازددت ايمانا ,, وان ما يجري كابوس وستزيحه عن صدورنا
دعوات الطيبين ,وبركة آل بيت النبوه
نص رائع
نتواصل
أستاذ جودت الأنصاري
أشاركك الرأي العراق سيعود معافى
ستعود البسمة على أفواه الجميع ، ولن يغادره الفرح إن شاء الله
لأن الغربان تعبت من النعيق وماعاد من يسمع نعيبها
والعراقي قد أعطى دروسا للعالم كيف يتجاوز محنه وكيف يقف بعد كل كبوة
حاولت قوى الظلام تمزيق لحمة هذا البلد ، وحاولت بث روح التفرقة ، لكنها جوبهت
بعقبات الوعي الا محدود
تقديري لك أستاذي الفاضل
وشكرا على مرورك الكريم
على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
عند ساعة الأصيل تحلقوا قرب حافات العالم غير المرئي ، وكأنها ساعة غير محسوبة من هذا الزمان ، أنفاس لاهثة تكسر حالة السكون ، وضوء باهت يتلاشى شيئا فشيئا ، عالم مغبر معفر برائحة شواء مقرف ، ولون طيني يغلف الأبصار ، يرسم على الأرض والأفق أشكالا تتقارب فيها الدرجات اللونية ، كلما ابتعد عنها الناظر بدت له هياكل جاثمة على هذه القفار كشدوف أشجار زرعت في الأرض عنوة ، محاطة بجبال من الطين ، الكل في حالة انتظار وترقب لشيء ما ، الأجساد القابعة تشكل لوحة غريبة التكوين توحي تشكيلات خطوطها لشيء ما ، قد تكون هيكلا لامرأة ملقاة في بركة من طين ،في حالة يأس تام ، ، كأنها في حالة احتضار تتوسد الوحل باستكانة المستسلم للموت طمعا في الخلاص ، دخان لفافات التبغ ،تطير بلا أجنحة ، حركتها محسوبة رغم السكون الرهيب ،
قبل
أيام استيقظ على صوت انفجار فزعا
تفقد من بقى حيا ، نظر مندهشا إلى جدران الغرفة التي تحولت إلى كوم أحجار وطوب ،( والحمد لله لم يمت أحد )
أقدامهم متشنجة ، تثاقلت مسيرتهم . يبحثون عن بر الأمان، الليل ستار لكنه مليء بالمفاجآت ، الزمن يقرب منهم لحظات الموت لذا عليهم أن يجمعوا بين الحذر وسرعة المسير، للابتعاد عما يحيق بهم من أخطار . لعبت برؤوسهم خمرة الأحداث دون انتشاء، جعلتهم يتربصون لكل حديث ، مع من سيكونون ، لا يهمهم إلا الخلاص لا يهمم إلا الأمان ، مادام كل شيء مرسوم في دهاليز العتمة.
(الرصاص يئز في كل مكان لا يقتل إلا من يقف على الحياد ).
هكذا قال الأب وهو يرى الفزع بعيون أبناءه .
أكلوا خبزا معجونا برائحة الخوف والبارود، وناموا على زبد الوعود بغد أحسن .
توعدهم الأب بالأمن والأمان ، أحس بخدر يسري في أقدامه ، وألم يحد من حركته ،
لكنه تظاهر بالثبات على أرض رخوة بدت تميد به ،
لينا أحست بدفء يدي فارس وهما تحيطان بخصرها النحيل ، وتطوقه هي بيديها وتسند رأسها على كتفه ،
حرارة قبلة خطفها بغتة من خدها المتورد ، لازالت تشعر بطعمها
قال لها: لا تذهبي سأحرسك بعيوني ...!
قالت لأبيها :سأبقى مع فارس لن أذهب معكم ،
انتظرت حتى الصباح ، لكنه لم يعد أوهموها بأنه سيلحق بهم ،
أقترب كلب منهم ، توجسوا خيفة منه، تطلع إلى الوجوه المعفرة بتراب الطريق ، والمدنفة بأرق حمى المسير الطويل ، والحرقة على من ذبح بأيدي إخوانه ، تفقد وجوههم ، تطلع بعيون زيد وهو يلعب بسيارة صغيره يحركها (بالري موت ) على الطريق الإسفلتي ، لم يجد من يبحث عنه ، ثم مضى ، الأب يحمل بندقيته ،يترقب البعيد ، الظلام دامس . عواء الذئاب ، ونباح متواصل للكلاب ، وبكاء طفل صغير
لا يملكون حليبا لإرضاعه ، امتزجت كلها في ليل بهيم وصدور موغلة بحزن كظيم
ضحكت لينا ضحكا هستيريا ، الجميع يتطلع إليها دونما استغراب ،
_ أريد العودة لفارس ، أريد البقاء معه ، إنني أسمع صوته يناديني ..!
ثم بكت بحرقة (لا أستطيع العيش بدونه ) احتضنها أبوها بحنان راح يداعب خصلات شعرها المجنون ،
وجدت حضن أمها أكثر دفئا فأجهشت ببكاء مر
(فارس يبعد عنهم أكثر من مئة كيلو متر ) بضعة كيلومترات وسيصلون الحدود
عند الغبش، الكل نيام ، حتى الأب احتضن بندقيته ونام بعد أن هده التعب ، الأم احتضنت وليدها الذي لم يعد بحاجة للحليب أو الماء ، فارس صوته يخترق كوة رأسها الصغير ، لينا تنظر إلى ذلك الطريق الممتد حتى الأفق ، شعاع من خيوط الرغبة بالعودة إلى فارس بنت لها قصورا من الأمل
كونت لها أشرعة ، سفينة أقدامها ، قد تمخر بها عباب هذه الصحراء ، أو أجنحة من آمال صنعتها من ثوب زفافها الذي لازال معلقا في دولابها ينتظر عودة العروس إليه ، ربطت هذه الأشرعة بحبال عقدتها بإحكام إلى جسدها الغض، وأغمضت عينيها
فإن لم تستطع الإبحار في هذا البحر اللجي فأنها ستطير إليه حتما
،(هكذا قالت في قرارة نفسها )
بلا طقوس ، ولا بكاء ، ولا كلمات تأبين ، دفن الصغير
جلس الأب يحلم بكأس من الشاي ، بعد أن ترك كل شيء في سيارتهم ،التي
تعطلت في الطريق ، أحس بأن رشفة من الشاي تعيد لهذا الكون توازنه ، و تقلب كراسي العروش كلها ، تلك الكراسي التي أحالت الإنسان إلى وحش كاسر ، يتغذى على لحم أخيه (ودراكولا ) يعيش على نجيع الدماء , البعض يقتل البعض ، والعروش باقية ، وإن تغيرت الوجوه ، فالكرسي ظالم ، ولا عدالة مطلقة فيه ،كسروا الكراسي لأنها هي سبب مأساتنا ،
وقفت زوجته قربه تنظر للبعيد ، لازال الأفق يحمل نذر شؤم
_ هل أنت جائع
زيد ذهب ليقضي حاجته ،
كل هذه الساعات التي مرت ولم ينتبها إلى أن لينا غير موجودة في دثارها ، قام الأب فزعا من مكانه ركن بندقيته خرج إلى الشارع نظر إلى البعيد لم يلمح غير خط أسود ممتد وامتداد البصر ، وأعشاب متيبسة من الأشواك، تدفع بها الريح ،
توجه إلى القبلة ،صلى . وثمة غصة في نفسه ، لا يخرجها إلا البكاء ، وليس أي بكاء ، بكاء عبد غارق بذنوبه ويريد التوبة ، وأي ذنب هو الذي ارتكبه لكي يكون هذا مصيره ،
زيد يلعب بسيارته التي فقدت الشحن ،
حشود من البشر ، فارين من الموت ، يسعون باتجاه الحدود الآمنة والتي كانت بالأمس حدودا ملتهبة ، صرخ بأعلى صوته (ماما ، بابا فارس جاء )
_ أين لينا ..؟
عشرة أيام ولم تعد لينا ولم يعد فارس ،
علامة مكتوب عليها هنا حدود الجمهورية العراقية
سجل أبو لينا اسمه مع مئات النازحين كلاجئين ..... ينتظرون وكالات الإغاثة ، لتعطيهم بطانية .... أو حليبا لم يعودوا بحاجة إليه http://www.almolltaqa.com/vb/images/icons/icon4.png
ثراء غير طبيعي بالتفاصيل
و كل تفصيلة تستحق نقاش مطوّل
لفتتني ومضات لم أتمكن من تجاوزها عالم مغبر معفر برائحة شواء مقرف
الرصاص لا يقتل إلا من يقف على الحياد
سيارة يحركها ب الري موت
والحرقة على من ذبح بأيدي إخوانه
عواء الذئاب ، ونباح متواصل للكلاب ، وبكاء طفل صغير
احتضنت وليدها الذي لم يعد بحاجة إلى حليب و لا ماء
و مرارة آخر جملة
ينتظرون وكالات الإغاثة ، لتعطيهم بطانية .... أو حليبا لم يعودوا بحاجة إليه
الخلاص
ألا نسعى إليه جميعا؟!
لكن على درجات
و كلٌ على طريقته
و آه كم ندفع من أثمان باهظة في سبيله
قصة تحمل الحياة بكل ما فيها في طياتها
هذه القصة ممتدة ليست بداية
و لن تكون نهاية ... حتى النهاية
أستاذي
هذه قصة كُتبت لتُقرأ إلى مالا نهاية
و لا يسعني حرفي بالثناء على فيض من المتعة غمرني بها نصك
كل الود والتقدير
أنا كل النساء
شرقية حتى النخاع
غربية الفكر و الإبداع
عربية من أطهر البقاع
مصرية الهوى والأطباع
طاب المساء بوجودك
من مدة وأنا مبتعدة عن القصة
لكن هأنا قد عدت لأجد الركن عامراً بالأحبة كافة
لقد قرأت نصك بتأثر كبير
هل أضحى عصر العرب الحديث عصر التشرد والشروخات العظيمة ولا غير ؟
لماذا كل هذا التشرذم بهذا العصر ؟
ويخدم من ؟
إنه لا يخدم سوى الطامعين في بلادنا العربية
كان نصك بلغته القوية زاخراً بالمشاعر الإنسانية الجمة يعبر عن شعور النازحين في كل
جزء من هذا الوطن المغتال
يعبر عن شعور الأسر التي شرذمتها الحروب على خارطة العالم ، أن من أقسى ما يتجرع الإنسان
هو الأبتعاد عن أرضه وأهله ووطنه
كنت لا أعرف شعور المشردين حتى ضقته وأنا داخل وطني ولمدة قصيرة معها شعرت تماماً بشعور النازحين
كان الوصف في بداية النص رائعاً وزاخراً بكل الجوانب حتى النهاية
والحدث تألق بالوصف الذاتي القهري
من أول الكلمات لأخرها ربما أحياناً بداية القصة تجعلنا نأخذ مدى أكبر في الوصف
لكن حينما يتملك الكاتب شعور الضيق مما يصفه يسرع بالكتابة ليخرج من هذه الحالة الشعورية المرهقة
كان حديث الكراسي رائع " ليتهم يكسرون كل الكراسي ... نعم ليتهم يفعلون
ليتهم يعون أن تدمير الوطن لا يخدم حتى كرسي البلاد وصاحبه
إنه تدمير ذاتي للكرسي وصاحبه وللشعب والوطن
وذاك الصغير الذي لم يعد بحاجة للحليب هو قتل مستقبل قادم ولا شك فقد أشرت إليه بجدارة
وتلك الأسرة التي تشرد أفرادها على أطراف الضياع هي حال المشردين جميعاً
لتصل بنا إلى خطوط الحدود التي بكل ما تعني من توديع أرض وبلد وبداية لا يعلمها إلا الله عز وجل
فيقف المرء مشدوها بضياع كامل أشبه بوقوفه في سديم يحيطه فضاء فاغر فاهه
رأيتك موفقاً جدا أستاذ سالم بكل بنائية القصة ولغتها المشهدية الزاخرة بالوصف القوي
وددت لو طالت النهاية بعض الشيء
لكن هو ضيق النفس يخنقنا أحياناً فنخرج من النص مهرولين
سررت برقيك ولم أسر بحالنا المأساوي
لتبقى بجمال الإبداع ما حييت
مودتي وتقديري لقلمك الذي يسطر بعضاً من قهرنا العربي بشفافية
نزوح الأرواح..عنوان فريد لقصة لافتة، تفوح ألما وحسرة، على من خرجوا رغما عنهم من ديارهم...
لقطة من عمق المأساة..العربية قبل أن تكون عراقية الهوية...
عائلة تنزح وصورة داخلية للحدث، لم يتعب نفسه الكاتب بتصوير المكان فهو لايهم، إنما النفوس التي تعودت على الموت، وبات امرا عاديا جدا،
وجمل تعني الكثير:
دخان لفافات التبغ ،تطير بلا أجنحة...
كانت كصراخ في النص: أنجدونا...
أكلوا خبزا معجونا برائحة الخوف والبارود
أطفال متعبون...
و
ناموا على زبد الوعود بغد أحسن .
حياة بلا صدق
الأم احتضنت وليدها الذي لم يعد بحاجة للحليب أو الماء
موت بإشارة ذكية أدبية فنية.
بلا طقوس ، ولا بكاء ، ولا كلمات تأبين ، دفن الصغير
رد على الصورة المأساوية.
فالكرسي ظالم ، ولا عدالة مطلقة فيه ،كسروا الكراسي لأنها هي سبب مأساتنا
.
كان يمكن استبدالها بجملة أكثر قوة: هناك يقبع في برجه الفولاذي المخيف..من جعلنا نفهم طعم الموت الحقيقي..
ونهاية مفتوحة على احتمالات أهونها مرّ.
دمت مبدعا.
15-12-2016
قصة تعكس عمق المأساة بأسلوب شفيف يترجم صدق مشاعر الكاتب ورهافة حسه الانساني .
ماذا عساني أقول غير ما ذكره الكثيرون قبلي . لن أكرر حتى الملاحظات اللغوية القليلة.
ولكن النص يبقى راقيا في بنائه وعمقه ورسالته..
باختصار أقول هكذا يكون القص الجميل .
شكرا استاذي.
قالها: الأديب الكبير عدنان كنفاني قديما: لايوجد نص أدبي كامل..
مرور ثانٍ.
لى جميع من أغدق علي بهذة الردود الراقية ..
التي عبرت عن تعاطفها مع من ظلم كائن من يكون .. ونقمتها على أناس صاروا للظالمين أدوات
ربما يبادر للذهن إني كنت أريد من خلال هذا النص إدانة أحدا معينا ، كنت أدين الكراسي والساعين إليها
طمعا في السلطة والجاه والمال .. دون عدالة ، ودون أن تكون أدوات الانتقال سلميه من خلال تغيير الوعي أوالأنتخاب الديمقراطي ،
إدانة لكل من يريد أن يشتري تلك الكراسي بدماء الشعوب ..من خلال تشريدهم وتعريضهم لآفات الموت والسغب والمرض .
. وذكرت في رد لي
أردت أن أكون محايدا في نظرتي وكأني لا أعرف ماذا جرى .. وفعلا وصلتني ردود عدة من ادباء كانوا في هذا الصف أو ذاك أدانوا تلك الجرائم
لكن لم يحددوا سبب كل هذا الدمار والخراب الذي صار بسوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا ..
لم يفطنوا إلى تلك الأدوات التي حركت مثل هذا البلاءات على أوطاننا ، لم أدن انا غير تجار الموت وأربابه ..
ومموليهم . الذين تركوا شؤون أوطانهم وشعوبهم يرزخون تحت اغلالهم ،
وباتوا يتآمرون على شعوب عاشت بإمان ردحا من السنين بحجة اللاديمقراطية
والظلم،وماقلته عن تحطيم الكراسي هي إدانة لهم فهناك من يسع إليها وليس من أجل مايدعون
وهو انتصار لمظلومية الشعب .وإقامة العدالة وهذا غير موجود في قواميس افعالهم ، ونبذ الطائفية التي هم أول من اججها وسعى إليها .
أليس في هذا توضيح لمقاصدي حتى يكتمل النص ..
تقديري واحترامي سيدتي ..
على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
الأستاذ سالم وريوش الحميد نزحت أرواحهم مثلما هي تنزح الآن , هل كتب عليهم أن تنزح بهذه الفوضى و هذا الجنون , وهي مشهد من مشاهد حياة النازحين إلى الأسوء , و قد نزحت أرواحهم بالتقسيط في المعابر و المطارات و المواني , نتيجة الظروف الصعبة التي فرضت عليهم أو تلك الظروف التي تترصد لهم , و قد تعمدت وكالات الإغاثة في اذلالهم و إهانتهم , النص جميل و القصة مأخوذة من واقع العربي المغلوب على أمره
التعديل الأخير تم بواسطة رجب عبد العال; الساعة 18-12-2016, 17:52.
في نزوح الأرواح للقاص و الناقد سالم وريوش الحميد تحالفت المعاني مع الأسماء لتعطي دلالة في رمزية النص , فشخوص القصة وإن تحركوا في الظلام لتجاوز فصول نزوح الأفراد عن الوطن نحو مراحل نزوح الأرواح عن الأجساد , ألم ينزح العمران في المباني و نزحت الحقيقة في الواقع و نزح الوطن خارج حدود الجغرافيا , و نزحت الشوارع خارج المدينة , هل كانت هجرة موسمية خاضعة لفصول المد الاضطراري و الجزر الاختياري بين الرعب و الخوف و بين مآسي الطريق المحفوف بالمخاطر , أم هي مرحلة تاريخية في حياة العربي المغلوب على أمره , و لم تبقى إلا تلك الجبال الطينية تنتصب في شموخ و تتحدي طلقات الموت الجبانة التي تترصد الهاربين إلى تخوم الحياة , هل كانت لينا النخلة الفتية رمزا لتلك الرموز التي أعقبت تلك المراحل الصعبة وقد عبثت الصراعات الطائفية بأحلام الوطن و طموحاته , و لم يبق إلا ( الفارس ) يطوق خسرها النحيف , لينا أحست بدفء يدي فارس وهما تحيطان بخصرها النحيل ، وتطوقه هي بيديها وتسند رأسها على كتفه , هل فارس هو رمز للفتى الشهم الذى اكتسب ود لينا و قلبها لتحس بالآمن حين تسند رأسها إليه , أم هو ذاك العابث بالأحاسيس و العواطف يترصد المواقف و يصطاد الظروف الصعبة لافتراس ما تبقي من أحلام التعايش بين مركبات الوطن البشرية و أرقامه ومكوناته الثقافية المختلفة و المتنوعة , هل أصبح الفارس مرجعية النازحين في العودة , حين يصهل الأب و يحمحم صرخ بأعلى صوته ماما ، بابا فارس جاء, ,,, ثمة تناقض والأب النازح إلى الحدود يتأبط رشاشا من خيش احتضن بندقيته ونام بعد أن هده التعب فالبندقية رمز الصمود و الاستماتة في المواجهة و التصدي و لا يمكن له النزوح و على كتفه قطعة معدن تثقل ممشاه , و تحرجه حين العبور و المساءلة و التفتيش و ربما تلحق به تهما تتبناها الفصائل الرابضة في العراء
في النهاية و قد نزحت الأرواح عن الأجساد يبقى النص مفعما بأسلوبه القصصي , و بتراكيبه المتعانقة المتسلسلة ببساطتها و رصانتها , و شكرا
ثراء غير طبيعي بالتفاصيل
و كل تفصيلة تستحق نقاش مطوّل
لفتتني ومضات لم أتمكن من تجاوزها عالم مغبر معفر برائحة شواء مقرف
الرصاص لا يقتل إلا من يقف على الحياد
سيارة يحركها ب الري موت
والحرقة على من ذبح بأيدي إخوانه
عواء الذئاب ، ونباح متواصل للكلاب ، وبكاء طفل صغير
احتضنت وليدها الذي لم يعد بحاجة إلى حليب و لا ماء
و مرارة آخر جملة
ينتظرون وكالات الإغاثة ، لتعطيهم بطانية .... أو حليبا لم يعودوا بحاجة إليه
الخلاص
ألا نسعى إليه جميعا؟!
لكن على درجات
و كلٌ على طريقته
و آه كم ندفع من أثمان باهظة في سبيله
قصة تحمل الحياة بكل ما فيها في طياتها
هذه القصة ممتدة ليست بداية
و لن تكون نهاية ... حتى النهاية
أستاذي
هذه قصة كُتبت لتُقرأ إلى مالا نهاية
و لا يسعني حرفي بالثناء على فيض من المتعة غمرني بها نصك
كل الود والتقدير
شكرا لك أستاذة عبير
هذا الرد وإن جاء متأخرا ,, لكنه ثري اضاف لي الكثير
يعتريني الأسى احيانا حين لا أشارك المبدعين ردودهم المميزة
وهي جزء من الوفاء الذي لابد أن أرده لجميل ماكتبوا ..
وبديع ماسطروا من رؤى وافكار يرممون ماثلم من النص أو يشيدون به ، فالبنيان لايكتمل إ لا بتلك الأراء
شكرا لك سيدتي الفاضلة .. تحياتي
على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
المبدعة عبير
كم هي الآلام قاسية .. منذ عام 1980 ولحد هذه الساعة و لم تخمد أصوات الرصاص في العراق ، ومنذ عام 1948 والشعب الفلسطيني
يقتل .. وهاهي الحرب في سوريا مشتعلة منذ خمس سنوات ولبنان كان له نصيب لا يحسد عليه من الدمار والتشريد ، والآن اليمن ، وليبيا
فنذر الموت كل يوم تأتي (كانت ولازالت ) لنا بأنباء جديدة عن أناس رحلوا عن أوطانهم اما جسدا اوروحا
ولم يسلم احدا من هذه الماكنة المدمرة التي راحت تسحق الحرث والنسل بعجلتها ..
.قد تدور احداث هذا النص في سوريا ، او توحي إنها في العراق ، وربما فلسطين
ولبنان ربما في ليبيا أو اليمن ..
لكل منا له همه ..وكل البلدان مرشحة لتكون جزء من هذا المخطط .تحت مسميات شتى
اما تحت مسمى الربيع العربي او العلومة او مايسمى بالنظام العالمي الجديد.
أو محاربة الأرهاب .. لتبقى الشعوب هي الخاسر الأكبر ..
كتب النص قبل خمس سنوات وها نحن نرى بأم أعيننا كيف توزع الأدوار على البلدان .
أستاذتي الفاضلة
شكرا لهذا المرور .. تقديري واحترامي
على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
جون كنيدي الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية
تعليق