المجروحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أمين خيرالدين
    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    • 04-04-2008
    • 554

    المجروحة

    ألمجروحة

    قرر سالم القانوني أن يكتب قصة ضيعته التي يحبها كما يحب أبناءه ، قبل أن تلعب بها الأيادي الغريبة، فتغيّر وتبدِّل مآثرها كما يحلو لها ، ففرح القلم لأنه سينفرد بكتابة كلمات تحفظ التليد والوليد، وفرح الورق لأنه سيتشرّف بالنقش عليه، بأجمل العبارات، وأعزّ السِيَر، وتوقّع أن يُحفظ ملفوفا بالحرير في الخزائن والجوارير، بعيدا عن عثّ الورق، وقَرْض الفئران، ولهيب النيران.
    وفرحت الكلمات ، وتراقصت حروفها، والحركات فوقها، كالشمعدان فوق رأس الراقصة وهي تتمايل وسط جماعة قررت أن تفقد وعيها لتنسى قرف هذا الزمن.
    وفرحت الجغرافيا لأنها ستدخل التاريخ من أبوابه المشرعة، قبل أن تعبث بما تبقى منها أياد الغرباء من محتلين، ومستوطنين، ورجعيين، وانتهازيين، وسماسرة أرض وسلاح وتاريخ وبشر.
    وفرح التاريخ لأنه سيحصد مكسبا، وفتحا مبينا على الأدب والجغرافيا وسائر العلوم.
    وفرح الكتّاب واستبشروا خيرا لأنهم سيحظون باهتمام بعد أن همّشتهم رجعية المجتمع، وعصرنة العصر، وقِيَمُهُ وتعدادُ معاييره ومكاييله.
    وفرحت المدارس لأنها ستزداد علما وأدبا، وستمتلئ رفوف مكتباتها بأمهات الكتب. وسيقبل الطلاب على المطالعة، أكثر من إقبالهم على الآيفون والإنترنيت، وسيتصالحون مع الكتب بعد عداء مرير، وانقطاع مُزْمن.
    وفرح الطلاب بزيادة ثروتهم اللغوية والعلمية والتاريخية، وبتوسع معلوماتهم، وبقدرتهم على دخول المسابقات ألأدبية ضامنين الفوز وحصد الجوائز، كما يضمنه أي متطرف في هذه البلاد يترشح لوزارة، أو لرئاسة حزب أو لعضوية برلمان أو لجنة أو إي فريق رياضي.
    وفرح أهل القرية لأنهم سيتذكّرون أسماء جدودهم التي استبدلها أبناؤهم، وسيحمون أصولهم وبطولاتهم وأمجادهم من الضياع.
    وفرح الزعماء القدامى والجُدُد لأنهم سيملون على التاريخ كتابة أمجادهم كما يرونها، ومواقفهم كما تسرّ العدو، أكثر مما تسرّ التاريخ.
    وفرح المجد لأنه سيجد من سيكتبه، ويعيد له اعتباره، ومن هو على استعداد للبس عباءته، ومن يحركه بعد جمود، ويتذكّره بعد نسيان، وليعود إلى الذاكرة بعد أن غاب عن عقول كبار السن، ورفضته الأجيال الناشئة.
    وظلّت الحقيقة ساكنة، متجهمة، عابسة، كأن على رأسها الطير، لا تبدو عليها بوادر الارتياح، والفرح والسرور، ولما سئلت عن سبب تجهمها وعبوسها، تجهمت أكثر، وانزلقت من عينها دمعة، تغسل وجهها المثقل بالأصباغ والألوان.
    وحين ألحّوا عليها بالسؤال، أجابت وهي تختنق ببكائها:
    كيف أفرح وأنا المصلوبة كالسيد المسيح، المعذبة كالمعذبين في الأرض، على مرّ العصور، لا سند لي ولا حُطام، اتهموني أنني مرّة كالعلقم، وحادّة كالسكاكين، وجارحة، كمناقير الجوارح، وأن المجروحة، المذبوحة، المرفوعة على أعمدة المشانق، أصلب عند كتابة كل تاريخ- أيّ تاريخ!!!!
    [frame="11 98"]
    لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

    لكني لم أستطع أن أحب ظالما
    [/frame]
  • إيمان الدرع
    نائب ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3576

    #2
    كيف أفرح وأنا المصلوبة كالسيد المسيح، المعذبة كالمعذبين في الأرض، على مرّ العصور، لا سند لي ولا حُطام، اتهموني أنني مرّة كالعلقم، وحادّة كالسكاكين، وجارحة، كمناقير الجوارح، وأن المجروحة، المذبوحة، المرفوعة على أعمدة المشانق، أصلب عند كتابة كل تاريخ- أيّ تاريخ!!!!

    أخي وزميلي الغالي: أمين خير الدين..
    يسعد صباحك ...
    ويسعد صباح ضيعتنا المجروحة ..
    التي بات جرحها ...ينشج دمعاً ليس ككل الدموع
    لأنه صار مختلطاً بدمنا ...وبخفق أرواحنا المهدودة همّاً
    ما أكثر القروح التي نثرتهاهنا بين سطورك
    تجتذب من أشجار التاريخ كل الوجع
    كل ماضاع منا ..أوأضعناه...
    جهلاً ...قصداً ...تفريطاً ..غصباً
    نصك بمنتهى العمق والروعة أستاذ أمين
    سلمت يداك ...وحيّاااااااااااااكَ

    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

    تعليق

    • ريما ريماوي
      عضو الملتقى
      • 07-05-2011
      • 8501

      #3
      حتى لما قرر كتابة قصة قريته قبل التلاعب بها من قبل المندسين ...

      والكل فرح بقراره هذا, لكن ادركت الحقيقة العارية انه لن يستطيع إلى

      ذلك سبيلا, لانهم دائما يتلاعبون بها ويزيفونها على مدى التاريخ..

      نص جميل بحبكة قوية وأسلوب سلس, وفكرة جديدة,

      سلمت وسلم ألق حرفك...

      تحيتي واحترامي وتقديري.


      أنين ناي
      يبث الحنين لأصله
      غصن مورّق صغير.

      تعليق

      • غالية ابو ستة
        أديب وكاتب
        • 09-02-2012
        • 5625

        #4
        الأخ الأديب أمين خير الدين----تحية واحتراماً
        فعلاً الحقيقة مجرحة---بفتح الرّاء ، وكسرِهِ
        هذا نصيبها---!
        وخويّها الحقّ مُسرّحٌ---مسرَّج ---صعب أن تلحق به
        قد أجدت الاختيار والتعبير --دام حرفك ودمت بألف خير
        غالية
        التعديل الأخير تم بواسطة غالية ابو ستة; الساعة 01-04-2012, 06:06.
        يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
        تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

        في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
        لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



        تعليق

        • أمين خيرالدين
          عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
          • 04-04-2008
          • 554

          #5
          الأخت الكاتبة الكبيرة
          إيمان الدرع
          افتقدت خلال انقطاعي لضروف قاهرة - عذوبة كتاباتك
          لم تغيبي عن الذاكرة ، احسست أنك أيضا انقطعت
          فخفت ما لا يحسن ذكره - نظرا لسوء الأحوال عندكم
          دائما ندعو تغيير الحال باحسن حال

          كيف افرح وانا المذبوحة ..والتي يرقص الأعداء على ذبحها!
          ضيعة جرّحتها سكاكين الأعداء
          تاريخ أضاع المجد ليُكْتب بدم الأخوة والأخوات في سوريا الحبيبة
          من اجل ماذل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
          اهو الربيع العربي!؟
          أين الربيع ؟
          هل أزهرت وروده في ليبيا؟؟ أو في تونس؟؟ أو في مصر؟
          أو في ميدان التحرير قلب عروبتنا الذي صار مرتعا لأبناء الليل؟
          كما حدثني شاهد عيان كان في معرض الكتاب الأخير في القاهرة.
          لا أفهم ربيعا تحميه أمريكا؟
          لا في العراق ولا في فلسطين ولا حتى في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن!!!
          نعم للرحيل لكن لا أهلا ولا سهلا بأمريكا وربيباتها
          الشعوب ليست قطعانا - نعم، لكنها لا ترحب باستعمار جديد وسايكس بيكو جديد
          البلاد ليست عِزَبا للإرث- نعم- لكنها لن تنتقل إلى ملكية الأعداء
          تاريخنا يا أختاه يكتب بدمائنا
          فهل نكتبه بأمانة التاريخ؟؟
          تحياتي ووشكري لوجودك
          [frame="11 98"]
          لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

          لكني لم أستطع أن أحب ظالما
          [/frame]

          تعليق

          • أمين خيرالدين
            عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
            • 04-04-2008
            • 554

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
            حتى لما قرر كتابة قصة قريته قبل التلاعب بها من قبل المندسين ...

            والكل فرح بقراره هذا, لكن ادركت الحقيقة العارية انه لن يستطيع إلى

            ذلك سبيلا, لانهم دائما يتلاعبون بها ويزيفونها على مدى التاريخ..

            نص جميل بحبكة قوية وأسلوب سلس, وفكرة جديدة,

            سلمت وسلم ألق حرفك...

            تحيتي واحترامي وتقديري.
            الاخت ريما الريماوي
            الكل يفرح بالتاريخ ،
            إن استند إلى الحد الأدنى من الأمانة التاريخية
            والمستندات والوثائق
            الحقية دائما مجروحة
            لكن لنعمل قدر المستطاع من الأمانة التاريخية
            ونحن نكتب التاريخ بدماء أبنائنا
            تحياتي وشكري لمرورك المشرف
            [frame="11 98"]
            لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

            لكني لم أستطع أن أحب ظالما
            [/frame]

            تعليق

            • أمين خيرالدين
              عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
              • 04-04-2008
              • 554

              #7
              ت
              المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
              الأخ الأديب أمين خير الدين----تحية واحتراماً
              فعلاً الحقيقة مجرحة---بفتح الرّاء ، وكسرِهِ
              هذا نصيبها---!
              وخويّها الحقّ مُسرّحٌ---مسرَّج ---صعب أن تلحق به
              قد أجدت الاختيار والتعبير --دام حرفك ودمت بألف خير
              غالية

              ألأخت في الوطن، والانتماء والعروبة
              غاليه ابو سته
              الحقيقة إن صدقت تجرح
              وإن ضاعت تجرح أكثر
              لتجرح بصدق ، فتداوي
              خير من أن تضيع
              فتعمق الجروح اكثر
              تحياتي لك
              وشكري لمرورك الكريم
              والمشرف
              [frame="11 98"]
              لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

              لكني لم أستطع أن أحب ظالما
              [/frame]

              تعليق

              • ليندة كامل
                مشرفة ملتقى صيد الخاطر
                • 31-12-2011
                • 1638

                #8
                السلام عليكم
                المبدع الراقي أمين كم أعجبني النص بكل ما فيه وكم كانت الفكرة مدهشة على غير المتوقع ومتسلسلت الاحداث
                وما نقول عن الحقيقة أكثر مما قلت سلم يراعك
                كل التقدير أيها المبدع سلام
                http://lindakamel.maktoobblog.com
                من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

                تعليق

                • دينا نبيل
                  أديبة وناقدة
                  • 03-07-2011
                  • 732

                  #9
                  أ / أمين خير الدين القدير ..

                  وكانت الخاتمة مدمية حقا ! .. مؤلمة هي مجروحة نازفة !

                  الكل يتهم الحقيقة بأنها كالعلقم .. جارحة .. حادة !
                  والحقيقة غير ذلك .. إنه الإنسان من يجعلها مُرّة ..مؤلمة ، فيصير يتهمها ويعلق لها المشانق ويحكم عليها بالإعدام من أجل حماية المجرمين .. تلك هي الحقيقة !

                  الفكرة رائعة أ / أمين .. بل ممتازة .. ذلك لأنها جديدة الطرح تنزع إلى أنسنة الأشياء

                  ولكن يجب أيضا أن أنظر إلى النص كنص ..
                  أرى أنه فلسفي أكثر من كونه سردا قصصيا .. وهذا ليس عيبا ولكن ما رأيته هنا وقد يحتمل كلامي الخطأ طبعا .. أنك قد جعلت الفكرة الفلسفية هي من تسيطر على السرد ، فمال النص إلى كونه طرحا فلسفيا أكثر من كونه قصصيا .. لذا تكاد تكون الأحداث غائبة وتطور الحدث القصصي غير موجود بل أراه كطرح خاطرة أو فكرة فلسفية كما أسلفت ..

                  اللغة ممتازة بحق .. قوية للغاية .. ولكن وجدت بعض التكرار لبعض الكلمات لاسيما كلمة ( فرح ) بشكل أراه أكثر من اللازم ..

                  أرجو تقبل ملاحظاتي بصدر رحب .. ولكن هي رؤيتي المتواضعة .. وقد أكون مخطئة ..

                  تقديري لقلمك الرصين

                  تحياتي

                  تعليق

                  • أمين خيرالدين
                    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                    • 04-04-2008
                    • 554

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ليندة كامل مشاهدة المشاركة
                    السلام عليكم
                    المبدع الراقي أمين كم أعجبني النص بكل ما فيه وكم كانت الفكرة مدهشة على غير المتوقع ومتسلسلت الاحداث
                    وما نقول عن الحقيقة أكثر مما قلت سلم يراعك
                    كل التقدير أيها المبدع سلام

                    ليندا كامل
                    الكاتبة والأخت الكريمة
                    كلماتك أضافت إلى النص روعة وألقا وشرفا ورفعة
                    ألف شكر لك ومثلها وأكثر تحيات
                    وأخوّة
                    [frame="11 98"]
                    لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

                    لكني لم أستطع أن أحب ظالما
                    [/frame]

                    تعليق

                    • أمين خيرالدين
                      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                      • 04-04-2008
                      • 554

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
                      أ / أمين خير الدين القدير ..


                      وكانت الخاتمة مدمية حقا ! .. مؤلمة هي مجروحة نازفة !

                      الكل يتهم الحقيقة بأنها كالعلقم .. جارحة .. حادة !
                      والحقيقة غير ذلك .. إنه الإنسان من يجعلها مُرّة ..مؤلمة ، فيصير يتهمها ويعلق لها المشانق ويحكم عليها بالإعدام من أجل حماية المجرمين .. تلك هي الحقيقة !

                      الفكرة رائعة أ / أمين .. بل ممتازة .. ذلك لأنها جديدة الطرح تنزع إلى أنسنة الأشياء

                      ولكن يجب أيضا أن أنظر إلى النص كنص ..
                      أرى أنه فلسفي أكثر من كونه سردا قصصيا .. وهذا ليس عيبا ولكن ما رأيته هنا وقد يحتمل كلامي الخطأ طبعا .. أنك قد جعلت الفكرة الفلسفية هي من تسيطر على السرد ، فمال النص إلى كونه طرحا فلسفيا أكثر من كونه قصصيا .. لذا تكاد تكون الأحداث غائبة وتطور الحدث القصصي غير موجود بل أراه كطرح خاطرة أو فكرة فلسفية كما أسلفت ..

                      اللغة ممتازة بحق .. قوية للغاية .. ولكن وجدت بعض التكرار لبعض الكلمات لاسيما كلمة ( فرح ) بشكل أراه أكثر من اللازم ..

                      أرجو تقبل ملاحظاتي بصدر رحب .. ولكن هي رؤيتي المتواضعة .. وقد أكون مخطئة ..

                      تقديري لقلمك الرصين

                      تحياتي
                      ألكاتبة دينا نبيل
                      الحقيقة بريئة، شبهتها في النص بالسيد المسيح عليه السلام
                      لأنها ضحية
                      الإنسان هو الذي مرّرها،وعلقمها وجرّحها وجرَحها بأدواته من سكاكين ومناقير
                      التي ترمز إلى الأساليب السادية للإنسان
                      كم أنا سعيد بهذه الملاحظات
                      دعيني اكشف لك سرا:
                      ترددت في تسميتها قصة لأنها تفتقر إلى الحدث القصصي، وتسلسله
                      وانني ملت إلى تسميتها خاطرة
                      أما تكرار كلمة فرح فالمقصود منها فشة غل وسخرية
                      فهي لسعة نقد لا اكثر
                      أحترمك جدا واحترم رؤيتك وأوافقك بعضا منها
                      تحياتي وشكري
                      [frame="11 98"]
                      لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

                      لكني لم أستطع أن أحب ظالما
                      [/frame]

                      تعليق

                      • بيان محمد خير الدرع
                        أديب وكاتب
                        • 01-03-2010
                        • 851

                        #12
                        أستاذي القدير أمين خير الدين
                        لا يسعني إلا الإنحناءة .. لهذا الفكر الرائد المثقف و هذه الرؤية الموضوعية التي لخصت حقيقة الأمر الراهن بكل شفافية و مصداقية .. و لكن للأسف فالبعض منا يأخذه الإنفعال إلى حدود مرعبة .. فإن سمع رؤيتك المطروحة بكل رقي و إحترام و أدب .. فيكون رده فعل إنعكاسي فقط .. فيبدأ بكيل الشتائم و الألفاظ النابية و تجحظ عيناه و تنتفخ أوداجه مهددا متوعدا .. أدريت أستاذي العزيز لماذا أمعن الآخر ممن ذكرتهم في رسم مستقبل لنا كما يحلو له و على مقاسه و أطماعه .. لإننا رهان خاسر لإنفسنا طالما ظللنا قوما إنفعاليين .. لا نملك إلا اللسان اللاذع ولا نجيد سوى
                        الإستقواء على بعضنا البعض .. ذكرتني قراءتك الرائعة للأوضاع .. بأديب قدير كان يكتب برؤية شبيهة برؤيتك .. فهوجم هجوم آكلة لحوم البشر و كيلت له السباب و الشتائم ووصفوه بأنه متسلق و منتفع و بوق لأنظمة الطغاة فكان جوابه أنا من أبناء غزة المحاصرين برا و بحرا وجوا بماذا سأستنفع من الطغاة ؟ حتى أكون بوقا لهم .. هل سيفتحون لي المعابر ؟ هل سيحررون لي البحر ؟ و لكن قلبي عليكم يا بنوا جلدتي بأن لا تتحرروا من طاغية لتقعوا فريسة من أوجد الطاغية التي يستخدمها ثم يرمي بها كمنديل ملوث .. فلا أتمنى بأن يستخدموننا كشعوب لتنفيذ مخططاتهم ثم يلقوا بنا في محرقة المذابح الأهلية و المهالك فنقدم لهم خدمة مجانية في تصفية بعضنا البعض كعرب .. آسفة أستاذي للإسهاب و الإطالة لكن .. طعم الحقيقة المجردة في نصك نكأ جرح كنت أحاول بأن ألوذ و أنأى بنفسي بعيدا لأحتفظ بسلامة نفسيتي من التشويه .. تصور وصل الجهل في البعض عندنا لحد الجريمة في الأسرة الواحدة إخوة كانوا يتناقشون حول الأوضاع في البلد واحد معارض و أخته و أخوه لا يوافقونه الرأي فيرون أن الوطن خط أحمر لا يجوز التفريط به مهما كانت الدوافع .. فما كان منه إلا أن جلب سكينا و جز رقبة أخته و طعن أخاه و حاول حرق الأخ الأصغر لكنه نجا بأعجوبة و روى التفاصيل .. بالله عليك أخي الفاضل هؤلاء الإنفعاليين حد الجريمة بذوي القربى ! هل هم من سيرسمون مستقبلنا و يعبثون بمصائزنا ؟ فعلا بات الوضع مخجلا مرعبا ..
                        تحيتي و تقديري .. إليك أيها السامق .. الوفي للوطن و الإنسان العربي

                        تعليق

                        • أمين خيرالدين
                          عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                          • 04-04-2008
                          • 554

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة بيان محمد خير الدرع مشاهدة المشاركة
                          أستاذي القدير أمين خير الدين
                          لا يسعني إلا الإنحناءة .. لهذا الفكر الرائد المثقف و هذه الرؤية الموضوعية التي لخصت حقيقة الأمر الراهن بكل شفافية و مصداقية .. و لكن للأسف فالبعض منا يأخذه الإنفعال إلى حدود مرعبة .. فإن سمع رؤيتك المطروحة بكل رقي و إحترام و أدب .. فيكون رده فعل إنعكاسي فقط .. فيبدأ بكيل الشتائم و الألفاظ النابية و تجحظ عيناه و تنتفخ أوداجه مهددا متوعدا .. أدريت أستاذي العزيز لماذا أمعن الآخر ممن ذكرتهم في رسم مستقبل لنا كما يحلو له و على مقاسه و أطماعه .. لإننا رهان خاسر لإنفسنا طالما ظللنا قوما إنفعاليين .. لا نملك إلا اللسان اللاذع ولا نجيد سوى
                          الإستقواء على بعضنا البعض .. ذكرتني قراءتك الرائعة للأوضاع .. بأديب قدير كان يكتب برؤية شبيهة برؤيتك .. فهوجم هجوم آكلة لحوم البشر و كيلت له السباب و الشتائم ووصفوه بأنه متسلق و منتفع و بوق لأنظمة الطغاة فكان جوابه أنا من أبناء غزة المحاصرين برا و بحرا وجوا بماذا سأستنفع من الطغاة ؟ حتى أكون بوقا لهم .. هل سيفتحون لي المعابر ؟ هل سيحررون لي البحر ؟ و لكن قلبي عليكم يا بنوا جلدتي بأن لا تتحرروا من طاغية لتقعوا فريسة من أوجد الطاغية التي يستخدمها ثم يرمي بها كمنديل ملوث .. فلا أتمنى بأن يستخدموننا كشعوب لتنفيذ مخططاتهم ثم يلقوا بنا في محرقة المذابح الأهلية و المهالك فنقدم لهم خدمة مجانية في تصفية بعضنا البعض كعرب .. آسفة أستاذي للإسهاب و الإطالة لكن .. طعم الحقيقة المجردة في نصك نكأ جرح كنت أحاول بأن ألوذ و أنأى بنفسي بعيدا لأحتفظ بسلامة نفسيتي من التشويه .. تصور وصل الجهل في البعض عندنا لحد الجريمة في الأسرة الواحدة إخوة كانوا يتناقشون حول الأوضاع في البلد واحد معارض و أخته و أخوه لا يوافقونه الرأي فيرون أن الوطن خط أحمر لا يجوز التفريط به مهما كانت الدوافع .. فما كان منه إلا أن جلب سكينا و جز رقبة أخته و طعن أخاه و حاول حرق الأخ الأصغر لكنه نجا بأعجوبة و روى التفاصيل .. بالله عليك أخي الفاضل هؤلاء الإنفعاليين حد الجريمة بذوي القربى ! هل هم من سيرسمون مستقبلنا و يعبثون بمصائزنا ؟ فعلا بات الوضع مخجلا مرعبا ..
                          تحيتي و تقديري .. إليك أيها السامق .. الوفي للوطن و الإنسان العربي

                          الكاتبة الكريمة
                          بيان محمد الدرع
                          تحية اخوية
                          لك مني الف تحية والف شكر على مرورك الكريم الذي زاد النص رفعة
                          ولنا من الأحوال التي آلت إليها حالنا ألف وجع يصرخ في الخاصرة
                          "لا أتمنى أن يستتخدموننا كشعوب لتنفيذ مخططاتهم.."
                          من يجدر به ان يفطن لهذه الكلمات النظيفة .. نحن المواطنون المعذبون على وجه هذه الأرض خلافا لكل شعوب الأرض؟
                          أم
                          تلك "الطبقة العاجية"التي تتربع على صدور شعوبها عقودا ولا تفطن إلى أنها أصبحت مملة لا تُطاق؟
                          بربك يا أختاه
                          ماذا يستطيع أيّ موظف ان يعطي إذا مكث في وظيفته أكثر من عشر سنوات؟
                          ألا يحق للشعوب أن تشكره على مجهوده خلال عشر سنوات؟
                          الا يحق للشعوب أن تودعه وتدعي له بطول العمر وهو يترقى ويسمو إلى درجة مواطن عادي؟؟
                          ألا يوجد في الأمة بديلا مخلصا كفؤا أمينا متفانيا مضحيا من اجل الوطن ؟؟
                          أم أننا قطعان تُساق يعصا الأبن الموروثة من الأب؟؟
                          أم أن بلادنا عزَبا إقطاعية يتداولها الأبنا بعد الآباء؟
                          بربك يا أختاه
                          الا يفطن هؤلاء "الأذكياء" إلى أن مكوثهم في السلطة يفتح عليهم وعلينا أبواب جهنم
                          ألا يتعلمون من الأعداء
                          ألا يدرون أن ألف أخطبوط يتربص بنا وبهم.
                          ألا يدرون انهم يشرعون الأبواب للأعداء للعبث بمصائرنا
                          أم انهم يدينون بألف ميكيافيللي ومكيافيللي؟
                          هل من يتصرف ب"أنا والطوفان من بعدي" يعتبر مخلصا للوطن وامينا عليه

                          هل إذا تخلصنا من مستبد يجب ان نبتلي بافاع وذئاب وتجار سلاح ومجرمي حرب
                          كما ابتلي العراق الحبيب ودمِّر
                          هل الربيع العربي في تونس أورق؟؟وفي ليبيا أينع؟؟ وفي مصر أزهر؟؟
                          انتقلنا من استبداد إلى فوضى
                          والفوضاوات أخطر من الاستعمار لأنها تخبئ الاستعمار تحت شعاراتها
                          حقيقة نحن في ضياع كالحقيقة بالضبط
                          فقدنا التمييز بين الثورات والدسائس
                          إننا في حيرة مما نواجهه ونسمعه
                          والغباء لدى الحكام والأطماع أعمتهم عن الألف باء من حقوق الشعوب
                          تحياتي لك واحترامي وشكري
                          [frame="11 98"]
                          لأني أحبُّ شعبي أحببت شعوب الأرض

                          لكني لم أستطع أن أحب ظالما
                          [/frame]

                          تعليق

                          يعمل...
                          X