ذاك المساء سألني البدر:كيف صارت أعز صديقة لي؟
فحدثته عنها،
: أتعرف كيف بدأت صداقتنا؟
بدأت حين كنا نتنافس على بطولة الشطرنج في المدرسة. ورغم أنها أقدر مني إلاأنني غلبتها.
قلت في نفسي: ستحقد علي رغم أنني لم أخطئ في حقها. ستحسدني، فقد كانت تحلمبالكأس، ولقب البطولة.
إلا أنها سارت نحوي بكل أدب، ومدت يدها تصافحني.
كان في نفسها شيء من الأسى، إلا أنها قالت: أهنئك، فقد استحققت البطولة.
أجبرتني بلباقتها أن أعاملها بالمثل، قلت: أعترف لك أن التغلب عليك كانشاقا جدا.
ابتسمت وقالت: أتعرفين، لقد فقدت تركيزي مع ثباتك.
قلت لها: أتعرفين، لولا ذاك الخطأ الذي وقعت فيه، ما كنت أعرف كيف سأتصرف...
وضحكنا، وسرنا معا.
في اليوم التالي أخذت كفي بين أحضان كفها الدافئة، ثم عقدت عقدة المحبة بينذراعينا، والتي صارت تربطنا في سيرنا اليومي.
تبسم البدر، فقلت: وفي كل يوم، كنت أكتشف المزيد.
أتذكر حين تركتني أنتظرها في الحر ساعة كاملة، ثم لم تأت كذلك !
في اليوم التالي كنت غاضبة منها. قلت في نفسي: ستختلق لي حكاية لتبررتصرفها، خصوصا وهي لا تعلم بأن ليلى قد أخبرتني أنها كانت تلعب الشطرنج في ذلكالوقت !
قلت لها بغضب: أين كنت البارحة؟ انتظرتك ساعة كاملة في
الحر ؟!!
قالت لي بأسف وهي تحاول مراضاتي: آسفة جدا. لقد نسيتك تماما.
طلبت مني هند أن أنازلهافي لعبة شطرنج. نظرت إلى الساعة . كان هذا في تمام الرابعة، أي قبل الموعد بساعة.قلت في نفسي: الطريق ستحتاج إلى نصف ساعة، على أكبر تقدير، وهند مبتدئة. لعبةسريعة تسعدها ولا تضر.
لا أدري .. نسيتك تماما !!
أنا آسفة. سامحيني..
وقبلتني في جبهتي.
زممت شفتي وأنا أكتف يدي أمام صدري. قلت: المهم أنك غلبتها.
قالت: لا
نظرت إليها بتعجب. قالت: الخطوات غير الموفقة، كنت أراجعها بها، وأريهاالأفضل.
قلت لها باستنكار: فغلبتك ؟!!
قالت: كانت في منتهى السعادة. لن تتخيلي!
وددت أن أقبلها، لكنني لم أفعل.
قلت لها: تصوري ما قالت ليلى عنك ..
فقاطعتني. قالت: سامحها الله. المهم، دعيني أشري لك البوظة، كي أخفف عنك حرالبارحة.
تخيل يا قمري، عندما جاءت، لن أقول لك اسمها، إلى مدرستنا صارت الطالباتيضحكن عليها. كانت قصيرة، عرجاء، تفوح منها رائحة العرق، فثوبها لم تغيره طوال مدةالأسبوع الذي أمضته معنا!
كنا نحن الوحيدتين اللتين تحدثانها وتلعبان معها.
في البداية كنت أرغب في الابتعاد، وأشعر أنني من الداخل أتقوقع على نفسي،لكن رغبة صديقتي في مداعبتها ومشاركتها الشطيرة والتفاحة، جعلتني أتفتح وأبادروأسارع...
أتعرف
منذ غادرت هذه الفتاة مدرستنا وأنا أفتقدها. لقد كانت بسيطة طيبة.
ذاك المساء سألني البدر: كيف صارت أعز صديقة لي؟
ووجدتني سأروي له قصصا لا تنتهي، تقربها مني
وتزيد معزتها كل يوم .. بل كللحظة.
حنين حمودة
جاءرجل الى الرسول (ص) وقال: يا رسول الله اني لا اصوم الا الشهر لا ازيد عليه، ولااصلي الا الخمس لا ازيد عليها، وليس لله فيمالي لا صدقة ولا حج ولا تطوع،
اين انا اذا مت ؟
فتبسم(ص) وقال: نعم معي، اذا حفظت قلبك من اثنتين الغل والحسد، ولسانك من اثنتين الغيبةوالكذب، وعينيك من اثنتين النظر الى ما حرم الله وان تزدري بهما مسلما. دخلت معيالجنة على راحتي هاتين.
تعليق