ذاك المساء سألني البدر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حنين حمودة
    أديب وكاتب
    • 06-06-2010
    • 402

    ذاك المساء سألني البدر


    ذاك المساء سألني البدر:كيف صارت أعز صديقة لي؟

    فحدثته عنها،

    : أتعرف كيف بدأت صداقتنا؟

    بدأت حين كنا نتنافس على بطولة الشطرنج في المدرسة. ورغم أنها أقدر مني إلاأنني غلبتها.

    قلت في نفسي: ستحقد علي رغم أنني لم أخطئ في حقها. ستحسدني، فقد كانت تحلمبالكأس، ولقب البطولة.

    إلا أنها سارت نحوي بكل أدب، ومدت يدها تصافحني.

    كان في نفسها شيء من الأسى، إلا أنها قالت: أهنئك، فقد استحققت البطولة.

    أجبرتني بلباقتها أن أعاملها بالمثل، قلت: أعترف لك أن التغلب عليك كانشاقا جدا.

    ابتسمت وقالت: أتعرفين، لقد فقدت تركيزي مع ثباتك.

    قلت لها: أتعرفين، لولا ذاك الخطأ الذي وقعت فيه، ما كنت أعرف كيف سأتصرف...

    وضحكنا، وسرنا معا.

    في اليوم التالي أخذت كفي بين أحضان كفها الدافئة، ثم عقدت عقدة المحبة بينذراعينا، والتي صارت تربطنا في سيرنا اليومي.


    تبسم البدر، فقلت: وفي كل يوم، كنت أكتشف المزيد.

    أتذكر حين تركتني أنتظرها في الحر ساعة كاملة، ثم لم تأت كذلك !

    في اليوم التالي كنت غاضبة منها. قلت في نفسي: ستختلق لي حكاية لتبررتصرفها، خصوصا وهي لا تعلم بأن ليلى قد أخبرتني أنها كانت تلعب الشطرنج في ذلكالوقت !

    قلت لها بغضب: أين كنت البارحة؟ انتظرتك ساعة كاملة في

    الحر ؟!!

    قالت لي بأسف وهي تحاول مراضاتي: آسفة جدا. لقد نسيتك تماما.

    طلبت مني هند أن أنازلهافي لعبة شطرنج. نظرت إلى الساعة . كان هذا في تمام الرابعة، أي قبل الموعد بساعة.قلت في نفسي: الطريق ستحتاج إلى نصف ساعة، على أكبر تقدير، وهند مبتدئة. لعبةسريعة تسعدها ولا تضر.

    لا أدري .. نسيتك تماما !!

    أنا آسفة. سامحيني..

    وقبلتني في جبهتي.

    زممت شفتي وأنا أكتف يدي أمام صدري. قلت: المهم أنك غلبتها.

    قالت: لا

    نظرت إليها بتعجب. قالت: الخطوات غير الموفقة، كنت أراجعها بها، وأريهاالأفضل.

    قلت لها باستنكار: فغلبتك ؟!!

    قالت: كانت في منتهى السعادة. لن تتخيلي!

    وددت أن أقبلها، لكنني لم أفعل.

    قلت لها: تصوري ما قالت ليلى عنك ..

    فقاطعتني. قالت: سامحها الله. المهم، دعيني أشري لك البوظة، كي أخفف عنك حرالبارحة.


    تخيل يا قمري، عندما جاءت، لن أقول لك اسمها، إلى مدرستنا صارت الطالباتيضحكن عليها. كانت قصيرة، عرجاء، تفوح منها رائحة العرق، فثوبها لم تغيره طوال مدةالأسبوع الذي أمضته معنا!

    كنا نحن الوحيدتين اللتين تحدثانها وتلعبان معها.

    في البداية كنت أرغب في الابتعاد، وأشعر أنني من الداخل أتقوقع على نفسي،لكن رغبة صديقتي في مداعبتها ومشاركتها الشطيرة والتفاحة، جعلتني أتفتح وأبادروأسارع...

    أتعرف

    منذ غادرت هذه الفتاة مدرستنا وأنا أفتقدها. لقد كانت بسيطة طيبة.


    ذاك المساء سألني البدر: كيف صارت أعز صديقة لي؟

    ووجدتني سأروي له قصصا لا تنتهي، تقربها مني

    وتزيد معزتها كل يوم .. بل كللحظة.


    حنين حمودة



    جاءرجل الى الرسول (ص) وقال: يا رسول الله اني لا اصوم الا الشهر لا ازيد عليه، ولااصلي الا الخمس لا ازيد عليها، وليس لله فيمالي لا صدقة ولا حج ولا تطوع،

    اين انا اذا مت ؟

    فتبسم(ص) وقال: نعم معي، اذا حفظت قلبك من اثنتين الغل والحسد، ولسانك من اثنتين الغيبةوالكذب، وعينيك من اثنتين النظر الى ما حرم الله وان تزدري بهما مسلما. دخلت معيالجنة على راحتي هاتين.

  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    ماشاء الله يا أستاذة حنين...
    كنت محلقة في نصك الحالم البهي...
    هل تاكدت من كلمة ( اكتف؟)
    وفقك الله

    تعليق

    • حنين حمودة
      أديب وكاتب
      • 06-06-2010
      • 402

      #3



      تحيتيأستاذة ريمة،

      حلوةملاحظتك..

      أحبأن أستخدم كلمات نتوقعها عامية وهي فصيحة.

      هذهبصراحة لم افكر فيها!!!

      أظنأن علي أن أسأل الأستاذ فهمي..

      وجدت:

      وكَتَفتُ الرجل، إذاشددت يديه إلى خَلف بالكِتافِ، وهو حبلٌ.
      http://www.baheth.info/all.jsp?term=كتَّف

      لكني اريدهمكتوفا إلى الأمام..

      فهل هناكمصطلح آخر؟


      تعليق

      • أحمد على
        السهم المصري
        • 07-10-2011
        • 2980

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حنين حمودة مشاهدة المشاركة
        ذاك المساء سألني البدر:كيف صارت أعز صديقة لي؟

        فحدثته عنها،

        : أتعرف كيف بدأت صداقتنا؟

        بدأت حين كنا نتنافس على بطولة الشطرنج في المدرسة. ورغم أنها أقدر مني إلا أنني غلبتها.

        قلت في نفسي: ستحقد علي رغم أنني لم أخطئ في حقها. ستحسدني، فقد كانت تحلم بالكأس، ولقب البطولة.

        إلا أنها سارت نحوي بكل أدب، ومدت يدها تصافحني.

        كان في نفسها شيء من الأسى، إلا أنها قالت: أهنئك، فقد استحققت البطولة.

        أجبرتني بلباقتها أن أعاملها بالمثل، قلت: أعترف لك أن التغلب عليك كان شاقا جدا.

        ابتسمت وقالت: أتعرفين، لقد فقدت تركيزي مع ثباتك.

        قلت لها: أتعرفين، لولا ذاك الخطأ الذي وقعت فيه، ما كنت أعرف كيف سأتصرف...

        وضحكنا، وسرنا معا.

        في اليوم التالي أخذت كفي بين أحضان كفها الدافئة، ثم عقدت عقدة المحبة بين ذراعينا، والتي صارت تربطنا في سيرنا اليومي.


        تبسم البدر، فقلت: وفي كل يوم، كنت أكتشف المزيد.

        أتذكر حين تركتني أنتظرها في الحر ساعة كاملة، ثم لم تأت كذلك !

        في اليوم التالي كنت غاضبة منها. قلت في نفسي: ستختلق لي حكاية لتبرر تصرفها، خصوصا وهي لا تعلم بأن ليلى قد أخبرتني أنها كانت تلعب الشطرنج في ذلك الوقت !

        قلت لها بغضب: أين كنت البارحة؟ انتظرتك ساعة كاملة في

        الحر ؟!!

        قالت لي بأسف وهي تحاول مراضاتي: آسفة جدا. لقد نسيتك تماما.

        طلبت مني هند أن أنازلها في لعبة شطرنج. نظرت إلى الساعة . كان هذا في تمام الرابعة، أي قبل الموعد بساعة.قلت في نفسي: الطريق ستحتاج إلى نصف ساعة، على أكبر تقدير، وهند مبتدئة. لعبة سريعة تسعدها ولا تضر.

        لا أدري .. نسيتك تماما !!

        أنا آسفة. سامحيني..

        وقبلتني في جبهتي.

        زممت شفتي وأنا أكتف يدي أمام صدري. قلت: المهم أنك غلبتها.

        قالت: لا

        نظرت إليها بتعجب. قالت: الخطوات غير الموفقة، كنت أراجعها بها، وأريها الأفضل.

        قلت لها باستنكار: فغلبتك ؟!!

        قالت: كانت في منتهى السعادة. لن تتخيلي!

        وددت أن أقبلها، لكنني لم أفعل.

        قلت لها: تصوري ما قالت ليلى عنك ..

        فقاطعتني. قالت: سامحها الله. المهم، دعيني أشري لك البوظة، كي أخفف عنك حر البارحة.


        تخيل يا قمري، عندما جاءت، لن أقول لك اسمها، إلى مدرستنا صارت الطالبات يضحكن عليها. كانت قصيرة، عرجاء، تفوح منها رائحة العرق، فثوبها لم تغيره طوال مدة الأسبوع الذي أمضته معنا!

        كنا نحن الوحيدتين اللتين تحدثانها وتلعبان معها.

        في البداية كنت أرغب في الابتعاد، وأشعر أنني من الداخل أتقوقع على نفسي،لكن رغبة صديقتي في مداعبتها ومشاركتها الشطيرة والتفاحة، جعلتني أتفتح وأبادر وأسارع...

        أتعرف

        منذ غادرت هذه الفتاة مدرستنا وأنا أفتقدها. لقد كانت بسيطة طيبة.


        ذاك المساء سألني البدر: كيف صارت أعز صديقة لي؟

        ووجدتني سأروي له قصصا لا تنتهي، تقربها مني

        وتزيد معزتها كل يوم .. بل كل لحظة.


        حنين حمودة



        جاء رجل إلى الرسول (ص) وقال: يا رسول الله أني لا أصوم إلا الشهر لا أزيد عليه، ولا أصلي إلا الخمس لا أزيد عليها، وليس لله في مالي لا صدقة ولا حج ولا تطوع،

        أين أنا إذا مت ؟

        فتبسم(ص) وقال: نعم معي، إذا حفظت قلبك من اثنتين الغل والحسد، ولسانك من اثنتين الغيبة والكذب، وعينيك من اثنتين النظر إلى ما حرم الله وان تزدري بهما مسلما. دخلت معي الجنة على راحتي هاتين.
        النص رائع جدا وفيه من العبرة والفائدة .
        ورجاءا الاهتمام بالمسافات والتنسيق والتصحيح اللغوي .
        وشكرا لك أخت حنين .

        تعليق

        • حنين حمودة
          أديب وكاتب
          • 06-06-2010
          • 402

          #5
          أستاذ أحمد علي،
          سعدت كثيرا لولوجك غرفة الأطفال المنسيّة..
          سعدت كثيرا باهتمامك.
          لدي مشكلة مع الموقع، كل الحروف التي أخطها تتشابك فيه بعد حفظها..
          وإعادة التصليح تعب قد لا أستطيعه في كل الأوقات.
          أي اخطاء لغوية فاتتني أرجو تنبيهي إليها..
          ورحم الله من أهداني عيوبي.

          شكرا لجمال روحك

          تعليق

          يعمل...
          X