رماد حلمٍ ... / إيمان الدرع /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #16

    البداية حماسية من حادثة حدثت في نهاية القصة، تعبر عن أنفة الأستاذ الذي بلغ من العمر عتيا وإصرار تلميذ على رد الجميل والرأفة بعزيز قوم ذل، بداية لافتة حماسية
    ثم يعود السارد لاجترار الحكاية من أساسها بأسلوب جميل عاطفي
    واصفا ما فعل الزمن بالطود المنير، وما آلت إليه أحوال الكتاب والأدباء الملتزمين، وحال المكتبات التي تعج بالحكايات الساخنة!
    حاول التلميذ رسم بسمة اغتصبتها السنون من وجه الأستاذ، لكنه فشل عندما لم يتصرف بالكتب، بل وتصرف بغباء حينما تركها بغلافها لأنه لم يتوقع قدومه إليه لشكره.. فعاد الإثنان بخفي حنين
    وكسبا الوفاء والأنفة
    يعود التلميذ لبيت الأستاذ فيرثى لحاله، ويسمع منه حكمة تفيده في حياته: (أرأيت يا ولدي خديعة أحلامنا !!؟؟ كم هي باهظة ، وعصيّة !!؟؟)
    اختصر النص الكثير من الأحداث البينية غير اللازمة وتركها لخيال القاريء
    نص رائع على الوجع كما يقولون
    أشكرك
    نفس ملاحظاتي السابقة بخصوص علامات الترقيم

    قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا

    تحيتي وتقديري



    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 06-04-2012, 14:10.
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • وسام دبليز
      همس الياسمين
      • 03-07-2010
      • 687

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
      شموعٌ ....وأوراقٌ ...ورماد حلمٍ

      كدتُ أمزّق قميص ولدي، وأنا أجذبه بفظاظةٍ، أأرجحه بقوّةٍ، وقد صاربين يدي ، كعصفورٍ مضطربٍ، مستسلمٍ بحيرةٍ لنوبة غضبي.

      ـــ قل لي، أين هو ؟؟؟ لمَ تركته يمشي؟؟ ( وأنا أفرك الأوراق الماليّة بقهرٍ بين أصابعي)

      ـــ لا أدري أبي، أصرّ على الخروج دون انتظارك، عييت به ولم يستجب لي.

      لحقت به، رأيت طيفاً رقيقاً، محنيّ الجذع، يندسّ على عجلٍ بين ركاب الحافلة، ويغوص بين الزحام.

      ويحي من نفسي، من هذا الزمان، من عمرٍ يتعملق فيه اللبلاب، ويغيب الصفصاف، متقوقعاً في جذره

      في مقهى ( الهافانا) المطلّ بواجهته الزجاجيّة، العريضة، على شارع الفردوس، التقيته، يتعثّر بحقيبته، عرفته من مشيته التي يشوبها عرج بسيط، يتغلّب عليه، بثبات خطوته، وبرأسه المرفوع ،وبقسمات وجهه المريحة، التي ارتدتْ جميع خطوط الزمن، طولها ، وعرضها.

      معطفه الشتويّ السميك، يحمل رطوبة المطر، الممزوجة برائحة تبغ قديمة،تعشّقتْ في خيوطه.

      أطبق مظلّته، ينفض عنها ماعلق بها من خيوط السماء المبتلّة،وانتحى جانباً، على طاولةٍ ، أفسحتْ لي الفرصة أن أتأمّله أكثر.

      لمحتُ شعره الأشيب ، وهو يرفع القبّعة الجلديّة عن رأسه، ويمسح نظّارته من غبش الجو المعكّر، أعرف عينيه، يا إلهي كم هما منتفختان،مكدودتان،تسحّان قهراً، وشروداً.

      اقتربتُ منه أصافحه، بقبضةٍ تتبتّل، في حضرة الهيبة، والوقار.

      ـــــ أستاذ أحمد هل تأذن لي بالجلوس ..( وأنا أسحب الكرسي نحوي) أنا تلميذك حسام من مدرسة/ جودت الهاشميّ / منذ عشرة أعوامٍ،أتذكرني ؟؟؟؟

      أغمض عينيه لبرهةٍ ، اعتصر ذاكرته، لست أدري إن تذكّرني حقّاً، أم لا، فالكبير لا يشعرك بأنك غبت عن باله، ولو خانته الذاكرة، ثم انفرجتْ أساريره،وكرّر مصافحته معانقاً: ـــ العتب على النظر يا بني.

      ومع تصاعد رائحة القهوة الشهيّة الساخنة، وسحب الدخان، والنراجيل، وهمهمات الأصوات، التي تنفلت عنها بين لحظة وأخرى ضحكات، تطلق عنانها، ثمّ تلتفّ بخجلٍ من جديدٍ، كتهمةٍ مارقةٍ، رحتُ أبادله الحديث، ألملم عن كاهله شعث الزمن، أروي له حكايا قديمة عنه تشهد على رسوخه بأرواحنا، كقامة لاتنسى، وهو ينصت لي بفرحٍ يعطيه دفقةً، من دفءهاربٍ ، عن صرحٍ بات مهدّداً بالهدم.

      حملتُ عنه الحقيبة غصباً، ونحن نهمّ بالخروج :

      ـــ ثقيلة هي يا أستاذي ،مابها ؟؟

      تنهّد بعمقٍ ــــ إيييه .. دنيا ، لا عليك ياولدي، ماذا أقول ؟؟ ـــ وأشار بيده إلى المكان المكتظّ بالمكتبات ــ درتُ بكتبي اللغويّة التي قمتُ بتأليفها للناشئة ــ على الصّفين ـ البعض اعتذر بلطفٍ مشفقاً على كهولتي، والبعض الآخر، وضع لي شروطاً تعجيزيّةً، تقتنص تعبي،وتستبيح سنين العمر، وعصارة الفكر،بثمنٍ بخسٍ، وآخرون لم يلتفتوا إليّ ولو بطرفة عينٍ، تشاغلوا عني، يغوصون بين أكداس الكتب، وفواتيرها، يطلبون على عجلٍ بعض روايات مطلوبة بقوّة، بدلاً عن التي نفذ منها ، بسرعة الريح، ثم تبسّم بمرارةٍ، برقتْ في عينيه كغيمة مكتومة الغيث:

      إليك هذه العيّنة من الروايات: (قبلات محروقة، امرأة في قفص الفهود،جسدٌ بين جدران تحترق) حُقّ لها أن تتصدّرواجهات المكتبات، أليس كذلك؟

      أطرقتُ ساهماً، وقد انتقل نصل وجعه إلى قلبي، وأنا أقلّه بسيارتي إلى داره، أشيّعه بنظري وقد اعتراني الحزن، والأسى،ممتزجاً بطعم جحودٍ كبيرٍ ، وإن كنت لستُ أنا المتسبّب به.

      أيّام قلائل، كنت عنده، أزفّ له البشرى، أدّعي بأنّ ثمّة مصادرـ اختلقتها بإتقانٍ ـ يلزمها تلك المراجع الهامّة، من مؤلّفاته ..

      طار من الفرح، كطفلٍ صغيرٍ، وهو يروح، ويجيء، يصفّف الكتب في علبة ٍكرتونيّة، أودعها برفقٍ فيض أنامله المكدودة، وعقله، وحروفه التي كادتْ تموت في السكتة الورقيّة ، المنسيّة.

      لم أشعر بالسعادة، كما حملتها معي الآن، وأنا أودّعه، أشدّ على يده المعروقة، النحيلة .

      جاء ليشكرني في زيارةٍ مفاجئةٍ، ولغبائي، نسيت كتبه كما هي في العلبة التي غلّفها بنفسه، وقد طمأنته بأنها وزّعتْ، وصار قطوفها عند من تلزمه، وكما يحبّ.

      أبى شموخه الانكسار على عتبة الحياة القاسية، التي أطفأ ترابها الأسود شموع عينيه، وبصماته.

      أعاد لي المبلغ، رغم حاجته إليه، رغم بساطة بيته، ورقّة حاله، رغم الأمراض التي تأكل جسده الهزيل.

      لا أولاد عنده يدقّون باب بيته، ولا أصحاب يذكرونه، وقد رحل منهم من رحل، وشتاء العمر لا يرحم.

      كنت أتلعثم أمامه، كطفلٍ مذنبٍ، وأنا أبرّر له الموقف، ترفّق بي، يدفع بقلبه الكبيرإليّ مع حروفه التي جاهد في تماسكها:

      ــــ الذنب ليس ذنبك يا ولدي، هي الحياة، لا تحمّل نفسك فوق طاقتها،أقدّر ما فعلته من أجلي، ولكن ...لا أحتمل .. تلك المقايضة، أتعبتني، وأثقلتْ على روحي.

      كتبي هي أولادي من بعدي، ستنبت سنابلاً ، ومطراً، وزهراً، لن تموت، فحياتنا يا ولدي بدأت بكلمة، وستنتهي بكلمة.

      أوصيك ..إن متّ، انثر باقة وردٍ على مثواي، تلك التي حلمت بها أن تمنح لي في حياتي، على المنبر ، أمامكم، أنتم أبنائي، انتظرتها طويلاً، ما طلبتُ غيرها، أرأيت يا ولدي خديعة أحلامنا !!؟؟ كم هي باهظة ، وعصيّة !!؟؟

      غادرته ترشح من خطواتي أنّات عينيه ، وهطلهما، التفتّ ورائي، رأيت ضباباً يلتهم جدران بيته، وأنواراً تنطفئ تباعاً من نوافذه،حتى استحال إلى عتمة حلمٍ، بلون باقة ورد، نُثرتْ على رخامه البارد.

      ***** ***** ****

      صباح 5/4/ 2012


      وأعود من جديد
      إلي قصة أخرى بإجتهاد أقوى فحين أرى أسمك يبرق أبتسم لاني أدرك مسبقا أني في رحلة ممتعة مع الكلمات قصة جميلة صورت ماحال إليه الأديب والأدب فمسّت قلوبنا

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
        أستاذتي ومعلمتي القديرة ..


        أ / إيمان الدرع ..

        كم أثارت هذه القصة فيّ من شجون! ..

        هكذا هو مصير المعلم .. والذي أراه أشبه بالوالد

        يظل يعطي الكثير ويتقدّ كالشمعة ليعطي أولاده نور العلم .. ثم يكون مصيره هكذا إلا ما ندر..
        متروكا مهملا ينساه أبناؤه بل وأحيانا يتجاهلونه .. !

        ما أشد الجفاء ونكران الجميل والتنكر للمعروف !

        أين الناس من مكانة المعلم وقد قال فيه شوقي قديما :

        قم للمعلم وفّه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا

        الخاتمة كانت حزينة مؤلمة جدا .. ولكن هي الحياة بمرّها .. لا ينال الإنسان دائما كل ما يتمنى !
        فتنقلب أحلامه رماداً متناثرا على أوراقه بعد أن احترقت شمعته ..

        تقديري لقلمك الرائع الانسياب أستاذتي ..

        تحياتي


        دينا ...ابنتي الحبيبة
        يا قطعة من روحي ...وبرعماً نديّاً من غصني
        أراك تكبرين تحت الشمس
        بنقاءٍ ، وعذوبةٍ، وإدراكٍ ، ونضجٍ ..
        عندما تقرأ عيناك أيّ نصّ
        تلتقطان شوارد الحروف، زواريب المعاني
        تغوصين في الإنسانيّة بكلّ مشاعرك
        لتعلني ..بأنّ وطننا الكبير
        الممتد من الوريد إلى الوريد
        ما زال يأتي إلينا بثمار زرع ترابنا الطاهر، القوي، المترابط،
        بعقولٍ تتقدّ ذكاء، وعيون حوراء، قارئة
        شكراً دينا
        شكراً ..لأنك كنت أنا
        في ذات اللحظة التي كنت أكتب فيها النصّ
        حيّااااااااااااكِ ياغالية..

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • جودت الانصاري
          أديب وكاتب
          • 05-03-2011
          • 1439

          #19
          لم اعرفه , فلم يبق منه شئ ,, الحاجة والزمن
          غيّرت ذلك العملاق الذي كان يدرسنا الادب العربي
          صعد مع الباقين على ظهر البيك آب حيث كنت استخدم مجموعة من العمال
          للعمل في المزرعه ,, سرت مسافة ثم توقفت امام احد المحلات فقد نفذت سجائري
          لا ادري ما الذي اوحى الي ان ادعوه ان ينزل ويجلس الى جانبي بدل الشاب الذي احتل المقعد
          لعلني وجدته كبيرا ,,, اربع كلمات ثم سالني الست فلان ؟ واين وصلت بدراستك ؟ لقد كنت متفوقا,, لن اطيل عليك
          لقد ابكاني حاله والمشكلة انه لم يقبل مني لا عطفا ولا مساعده ,, اخترت له عملا مريحا ارضاء لكرامته
          فترة لا باس بها ثم انقطعت اخباره الى اليوم
          جزاك الله سيدتي ,, لقد قلّبت عليّ المواجع ,,
          هذه هي حال المثقفين في المجتمعات الماديه
          احترامي
          لنا معشر الانصار مجد مؤثل *** بأرضائنا خير البرية احمدا

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #20
            كان الاستهلال مدهشا
            و زاوية الرؤية كانت أكثر اتساقا و الحدث
            و الطرح كان حميما قريبا منا و من كل ما تستهويه القيمة
            و اللغة كانت بتوقيع ايمان الدرع


            تقديري و احترامي
            sigpic

            تعليق

            • رجب عيسى
              مشرف
              • 02-10-2011
              • 1904

              #21
              كتبي هي أولادي من بعدي، ستنبت سنابلاً ، ومطراً، وزهراً، لن تموت، فحياتنا يا ولدي بدأت بكلمة، وستنتهي بكلمة.
              -----------الاديبة القديرة إيمان الدرع
              جلالة الكتابة عندك لاتحتاج الى تقييم .والقصة في موضوعها راقٍ جدا ويلزمنا التذكير فيه دوما بأي من الفنون
              من حيث النص\وضعت النص تحت بند القصة القصيرة رغم ما ينتابه من شرود روائي بعض الشيء
              من حيث اللغة \\كانت لغة جميلة وسهلة
              أشفقت على الكاتب بقدر استعطافي كبير لا يلزمه \\كان يجب أن تبرزي دور المجتمع اللامبالي بقضايا الثقافة وتشيري بقليل من كلمات ان النت باتت الوسيلة الشاسعة من ارتياد الثقافة
              الحبكة مدروسة باتقان \
              الخاتمة لم تقدمي لنا حلا لِمَ بينت فيه اهتمامك
              بالعموم قصة قصيرة كهذه تستحق القراءة
              وقرأتها برأي خاص
              أرجو لك الكثير من الابداع
              \\همسة
              أنا احب التكثيف جدا في العمل القصصي
              لأن الرواية واحداثها الكثيرة تتحمل أكثر مما تتحمله القصة
              تحيتي ومودتي التي تعرفين ياسيدتي

              التعديل الأخير تم بواسطة رجب عيسى; الساعة 06-04-2012, 17:49.

              تعليق

              • إيمان الدرع
                نائب ملتقى القصة
                • 09-02-2010
                • 3576

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا مشاهدة المشاركة
                ثم تبسّم بمرارةٍ، برقتْ في عينيه كغيمة مكتومة الغيث:


                إليك هذه العيّنة من الروايات: (قبلات محروقة، امرأة في قفص الفهود،جسدٌ بين جدران تحترق) حُقّ لها أن تتصدّرواجهات المكتبات، أليس كذلك؟
                __________

                لاغرابةَ حقاً
                إنهُ زمن التلوث السمعي والبصري والفكري أيضاً
                فسبب التلوث لم يعد حكراً على مداخنِ المصانع ..ولم تعد هذهِ الكلمة حكراً لحزننا على الطبيعةِ الجميلة
                ثمة تلوث سمعي وبصري ...والأبشع من كل ذلك ((التلوث الاجتماعي ))
                فحين تُوسَّدُ الأمور لغير أهلها ...

                سنعيش مع حرف الامتناعِ لامتناع ،مرتقبن الساعة ،،
                غارقين بمستنقعِ التلوث الاجتماعي اللاخلاقي حيث قانون الغابِ فقط
                \\
                أكره حروف التمني ..وأكرهُ \ لو \ أكثر ..
                كثيراً ماحدثتُ نفسي أن كرهي لهُ مجردُ علةٍ أمتطيها لأبرر كل فشلٍ ذقتهُ في الحياة
                فكثيراً ومانسمعُ ونقرأ أن لايأس مع الحياة ... وأن سبب التراجع في طموحاتنا يعودُ لأنفسنا وخذلان اصرارنا لنا
                ولكن الواقع البغيض المؤلم يجعلنا نعيد حساباتنا فيما يخص هذهِ الحكمة
                فحقاً وصدقاً ويقيناً ..إن ثمة من لايصلحُ حرفهُ وفكرهُ ومستواهُ لأكثر من بوابٍ على باب مدرسة ابتدائية ...
                نجدهُ الفطحل الذي يُنادى بمكرماتهِ وأفكارهِ وكتاباتهِ ((قدسّ الله سرَّه العزيز ))
                فيما نجدُ عباقرةً بكل معنى الكلمة ..يتوسدون أرصفةَ الضياع متذوقين ظلم المجتمعِ بأبشعِ أنواعه
                رحم اللهُ نزار قباني إذ قال
                في عصر زيت الكاز يطلب شاعرٌ ثوباً وترفل بالحرير قحابُ
                \\
                واقعٌ ساخرٌ مؤلمٌ حقاً

                \\
                أستاذتنا الغالية والقديرة \ إيمان
                لامستِ نبضَ الألم الذي يعتري كثيرا ممن يشبهُ هذا الرجل ...وبكل جدارة
                رأيتهُ أمامي ..نظارتهُ ..معطفهُ ..حقيبتهُ ..انحناء ظهرهِ...
                كأنني أرقبهُ بصمتُ ..يجلس هو على كرسي من خيزران في الهافانا ...
                أجلس مقابلهُ أحتسي قهوتي وسيجارتي بصمتٍ وأنا أقرؤهُ من خلال سطورك
                \\
                خالص مودتي وتقديري





                زميلي القدير محمد:
                لمَ عندما نرى دمعة الكبير، وانكساره
                ينفتح الجرح، ماضيه، وحاضره !!
                لم يسكننا الألم ..نحن أصحاب الحرف، والكلمة
                تحبو المواجع على السطور ،
                كأطفال يتامى
                عندما تدمي أناملنا أشواك الزمن
                عندما تمنح للمتسلّق إشارات المرور..وصدارة الأمكنة؟؟
                وتدير ظهرها للمثقّف الذي لا يمتلك إلا قلمه، ولاينتمي إلا لإنسانيّته، وفكره..
                التلوّث السمعي، البصري، الفكري، الاجتماعي
                كلّ ما أشرت إليه برؤية ناضجة يا محمد
                هي أسبابنا المباشرة
                هي أسئلتنا التي تنسلّ عنها وتتفرّع كلّ الأسئلة..
                هل من جوابٍ لها !!!
                شكراً لك أخي الفاضل على روعة حضورك، وقمة إنسانيّتك
                حيّاااااااااااك محمد.


                تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                تعليق

                • إيمان الدرع
                  نائب ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3576

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                  البداية حماسية من حادثة حدثت في نهاية القصة، تعبر عن أنفة الأستاذ الذي بلغ من العمر عتيا وإصرار تلميذ على رد الجميل والرأفة بعزيز قوم ذل، بداية لافتة حماسية
                  ثم يعود السارد لاجترار الحكاية من أساسها بأسلوب جميل عاطفي
                  واصفا ما فعل الزمن بالطود المنير، وما آلت إليه أحوال الكتاب والأدباء الملتزمين، وحال المكتبات التي تعج بالحكايات الساخنة!
                  حاول التلميذ رسم بسمة اغتصبتها السنون من وجه الأستاذ، لكنه فشل عندما لم يتصرف بالكتب، بل وتصرف بغباء حينما تركها بغلافها لأنه لم يتوقع قدومه إليه لشكره.. فعاد الإثنان بخفي حنين
                  وكسبا الوفاء والأنفة
                  يعود التلميذ لبيت الأستاذ فيرثى لحاله، ويسمع منه حكمة تفيده في حياته: (أرأيت يا ولدي خديعة أحلامنا !!؟؟ كم هي باهظة ، وعصيّة !!؟؟)
                  اختصر النص الكثير من الأحداث البينية غير اللازمة وتركها لخيال القاريء
                  نص رائع على الوجع كما يقولون
                  أشكرك
                  نفس ملاحظاتي السابقة بخصوص علامات الترقيم

                  قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا

                  تحيتي وتقديري


                  زميلي القدير مصطفى:
                  أشرت إلى أهمّ خطوط القصّة
                  برؤية عميقة، نافذة..
                  كان ارتداد الحدث ذاته الذي أردته أن يصل..
                  هناك دموع محتبسة في عيون يملؤها الكبرياء
                  لو ذرفت، لأغرقت الكون قهراً..
                  واتضح لي أخي الكريم
                  أنّ الجانب الإنسانيّ كلما قوي في الخوافي
                  ازدادت الروح عذاباً، والقلب نزفاً..
                  أشكرك..
                  مرورك يعطي للنصّ ظلالاً إضافيّة..تزيد أبعاده وضوحاً..
                  حيّااااااااااااااكَ.

                  تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                  تعليق

                  • إيمان الدرع
                    نائب ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3576

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة وسام دبليز مشاهدة المشاركة

                    وأعود من جديد
                    إلي قصة أخرى بإجتهاد أقوى فحين أرى أسمك يبرق أبتسم لاني أدرك مسبقا أني في رحلة ممتعة مع الكلمات قصة جميلة صورت ماحال إليه الأديب والأدب فمسّت قلوبنا
                    وسام الحبيبة:
                    فرحتي أكبر بلقائك..
                    فرحتي لا أخفيها، تنطق بها عيوني حين ألمح اسمك الغالي يخطر ها هنا
                    بكلّ ألقه ..
                    عندك مودّة صادقة، تصل بكلّ شفافيّتها ..
                    بكلّ ما يحمله قلبك الذهبيّ، من امتداد رحبٍ..لا يعرف النهايات..
                    أشكرك ياروعة سوريتي ..
                    بكلّ اللغات ، والحروف.
                    حيّااااااااااااكِ.
                    لا حرمتك وسام..

                    تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                    تعليق

                    • إيمان الدرع
                      نائب ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3576

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة جودت الانصاري مشاهدة المشاركة
                      لم اعرفه , فلم يبق منه شئ ,, الحاجة والزمن

                      غيّرت ذلك العملاق الذي كان يدرسنا الادب العربي
                      صعد مع الباقين على ظهر البيك آب حيث كنت استخدم مجموعة من العمال
                      للعمل في المزرعه ,, سرت مسافة ثم توقفت امام احد المحلات فقد نفذت سجائري
                      لا ادري ما الذي اوحى الي ان ادعوه ان ينزل ويجلس الى جانبي بدل الشاب الذي احتل المقعد
                      لعلني وجدته كبيرا ,,, اربع كلمات ثم سالني الست فلان ؟ واين وصلت بدراستك ؟ لقد كنت متفوقا,, لن اطيل عليك
                      لقد ابكاني حاله والمشكلة انه لم يقبل مني لا عطفا ولا مساعده ,, اخترت له عملا مريحا ارضاء لكرامته
                      فترة لا باس بها ثم انقطعت اخباره الى اليوم
                      جزاك الله سيدتي ,, لقد قلّبت عليّ المواجع ,,
                      هذه هي حال المثقفين في المجتمعات الماديه

                      احترامي
                      يا إلهي ...
                      القصّة التي أوردتها مثالاً أخي جودتْ..
                      فاقتْ توقّعات كلّ تصوّراتي..
                      فظيع وموجع
                      هذا الواقع
                      إنه الموت الذي يبقي صاحبه رهينة نسيانٍ لا يختلف عنه تمزّقاً..
                      أما آن لهذا الإنسان المفكّر، المثقّف ..أن يأخذ مكانته التي يستحقّها..
                      أن نعرف أنه هو وجه حضاراتنا، وليس كلّ معروض هابطٍ..
                      متى سيطيب هذا الجرح؟؟؟ونجد العلاج ؟؟هل سنصلح ما أفسده الدهر، كما يفعل العطار؟؟
                      حيّااااااااااااك زميلي الفاضل جودت..
                      أشكرك على جميل مرورك.

                      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                      تعليق

                      • إيمان الدرع
                        نائب ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3576

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                        كان الاستهلال مدهشا
                        و زاوية الرؤية كانت أكثر اتساقا و الحدث
                        و الطرح كان حميما قريبا منا و من كل ما تستهويه القيمة
                        و اللغة كانت بتوقيع ايمان الدرع


                        تقديري و احترامي
                        أستاذي الفاضل ربيع:
                        رأيت فيك كلّ ملامح الأديب الأنموذج
                        الذي يزرع الخير أنى اتجه ..
                        يسقي الغراس من فيض يديه السخيّتين
                        يسكنك الكبرياء..
                        تعيش من أجل الكلمة، حتى صارت هاجساً ، ومقصداً، وملاذاً..
                        تمتلك قلباً يفيض بالنبل، والوفاء..
                        أشكرك ..كثيراً ..
                        لأنك استدرجت قلمي من مرحلة كمونٍ مرّ بها..
                        ما أسعدني بك أيها الكبير..!!!
                        شكراً على رأيك المحفّز لي على تقديم الأروع دائماً، والأكثر إدهاشاً..
                        دمتَ لنا..
                        حيّاااااااااااكَ.

                        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                        تعليق

                        • جميل داري
                          شاعر
                          • 05-07-2009
                          • 384

                          #27
                          منذ العنوان حتى العبارة الأخيرة "رخامه البارد" تجذبنا القصة كحقل مغناطيسي شاسع الأرجاء
                          للعناوين دائما نكهة الوجع في قصص المبدعة القديرة إيمان الدرع حيث تشعرنا أن هناك مباغتة
                          فرماد حلم يعبر عن حياة الإنسان عامة ..فمن منا بلا حلم يحترق تحت أشعة الزمن الذي يجرفنا مع أحلامنا الحقيقية أو الخلبية ؟
                          هنا حكاية إنسان يريد أن يقدم النفع للحياة لكنه لا يجد إلا نفورا وجحودا في مجتمع لا يقدر الإبداع والمبدعين ..
                          خيل لي أن البطل هو أحمد الخوص الذي قدم للمكتبة مجموعة من الكتب التعليمية التي يقوم هو نفسه بتوزيعها والترويج لها برغم بلوغه من العمر عتيا..غير أن الأمر ليس مسألة فردية فالكاتبة من خلال هذه الشخصية أرادت أن تنقل إلينا فكرة بؤس المبدع في حياتنا التي تأتي القراءة في آخر سلم اهتمام الناس فنسبة الأمية طاغية عدا الأمية الثقافية إلى حد أن الأديب غالبا ما يكون مثار السخرية من الآخرين حتى يضطر أن يداريهم ليستطيع العيش بينهم ولسان حاله يردد مع المتنبي :
                          ودهر ناسه ناس صغار ***وإن كانت لهم جثث ضخام
                          وما أنا منهم بالعيش فيهم*** ولكن معدن الذهب الرغام
                          ولكن ما قيمة مجموعة من العقلاء في بحر لجب من المجانين .. ما عليهم إلا الشرب من نهر الجنون كما جاء في إحدى مسرحيات توفيق الحكيم
                          الفكرة سائدة منذ القد إلى يومنا هذا وهي شبه نائمة وما فعلته إيمان هو أنها أيقظتها وجعلتنا ننظر في أنفسنا وحولنا لندرك الدرك العميق الذي نحن فيه من خلال تهميش الأديب وهذا أعاد إلى ذاكرتي أبيات لي في هذا المجال:

                          مـا هـذه الدنـيـا ســوى
                          حركـات غانـيـة لـعـوب
                          تـبـا لـهـا... لفخاخـهـا
                          منـصـوبـة للعنـدلـيـب
                          كــم تحتـفـي بـمـهـرج
                          وتضيـق ذرعـا بـالأديـب


                          روعة القصة هذه مصدرها هذا التمكن الكبير من التعامل مع الفن القصصي من حيث توفر كافة العناصر الفنية وعلى رأسها اللغة المجنحة التي حلقت سردا ووصفا وحوارا .. لغة تتراوح بين التصريح والتلميح ومن هنا شعورنا أننا قد استيقظنا من حلم رمادي وما زال يلاحقنا في صحونا النعسان ..
                          المسلة ليس بهذه البساطة لان المفكرين هم عقل الأمة فإذا غاب تاهت الأمة فيب غياهب التخلف وهذا ما نعانيه اليوم أكثر من أي وقت آخر
                          نجيب محفوظ قال على لسان أحدى شخصياته:
                          "إذا أردت أن تتفوق في مجتمعنا فعليك بالكذب ولا تنس نصيبك من الغباء"
                          إن الموت التراجيدي في نهاية القصة ليس فقط موت شخص واحد بل موت قيم ثقافية وحضارية ونحن لا نشعر بها بل أدمناها حتى صارت جزءا من حياتنا بحكم الإلفة والعادة وكأني بالشاعر الذي يقول:
                          أخي جفوة فيه من الانس وحشة** يرى البؤس فيها من شراسته نعمى
                          البطل يوميا كان يموت في حياته حتى وصل إلى موته الأخير
                          كل واحد منا هذا البطل بشكل من الأشكال
                          فهل الحكمة ضالة المؤمن؟؟
                          ونحن بين رماد حلم ورخام بارد
                          الرائع أن القصة مشتعلة ..فلهب الأمل لم ولن يخمد
                          ورحم الله سعدالله ونوس الذي قال ذات سرطان:
                          "نحن محكومون بالأمل"
                          الكاتبة الراقية إيمان الدرع
                          لك درع التقدير الكبير

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة رجب عيسى مشاهدة المشاركة
                            كتبي هي أولادي من بعدي، ستنبت سنابلاً ، ومطراً، وزهراً، لن تموت، فحياتنا يا ولدي بدأت بكلمة، وستنتهي بكلمة.
                            -----------الاديبة القديرة إيمان الدرع
                            جلالة الكتابة عندك لاتحتاج الى تقييم .والقصة في موضوعها راقٍ جدا ويلزمنا التذكير فيه دوما بأي من الفنون
                            من حيث النص\وضعت النص تحت بند القصة القصيرة رغم ما ينتابه من شرود روائي بعض الشيء
                            من حيث اللغة \\كانت لغة جميلة وسهلة
                            أشفقت على الكاتب بقدر استعطافي كبير لا يلزمه \\كان يجب أن تبرزي دور المجتمع اللامبالي بقضايا الثقافة وتشيري بقليل من كلمات ان النت باتت الوسيلة الشاسعة من ارتياد الثقافة
                            الحبكة مدروسة باتقان \
                            الخاتمة لم تقدمي لنا حلا لِمَ بينت فيه اهتمامك
                            بالعموم قصة قصيرة كهذه تستحق القراءة
                            وقرأتها برأي خاص
                            أرجو لك الكثير من الابداع
                            \\همسة
                            أنا احب التكثيف جدا في العمل القصصي
                            لأن الرواية واحداثها الكثيرة تتحمل أكثر مما تتحمله القصة
                            تحيتي ومودتي التي تعرفين ياسيدتي

                            أشكرك أخي الفاضل رجب ...على مجمل ملاحظاتك..
                            على متابعتك بحرص واضحٍ ..لما أكتبه من نصوص ...
                            نعم أميل للكتابة الروائيّةٍ
                            وعندي شغف بان أسلك دروبها
                            وربما في وقت قريب أبدأ مشواري معها ..
                            ولكن في اعتقادي النصّ هنا.. ينتمي إلى القصة القصيرة ..كما أفهمها ويفهمها غيري من الأدباء..في هذا المجال ..
                            وبقراءة ثانية للنصّ ..ربما تستكشف من يكون بطل القصة، بالنسبة إلى الأستاذ الذي تدور حوله القصة..وماهي صلته به ..؟؟
                            ركّزت حول الأفكار العامة التي تفيد النصّ ..وتركت للقارئ مشاركتي في استكمال التصورات الأخرى ..كي لا أشعّب الحدث ....
                            واكتفيت بالإشارة إلى بعض الروايات الهابطة كناية عن هبوط مستوى الأقلام..وتدنيها، وحشر الساحة بأسماء ..لا تمتّ إلى الأدب بصلة..لاعتبارات وصفتها آنفاً ..
                            أشكرك على ثقتك بما أكتب ..هذا عندي موضع تقدير كبير
                            حيّاااااااااااااك أيها الأديب الراقي..

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • إيمان الدرع
                              نائب ملتقى القصة
                              • 09-02-2010
                              • 3576

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة جميل داري مشاهدة المشاركة
                              منذ العنوان حتى العبارة الأخيرة "رخامه البارد" تجذبنا القصة كحقل مغناطيسي شاسع الأرجاء
                              للعناوين دائما نكهة الوجع في قصص المبدعة القديرة إيمان الدرع حيث تشعرنا أن هناك مباغتة
                              فرماد حلم يعبر عن حياة الإنسان عامة ..فمن منا بلا حلم يحترق تحت أشعة الزمن الذي يجرفنا مع أحلامنا الحقيقية أو الخلبية ؟
                              هنا حكاية إنسان يريد أن يقدم النفع للحياة لكنه لا يجد إلا نفورا وجحودا في مجتمع لا يقدر الإبداع والمبدعين ..
                              خيل لي أن البطل هو أحمد الخوص الذي قدم للمكتبة مجموعة من الكتب التعليمية التي يقوم هو نفسه بتوزيعها والترويج لها برغم بلوغه من العمر عتيا..غير أن الأمر ليس مسألة فردية فالكاتبة من خلال هذه الشخصية أرادت أن تنقل إلينا فكرة بؤس المبدع في حياتنا التي تأتي القراءة في آخر سلم اهتمام الناس فنسبة الأمية طاغية عدا الأمية الثقافية إلى حد أن الأديب غالبا ما يكون مثار السخرية من الآخرين حتى يضطر أن يداريهم ليستطيع العيش بينهم ولسان حاله يردد مع المتنبي :
                              ودهر ناسه ناس صغار ***وإن كانت لهم جثث ضخام
                              وما أنا منهم بالعيش فيهم*** ولكن معدن الذهب الرغام
                              ولكن ما قيمة مجموعة من العقلاء في بحر لجب من المجانين .. ما عليهم إلا الشرب من نهر الجنون كما جاء في إحدى مسرحيات توفيق الحكيم
                              الفكرة سائدة منذ القد إلى يومنا هذا وهي شبه نائمة وما فعلته إيمان هو أنها أيقظتها وجعلتنا ننظر في أنفسنا وحولنا لندرك الدرك العميق الذي نحن فيه من خلال تهميش الأديب وهذا أعاد إلى ذاكرتي أبيات لي في هذا المجال:

                              مـا هـذه الدنـيـا ســوى
                              حركـات غانـيـة لـعـوب
                              تـبـا لـهـا... لفخاخـهـا
                              منـصـوبـة للعنـدلـيـب
                              كــم تحتـفـي بـمـهـرج
                              وتضيـق ذرعـا بـالأديـب

                              روعة القصة هذه مصدرها هذا التمكن الكبير من التعامل مع الفن القصصي من حيث توفر كافة العناصر الفنية وعلى رأسها اللغة المجنحة التي حلقت سردا ووصفا وحوارا .. لغة تتراوح بين التصريح والتلميح ومن هنا شعورنا أننا قد استيقظنا من حلم رمادي وما زال يلاحقنا في صحونا النعسان ..
                              المسلة ليس بهذه البساطة لان المفكرين هم عقل الأمة فإذا غاب تاهت الأمة فيب غياهب التخلف وهذا ما نعانيه اليوم أكثر من أي وقت آخر
                              نجيب محفوظ قال على لسان أحدى شخصياته:
                              "إذا أردت أن تتفوق في مجتمعنا فعليك بالكذب ولا تنس نصيبك من الغباء"
                              إن الموت التراجيدي في نهاية القصة ليس فقط موت شخص واحد بل موت قيم ثقافية وحضارية ونحن لا نشعر بها بل أدمناها حتى صارت جزءا من حياتنا بحكم الإلفة والعادة وكأني بالشاعر الذي يقول:
                              أخي جفوة فيه من الانس وحشة** يرى البؤس فيها من شراسته نعمى
                              البطل يوميا كان يموت في حياته حتى وصل إلى موته الأخير
                              كل واحد منا هذا البطل بشكل من الأشكال
                              فهل الحكمة ضالة المؤمن؟؟
                              ونحن بين رماد حلم ورخام بارد
                              الرائع أن القصة مشتعلة ..فلهب الأمل لم ولن يخمد
                              ورحم الله سعدالله ونوس الذي قال ذات سرطان:
                              "نحن محكومون بالأمل"
                              الكاتبة الراقية إيمان الدرع
                              لك درع التقدير الكبير
                              أستاذي الكبير جميل داري:
                              كم أبحث عندما أخاطب الكبار
                              عن مفرداتٍ تليق بهم !!
                              بثقافاتهم الشاملة..!!
                              بأسلوبهم الدافع، نحو الإجادة والعطاء، والتميّز ..!!
                              كم عليّ أن أصغي، وأتعلّم أكثر مما أكتب !
                              لقد نفذت إلى مضمون النصّ بعين بصيرة
                              لها التقاطاتها الراصدة
                              بعين تلتمع حصافة ..ورويّة ، وتفهّماً ..
                              نعم زميلي القدير..
                              القصة هي دمعة من عين الأستاذ /أحمد الخوص /
                              أغرقتني حزناً لأيام ..
                              وعرفت كم من دموعٍ تسفك على خدود منسيّة ..لا يشعر بها أحد..
                              يطويها ظلام الحياة، وظلام القبر.
                              كان الألم يعتصرني حين يزروني في الإدارة ..بإعاقة في يده ، ورجله، نشأت معه منذ الطفولة
                              ينوء بحقيبته الحبلى بالكتب التي أصدرها على نفقته، ويقوم بنشرها أيضاً وحده ..بجهودٍ ذاتيّة
                              يطرق فيها ألف باب ..
                              كنت أسارع بالاتصال بكلّ من أعرفهم من زملاء المهنة، ومن الأدباء، علّني أحمل عن كاهله بعض ألم ..
                              والمشكلة في هذا السؤال: كم من أحمد في وطننا العربيّ ؟؟؟
                              وكم يلزمني لأشكرك على هذا الاهتمام الكبير الذي تتوجني به، وذاك التحفيز الدائم..
                              رعاك الله أستاذنا القدير جميل ..
                              فبمثلك ..يكبر الأدب، ويعلو، ويزدهر ..
                              حيّااااااااااااكَ.

                              تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                              تعليق

                              • وفاء الدوسري
                                عضو الملتقى
                                • 04-09-2008
                                • 6136

                                #30

                                نعم رائعة أستاذة إيمان.. هي أوجاع مزمنة
                                في عصر الظلام لا مكان لأقلام النور
                                قبل سنه كرمت رواية سعودية (هابطة) في مصر بأن ترجمت إلى أكثر من لغة!..
                                وهنا لدينا أيضا تكرم أقلام تستحق الكسر فقط لان الفساد يريد هذا!..؟؟
                                أو بالمعنى الأصح المستدمر يريد هذا!..؟؟..
                                !!!!!!!
                                كل التقدير

                                تعليق

                                يعمل...
                                X