كان الرجل يعتقد أنه ينتعلنا . كما جزمته التي يمشي بها على التاريخ كما لو كان يمشي في التكساس بين أبقاره وآباره . كان العراقيون الهنود الحمر الذين جاءهم منقذاً وهادياً ومبشراً بالحضارة والتمدن .
ربما ظن أنهم كانوا قبله يمشون حفاة ، لذا ما توقّع( كاوبوي ) التاريخ أن يكون لغضبهم أحذية . كان المطلوب أن يكونوا مجتمعاً من كلاب البحر المهددة بالانقراض . فكثر عليهم أن يكونوا مجرد كلاب . لذلك يستوجب حقوقاً للعراقيين تعادل حقوق ( الكلبة الأولى ) في البيت الأبيض ( سبوت )، ورفيقها الكلب ( بارني ) اللذين يباهي بوش بحرصه على إطعامهما بنفسه كل يوم وأخذ صور إعلامية برفقتهما .
لكن ... ( كلاب البحر ) هؤلاء ، لم ينقرضوا ؟؟ وقد مات منهم بسبب حروبه التبشيرية ، نشراً للحرية والديموقراطية ، مليون عراقي ، وترملت ثلاثة ملايين امرأة أصبحن مسؤولات عن إعالة خمسة ملايين يتيم .
كيف وقد هجّر منهم من هجّر ، وسجن منهم من سجن ، وتشوّه منهم من تشوّه ، وخطف منهم من خطف ، واغتيل منهم من اغتيل ، خاصة من تجرأ على حمل قلم أو كاميرا ... مازالوا قادرين على السؤال وعلى ملء قاعة في ندوة صحافية ؟
حين وقف بوش في ذلك المؤتمر الصحافي ، ليتقبل التهاني على جرائمه ويسرد ( إنجازاته ) في العراق ، لم يقل له أحد من حراسه ( انتبه سيدي الرئيس ثمة فردتا حذاء تبحثان عنك ) .
فقد اعتاد الرجل ، حيثما حل بيننا في ضيافة السادة حكامنا ، أن يستقبل بكثير من الإجلال والانبهار . فطالما أكرمنا وفادته ، وقبّلنا في السر يده ، كما يد أبيه من قبله ، وطمأناه إلى كوننا سنظل فئراناً مخلصين متفانين في مختبر الديموقراطية الأميركية .صحيح أن الحذاء الطائر لم يصب وجه بوش ، لكنه أصاب ( واجهته ) كنبي مبعوث رحمة للعالمين ، و( وجاهته ) كرئيس لأقوى دولة في العالم .
كانت ضربة ترقى إلى مستوى اللغة التي تكلم بها جيشه مع العراقيين في الشوارع ، أثناء مداهمته لبيوتهم ، أو الرمي بهم في المعتقلات التي دخلت التاريخ بسادية وحوشها الجلادين .
عندما توجّه إليه الصحافي صارخاً ( هذه قبلة وداع من العراقيين يا كلب ! ) ماكان يتحدث عن الكلاب نفسها التي يباهي بوش برفقتها . فالعراقي لم يعرف من الكلاب سوى تلك المفترسة التي حاصرت – في صورة شهيرة – تلك الجندية الأميركية ، في سجن أبو غريب ، الرجولة العربية وهي عارية إلا من ذعرها . كم انتظر قتلانا وأسرانا ضربة تلك الحذاء ! أية فرحة كانت فرحتهم يومها .
صار من حقنا أن نسأل : إن كان بإمكان حذاء أن يصنع لحظة تاريخية فاصلة في وجداننا ، ويشهر سلاحاً أكثر فتكاً من الأسلحة المكدسة التي اشتريناها من أمريكا ، فما جدوى ما دفعناه من مال إذن ؟ ما دام بإمكان حذاء أن يرد لنا كرامة ما استطعنا استردادها برغم ترسانتنا الحربية الممتدة على مدى الخريطة العربية !
" أحلام مستغانمي "
شكراً أيتها العربية الجسورة أحلام
مع أني تمنيت أن تقولي صراحة أنه كان حذاءاً عربياً هذه المرة
صدقي أو لا تصدقي .... اعتقل منتظر الزيدي بأمر حاكم عربي
صاحب القذيفتين الشهيرتين بدل أن تدرس طريقته في ( القذف ) والسلاح الجديد لتغيير ( الواجهات )
سجنوه ....!!!!!!!!!!!
ثم بحثوا عن أصله وفصله وأوراقه السرية ففوجئوا أنه ليس جنرالاً عسكريا بل صحفي مغمور
ودهشوا ........
أنه مازال يملك حمية نبوخذ نصّر بعد مئات السنين
العربان اليوم سيداتي سادتي يخجلون أن حذاءاً عربياً غيّر واجهة بوش
والمفارقة العجيبة : أن الأمريكيين والأوروبيين باتوا يصنّعون أحذية ماركة ( الزيدي )
بينما نحن نفتخر أننا نرتدي أحذية أوربية مستعملة !!!!!!!!!!
تعليق