حب جبراني
قصة قصيرة
************
منذ ان تعرفت على أحلام ، و انا غارق في عوالم مدهشة ، كان اعظمها أكتشافي اني اعرف كيف اصف الحروف ، ولم اكن اعلم اني استطيع ذلك من قبل و كان هذا ما قلب حياتي و ربما يكون جددها ، لكني لم اصدق نفسي بعد ، فقد كنت اراود نفسي من قبل فتأبي، فاستغلقت الكتابة علي ، فكلما امسكت ورقة و قلم لاكتب ، تسودت الورقة و يأبى القلم وجعل عقلي يتقلب في الافكار و يتيه حتي لايعود قادرا على تحديد في اي فكرة يكتب فلا أفعل شيئا ، واتوقف .
عالم الكلمات عالم مدهش جعل أحلام تنجذب وتبقى صديقة لي مدة من الزمن ، لم تكن كل الامور على ما يرام طوال الوقت بالطبع ، أحلام فتاة حذرة جدا واشعر انها تخفي مشاعرها تحت الف قناع و قناع وتختار وتنتقي الكلمات وتطلب مني الالتزام ، وفي بعض الاحيان تغضب اذا كانت كلماتي تصفها بشئ جميل ، فهي لا تريد الانزلاق في متاهات السحر التي تنسجه ترانيم الكلمات ، و كما قيل "ان من البيان لسحرا" . في بعض الاحيان كانت تحيرني فتطلب مني ان لا اسالها عن نفسها لكي لا تنكشف شخصيتها لي ، ثم ياتي التناقض و تتهمني بالغموض عندما اخفي عنها من نفسي ما اخفته هي من نفسها ، حتي وصل بها الحد ان اتهمتني بالخداع ، وشعرت وقتها انها فورة حب اجتاحتها وكانت ترغب ان تقترب مني اكثر وتكون بين يدي ولكن حواجز المكان و الزمان تحول بيننا، و كانت لي نفس الرغبه !!
في ليلة كنت اجلس الي مكتبي اقرأ كتابا ، وفنجان القهوة يفوح عبقه، في لحظة اشارت شاشة الحاسوب انها موجوده ، فانصرف ذهني عما كنت اقرأ و بدأت افكر هل ستبدأ هي؟ هل يا تري هي مشغولة الان في محادثة اخري؟ ءأنتظر حتى تبدأ هي؟ هل مازلت في خاطرها؟ هل تشتاق لي كما اشتاقها؟ كل هذا كان يحدث في لحظات ولكنها بدت لي كأنها ساعات ، و مع ذلك في كل مرة كنت ابدأ انا !! لاني كنت اخاف ان تتركني و لا تعود !! . في تلك اليلة كنت أنتظرها بفارغ الصبر واشتقتها بشدة علي غير العادة ، وطاف بي طائف ممل اني ربما لن أراها ابدا ، وكانت هذه الفكرة تجعلني في كآبة و ملل عندما تمر على خاطري ، هل سابقي في عطش مستمر لها؟ تبلل شفتاي فقط قطرات من نداها اعتصرها من كل محادثة الكترونية ولكن دون حد الارتواء . تذكرت قصص حب لم يرى العاشق محبوبته ابدا وبقيت المشاعر حبيسة سطور الكلمات علي الورق و في عصرنا هذا تكون حبيسة الكترون او فوتون يستقر سحره على قرص صلب هنا اوهناك عبر الشبكة العنكبوتيه.
سالتها: ما رايك لو كنت مكانها؟ قالت: ياليت لي بعاشق مثله ، قلت لها: أتدرين ... لا احب حتى ان اتخيل ان اكون مكانه ، تفاجئت من ملاحظتي ، وتابعت انا بالقول ... هذة العلاقة التي ربما تكون لمن يقرأها في قصة ، ممتعة ، ولكنها تخقي قلقا و معاناة لم تكتب بصراحة ولكنها تستنبط من بين السطور ومن حياة العشاق و ندم بعضهم ، وقد جاء ذلك في تصريحات لمن عاصروهم و عاشوا معهم. ربما كان عزائهم في ذلك هو الخيال والاحلام التى تنسج سحرها الكلمات تحلق بهم في كل مرة ولكنها ما تلبث الا دقائق معدودات فقط وربما لحظات ثم يرتطمون بالارض مرة اخرى ويتألمون .
احلام ... اريد ان اراك ، هكذا اخبرتها ، مارايك في ان نخوض تجربة ربما تكون ممتعة ؟ نتواعد في متجر الكتب في يوم يكثر رواده ، و نري هل احدثت الكلمات قوة تجذبنا ؟ دون ان تكون علامة بيننا فيعرف كل منا الاخر ؟
قالت : سافكر ... و لم ترد بعد .
انتهت ....
التقينا صدفة بين كلمات النصوص ...
توسمت فيها حرفا يشبهني ...
وقالت هي .. ان حرفك يعجبني ...
واتفقنا ان ما يجمعنا هو صف الحروف ...
وان نترك امر التفاصيل و الوصوف ...
بدأت انسج لها حروف روايتي ...
التي فيها كل حكايتي ...
و فجأه ...
انتفضت و قالت ازعجني غموضك ...
ما هو اسمك ؟ ...
انت مخادع ... و لي خبرة بمن هم مثلك ...
ما انت الا محض رجل ...
و الرجل على الخيانة جبل ...
بهت ...
ولم ادري ما الذي حصل ...
صدمت ...
وانعقد لساني و تبخرت كل احلامي و الامل ...
و لكن .. اقول لك و لامثالك ممن يعانون سكرات الثمل ...
ان نفسي تنزهت عن الخديعة ... و ليس للخيانة فيها محل ...
و ما قال "المتنبي" في الازل ...
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ... بانني خير من تسعى به قدم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ... و يكرة الله ما تاتون و الكرم
قصة قصيرة
************
منذ ان تعرفت على أحلام ، و انا غارق في عوالم مدهشة ، كان اعظمها أكتشافي اني اعرف كيف اصف الحروف ، ولم اكن اعلم اني استطيع ذلك من قبل و كان هذا ما قلب حياتي و ربما يكون جددها ، لكني لم اصدق نفسي بعد ، فقد كنت اراود نفسي من قبل فتأبي، فاستغلقت الكتابة علي ، فكلما امسكت ورقة و قلم لاكتب ، تسودت الورقة و يأبى القلم وجعل عقلي يتقلب في الافكار و يتيه حتي لايعود قادرا على تحديد في اي فكرة يكتب فلا أفعل شيئا ، واتوقف .
عالم الكلمات عالم مدهش جعل أحلام تنجذب وتبقى صديقة لي مدة من الزمن ، لم تكن كل الامور على ما يرام طوال الوقت بالطبع ، أحلام فتاة حذرة جدا واشعر انها تخفي مشاعرها تحت الف قناع و قناع وتختار وتنتقي الكلمات وتطلب مني الالتزام ، وفي بعض الاحيان تغضب اذا كانت كلماتي تصفها بشئ جميل ، فهي لا تريد الانزلاق في متاهات السحر التي تنسجه ترانيم الكلمات ، و كما قيل "ان من البيان لسحرا" . في بعض الاحيان كانت تحيرني فتطلب مني ان لا اسالها عن نفسها لكي لا تنكشف شخصيتها لي ، ثم ياتي التناقض و تتهمني بالغموض عندما اخفي عنها من نفسي ما اخفته هي من نفسها ، حتي وصل بها الحد ان اتهمتني بالخداع ، وشعرت وقتها انها فورة حب اجتاحتها وكانت ترغب ان تقترب مني اكثر وتكون بين يدي ولكن حواجز المكان و الزمان تحول بيننا، و كانت لي نفس الرغبه !!
في ليلة كنت اجلس الي مكتبي اقرأ كتابا ، وفنجان القهوة يفوح عبقه، في لحظة اشارت شاشة الحاسوب انها موجوده ، فانصرف ذهني عما كنت اقرأ و بدأت افكر هل ستبدأ هي؟ هل يا تري هي مشغولة الان في محادثة اخري؟ ءأنتظر حتى تبدأ هي؟ هل مازلت في خاطرها؟ هل تشتاق لي كما اشتاقها؟ كل هذا كان يحدث في لحظات ولكنها بدت لي كأنها ساعات ، و مع ذلك في كل مرة كنت ابدأ انا !! لاني كنت اخاف ان تتركني و لا تعود !! . في تلك اليلة كنت أنتظرها بفارغ الصبر واشتقتها بشدة علي غير العادة ، وطاف بي طائف ممل اني ربما لن أراها ابدا ، وكانت هذه الفكرة تجعلني في كآبة و ملل عندما تمر على خاطري ، هل سابقي في عطش مستمر لها؟ تبلل شفتاي فقط قطرات من نداها اعتصرها من كل محادثة الكترونية ولكن دون حد الارتواء . تذكرت قصص حب لم يرى العاشق محبوبته ابدا وبقيت المشاعر حبيسة سطور الكلمات علي الورق و في عصرنا هذا تكون حبيسة الكترون او فوتون يستقر سحره على قرص صلب هنا اوهناك عبر الشبكة العنكبوتيه.
سالتها: ما رايك لو كنت مكانها؟ قالت: ياليت لي بعاشق مثله ، قلت لها: أتدرين ... لا احب حتى ان اتخيل ان اكون مكانه ، تفاجئت من ملاحظتي ، وتابعت انا بالقول ... هذة العلاقة التي ربما تكون لمن يقرأها في قصة ، ممتعة ، ولكنها تخقي قلقا و معاناة لم تكتب بصراحة ولكنها تستنبط من بين السطور ومن حياة العشاق و ندم بعضهم ، وقد جاء ذلك في تصريحات لمن عاصروهم و عاشوا معهم. ربما كان عزائهم في ذلك هو الخيال والاحلام التى تنسج سحرها الكلمات تحلق بهم في كل مرة ولكنها ما تلبث الا دقائق معدودات فقط وربما لحظات ثم يرتطمون بالارض مرة اخرى ويتألمون .
احلام ... اريد ان اراك ، هكذا اخبرتها ، مارايك في ان نخوض تجربة ربما تكون ممتعة ؟ نتواعد في متجر الكتب في يوم يكثر رواده ، و نري هل احدثت الكلمات قوة تجذبنا ؟ دون ان تكون علامة بيننا فيعرف كل منا الاخر ؟
قالت : سافكر ... و لم ترد بعد .
انتهت ....
التقينا صدفة بين كلمات النصوص ...
توسمت فيها حرفا يشبهني ...
وقالت هي .. ان حرفك يعجبني ...
واتفقنا ان ما يجمعنا هو صف الحروف ...
وان نترك امر التفاصيل و الوصوف ...
بدأت انسج لها حروف روايتي ...
التي فيها كل حكايتي ...
و فجأه ...
انتفضت و قالت ازعجني غموضك ...
ما هو اسمك ؟ ...
انت مخادع ... و لي خبرة بمن هم مثلك ...
ما انت الا محض رجل ...
و الرجل على الخيانة جبل ...
بهت ...
ولم ادري ما الذي حصل ...
صدمت ...
وانعقد لساني و تبخرت كل احلامي و الامل ...
و لكن .. اقول لك و لامثالك ممن يعانون سكرات الثمل ...
ان نفسي تنزهت عن الخديعة ... و ليس للخيانة فيها محل ...
و ما قال "المتنبي" في الازل ...
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ... بانني خير من تسعى به قدم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ... و يكرة الله ما تاتون و الكرم
تعليق