قصتي مع العرّافة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • لبنى علي
    .. الرّاسمة بالكلمات ..
    • 14-03-2012
    • 1907

    قصتي مع العرّافة ..

    قالَت لي عرّافَة
    التَقيتُها في قِطارِ
    وقد دَنَت مِنّي مَقعَداً
    وفي يدِها أشباهُ أحجارِ
    تُبَعثِرُها .. تُلَملِمُها
    تُوَشوِشُها ..
    فتَبوحُ بالأسرارِ
    وكانَ الوقتُ نَهارْ
    والتاريخُ ..
    التّاسِعُ من آذارْ :
    إسمَحي لي بِسؤالْ
    فقُلتُ : تفَضّلي في الحالْ
    ما بُرجُكِ ؟
    أَمْ هذا من الأسرارْ ؟
    فقُلتُ : لا أعذارْ
    فبُرجي يَسكُنُ البِحارْ
    ورَغْمَ ضَخامَتِهِ
    إلّا أنّهُ أرَقُّ منَ المَحارْ
    حتّى أنّهُ حَنى على يونِسَ
    حينَ قَوِيَ التَّيارْ
    وأسكَنَهُ جَوفَهُ
    وأَسدَلَ علَيهِ السِّتارْ
    فأطرَقَتْ هُنَيْهَةً كالعَرَّابْ
    ثمّ قالَتْ :
    يا ابنتي ..
    أُحَييكِ تحِيّةَ الأعرابْ
    ولا لَومَ ولا عِتابْ
    وأمسَكَت يدي بِتَرحابْ
    وأخَذَتْ تتتَبَّع وريدي والشِّريانْ
    وبدَأَ قلبي بالخَفَقانْ
    وأخَذَتْ تُتَمتِمُ بكَلماتٍ
    مِن قاموس الجانْ
    وتُسائِلُني :
    أما تَعِبتِ من العِشقِ
    وطولِ التّرحالْ ؟
    أما أضناكِ البُعدُ
    وكَثرَةُ الأسفارْ ؟
    وأنتِ قلبٌ أشبَهُ بالجِلّنارْ
    وحبيبُكِ ثعلَبٌ مَكّارْ
    يَروغُ مِنكِ باستِمرارْ
    وتَعلَمينَ كَم هو جَبانْ
    ودَوماً تَخسَرين معهُ الرِّهانْ
    كَم بَنى لكِ قصوراً مِن رِمالْ
    حتى نَضَبَ رَملُ البِحارْ
    وتَحَطَّمَتْ على شواطيكِ الآمالْ
    وما زِلتِ تُعطيهِ الأمانْ
    وما دَرَيْتِ أنّهُ خانْ
    وحُبُّكِ علَيهِ هانْ
    واليَومَ أراهُ في مَجلِسٍ
    تُحيطُ بهِ الأنوارْ
    وزَغاريدُ تَملأُ الدّارْ
    وزينَةٌ على كُلِّ جِدارْ
    وهو يُمسِكُ يَدَها
    ويُلبِسُها مَحبَسَ الألماسْ
    والأقراطَ .. والسِّوارْ
    قاطَعتُها وقلتُ :
    عن دوَرانها لن تكُفَّ الأرضُ
    واعلَمي وصَلَتني الأخبارْ
    وكما تَرَينَ في يَدي باقةُ أزهارْ
    أحمِلها لِلعروسَينِ في يَوم العُرسِ
    وأطوي صَفحةَ الأمسِ
    قَبلَ أنْ تَغرُب شمسُ هذا النّهارْ
    وبِدهشةٍ واستِغرابْ
    قالت : هذا عجَبُ العُجابْ
    فهَلْ رُفِعَ عنكِ الحِجابْ ؟
    فقُلتُ ودَمعُ العَينِ يَسبِقُني
    وقلبي تَعلو دَقّاتُهُ تُطرِبُني :
    نَخسَر كثيراً الرّهانْ
    ويثورُ داخِلَنا البُركانْ
    ونَعيشُ الحِرمانْ
    ولكن ليس بالإمكانْ
    أنْ نُغَيِّر خارطَةَ الأزمانْ
    حتى لا يَضيع الأمانْ
    فاليَومَ تُشرِق شَمسُها
    وتَغرُب شَمسي
    واليومَ هو سَعدُها
    وطالِعُ نَحسي
    ولكن عوّدَتنا الأقدارْ
    لا حياةَ مع اليأسِ
    وعلا صَفيرُ القطارْ
    لِيُعلِنَ الفِراقُ حانْ
    ودّعتُها وقُلتُ :
    وداعاً الآنْ ..
    سُبحانَ مَن جمَعَنا
    وما أرادَهُ كانْ
    لهُ يؤولُ الأمرُ كُلُّهُ
    في كُلِّ زَمانْ


    لبنى
    التعديل الأخير تم بواسطة لبنى علي; الساعة 25-04-2012, 19:33.

  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2

    ما أروعك لبني
    وما أجمل تعابيرك ...

    فضفاضة
    رقراقة
    ظريفة

    أكاد أرى قلبك يطل من وراء الكلمات

    صاف
    نقي

    كما لغتك التي تمتعنا وتثرينا

    استمتعت بقرائتك غاليتي

    تعليق

    • جلاديولس المنسي
      أديب وكاتب
      • 01-01-2010
      • 3432

      #3
      حقاً إستمتعت هنا بإنسيابية الحرف وتعبيراته
      تحياتي لبنى

      تعليق

      • بلال عبد الناصر
        أديب وكاتب
        • 22-10-2008
        • 2076

        #4
        جَميلة
        حـوارٌ " رائع "
        يَشد المتلقي . . .

        كل التقدير .

        تعليق

        • محمد خالد النبالي
          أديب وكاتب
          • 03-06-2011
          • 2423

          #5
          لينى علي الجميل

          شكرا للعرافة التي جعلتك تكتبين هذا الجمال وهذا الألق

          تصبين حرفك فوق ميلادكلمة جديدة

          وتصهر ببقاياها أغصان القلب المائلة الآيلة

          فأتشبث بالوقت أنحني شغفا للمطر

          شكرا لك كثيرا

          تحياتي لك

          محمد خالد النبالي
          https://www4.0zz0.com/2023/08/17/16/629628058.png

          تعليق

          • لبنى علي
            .. الرّاسمة بالكلمات ..
            • 14-03-2012
            • 1907

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
            ما أروعك لبني
            وما أجمل تعابيرك ...

            فضفاضة
            رقراقة
            ظريفة

            أكاد أرى قلبك يطل من وراء الكلمات

            صاف
            نقي

            كما لغتك التي تمتعنا وتثرينا

            استمتعت بقرائتك غاليتي


            أيتها الزاهية آمال .. طبتِ ورُقيّ الريشة وأنيق النبض

            وأصالته ورياحين الشفافيّة الربيعيّة ..

            تعليق

            • لبنى علي
              .. الرّاسمة بالكلمات ..
              • 14-03-2012
              • 1907

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة جلاديولس المنسي مشاهدة المشاركة
              حقاً إستمتعت هنا بإنسيابية الحرف وتعبيراته
              تحياتي لبنى
              أيتها الزاهية جلاديولس .. ما أبهاكِ وأناقتكِ البيانيّة النبضيّة

              وياسمين المداد .. مع أزاهير تحيّة ربيعيّة ..

              تعليق

              • لبنى علي
                .. الرّاسمة بالكلمات ..
                • 14-03-2012
                • 1907

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة بلال عبد الناصر مشاهدة المشاركة
                جَميلة
                حـوارٌ " رائع "
                يَشد المتلقي . . .

                كل التقدير .

                أيها الفاضل بلال .. دمتَ راقي الحضور المتناغم

                وأنيق الريشة الرّبيعيّة ..

                تعليق

                • لبنى علي
                  .. الرّاسمة بالكلمات ..
                  • 14-03-2012
                  • 1907

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد خالد النبالي مشاهدة المشاركة
                  لينى علي الجميل

                  شكرا للعرافة التي جعلتك تكتبين هذا الجمال وهذا الألق

                  تصبين حرفك فوق ميلادكلمة جديدة

                  وتصهر ببقاياها أغصان القلب المائلة الآيلة

                  فأتشبث بالوقت أنحني شغفا للمطر

                  شكرا لك كثيرا

                  تحياتي لك

                  محمد خالد النبالي

                  أيها الفاضل محمد .. دمتَ راقي الريشة .. أنيق العزف ..

                  أصيل النبض والبيان .. مع أزاهير تحيّة ربيعيّة ..

                  تعليق

                  • خديجة بن عادل
                    أديب وكاتب
                    • 17-04-2011
                    • 2899

                    #10
                    احساس رقيق وجميل
                    وقلب ينبض بالجمال
                    رغم فجيع المصاب
                    العرافة بقدر ما تعلم أو تسترق السمع
                    فإنها كاذبة ولو صدقت
                    لكنها لن تستطيع تغيير مسار الأقدار
                    وماعلمته هنا أن قلبك أحس بالخيانة
                    وقد آل به الحال للتزوج من أخرى
                    هذا هو حال من لا يرحم ....
                    جميلة كنت في السرد حد الإمتاع ولو أنه نزف جرح لم يندمل
                    محبتي لبنى واحترامي .
                    http://douja74.blogspot.com


                    تعليق

                    • مها منصور
                      أديبة
                      • 30-10-2011
                      • 1212

                      #11
                      رقة في الاحساس

                      ورشاقة في الحرف

                      شكراً لكِ

                      ولحضورك الجميل

                      مودتي ..

                      تعليق

                      • ريما ريماوي
                        عضو الملتقى
                        • 07-05-2011
                        • 8501

                        #12
                        رائعة انت رغم الحزن ولكن واضح
                        الرضا بقضاء الله وقدره...

                        لبنى الرقيقة استمتعت معك...
                        أعرف مم قرأت أن بطلتك ستبقى
                        قوية رغم رقتها... وانتهاء هذه
                        المرحلة من حياتها لايعني النهاية
                        بل بإذن الله سيعوضها أفضل منه....

                        شكرا لك على صياغة حلوة
                        بأسلوب سلس رشيق,
                        وأهلا بك...

                        تحيتي وتقديري.


                        أنين ناي
                        يبث الحنين لأصله
                        غصن مورّق صغير.

                        تعليق

                        • مالكة حبرشيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 28-03-2011
                          • 4544

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة لبنى علي مشاهدة المشاركة
                          قالَت لي عرّافَة
                          التَقيتُها في قِطارِ
                          وقد دَنَت مِنّي مَقعَداً
                          وفي يدِها أشباهُ أحجارِ
                          تُبَعثِرُها .. تُلَملِمُها
                          تُوَشوِشُها ..
                          فتَبوحُ بالأسرارِ
                          وكانَ الوقتُ نَهارْ
                          والتاريخُ ..
                          التّاسِعُ من آذارْ :
                          إسمَحي لي بِسؤالْ
                          فقُلتُ : تفَضّلي في الحالْ
                          ما بُرجُكِ ؟
                          أَمْ هذا من الأسرارْ ؟
                          فقُلتُ : لا أعذارْ
                          فبُرجي يَسكُنُ البِحارْ
                          ورَغْمَ ضَخامَتِهِ
                          إلّا أنّهُ أرَقُّ منَ المَحارْ
                          حتّى أنّهُ حَنى على يونِسَ
                          حينَ قَوِيَ التَّيارْ
                          وأسكَنَهُ جَوفَهُ
                          وأَسدَلَ علَيهِ السِّتارْ
                          فأطرَقَتْ هُنَيْهَةً كالعَرَّابْ
                          ثمّ قالَتْ :
                          يا ابنتي ..
                          أُحَييكِ تحِيّةَ الأعرابْ
                          ولا لَومَ ولا عِتابْ
                          وأمسَكَت يدي بِتَرحابْ
                          وأخَذَتْ تتتَبَّع وريدي والشِّريانْ
                          وبدَأَ قلبي بالخَفَقانْ
                          وأخَذَتْ تُتَمتِمُ بكَلماتٍ
                          مِن قاموس الجانْ
                          وتُسائِلُني :
                          أما تَعِبتِ من العِشقِ
                          وطولِ التّرحالْ ؟
                          أما أضناكِ البُعدُ
                          وكَثرَةُ الأسفارْ ؟
                          وأنتِ قلبٌ أشبَهُ بالجِلّنارْ
                          وحبيبُكِ ثعلَبٌ مَكّارْ
                          يَروغُ مِنكِ باستِمرارْ
                          وتَعلَمينَ كَم هو جَبانْ
                          ودَوماً تَخسَرين معهُ الرِّهانْ
                          كَم بَنى لكِ قصوراً مِن رِمالْ
                          حتى نَضَبَ رَملُ البِحارْ
                          وتَحَطَّمَتْ على شواطيكِ الآمالْ
                          وما زِلتِ تُعطيهِ الأمانْ
                          وما دَرَيْتِ أنّهُ خانْ
                          وحُبُّكِ علَيهِ هانْ
                          واليَومَ أراهُ في مَجلِسٍ
                          تُحيطُ بهِ الأنوارْ
                          وزَغاريدُ تَملأُ الدّارْ
                          وزينَةٌ على كُلِّ جِدارْ
                          وهو يُمسِكُ يَدَها
                          ويُلبِسُها مَحبَسَ الألماسْ
                          والأقراطَ .. والسِّوارْ
                          قاطَعتُها وقلتُ :
                          عن دوَرانها لن تكُفَّ الأرضُ
                          واعلَمي وصَلَتني الأخبارْ
                          وكما تَرَينَ في يَدي باقةُ أزهارْ
                          أحمِلها لِلعروسَينِ في يَوم العُرسِ
                          وأطوي صَفحةَ الأمسِ
                          قَبلَ أنْ تَغرُب شمسُ هذا النّهارْ
                          وبِدهشةٍ واستِغرابْ
                          قالت : هذا عجَبُ العُجابْ
                          فهَلْ رُفِعَ عنكِ الحِجابْ ؟
                          فقُلتُ ودَمعُ العَينِ يَسبِقُني
                          وقلبي تَعلو دَقّاتُهُ تُطرِبُني :
                          نَخسَر كثيراً الرّهانْ
                          ويثورُ داخِلَنا البُركانْ
                          ونَعيشُ الحِرمانْ
                          ولكن ليس بالإمكانْ
                          أنْ نُغَيِّر خارطَةَ الأزمانْ
                          حتى لا يَضيع الأمانْ
                          فاليَومَ تُشرِق شَمسُها
                          وتَغرُب شَمسي
                          واليومَ هو سَعدُها
                          وطالِعُ نَحسي
                          ولكن عوّدَتنا الأقدارْ
                          لا حياةَ مع اليأسِ
                          وعلا صَفيرُ القطارْ
                          لِيُعلِنَ الفِراقُ حانْ
                          ودّعتُها وقُلتُ :
                          وداعاً الآنْ ..
                          سُبحانَ مَن جمَعَنا
                          وما أرادَهُ كانْ
                          لهُ يؤولُ الأمرُ كُلُّهُ
                          في كُلِّ زَمانْ


                          لبنى
                          لله درك عزيزتي لبنى
                          ما كل هذا الدفق ؟
                          ما كل هذا الجمال ؟
                          هنا قصة رائعة بكل المقاييس
                          هنا قصيدة تفعيلة وان كنت لا اعرف المواصفات
                          لكن من خلال قراءاتي وجدتها =تفعيلي
                          المهم انها نص جميل يشد العابر الى ابعد حد
                          لا يسمح بالرحيل
                          شكرا لبنى استمتعت معك كثيرا

                          تعليق

                          • محمد خالد النبالي
                            أديب وكاتب
                            • 03-06-2011
                            • 2423

                            #14
                            سلام الله
                            تم اختيار النص كخاطرة ادبية مميزة للغرفة الصوتية
                            https://www4.0zz0.com/2023/08/17/16/629628058.png

                            تعليق

                            • لبنى علي
                              .. الرّاسمة بالكلمات ..
                              • 14-03-2012
                              • 1907

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركة
                              احساس رقيق وجميل
                              وقلب ينبض بالجمال
                              رغم فجيع المصاب
                              العرافة بقدر ما تعلم أو تسترق السمع
                              فإنها كاذبة ولو صدقت
                              لكنها لن تستطيع تغيير مسار الأقدار
                              وماعلمته هنا أن قلبك أحس بالخيانة
                              وقد آل به الحال للتزوج من أخرى
                              هذا هو حال من لا يرحم ....
                              جميلة كنت في السرد حد الإمتاع ولو أنه نزف جرح لم يندمل
                              محبتي لبنى واحترامي .

                              طبتِ يا خديجة البهاء أنتِ والأناقة الحضورية ..

                              دمتِ ريحانة عطرة لا ينضب بريقها أبدًا ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X