قالَت لي عرّافَة
التَقيتُها في قِطارِ
وقد دَنَت مِنّي مَقعَداً
وفي يدِها أشباهُ أحجارِ
تُبَعثِرُها .. تُلَملِمُها
تُوَشوِشُها ..
فتَبوحُ بالأسرارِ
وكانَ الوقتُ نَهارْ
والتاريخُ ..
التّاسِعُ من آذارْ :
إسمَحي لي بِسؤالْ
فقُلتُ : تفَضّلي في الحالْ
ما بُرجُكِ ؟
أَمْ هذا من الأسرارْ ؟
فقُلتُ : لا أعذارْ
فبُرجي يَسكُنُ البِحارْ
ورَغْمَ ضَخامَتِهِ
إلّا أنّهُ أرَقُّ منَ المَحارْ
حتّى أنّهُ حَنى على يونِسَ
حينَ قَوِيَ التَّيارْ
وأسكَنَهُ جَوفَهُ
وأَسدَلَ علَيهِ السِّتارْ
فأطرَقَتْ هُنَيْهَةً كالعَرَّابْ
ثمّ قالَتْ :
يا ابنتي ..
أُحَييكِ تحِيّةَ الأعرابْ
ولا لَومَ ولا عِتابْ
وأمسَكَت يدي بِتَرحابْ
وأخَذَتْ تتتَبَّع وريدي والشِّريانْ
وبدَأَ قلبي بالخَفَقانْ
وأخَذَتْ تُتَمتِمُ بكَلماتٍ
مِن قاموس الجانْ
وتُسائِلُني :
أما تَعِبتِ من العِشقِ
وطولِ التّرحالْ ؟
أما أضناكِ البُعدُ
وكَثرَةُ الأسفارْ ؟
وأنتِ قلبٌ أشبَهُ بالجِلّنارْ
وحبيبُكِ ثعلَبٌ مَكّارْ
يَروغُ مِنكِ باستِمرارْ
وتَعلَمينَ كَم هو جَبانْ
ودَوماً تَخسَرين معهُ الرِّهانْ
كَم بَنى لكِ قصوراً مِن رِمالْ
حتى نَضَبَ رَملُ البِحارْ
وتَحَطَّمَتْ على شواطيكِ الآمالْ
وما زِلتِ تُعطيهِ الأمانْ
وما دَرَيْتِ أنّهُ خانْ
وحُبُّكِ علَيهِ هانْ
واليَومَ أراهُ في مَجلِسٍ
تُحيطُ بهِ الأنوارْ
وزَغاريدُ تَملأُ الدّارْ
وزينَةٌ على كُلِّ جِدارْ
وهو يُمسِكُ يَدَها
ويُلبِسُها مَحبَسَ الألماسْ
والأقراطَ .. والسِّوارْ
قاطَعتُها وقلتُ :
عن دوَرانها لن تكُفَّ الأرضُ
واعلَمي وصَلَتني الأخبارْ
وكما تَرَينَ في يَدي باقةُ أزهارْ
أحمِلها لِلعروسَينِ في يَوم العُرسِ
وأطوي صَفحةَ الأمسِ
قَبلَ أنْ تَغرُب شمسُ هذا النّهارْ
وبِدهشةٍ واستِغرابْ
قالت : هذا عجَبُ العُجابْ
فهَلْ رُفِعَ عنكِ الحِجابْ ؟
فقُلتُ ودَمعُ العَينِ يَسبِقُني
وقلبي تَعلو دَقّاتُهُ تُطرِبُني :
نَخسَر كثيراً الرّهانْ
ويثورُ داخِلَنا البُركانْ
ونَعيشُ الحِرمانْ
ولكن ليس بالإمكانْ
أنْ نُغَيِّر خارطَةَ الأزمانْ
حتى لا يَضيع الأمانْ
فاليَومَ تُشرِق شَمسُها
وتَغرُب شَمسي
واليومَ هو سَعدُها
وطالِعُ نَحسي
ولكن عوّدَتنا الأقدارْ
لا حياةَ مع اليأسِ
وعلا صَفيرُ القطارْ
لِيُعلِنَ الفِراقُ حانْ
ودّعتُها وقُلتُ :
وداعاً الآنْ ..
سُبحانَ مَن جمَعَنا
وما أرادَهُ كانْ
لهُ يؤولُ الأمرُ كُلُّهُ
في كُلِّ زَمانْ
التَقيتُها في قِطارِ
وقد دَنَت مِنّي مَقعَداً
وفي يدِها أشباهُ أحجارِ
تُبَعثِرُها .. تُلَملِمُها
تُوَشوِشُها ..
فتَبوحُ بالأسرارِ
وكانَ الوقتُ نَهارْ
والتاريخُ ..
التّاسِعُ من آذارْ :
إسمَحي لي بِسؤالْ
فقُلتُ : تفَضّلي في الحالْ
ما بُرجُكِ ؟
أَمْ هذا من الأسرارْ ؟
فقُلتُ : لا أعذارْ
فبُرجي يَسكُنُ البِحارْ
ورَغْمَ ضَخامَتِهِ
إلّا أنّهُ أرَقُّ منَ المَحارْ
حتّى أنّهُ حَنى على يونِسَ
حينَ قَوِيَ التَّيارْ
وأسكَنَهُ جَوفَهُ
وأَسدَلَ علَيهِ السِّتارْ
فأطرَقَتْ هُنَيْهَةً كالعَرَّابْ
ثمّ قالَتْ :
يا ابنتي ..
أُحَييكِ تحِيّةَ الأعرابْ
ولا لَومَ ولا عِتابْ
وأمسَكَت يدي بِتَرحابْ
وأخَذَتْ تتتَبَّع وريدي والشِّريانْ
وبدَأَ قلبي بالخَفَقانْ
وأخَذَتْ تُتَمتِمُ بكَلماتٍ
مِن قاموس الجانْ
وتُسائِلُني :
أما تَعِبتِ من العِشقِ
وطولِ التّرحالْ ؟
أما أضناكِ البُعدُ
وكَثرَةُ الأسفارْ ؟
وأنتِ قلبٌ أشبَهُ بالجِلّنارْ
وحبيبُكِ ثعلَبٌ مَكّارْ
يَروغُ مِنكِ باستِمرارْ
وتَعلَمينَ كَم هو جَبانْ
ودَوماً تَخسَرين معهُ الرِّهانْ
كَم بَنى لكِ قصوراً مِن رِمالْ
حتى نَضَبَ رَملُ البِحارْ
وتَحَطَّمَتْ على شواطيكِ الآمالْ
وما زِلتِ تُعطيهِ الأمانْ
وما دَرَيْتِ أنّهُ خانْ
وحُبُّكِ علَيهِ هانْ
واليَومَ أراهُ في مَجلِسٍ
تُحيطُ بهِ الأنوارْ
وزَغاريدُ تَملأُ الدّارْ
وزينَةٌ على كُلِّ جِدارْ
وهو يُمسِكُ يَدَها
ويُلبِسُها مَحبَسَ الألماسْ
والأقراطَ .. والسِّوارْ
قاطَعتُها وقلتُ :
عن دوَرانها لن تكُفَّ الأرضُ
واعلَمي وصَلَتني الأخبارْ
وكما تَرَينَ في يَدي باقةُ أزهارْ
أحمِلها لِلعروسَينِ في يَوم العُرسِ
وأطوي صَفحةَ الأمسِ
قَبلَ أنْ تَغرُب شمسُ هذا النّهارْ
وبِدهشةٍ واستِغرابْ
قالت : هذا عجَبُ العُجابْ
فهَلْ رُفِعَ عنكِ الحِجابْ ؟
فقُلتُ ودَمعُ العَينِ يَسبِقُني
وقلبي تَعلو دَقّاتُهُ تُطرِبُني :
نَخسَر كثيراً الرّهانْ
ويثورُ داخِلَنا البُركانْ
ونَعيشُ الحِرمانْ
ولكن ليس بالإمكانْ
أنْ نُغَيِّر خارطَةَ الأزمانْ
حتى لا يَضيع الأمانْ
فاليَومَ تُشرِق شَمسُها
وتَغرُب شَمسي
واليومَ هو سَعدُها
وطالِعُ نَحسي
ولكن عوّدَتنا الأقدارْ
لا حياةَ مع اليأسِ
وعلا صَفيرُ القطارْ
لِيُعلِنَ الفِراقُ حانْ
ودّعتُها وقُلتُ :
وداعاً الآنْ ..
سُبحانَ مَن جمَعَنا
وما أرادَهُ كانْ
لهُ يؤولُ الأمرُ كُلُّهُ
في كُلِّ زَمانْ
لبنى
تعليق