الأب والابن وإشكالية العلاقة المقدسة - ترجمة الفيلم التركي Babam Ve Oglum

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مـستشار في الترجمة المرئية
    • 26-09-2011
    • 386

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
    شكرا على جهدك أستاذ فيصل

    أجيب على سؤال الأستاذ غسان خلاصي: أين الأفلام التركية الهادفة طوال العقود الماضية؟ أولا

    أقول: تركيا تنتج دائما أفلاما ومسلسلات راقية جدا، لكن المتنفذون التافهون عندنا لا يأتون إلا بأفلام ومسلسلات الصابون والشوربة!

    منذ ما يربو على ثلاثين عاما حضرت فلما تركيا بعنوان الأرض أمي لست أنساه حتى هذه اللحظة.. بحثت عنه عندما تيسر الأمر ووجدته ورأيته مرات ومرات

    فالجيد موجود دائما.. ولكن هل نبحث عنه؟

    سقط سهوا أستاذ فيصل ترجمة اسم المخرج ( التركي جيجان إيماك)، وعندما نظرت إلى ملصق الفلم وجدته ( جاغان إرماك )

    تحيتي وتقديري
    شكرا لك أستاذي مصطفى الصالح على ما تفضلت به من مداخلة طيبة وجميلة.

    وبخصوص اسم المخرج، فصحيح معك حق، واعتذر عن هذا السهو. وجوزيت خيرًا على دقة ملاحظتك.

    ويبدو أن العتب على النظارات أو كما يطلقون عليها بالشام "العوينات". أما إذا كان الخلل من النظر فهذه مشكلة عويصة، ونسأل الله السلامة، فهذه النعمة الربانية لا تعوضها نعم مصطنعة، أما إخوتنا المكفوفين فقد عوضهم الله عز وجل بنعمة البصيرة. فطوبى لهم ولقربهم من الحق تبارك وتعالى.

    تقبل مني أطيب تحية





    تصميم سائد ريان

    تعليق

    • فيصل كريم
      مـستشار في الترجمة المرئية
      • 26-09-2011
      • 386

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
      أستاذي و أخي الرائع المترجم القدير
      فيصل كريم
      ها أني أعود من جديد بعد أن شاهدت الفلم البارحة
      لقد كنت على موعد مع الترجمة المحنكة الراقية و الفلم القيم الهادف
      كان الفلم مؤثرا جدا و كان أن ذرفت الدموع لدقائق طويلة
      ما أعظم عاطفة الأب نحو ابنه ..فرغم قساوته و تمسكه بمظهره الارستقراطي في المجتمع
      و تقاليده العرفية كان يبكي فراق ابنه و هو يشاهد لقطات صُورت لطفله الذي غادر منذ زمن
      كان ضعيفا إلى أبعد الحدود أمام حبه الكبير لإبنه ..هذا الحب الذي كان يحاول أن يخفيه
      رغم كل هذا لم يستطع مقاومة ضحكة حفيده الذي كان يرى فيها ابنه الذي هجره
      كان فلما راااااااائعا نطل من خلاله على عادات تركية ربما نجدها غريبة في بعض مجتمعاتنا
      الفلم كان يقول : حتى لو ظن الإبن أن اباه قاس و لا يحبه فهذا مستحييييييييييييل
      لقد خُلقنا لنحب أبناءنا ...فلذات أكبادنا
      كان الفلم يعالج تباين وجهات نظر جيلين...التي تتلاحم عند الشدائد
      مازلتُ تحت تأثير روعة الفلم و لن أكون موضوعية لو تحدثت أكثر
      شكرااااااااااااااااا من الأعماق أخي فيصل على هذه الترجمة التي عرفتنا من خلالها على حضارات أخرى
      و لامسنا عاطفةً إلاهية مقدسة لن تموت مهما قسا عليها الزمن
      وددت لو أن الكل يشاهد الفلم و صدقوني ستحبون أبناءكم أكثر و ستقبلون التراب الذي يمشي عليه الوالدين
      هل أكون صريحة معكم و أقول ما أحسست به بعد نهاية الفلم؟
      لقد كانت عيناي مورمتين و كنت أبحث عن صور أبي و أمي رحمهما الله.. في الجهاز..
      و ما إن رأيتهما حتى انهرت باكية
      و أنا اقول لهما و كأنهما يستمعان لي: أعتذر منكما لو أنا سببت لكما أي إزعاج طوال حياتكما ...
      أعتذر منكما و بشدة ( رغم أنني و الله العظيم كنت ابنة بارة بكل ما في هذه الكلمة من معنى..
      و الله شهيد على ما أقول)
      كان عندي إحساس كبير أني قصرت معهما ...فمهما نقوم به تجاه الوالدين لن نفيهما حقهما
      ألم اقل لكم أنني لو استرسلت لا أضمن ما اقول؟
      جزاك الله كل خير أخي فيصل كريم الظفيري
      الأستاذة الفاضلة منيرة الفهري، أشكرك مرتين. الأولى على جهدك بتحميل الفيلم ومشاهدته وتأمل معانيه والشعور بما فيه من مشاعر صادقة. والثانية على ما تفضلت بذكره من انطباعات صادقة وأحاسيس مفعمة بروح الابنة المخلصة لوالديها وإن توفيا رحمهما الله ورحم جميع أموات المسلمين.

      وقد ذكرنا فيما سبق أن الإنسان لا تنقطع صلته مع ابنائه وبناته الصالحين والصالحات، اقتداء بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام

      "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"

      أي أن الإنسان يرحمه الله بقبره متى ما كان ابناؤه وبناته الصالحين مؤدين لواجبات الله وحقوقه، فإذا صلوا صبت حسناتهم بكتابه وكذا إذا زكوا وتصدقوا وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، بل إن أي عمل صالح يقوم به الابناء يصب بمشيئة الله بحسنات الآباء والأمهات وهم في قبورهم راقدون، هذا فضلا عن الحسنات المضاعفة التي يجنيها فاعل العمل الصالح.


      اسمحي لي بأخذ اقتباس من مشاركتك يا أستاذة منيرة لصدر الموضوع لأهميته كونك شاهدتِ العمل وتأملتِ أفكاره ومعانيه.

      تقبلي أطيب تحية





      تصميم سائد ريان

      تعليق

      • نايف ذوابه
        عضو الملتقى
        • 11-01-2012
        • 999

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة فيصل كريم مشاهدة المشاركة
        بسم الله الرحمن الرحيم

        أحييكم أيها الأخوة والأخوات الكرام، وأقدم لكم هذا العمل السينمائي الذي يفتح لنا نافذة نحو تركيا. ومن الجميل أن تكون هذه النافذة معبرة عن العلاقة المقدسة بين الأب وابنه. ومشاهدة هذا العمل قد تعتبر عملية غير سهلة لما يكتنفه من تحريك شديد للمشاعر وتأثير عميق بالنفس. وعلى هذا فإني أنبه جميع المشاهدين الكرام حتى لا ألام بعد ذلك.
        من النادر أن نرى السينما تتطرق لعلاقة الأب بابنه من منظور صادق وشفاف. ولكن هذا ما قرر المخرج التركي جاغان إيرماك أن يعرضه عبر هذا العمل. والفيلم يتحدّى المشاهدين بطريقة غير اعتيادية لأن مواجهة الصدق الواضح قد لا يتحملها كثير من الناس، لا سيما عبر علاقة قد تأخذ الجانب الإشكالي خصوصًا في هذا العصر المعقد والذي بلغت به الرغبة بتحقيق المصلحة الذاتية والأنانية الشديدة مبلغًا كبيرا. لم تعد علاقة الابن بأبيه أو الأب بابنه كما كانت بالماضي، حيث البساطة والوضوح والاحترام والمحبة. فقواعد الزمن قد تغيرت والأحوال تبدلت. فرأينا ابناء وبنات عقوا آباءهم وأمهاتهم، وشهدنا آباء وأمهات قسوا على فلذات أكبادهم ولم يمنحوهم رعايتهم وحقوقهم. وبالتالي فإن من الصعب الالتماس بقضية مواجهتنا لأنفسنا بكل شفافية وصدق وقياس درجة تنفيذنا لواجباتنا قبل مطالبتنا بحقوقنا. فلا بأس من تحرك المشاعر وذرف الدموع إن تسنى للمرء مشاهدة العمل، فهذا أيضا دليل على الصدق ونقاء السريرة. لكن يبقى الأهم، وهو ماذا قدمنا لوالدينا لكي يرضيا عنا حتى وإن قسى الزمن ووقعنا ضحايا له. فهذا ما أمرنا ربنا عز وجل به
        ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً)) الإسراء
        وعلينا كآباء أن نصون حقوق الابن أيضا ولا نكن كهذا الرجل الذي أتى عمر بن الخطاب رضي الله يشكو عقوق ابنه، فاستدعى أمير المؤمنين الابن وسأله: لماذا عققت أباك؟ فقال الابن: ما حق الابن على أبيه يا أمير المؤمنين؟ فقال له: أن يختار له أماً صالحة، وأن يحسن تسميته، وأن يعلمه كتاب الله.. فقال له الابن: أبي تزوج أمة سوداء فأنجبتني، وسماني جعراناً (أي صرصاراً)، ولم يعلمني آية واحدة من كتاب الله.. فقال أمير المؤمنين للأب: اذهب فقد عققت ابنك قبل أن يعقك.
        وإلى جانب موضع علاقة الأب بالابن، فإن العمل يطرح قضية الغربة بكل تداعياتها النفسية. والغربة هنا ليست غربة الوطن والديار أو الغربة المادية، بل غربة النفس داخل الوطن وداخل العائلة. وهي بلا شك أشد وأقسى من الأولى وعلاجها أصعب إن لم يكن من المستحيلات. وقد ذكر الشاعر الكبير بدر شاكر السياب هذه الغربة بقصيدته الجميلة "غربة الروح"

        [gasida="type=3 title="غربة الروح" color=#cc6666 width="100%" border="4px none #66ff66" font="bold x-large 'traditional arabic'" bkimage="""]
        يا غربةَ الروح في دنيا من الحَجَر
        و الثلج و القار و الفولاذ و الضجر ِ,
        يا غربة الروح ... لا شمس ٌ فأأتلقُ
        فيها ولا أفقُ
        يطير فيه خيالي ساعة َ السَّحَر ِ .
        نارٌ تضيء الخواء البرد’ تحترقُ
        فيها المسافات, تًدنيني , بلا سَفَرِ ,
        من نخل جيكورَ أجني دانيَ الثَّمَرِ .
        نارٌ بلا سَمَرِ
        إلاّ أحاديثَ من ماضيَّ تندفقُ
        كأنهنّ حفيفٌ منه أخيلةٌ
        في السّمْع باقية تبكي بلا شَجَرِ .
        ياغربةَ الروح في دنيا من الحَجَر!


        مسدودة كلُّ آفاقي بأبنية ٍ
        سودٍ , وكانت سمائي يلهث البَصَرُ
        في شطِّها مثل طير ٍ هدَّه السَّفَرُ:
        النهر والشَّفَقُ
        يميلُ فيه شراعٌ يرجف الألقُ
        في خَفقِهِ ,وهو يحثو ,كلما ارتعشا
        دنيا فوانيسَ في الشطَّين تحترقُ,
        فراشة بعد أخرى تنشر الغبَشا
        فوق الجناحين ...حتى يلهَث النّظرُ
        الحبُّ كان انخطاف َ الروح ناجاها
        روحٌ سواها , له من لمسةٍ بيدِ
        ذخيرةٌ من كنوز ٍ دونما عَدَدِ .
        الحب ليس انسحاقاً في رحى الجَسَدِ
        ولا عشاءً وخمراً من حُميَّاها
        تلتفُّ ساقٌ بساقٍ وهي خادرةٌ
        تحت الموائد تُخفي نشوةَ البَشَر ِ
        عن نشوةِ الله من هَمْس ٍ و من سَمَر ِ
        في خيمَةِ القَمَر ِ .
        يا غربة َ الروح لا روحٌ فتهواها.


        لولا الخيالات من ماضيَّ تنسربُ
        كأنها النوم مغسولاً به التَّعَبُ
        لم يترك الضجرُ
        مني ابتساماً لزوج ٍ سوف ألقاها
        إن عدتُ من غربة المنفى : هو السَّحَرُ
        و الحلم كالطلِّ مبتلاً به الزَّهرُ
        يمس جفنين من نور ٍ وينسكبُ
        في الروح أفرحها حيناً وأشجاها .
        تسللتْ طرقتي للباب تقتربُ
        من وَعيها وهو يغفو ثم تنسحبُ ,
        ونشَّرالحُلُمُ أستاراً فأخفاها
        ورفَّ جفناها
        حتى كأنَّ يدي
        إذ تطرق الباب مسَّت ْ منهما : " واها !
        من دقّ بابي ؟ أهذا أنت يا كبدي ؟"
        وذاب في قبلتي ما خلَّفَ السَّهَرُ
        في عينها من نعاس , فهْي تزدهر
        كوَردَةٍ فُتّحت للفجر عيناها .
        [/gasida]
        المشاركة الأصلية بواسطة فيصل كريم مشاهدة المشاركة



        وعندما نعود لعملنا الذي أقدم لحضراتكم ترجمته اليوم، فأود عبر هذا الموضوع عرض كلمة االصديق العزيز والأخ الفاضل سعيد عبد الجليل مدير قسم الترجمة المرئية في موقع الديفيدي العربي حيث تفضل بتحليل العمل فنيا. ولكن قبل ذلك، أود الإشارة إلى أن الترجمة هنا تعرض روح العمل إجمالا وقد لا تتسم بالدقة الشديدة بنقل المفردات والعبارات التركية الأصيلة، وذلك لاعتمادي أساسًا على ملف ترجمة إنجليزي لترجمة الفيلم، وهو ما قد يبعد جانبًا من روح العمل المتدفق خصوصًا وأن اللغتين العربية والتركية أقرب لبعضهما من اللغة الإنجليزية ثقافيًا ودينيًا وشعوريًا. ولعل محاولتي بتقريب هذه الفجوة تفلح بعدم ملاحظة هذا التباعد الذي لا بد منه.

        وقد تفضل الأستاذ سعيد عبد الجليل بكتابة هذا التحليل الفني


        وتفضلت الأستاذة منيرة الفهري رئيسة قسم الترجمة بملتقى الأدباء والمبدعين العرب بتقديم انطباعات لها بعد مشاهدة الفيلم وتأمل معانيه، وهذا اقتباس لما تفضلت به مشكورة:
        لتنزيل الترجمة والتورنت

        من هنا

        ملحوظة: يرجى النقر على أيقونة download لتحميل الملف الذي يحتوي الترجمة والتورنت مباشرة

        مشاهدة ممتعة بإذن الله

        وتقبلوا مني أطيب تحية


        فيصل كريم




        ا
        لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

        عدت ثانية بعد مشاهدة الفيلم مشاهدة متأنية كنت خلالها أعيد بعض المشاهد ثانية لأتأملها وأتأكد مما كتب وترجم أيضا ..

        لا شك أن الفيلم يعالج عواطف نبيلة وقضايا إنسانية يتفاعل معها الإنسان بصفته إنسانا مهما كانت لغة الفيلم ومهما كانت ثقافة مخرجه أو أحداثه .. فالأمومة والبنوة والأبوة موجودة حتى في الطيور والحشرات وحتى الوحوش الكاسرة تلين قلوبها أمام هذه العواطف ..
        من أبرز القضايا التي عالجها الفيلم هي صراع الأجيال .. الآباء يريدون أبناءهم على شاكلتهم جدًّا وصرامة وتفكيرا ورغبات وميولا .. وطبعا هذا مستحيل فلكل زمان دولة ورجال.. مع يقيني أحيانا أن الإنسان بإمكانه أن يرضي والديه ويشبع نهم أحلامهما وطموحهما .. ليس سيئا في كثير من الأحيان أن نلبي طموح الوالدين .. الأب أراد ابنه مهندسا زراعيا ليلتحق بالأسرة ويفلح الأرض بثقافة المهندس وعلمه الذي تعلمه لكن الابن أراد أن يكون منظرا يساريا ومفكرا اشتراكيا وبعبارة الأب فوضويا فدرس الصحافة .. فسجن وبسبب التعذيب وحالة السجن السيئة فقد إحدى رئتيه .. كذا هي السجون في دول العالم الثالث حرب على المعارضة وقتل نفسي وصحي لسجناء الرأي ولا تسل مثل خبير .. حدثني أحد أصهاري عن قصة شاب سوري درس الطب في جامعة دمشق تلبية لرغبة والده وكان متفوقا .. وكان يرغب في دراسة الهندسة ودرس الطب ثلاث سنوات وكان متفوقا والأول على دفعته وفي السنة الثالثة لم يمض وقت من العام الدراسي حتى توفي والده وبعد بضعة أشهر توفيت والدته .. وفي نهاية السنة الثالثة إثر وفاة والديه .. حدث نفسه قائلا من درست الطب لإرضائهما ماتا رحمهما الله .. إذن فلأحول إلى الهندسة .. وذهب إلى عميد كلية الهندسة وأخبره بقصته .. وطلب منه أن يسمح له أن يحول إلى الهندسة وتحول إلى كلية الهندسة وكان الأول على دفعته أيضا ..

        البر لا يبلى والديان لا يموت ..
        الفيلم ليس فيه سوى مسحة من إسلام .. للأسف وفيه قضايا تخالف العقيدة .. منها حين انهار حسين الأب عقب وفاة صادق، ولام نفسه أن سمح لصادق بالرحيل والذهاب للجامعة وخاطب نفسه بأنه كان عليه ألا يسمح له وقال: أنا جلبت له الموت .. ثم قول الجدة نينا خاتون بأن الموتى يرفعون إلى السماء ويخاطبوننا من السماء ..
        صحيح الحب القديم لا ينطفئ وأي نفخ في الرماد يلهب الجمر لكن أظن أن ذهاب بيرجول إلى صادق وهو بالمستشفى بعد أن اصطحبها الأب حسين يعد خيانة زوجية .. لا أظن أن المجتمع التركي يتقبل هذه الفكرة .. امرأة متزوجة تذهب لزيارة حبيب قديم بغض النظر عن الداعي الإنساني .. هذه خيانة عاطفية .. استغلها المخرج للترويج للفيلم ..

        أعجبني تمثيل الأم نينا خاتون .. مثلت الأمومة بشكل عاطفي مؤثر أيضا في رعايتها لحفيدها كانت بارعة في تمثيل عاطفة الجدة .. وحنوها على حفيدها .. تمثيل حسين كان قويا وكذا صادق وسالم والخالة جولباييز ..

        عاد صادق ليموت في مسقط رأسه .. وليكون لابنه دار .. وطن .. المربى حنون ..
        قوة الفيلم في قوة فكرته .. لكن في تقديري أن تركيا تغيرت ولو عاد المخرج لإخراج فيلمه لغير أشياء كثيرة من أفكار الفيلم بما يتناسب مع العثمانية الجديدة التي تغزو تركيا والتي جعلت حزب الحرية والعدالة يتسيد الساحة السياسية .. العثمانية الجديدة التي تربط حاضر تركيا بماضيها العريق وثقافتها التي لوثتها العلمانية والعسكر وأساؤوا إلى هذا الماضي وحجموه .. وبانتظار تركيا دور أكبر نتيجة حنينها إلى ماضيها الذي يدمجها مع الشرق .. الشرق لا الغرب الذي أراد الهالك مصطفى كمال أتاتورك أن يربطها به وعبثا أن يقبل الغرب أن يدمج تركيا فيها على الرغم من استماتة تركيا في دخول السوق الأوربية المشتركة .. لأن تركيا قدرها أن تكون جزءا حضاريا من هذا الشرق العظيم .. وخاصة بعد أن تسيدت المنطقة أربعة قرون قادت فيه الشرق وسارت بجحافل جيوشها نحو الغرب ووقفت جيوشها على أسوار فينا .. ما أجمل تلك اللوحة التي حدثنا عنها الدكتور محمد راتب النابلسي والتي رآها في متحف فينا تصور جنديا عثمانيا على أسوار فينا يشتري العنب من فتاة نمساوية يتناول منها قطف العنب ويناولها ثمنه وهو غاض بصره عنها .. !! إنها لوحة حضارية تمثل الجندي التركي المسلم .. حامل الحضارة والرسالة والهداية .. هذه هي تركيا ..

        [glint]
        ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ
        عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ
        فــإذا تكلّـمتِ الشّــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

        وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

        [/glint]

        تعليق

        يعمل...
        X