قراءة في قصـ( تُرى/ محمد فطومى)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #16
    الله يا أبا فهد
    مدهش و الله
    سلمت يدك

    لكن الأمر مازال خاضعا لتفكيك .. لا أدري لم أستشعر أن هناك حلقة ماتزال معلقة
    و لم يتطرق إليها أحد
    أو ربما تطرق بطريقته و لم أستوعب

    بوركت أخي
    sigpic

    تعليق

    • محمد سليم
      سـ(كاتب)ـاخر
      • 19-05-2007
      • 2775

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة
      الاخ العزيز محمد سليم، يبدو أني وضعت مشاركتي في المكان الخطأ،
      فأرجو حذفها لأضعها في مكان مناسب
      لك كل التحية والتقدير


      غفران بين الشطوب

      القصة عبارة عن مقاطع منفصلة، شذرات معزولة أو قطع متكسرة مما يجب أن يكون كلا كاملا، هي جزر منفصلة تعزلها صدوع سحيقة (يمثل عمقها أو عقمها البعد الزمني والمكاني) دون ماء يحيط بها ليعزلها ويربطها في آن. بل إن غياب السوائل بكافة أنواعها غياب ذو دلالة، يؤكد الجفاف الحاد حتى تجف سيولة الذكريات فتتساقط شظايا لا رابط بينها غير الراوي الذي جعل من "ترى" وسيلة أمنية وسبيل اكتشاف. ويتجلى غياب السوائل بدءا في جفاف علب الحليب الفارغة التي احتلت موقع الحليب (على ما لهذا الاحتلال من تداعيات دلالية)، والإحالة الوحيدة إلى الماء جاءت متأخرة جدا في "أنبوب" لا يصل بيتهم أبدا بل إن كان له أن يسيل، لابد أن يمر "قريبا" من بيتهم، لكن أمنية القرب هذه جاءت مشفوعة بالمحال، بـ "يا ترى" على أعقاب "هل": "هل سيمر أنبوب الماء بالقرب من بيتنا يا ترى"؟ ومما يفاقم المفارقة ويقضي على هذا الرجاء أن السؤال التالي مباشرة يجعل من المحال تحديد موقع البيت والـ "نحن"، وبالتالي تحديد "قرب" أنبوب الماء: "ترى أين نحن؟" إذن ما أبعد مسار الماء "القريب" من بيت لا يعلم من فيه أين هم! هذا التباعد حتى داخل القطعة الواحدة، التي تبدو لوهلة أنها مترابطة، تعيدنا إلى بنية القصة نفسها بوصفها شذرات معزولة أو قطع متقطعة، بل هي بلغة القصة نفسها "شطوب"! هذه الشطوب تظهر حتى في المقطوعة/الشظية الأولى التي تبدو أكثر المقطوعات ترابطا. فالتبعاد والانعزال ليس مقصورا على انعزال العلب عما تحويه من مادة. بل إن الانتقال من "كنت" إلى "كنا" في السطر الأول، هو دليل تلاشي يعززه الصغر: "كنت أجمع أغطية علب الحليب في صغري". وبعد هذا الصغر، يتحول الراوي إلى جماعة تخفيه فلا يتميز عنها: "كنا وقتها نظن أننا إذا جمعنا الكثير منها استبدولنا إياها بسيارت حقيقية".

      جميل هو تركيب هذه الجملة الأخيرة. كان بإمكان الراوي أن يقول الجملة بطرق مختلفة، لكنه أصر أن يقول "استبدلونا إياها بسيارات حقيقية"، وهنا نجد عدة إشكالات: لوهلة يظن القارئ أنهم استبدلوا الأطفال أنفسهم بسيارات، لكنه قاوم مثل هذا الغموض بالإصرار على المفعول (إياها: علب الحليب الجافة الفارغة)، حتى يستطيع الحفاظ على بعده واختلافه عن علب الحليب؛ الإشكالية الأخرى: أن هذا "الظن" تأكد أنه محض "ظن"، مجرد وهم لا حقيقة له ولا "حقيقة" حتى للسيارات "الحقيقية". المفارقة حادة جدا. فنحن على مستوى كلمات الجملة أمام "سيارات حقيقية" أما من حيث المعنى فلا وجود لسيارات حقيقة. وهنا تتفاعل المفارقة لتؤكد الانفصال والابتعاد، تؤكد الانفصال حتى على مستوى اللغة بين ما تؤكده صراحة وما تنقضه بهذا التصريح الصريح في الوقت نفسه. هذا التقطع ينتظم القطعة مبنى ومعنى. إليك مثلا الوازع الذي يحرك الحدث: جمع العلب والسيارات وعلاقتها بالأب، بل وعلاقة الأبن بالأب. فكد الأخير وغيابه الأبدي لا معنى له: "وأن لا معنى لغيابه طوال النهار من أجل قفة هزيلة. هي كذلك بالفعل..."! من يدقق في وصفه لمعنى غياب الأب وطول الغياب وسببه وما هي حقيقة نتيجته، يصل إلى نفس مفارقة اللغة السابقة. فالأب يغيب طويلا من أجل "قفة هزيلة" وهي "كذلك بالفعل"، قفة هزيلة هزال الحياة وبساطتها الموهمة! لكن ما هو "كذلك بالفعل" ليس هزال القفة، وإنما سذاجة/براءة فكر الراوي وقصر إدراكه، وهي الحال التي اكتشفها مباشرة ليدرك أن القفة الهزيلة مصدر حياة (حتى لو كانت حياة صعبة): "مع ذلك خذلتني الدنيا وجعلتني أذعن لضرورة العسر"!

      الانفصال والتباعد يجد تجسيده الحسي المرئي (من "ترى") في القطعة الثانية، من خلال "انفراط" عقد اللؤلؤ المزيف، وفي محاولته هو نفسه محاكاة انفراط القعد، إذ هو بهذه المناسبة يحاول الانفصال عن ذاته ليصبح "فتى خارقا". وكان عليه أن يفيد من تصرف غفران فيما يخص العقد. فهي-- وإن انفصل عن جيدها عقد لؤلؤ—"لم تحاول جمعه. اعتقدت أنه لن يعود كما كان"! والأمر هو ما اعتقدته غفران، لن يعود العقد كما كان، حتى لو حاول فتى خارق استيلاده من حبة وحيدة احتضنها قطن لفترة طويلة. وإذا ادركت غفران انفصالها عن عقدها مباشرة، فإن الفتى الخارق لا بد أن يدرك الحقيقة بعد انفصال زمني طويل وربما مكاني بعيد، دام ستة أشهر! الزمن وحده تكفل بإثبات أهمية الانفصال وحماقة التفكير. ففي علاقته بعلب الحليب، اضطرته الدنيا أن يذعن لضرورة العسر، وهنا قاده الزمن لليأس، وابعدته الدنيا عن تحقيق ما سعى إليه، عن تحقيقه الخوارق. فمهما حاول، كان الفشل مسافة يقطعها بين لحظة وأخرى ليدرك كم ابتعد عن حاله وانفصل! أبوه في القطعة الأولى كان نقيضه، وفي القطعة الثانية كانت غفران النقيض! فهل سيقترب منها أم سيبتعد وينفصل! هل كان مصادفة أن يحلق زمانا ومكانا ليأتي بأسطورة روبن هود؟ أم سيجد نفسه مذعنا "لقانون العسر"؟

      ولأنه كان البعيد المنفصل أو النقيض، كان لابد أن يفشل في القضاء على المسافة الفاصلة بينه وبين غفران، هذا الفشل جاء مشابها لمحاولته استيلاد عقد كامل من حبة حفظها مدة في قطن؛ لقد فصل الحبة عن سلسلتها، عن ما يمكن أن يتحول إلى عقد بشيء من الوصل لا الفصل! المفارقة أنه بهذا الفصل كان يسعى للوصل بينه وبين غفران، كان يسعى إلى تكوينه عقدا "مزيفا" من حبة مزيفة مفصولة عن عقدها! فهل سينجح في مهمة وصل أكثر أهمية من عقد مزيف؟ كان لا بد مما ليس منه بد، أن يخسر ويذعن لقانون الضرورة، وهكذا قال: "ليس من العدل أن لا تستجيب الكيمياء للرغبات الملحة جدا. الصادقة جدا"، وهكذا كان: "بعد ذلك خطبها أحدهم فقبلت به ورفضتني." مثل هذا الرفض وهذا الزواج هو انفصال أبدي شأنه شأن انفراط عقد اللؤلؤ وشأن انفصال المزيف عن الحقيقي! لقد سبق أن قال وهو يحاول أن يتحول إلى الفتى الخارق، قال: "سأنصرف دون أن أصغي لعبارات المديح" اسوة بـ"نبل روبن هود"! نعم، لقد انصرف في علاقته بغفران دون أن يصغي لعبارات المديح، وله أن يتبنى "نبل روبن هود"!

      ولكي يؤكد أهمية الفصل والبعد والانفصال، فإن الراوي يفصل أيضا بين المقطوعتين السابقتين وبين بقية القصة وذلك من خلال الانتقال من التركيز على فشله وعلى موضوعة رغباته الملحة، ليقدم لنا حكمة فلسفية تتعلق بزوج غفران وألغاز الفتيات الجميلات وبعض الحيوانات. وليبني هذا الحاجز الفاصل بين ما سبق وما سيأتي، تحول الراوي خبيرا في معالجة الشقاء ودراية الفتيات بالرجال:

      ((الذي قبلت به غفران لا يفهم أنّ عليك احتضان فتاتك شهرا كلّما روت لك حادثة شقاء في طفولتها. و لا يدرك أنّ للفتيات الجميلات مثلها ألغازا دقيقة ،هنّ على يقين، بأنّ الرّجال جواميس لا يقدّرونها.))

      بعد هذا الدرس يعود الراوي إلى نفسه، ليحدثنا عن أعوام الدراسة بما فيها من أسئلة لا رابط بينها، ثم يتبعها بحيرته ومن يا "ترى" يستطيع الإجابة عنها. الدنيا كشفت له في الصف الرابع أمرين: "أن هناك مقدارا من الفرح لا يحق لنا أن نبلغة" وكشفت "لي حقيقة تُرى" وهو اليوم يحتاج حماقاته أكثر فأكثر، خاصة ما يتعلق بـ"ترى" نفسها. ما أهمية هذه الحاجة الملحة؟ أهميتها تبدو في "زيفها" أكثر من حقيقتها، فـ"ترى" دليل المحال غير المتحقق، وانسجاما مع أهمية الانفصال فهو سيجسدها أمنية، سيجعلها "شخصا" يستضيفها محتفلا، ليسألها عن الكثير مما يعلم وما لا يعلم، منها موت الكرمة ومرضها وما إذا كانت "غفران بخير" وبين سؤال الموت وامنية الخير لغفران هناك كتابة "فوق الشطوب":

      "ترى.. أجيبي.. أ هناك من يشطب ما نكتب، أم ترانا دون أن ندري نكتب فوق الشطوب؟"

      من فوق هذه الشطوب بين موت الكرمة وحال غفران جاء السؤال الأخير: "ترى ... هل غفران بخير؟" الجميل في السؤال أنه يقتضي مهلة دقائق للتفكير، وفي الأصل سؤال وليس طلبا لإجابة: "كنت أيضا سأسألها وأملها دقائق للتفكير"، وليس كمثل "ترى" بداية سؤال يقتضي مهلة وتفكير، والسؤال هنا ليس كمثل الأسئلة التي سبقته، فهناك كان الراوي يسأل "ترى" بداية بـ "ترى.. أجيبي..."، أما عن حال غفران فقد سقطت "أجيبي" في أحد شطوب الكتابة. ولا شك أن مهلة الدقائق للتفكير هي في الكتابة مهلة أبدية، لأن الكتابة نفسها لا تتم إلا بوصفها "شطوبا" وانفصالات متباعدة سواء كانت كتابة على كتابة أو كانت محوا يفسح المجال لكتابة جديدة. فدائما هناك شطب وهناك شطوب، والطروس أنموذج الكتابة العليا. ومن البداية كتبت القصةُ نفسَها فوق الشطوب وبينها ، ولنا هنا أن نسأل في مثل هذا الوضع "هل غفران بخير؟"
      [gdwl]الأستاذ الأديب / أبو الفهد ...والأخ العزيز والجميل ..[/gdwl].
      أولا...حمدا لله على سلامتك ..افتقدناك وافتقدنا كتاباتك النقدية المثيرة والمحفزة فترة من زمن ..المهم ..الحمد لله ّانك عدت للملتقى ولنا لنستمتع بكتاباتك ...ثم ..
      لم كتبت ؛ أنك وضعت مشاركتك بالمكان الخطأ ؟.. المتصفح ليس لي أستاذي!..بل للقص وما نحن غير عابرو سبيل ..نضع بصمة ...,,وواللهَ أني كــ أنت أخجل (.....),, مرحى بك ومرحى وأمرني تجدني في إثرك........................................
      ثانيا ...لم القص كانت كــ شذرات وجزر منعزلة دون ماء يربطها ويحيط بها" جفاف حاد"..وفارغة من بعدي الزمنكان؟
      نعم أتفق معك في أن الشكل (المورفولوجي = الظاهري ) يظهر هذا البعد كفراغ أصم ولكن هناك روابط كثيرة تجعل من الجزر وكأنها متصلة مترابطة ( فسيولوجيا= وظيفيا) بكباري على الماء وبطائرات في الجو هاهاهاهاها.. وخذ عني على سبيل المثال – من ذاكرتي -لا بالعودة للنصّ :بالقطعة الأولى الطفل يبحث في الأرض عن ما يحقق له الأماني والأحلام " أغطية علب الصفيح..الحليب خاصة كما كتب القاص" عوضا عن قُفة هزيلة وبالقطعة الثانية يُلملم ويلتقط حبات من اللؤلؤ المزيفة من الأرض..بالأولى يلتقطها لينشل أهله واسرته من الفقر والحرمان وبالثانية يخطفها لينشل حبه وليثبت لحبيبه أنه فوق العادة خارقا .. ..وفي كلتا الحالتين يُذعن مرغما رغم أنفه على الإذعان والقبول بالأمر ..وبالثالثة ( القاضية كما يقول أهل مصر ..الثالثة تابتة)قبول فتاته ( غفران) بخطيب وبزوج آخر ..وغفران رفضته ..رفضته هروبا من ( البطل وقدراته المتواضعة في تحقيق الحُلم ..ومن البيئة التى تعيش كونها ترفض المزيف رخيص الثمن )..الخ من روابط مما تجعل القص كنسيج متواصل مترابط وإن بدا كجزر منعزلة متباعدة الزمنكان؟ جزر مائية تحتاج لمراكب وسفن......
      ثالثا...وإن كنتُ أقرّ أن ( أغطية..علب الحليب ) تدلل على نفايات استهلاكية من طبقة اجتماعية راقية يهرول الطفل خلفها وبقاياها ليحقق الحُلم إلا أنى ( لا أري ما يشير لاحتلال أوطان ..بمفهومه الاستعماري الغربي ) وقد أتقبله كنوع من استغلال الطبقة الحاكمة لمواطنيها ولرعاياها المحرومين والمعذبين بالأرض ( وقد تطرق ألاستاد سالم لذلك بمعرض نقده وأفاض ).....
      رابعا... بخصوص براءة وسذاجة الراوي ؟..هنا سأجيبك بمليون مبرر ومبرر !؟..والتى سبق لي والتنويه بإيجاز عنها بما كتبتُ من قراءة .. هنا أضيف ( من منطلق التبرير ودفاعا عن القاص!..وللبحث عن جمالية النصّ؟)أن كل ما هو مكتوب من فلسفة الأشياء بمحتوي القص لا تعدو ألا أن تكون محصلة ثقافية لطفل ماذا يبحث ويبحث في بديهيات العلم والثقافة ولنا أن نشكر تحصيله الثقافي هذا رغم صغر سنه وفقر يده .. حيث ما قرأنا نحن سنجده ( مُتناصا مع كثير من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وحكم وأبيات من الشعر ) ليس فيه جديدٌ للقارئ المثقف بل أستطيع أن أقول أن هذا التناص كان ضرورة للعب بــ سؤالات( تُرى )وبما يناسب ثقافة البطل الباحث عن حقيقة الأشياء .......
      خامسا .....الحقيقة لا أريد أن أفلسف القصّ وأسئلته ..بأن نُضيّع منا السرد القصصي وتشويق القص..
      وأن الفكرة طريفة...( دكتوراة في حرف"حتي"، دكتوراة في ( تُرى))..( دكتور فرنكشتاين والجميلة التى عبدها ) ....
      ونهاية القص تحتاج منك قراءة أخي ؟
      ((كنت أيضا سأسألها و أمهلها دقائق للتّفكير:
      ترى...هل غفران بخير؟)) ..
      حيث أري ان السؤال عن ( غفران) من وجهة نظري الشخصية هو
      هل حققت غفران حُلمها وما تمنت ..وهل هي بخير مع الحلم الذي تعيش؟!....ويمهلها دقائق للتفكير لتجيبه بحقيقة الوضع
      وأكتفي أخي الراااائع ..
      تحياااااااااتي بعد المعذرة وسأكمل معك لو رغبت .....
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 08-05-2012, 18:13.
      بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

      تعليق

      • الهويمل أبو فهد
        مستشار أدبي
        • 22-07-2011
        • 1475

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        الله يا أبا فهد
        مدهش و الله
        سلمت يدك

        لكن الأمر مازال خاضعا لتفكيك .. لا أدري لم أستشعر أن هناك حلقة ماتزال معلقة
        و لم يتطرق إليها أحد
        أو ربما تطرق بطريقته و لم أستوعب

        بوركت أخي


        الاستاذ ربيع

        تحياتي وتقديري لك

        بالتأكيد هناك ما لم يقال بعد في القصة وفي نقدها. وأعتقد أن سبب هذا الشعور بما لم يقال بعد نابع من بنية القصة نفسها. بالنسبة لي القصة مليئة بالفراغات، مليئة بما لا يقبل الملء، وحسب المرء إدراك هذا البعد والإذعان من ثم لضرورة العسر، وقد يكون لبنيتها (ذاكرة طفل) دور جوهري في إرساء هذه السمة. فالذاكرة انتقائية ومتنقلة لا تقبل قيود الزمان والمكان، وإذا كانت القصة ذاكرة موضوعها ذكريات طفولية، فإن التعقيد "يتعقد" أكثر فأكثر.

        دمت بخير

        تعليق

        • الهويمل أبو فهد
          مستشار أدبي
          • 22-07-2011
          • 1475

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
          [gdwl]الأستاذ الأديب / أبو الفهد ...والأخ العزيز والجميل ..[/gdwl].
          أولا...حمدا لله على سلامتك ..افتقدناك وافتقدنا كتاباتك النقدية المثيرة والمحفزة فترة من زمن ..المهم ..الحمد لله ّانك عدت للملتقى ولنا لنستمتع بكتاباتك ...ثم ..
          لم كتبت ؛ أنك وضعت مشاركتك بالمكان الخطأ ؟.. المتصفح ليس لي أستاذي!..بل للقص وما نحن غير عابرو سبيل ..نضع بصمة ...,,وواللهَ أني كــ أنت أخجل (.....),, مرحى بك ومرحى وأمرني تجدني في إثرك........................................

          ......

          ((كنت أيضا سأسألها و أمهلها دقائق للتّفكير:
          ترى...هل غفران بخير؟)) ..
          حيث أري ان السؤال عن ( غفران) من وجهة نظري الشخصية هو
          هل حققت غفران حُلمها وما تمنت ..وهل هي بخير مع الحلم الذي تعيش؟!....ويمهلها دقائق للتفكير لتجيبه بحقيقة الوضع
          وأكتفي أخي الراااائع ..
          تحياااااااااتي بعد المعذرة وسأكمل معك لو رغبت .....


          الأخ العزيز محمد سليم، اشكرك على كرم الاستضافة

          وأشكرك على السؤال عن حالي وطيب تمنياتك لي بالسلامة؛ والحمد لله أموري طيبة جدا، لولا بعض المشاغل التي لا تفارق الأحياء.

          أما فيما يخص طلب الحذف، فقد تركته غائما لك وللمشرف على المتصفح. فأنا أدركت بعد ادراج مشاركتي أن المتصفح كان منصبا على قراءتك للقصة، ورأيت عدة متصفحات عن القصة نفسها، فخطر لي أن كل من شاء يستطيع وضع قراءته الخاصة به. ولهذا ظننت أنني أدرجت مشاركتي في موقع خاص. إذ هي قراءة وليست نقاش حول نقطة قد تكون أنت أثرتها. فمعذرة أخي العزيز.

          أما فيما يخص غفران وهل هي بخير، فأنا اختلف معك، ورأي الشخصي أنه استحضرها من خلال "ترى" ليؤكد لنا أنه هو وليس غفران "ليس بخير"، ولا زال يعاني من "شطب" كتب فوقه "غفران".

          وتقبل خالص مودتي وتقديري

          تعليق

          • محمد سليم
            سـ(كاتب)ـاخر
            • 19-05-2007
            • 2775

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة




            الأخ العزيز محمد سليم، اشكرك على كرم الاستضافة

            وأشكرك على السؤال عن حالي وطيب تمنياتك لي بالسلامة؛ والحمد لله أموري طيبة جدا، لولا بعض المشاغل التي لا تفارق الأحياء.

            أما فيما يخص طلب الحذف، فقد تركته غائما لك وللمشرف على المتصفح. فأنا أدركت بعد ادراج مشاركتي أن المتصفح كان منصبا على قراءتك للقصة، ورأيت عدة متصفحات عن القصة نفسها، فخطر لي أن كل من شاء يستطيع وضع قراءته الخاصة به. ولهذا ظننت أنني أدرجت مشاركتي في موقع خاص. إذ هي قراءة وليست نقاش حول نقطة قد تكون أنت أثرتها. فمعذرة أخي العزيز.

            أما فيما يخص غفران وهل هي بخير، فأنا اختلف معك، ورأي الشخصي أنه استحضرها من خلال "ترى" ليؤكد لنا أنه هو وليس غفران "ليس بخير"، ولا زال يعاني من "شطب" كتب فوقه "غفران".

            وتقبل خالص مودتي وتقديري
            هاهاهاها..ليس هكذا تورد الأبل ( مِزحة بعد غيبة ..لأرى ثغرك هاهاهاها) .....
            ..* أكنت تريد أن تكون قراءاتك للقص منصبة على حالها ....
            أليس النقاش " بيننا"هو قراءة أكثر عمقا للنص حيث أتفق عليها قارئان معا ..والقراءة الأحادية هى قراءة فرد فقط
            *ألا ترى أنه لو سأل أحدهم عن حبيب الصبا ( البطل يسأل كيف غفران)؟...وقد افترقا كلُ بطريق ...أنه وكأن البطل يسأل ليرى موقعه مقارنة بالآخر المفارق له ؟...
            وأخيرا ... تحياتي أخى العزيز
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 09-05-2012, 11:27.
            بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

            تعليق

            • محمد سليم
              سـ(كاتب)ـاخر
              • 19-05-2007
              • 2775

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
              ا

              لا أدري لم أستشعر أن هناك حلقة ماتزال معلقة
              و لم يتطرق إليها أحد
              أو ربما تطرق بطريقته و لم أستوعب
              أخي العزيز ..أستاذنا ربيع
              أظن وكأنك تُلمّح أنك تريد أن تقرأ إسقاطات للقص على دنيا الواقع وتتفق مع الحال الراهن؟؟!!
              نعم..تنطبق القص على تاريخ الإنسانية جمعاء ...وعلى أمة العرب خاصة فترات قبل وأثناء وفيما بعد الحضارة الإسلامية العربية التى دامت 8 قرون متواصلة ...و ويجوز إسقاطه على أي دولة عربية ككيان مستقل ......وهذا يتطلب قراءة أخري تختص بتطور التاريخ العربي مع المعرفة والثقافة !؟..ويمكن لكاتب القراءة لو رغب أحدهم أن يلج من أبواب كُثر

              مثلا ..تاريخ الفلسفة والعلم ..البحث عن أسباب تأخر العرب بعد ولوجهم وريادتهم الثقافة والعلم ردحا من زمن ..مقارنة بين العرب والغرب وما آل إليه كل منهما بنهاية الأمر ( البطل ، غفران) ..وماذا سيكون شكل العالم لو تزاوجت ( وتزوجت غفران من البطل ) وما ذا ستكون الذرية ( كجينات وراثية خليط من مواصفات الزوجين معا؟) ............................الخ والخ ...و
              أسألك لو كُتبت هكذا قراءة هل سيهتم بها القارئ بالملتقى هنا !!؟؟....خاصة و
              نحن نرى ليس من نقاش( إلا من أسماء بعينها ..تهتم ومهتمة) على القص ؟؟!!.
              ..و.....غاب ...وغائب !!!!!!

              تحياتي أخي العزيز
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 09-05-2012, 19:24.
              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

              تعليق

              • الهويمل أبو فهد
                مستشار أدبي
                • 22-07-2011
                • 1475

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
                هاهاهاها..ليس هكذا تورد الأبل ( مِزحة بعد غيبة ..لأرى ثغرك هاهاهاها) .....
                ..* أكنت تريد أن تكون قراءاتك للقص منصبة على حالها ....
                أليس النقاش " بيننا"هو قراءة أكثر عمقاللنص حيث أتفق عليها قارئان معا ..والقراءة الأحادية هى قراءة فرد فقط
                *ألا ترى أنه لو سأل أحدهم عن حبيب الصبا ( البطل يسأل كيف غفران)؟...وقد افترقا كلُ بطريق ...أنه وكأن البطل يسأل ليرى موقعه مقارنة بالآخر المفارق له ؟...
                وأخيرا ... تحياتي أخى العزيز

                أخي محمد سليم، شكرا على ردك ومزحتك اللطيفة، فدعنا ندفع بالأبل قليلا، نحدو لنوردها عليل الماء
                أنت تسأل سؤالا استنكاري، وكأنك تصرح بالجواب محتجا (*أكنت تريد أن تكون قراءتك للقص منصبة على حالها....) بالتأكيد لم أرد أن تكون قراءتي منصبة على حالها، بل كنت أريد أن تكون مستقلة تأخذ ما تستحقه من اهتمام قارئ أو احتجاج آخر، لا أن تكون "ضيفة" في حجرة محمد سليم يستجوبها بتُرى و"يا هل ترى" (بالأذن من كوكب الشرق). فيما يخص الجزء الآخر من ردك المبدؤ بـ "ألا ترى..." سؤال حقيقة صعب. ودعنا نورده موارده قبل أن يصدر عن مائه: ((ألا ترى أنه لو سأل أحدهم عن حبيب الصبا (البطل يسأل كيف غفران)؟ ... وقد افترقا كل بطريق... أنه وكأن البطل يسأل ليرى موقـعــــه مقارنة بالآخر المفارق؟

                إذا كانت الهاء (ضمير الغائب) تعود إلى البطل فأجدني متفقا معك، لأنني قلت إن استحضاره غفران في سؤاله الأخير (هل غفران بخير؟) إنما هو دليل على جرحه الغائر، ولا علاقة له بحال غفران ما إذا كانت بخير أو بغيره. غفران أدركت منذ الصغر أن العقد زائف وأنه لن يلتئم، أما هو فقد عاش في وهمه ستة أشهر كاملة يمني النفس بالأوهام المضافة إلى أوهامه السابقة واللاحقة. بل إن وصفه لزوج غفران وتشخيصه أنواع الرجال وصف مغلوط وتشخيص زائف إذا اعتمدنا على ما نعرفه عن كل أفكاره السابقة. لذلك غفران كانت حاسمة في رفضه وفي قبولها غيره. وبما أننا نعلم كما علم هو أن الحياة اجبرته على الاعتراف بأخطائه، فمن باب أولى أن ننكر عليه كل تصريحاته وأسئلته. والسؤال عن غفران جاء مختلفا عن الأسئلة الأخرى التي وجهها إلى "ترى"، فهو يستحثها على الإجابة: "ترى أجيبي"؛ أما عن حال عفران فقد اكتفى بـ "ترى... هل غفران بخير؟" بعد أن أمهلها مدة من الزمن للتفكير. ثم أننا نعلم علم اليقين أن "ترى" لا تملك إجابة لا في القصة ولا بغيرها، بل هي دائما مدعاة للشك والريبة والتأمل، ومهما يكن لديها من شبح إجابة هو دائما عرضة إلى ضرورة العسر. من هذه الدلائل، نستطيع أن نقول إن سؤاله عن غفران "وجع" الفشل المزمن الذي يراه ويحسه في كل سؤال يبدأ بـ "ترى"!

                وتقبل تحياتي وتقديري
                التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 09-05-2012, 13:45.

                تعليق

                • محمد فطومي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 05-06-2010
                  • 2433

                  #23
                  امتثالا لمنهج الإقناع ،أجرّب ما اقترحه الأستاذ محمد سليم في مقاله النّقدي الجادّ(على اعتبار أنّ المسحة الطّريفة تظلّ أبلغ وسيلة أذاعت بها البشريّة همومها الأكثر مرارة)،عليه فإنّها في اعتقادي أكثر من جادّة،على الأقلّ في ضفّتها الأولى،أي تلك التي يقف فيها الدّارس حيال النصّ و صاحبه على حدّ سواء.
                  يقترح الأستاذ محمد أن نقف من النصّ موقف من يعثر مصادفة على القصّة في مكان غير المكان،لا أنجح في إقامة العلاقة بين بيئة و أخرى ،بيد أنّ خارطة التّناول تلك تنقذتني من دخول النّقاش كعنصر مُفسد يقول لهذا ابتعدت و للآخر أصبت.
                  أثمّن اهتمام النّاقد بالتّصدير و إيلائه ما يستحقّ من قيمة،بل لعلّه توسّع في ذلك على غير عادة النقّاد،الذين إمّا أن يسكتوا عن التّصدير و إمّا أن يعتبروه اختيارا استراتيجيّا قام به المؤلّف .
                  بعد قراءة النصّ أسجّل ما خطر لي و ما خرجت به:
                  القاصّ فرد يوظّف الجماعة و الذّاكرة و المكان و الموروث و الضّعف المشترك في سبيل تقديم قصّة تحرّك فكر القارىء و وجدانه.و القاصّ الجيّد يتّسم بالقسوة بعكس الرّوائيّ الذي يراقص القارىء و يهدهده و يفتح له الأبواب و يشرح له و ينصحه مباشرة و بسهولة. تلك القسوة بالذّات هي ما جاء جمهور القصّة يطلب في القصّة،إذ لولاها لتحوّل النصّ إلى خبر أدبيّ مملّ و ميّت كوصفة طبيب..القاصّ لا يقرّب المفاهيم و هنا بالتّحديد تكمن قسوته الجميلة و التي لفرط استفحالها فيه،تجعله يقسو على عمله فلا هو يدافع عنه و لا هو ينبّه إلى وخزاته الحادّة مهما تغاضى عنها القرّاء و النقّاد أو زهدوا فيها.
                  كقارىء "واقعيّ" يهرب للقصّة القصيرة ليقضّي وقتا فريدا و ممتعا أوّلا و أخيرا، أتابع النصّ بطيبة ،قد تتحوّل إلى قسوة إن لم يرتفع إلى خاطري انطباع جيّد حتّى لو وقفت عند ظاهر القول..و القارىء الخبير أو العاديّ حرّ و منزّه كلّيّا عن سوء الفهم و لا يجوز أن يُعاب عليه عدم استساغته للأثر كما أراد الكاتب.بحكم أنّ الكتّاب نخبة و المتلقّون جمهور لا ضابط لأهوائهم و ميولاتهم و انتماءاتهم و مستواهم الفكريّ.
                  أعني أنّه على الكاتب أن يراعي القراءة السّطحيّة أيضا و هو يبني العمل،هذا هامّ جدّا.
                  و البحث الذي تقدّم به الأستاذ محمّد متأصّل في كيان النّقد المتطوّر و المتحرّك،لكنّه في نظري أنكر على القارىء العاديّ حقّه في فهم النصّ على ظاهره.كأن لا مجال له ليخرج بمتعة دون استبطان المعاني و ترجمة الرّموز و الإشارات و تقصّي فلسفة الكاتب.أسوق ملاحظتي المتواضعة لأنّي أثمّن ما جاء في تجربته و أجلّ مجهوده و ذكاءه المتميّز.

                  أعجبني مقال الأستاذ هويمل و أدهشني ولعه باستنباط المعاني القريبة الممتنعة.
                  هنا أشكره على الإشارة لدلالة المستحيل التي عبّر عنها بالمحال،و لعلّي أغتنم هذا المقطع لأبدي رأيي في واحد من أسئلة الأستاذ عبد الرحيم محمود حين تساءل عن الخيط الرّابط بين "نصوص" النصّ
                  و دائما في نفس السّياق ،أقول لعلّه سفر من واقع غير مرضي إلى وضع متوقَّع يحتمل نسبة تحقّق إلى عسر إلى مستحيل.
                  و إن أردت أن أدلي برأي بين الآراء ،ألاحظ أنّ هناك سؤالا ظلّ يحوم فوق النصّ أو بالأحرى يسبح في مساحاته البيضاء:
                  و لعلّ هذا السّؤال هو الدّلتا التي تصبّ فيها جميع الرّوافد السّرديّة.
                  ترى..هل سيأتي اليوم الذي سيكافأ فيه الحبّ (بأنواعه)؟

                  أغتنم المتصفّح لأسوق رؤية نقديّة فيما يخصّ النصّ ،فبعد عودة متمعّنة في قصّة (تُرى ..) يبدو لي أنّها تقصف ثقافة الفرح الإنسانيّ تماما و تروّج لفكرة السّعادة المصطنعة (هذا إن وُجدت) ،من خلال ما يمكن أن تحيلنا عليه قارورة الخمر،كأنّ الكاتب ينكر على الدّنيا قدرتها على إسعادنا دون مخدّر أو مُسكر..

                  أشكر الصّديق أحمد عيسى على الإضافة المعنويّة المرهفة،و هذا ليس غريبا على قاصّ مبدع يتقن صنعته و و يجيد انطلاقا من تجربته الثّريّة استكناه المنعرجات و الطّرق المعبّدة و غير المعبّدة في النصّ،و تحديد المآزق و الحلول التي اعترضت سبيل الكاتب.
                  مدوّنة

                  فلكُ القصّة القصيرة

                  تعليق

                  • محمد سليم
                    سـ(كاتب)ـاخر
                    • 19-05-2007
                    • 2775

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                    امتثالا لمنهج الإقناع ،أجرّب ما اقترحه الأستاذ محمد سليم في مقاله النّقدي الجادّ(على اعتبار أنّ المسحة الطّريفةتظلّ أبلغ وسيلة أذاعت بها البشريّة همومها الأكثر مرارة)،عليه فإنّها في اعتقادي أكثر من جادّة،على الأقلّ في ضفّتها الأولى،أي تلك التي يقف فيها الدّارس حيال النصّ و صاحبه على حدّ سواء.
                    يقترح الأستاذ محمد أن نقف من النصّ موقف من يعثر مصادفة على القصّة في مكان غير المكان،لا أنجح في إقامة العلاقة بين بيئة و أخرى ،بيد أنّ خارطة التّناول تلك تنقذتني من دخول النّقاش كعنصر مُفسد يقول لهذا ابتعدت و للآخر أصبت.
                    أثمّن اهتمام النّاقد بالتّصدير و إيلائه ما يستحقّ من قيمة،بل لعلّه توسّع في ذلك على غير عادة النقّاد،الذين إمّا أن يسكتوا عن التّصدير و إمّا أن يعتبروه اختيارا استراتيجيّا قام به المؤلّف .
                    بعد قراءة النصّ أسجّل ما خطر لي و ما خرجت به:
                    القاصّ فرد يوظّف الجماعة و الذّاكرة و المكان و الموروث و الضّعف المشترك في سبيل تقديم قصّة تحرّك فكر القارىء و وجدانه.و القاصّ الجيّد يتّسم بالقسوة بعكس الرّوائيّ الذي يراقص القارىء و يهدهده و يفتح له الأبواب و يشرح له و ينصحه مباشرة و بسهولة. تلك القسوة بالذّات هي ما جاء جمهور القصّة يطلب في القصّة،إذ لولاها لتحوّل النصّ إلى خبر أدبيّ مملّ و ميّت كوصفة طبيب..القاصّ لا يقرّب المفاهيم و هنا بالتّحديد تكمن قسوته الجميلة و التي لفرط استفحالها فيه،تجعله يقسو على عمله فلا هو يدافع عنه و لا هو ينبّه إلى وخزاته الحادّة مهما تغاضى عنها القرّاء و النقّاد أو زهدوا فيها.
                    كقارىء "واقعيّ" يهرب للقصّة القصيرة ليقضّي وقتا فريدا و ممتعا أوّلا و أخيرا، أتابع النصّ بطيبة ،قد تتحوّل إلى قسوة إن لم يرتفع إلى خاطري انطباع جيّد حتّى لو وقفت عند ظاهر القول..و القارىء الخبير أو العاديّ حرّ و منزّه كلّيّا عن سوء الفهم و لا يجوز أن يُعاب عليه عدم استساغته للأثر كما أراد الكاتب.بحكم أنّ الكتّاب نخبة و المتلقّون جمهور لا ضابط لأهوائهم و ميولاتهم و انتماءاتهم و مستواهم الفكريّ.
                    أعني أنّه على الكاتب أن يراعي القراءة السّطحيّة أيضا و هو يبني العمل،هذا هامّ جدّا.
                    و البحث الذي تقدّم به الأستاذ محمّد متأصّل في كيان النّقد المتطوّر و المتحرّك،لكنّه في نظري أنكر على القارىء العاديّ حقّه في فهم النصّ على ظاهره.كأن لا مجال له ليخرج بمتعة دون استبطان المعاني و ترجمة الرّموز و الإشارات و تقصّي فلسفة الكاتب.أسوق ملاحظتي المتواضعة لأنّي أثمّن ما جاء في تجربته و أجلّ مجهوده و ذكاءه المتميّز.

                    أعجبني مقال الأستاذ هويمل و أدهشني ولعه باستنباط المعاني القريبة الممتنعة.
                    هنا أشكره على الإشارة لدلالة المستحيل التي عبّر عنها بالمحال،و لعلّي أغتنم هذا المقطع لأبدي رأيي في واحد من أسئلة الأستاذ عبد الرحيم محمود حين تساءل عن الخيط الرّابط بين "نصوص" النصّ
                    و دائما في نفس السّياق ،أقول لعلّه سفر من واقع غير مرضي إلى وضع متوقَّع يحتمل نسبة تحقّق إلى عسر إلى مستحيل.
                    و إن أردت أن أدلي برأي بين الآراء ،ألاحظ أنّ هناك سؤالا ظلّ يحوم فوق النصّ أو بالأحرى يسبح في مساحاته البيضاء:
                    و لعلّ هذا السّؤال هو الدّلتا التي تصبّ فيها جميع الرّوافد السّرديّة.
                    ترى..هل سيأتي اليوم الذي سيكافأ فيه الحبّ (بأنواعه)؟

                    أغتنم المتصفّح لأسوق رؤية نقديّة فيما يخصّ النصّ ،فبعد عودة متمعّنة في قصّة (تُرى ..) يبدو لي أنّها تقصف ثقافة الفرح الإنسانيّ تماما و تروّج لفكرة السّعادة المصطنعة (هذا إن وُجدت) ،من خلال ما يمكن أن تحيلنا عليه قارورة الخمر،كأنّ الكاتب ينكر على الدّنيا قدرتها على إسعادنا دون مخدّر أو مُسكر..

                    أشكر الصّديق أحمد عيسى على الإضافة المعنويّة المرهفة،و هذا ليس غريبا على قاصّ مبدع يتقن صنعته و و يجيد انطلاقا من تجربته الثّريّة استكناه المنعرجات و الطّرق المعبّدة و غير المعبّدة في النصّ،و تحديد المآزق و الحلول التي اعترضت سبيل الكاتب.
                    #.... بهذة القراءة ,وعن قصد ومنذ البداية ,غيبتُ شخص الكاتب القاص ..إذ قلت : تخيبل عزيزي القارئ أنك وجدت القصّ هكذا منشورة على حبال شبكة الانترنت بحالتها مجرد عنوان وسرد,وذلك لأسباب شتى ,منها أن القص ( أريدهُ ) يتناول حالة إنسانية عامة وليس سيرة ذاتية محضة نسقطها على غير سطور مدونة على الأسطر ..والقص يخاطب مدى تحصيل القارئ من ثقافة بالمقام الأول تحت فرضية أن ما ورد منها (عزيزي القارئ )ما هى ألا بديهيات ما نسميه ثقافة ومعارف ثقافية تتفق مع رحلة طفل يعاني الأمرين مصاغة في صورة أسئلة متناصة لا أكثر ولا أقل...وغيره من أسباب استبعدت بها كاتب النص مع تقديرى لشخصكم الكريم.........
                    #.. لا أدر ما المقصود بمفرد النصّ هنا قولك:بعد قراءة النصّ أسجّل ما خطر لي و ما خرجت به)
                    وكأنك تريد أت تقرأ نصّك كقراءة تحليلية أو نقدية لنا؟!..معذرة أخي الفاضل قلتُ من قبل أن على كاتب النص ألا يقل رأيا بنصّه ليس فقط تحت مبرر أن النص خرج من بين يديه والنص متروك للقارئ..بل من منطلق أن كاتب النص سيقرأ ما أستقر بخياله عند كتابة النص وما كتب بقلمه...,, وفقط نسأله ما استُشكل علينا ؟.........

                    # معذرة ليس هناك قراءة سطحية إلا إذا كانت من قارئ سطحي الفكر والثقافة ..وإن كانت القراءة ( طبقات، مثان)فكلٌ حسب ما حصل وحسب ما لديه من مخزون ثقافي يتناغم به مع النص موضع القراءة ..وإن كنتُ أعترف أنها إشكالية تخص ثقافتنا العربية ليس فقط الأخذ بظاهر النص بل أيضا عدم ( مضغ وهضم) ما نتناول من نصوص على مائدة القراءة ...كما وعلى كاتب النص أن يجعل من نصه ثنيات كي يجذب أكبر قطاع من الجمهور كلٌ يتفاعل ويشارك .......وغيره من حديث في هذه النقطة الهامة جدا...
                    #.. بصدق لا أكتب ( نصّ نقدي , ولا نصّ موازى للقص)بل أقدم قراءات أترك لنفسي فيها التحليق داخل النص بحرية دون ما تقيد ..وبطريقة خاصة بي وبأسلوبي الخاص....وفقط أتخيّر ( بعض ) ما أريد أن يلتفت إليه القارئ..وأريد من القارئ أن يحلق معي ....(( أنها مهمتي)) المحددة.......
                    #..نعم أتفق , حيث القص هو سرد مشوّق يحرك فكر القارئ ويغرقه في تياره وعيه وقد يغرق القارئ بقاع القص أو يسبح فوق النص ..وكما النص قد يكون ضحلا أو عميقا.. أيضا القارئ قد يركب النص ويؤوله إلى غير ما أراد كاتبه...., وبالتالي ليس من الضرورة أن يكون الكاتب نخبوي الفكر والثقافة والقارئ جماهيري الثفافة؟! ...وإلا سنعود لمقولة كاتب النص ترك نصّه للجمهور ومضى لحال سبيله........
                    #...هاهاهاهاها لا اصدر فقط '.. لــ كي يعيش الإنسان لا بد من التصدير والاستيراد..وما التصدير والاستيراد إلا وسائل يمكن أن نحكم بها على استمرارية الدول والممالك ..فمن يستورد فقط مصيره الفناء والموت ..ومن يكتفي بالتصدير ستجد في يوم من الأيام وقد وقف الجميع ضده ومحاربته.......
                    #...أستمتعت بما أضفت من قراءة تخص النصّ ...
                    وتحيتي .
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 10-05-2012, 19:39.
                    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                    تعليق

                    • محمد فطومي
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 05-06-2010
                      • 2433

                      #25
                      أستاذي محمد سليم.
                      لم تكن لديّ نيّة الشّرح أو التّحليل أو التّدخّل أو قطع الطّريق أو أن أجلي غموضا ،و لم أزعم أنّ لديّ ما يكفي من الغباء لأعتقد بأنّ كاتب النصّ يملك حقيقة النصّ . بل لعلّي أدين لجهلي بالأشياء أن كتبت يوما بعض الأسطر .و ما سجّلته جاء نتيجة ما دفعني إليه الحوار الشيّق.تكوّن لديّ موقف فأردت التّعبير عنه هذا كلّ ما في الأمر.و ما كنت لأفعل لو وُجهت لي أسئلة مباشرة حتّى فيما "استشكل" كما تفضّلتم.
                      و الموقع الذي اتّخذتُه إزاء النصّ واضح و سليم لو دقّقتَ في كلامي، فأن تكون صاحب النصّ ،لا يعني البتّة أن تُغشي بصرك و تصمّ آذانك عمدا عن شغل النقّاد..
                      كانت لديّ فقط الرّغبة في أن أسوق ملاحظة تهمّ شأن القصّة بشكل عامّ و هي إن شئت رسالة لم أتمكّن من إذاعتها كما ينبغي رغم إلحاحها و طرقها المستمرّ على ذهني فوجدتني أوجّهها لنفسي قبل غيري،ضرورة وعي الكاتب و النّاقد على حدّ سواء بأنّ هناك قرّاء لا يمتلكون أساليب التّحليل،هذه الفئة من القرّاء حقيقةُ، شئنا أم أبينا ،من أجل ذلك كان لزاما علينا أن نركّب نصوصنا على نحو يضمن لهم حدّا أدنى من التّحصيل.هذا ما أردت قوله.
                      ما عدا ذلك تحدّثت عن تخمينات كاتبٍ تخلّص من عقدة النصّ و غادر لحظة الكتابة منذ زمن و تجاوزها إلى ما قد يجعله غريبا عنه أكثر من أيّ شخص آخر و من أيّ وقت مضى.و الإشارة النّقديّة الوحيدة التي تحدّثت عنها تعيب النصّ و لا تمتدحه.
                      مدوّنة

                      فلكُ القصّة القصيرة

                      تعليق

                      • محمد سليم
                        سـ(كاتب)ـاخر
                        • 19-05-2007
                        • 2775

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                        أستاذي محمد سليم.
                        لم تكن لديّ نيّة الشّرح أو التّحليل أو التّدخّل أو قطع الطّريق أو أن أجلي غموضا ،و لم أزعم أنّ لديّ ما يكفي من الغباء لأعتقد بأنّ كاتب النصّ يملك حقيقة النصّ . بل لعلّي أدين لجهلي بالأشياء أن كتبت يوما بعض الأسطر .و ما سجّلته جاء نتيجة ما دفعني إليه الحوار الشيّق.تكوّن لديّ موقف فأردت التّعبير عنه هذا كلّ ما في الأمر.و ما كنت لأفعل لو وُجهت لي أسئلة مباشرة حتّى فيما "استشكل" كما تفضّلتم.
                        و الموقع الذي اتّخذتُه إزاء النصّ واضح و سليم لو دقّقتَ في كلامي، فأن تكون صاحب النصّ ،لا يعني البتّة أن تُغشي بصرك و تصمّ آذانك عمدا عن شغل النقّاد..
                        كانت لديّ فقط الرّغبة في أن أسوق ملاحظة تهمّ شأن القصّة بشكل عامّ و هي إن شئت رسالة لم أتمكّن من إذاعتها كما ينبغي رغم إلحاحها و طرقها المستمرّ على ذهني فوجدتني أوجّهها لنفسي قبل غيري،ضرورة وعي الكاتب و النّاقد على حدّ سواء بأنّ هناك قرّاء لا يمتلكون أساليب التّحليل،هذه الفئة من القرّاء حقيقةُ، شئنا أم أبينا ،من أجل ذلك كان لزاما علينا أن نركّب نصوصنا على نحو يضمن لهم حدّا أدنى من التّحصيل.هذا ما أردت قوله.
                        ما عدا ذلك تحدّثت عن تخمينات كاتبٍ تخلّص من عقدة النصّ و غادر لحظة الكتابة منذ زمن و تجاوزها إلى ما قد يجعله غريبا عنه أكثر من أيّ شخص آخر و من أيّ وقت مضى.و الإشارة النّقديّة الوحيدة التي تحدّثت عنها تعيب النصّ و لا تمتدحه.
                        أخي الكريم ..والأديب محمد فطومي.. تحية طيبة وبعد
                        * رجاءً معذرة أخي ؟.. نعم
                        لك كامل الحق أن توضح , تضيف ما تريد أن ننتبه إليه في هذا النصّ المتشابك والمتداخل بطريقة لافتة رائقة ولولا ما فيه من جمال ما أثارنا..وعلينا جميعا أن نتناول النص بالتفكيك والتحليل كي نصل لأقصى متعة واستفادة ممكنة ...

                        والصدق أخجلني أدبكم إذ زدت بقولك لي ( أن لحظة كتابة النص انتهت )....
                        صدقني أخي الفاضل ..أنى لأستمتع بكتابة تلك القراءات وأهدهد كل مفردة من القص ألاعبها وأقبلها ثم أودعها بقبلات أخرى لأضعها مرة على أسطر القصص .....كما وأن النقاش والحوار حول أهداف وغايات القصص لهو أكثر متعة من فك جماليات الأدب ......
                        وأخيرا أخي ...لك جل الحب والتقدير ...مع تمنيات بمزيد من الألق كونك تستحق تستحق بجدارة الفكر وبأدب الصياغة................... ومرة ثانية معذرة إخى الكريم ......
                        تحياااااااااااااااااتي ...وقبلااااااتي بس خلاااااااص؟
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 12-05-2012, 15:24.
                        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                        تعليق

                        يعمل...
                        X