"الطفل"بين الواقع والرمز في "حين تتعانق الأكف "للقاصةوسام دبليز / دينا نبيل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم وريوش الحميد
    مستشار أدبي
    • 01-07-2011
    • 1173

    #16
    مناقشة لنص الأستاذة دينا نبيل
    حين تتعانق الأكف كتابتي هذه رؤية تكاملية مع ما كتبته الناقدة الكبيرة دينا نبيل
    العنوان فاضح للنص لا عناق إلا لكفي حبيب وحبيبة ، والعناق يأتي في سياقات عدة قد
    يكون أحدهم صحيحا فأما إن العناق كان في حالة استمرارية لتعبر القاصة عن مشاعر وجدانية آنية تخالجهما أو ربما علاقة ماضية و انقطعت أسباب الوصل فيها لظروف ما ، أو علاقة استجدت فأثارت في البطلة شجون من الحنين لهذا الماضي
    ومن سياق النص نرى إن ذكريات قد عنت على البطلة فاستجدت فيها مشاعر كانت قد غطيت بطبقة خفيفة من الغبار ما أن أستثير هذا الغبار حتى تجلت للبطلة صور الماضي بكل أبعادها المولود يأتي لحبيب كان قد رحل عنها بجسده لكنه باق في روحه ، الحقيقة أن تعدد الصور الرمزية واستخدام أكثر من رديف للفظ واحد معتمدا عدة مدلولات قصدية فقد جاء لفظ وليد اوطفل متعدد المقاصد وجاء لفظ الكف ، ثم جنين ، وهذا تعبير على أمكانية اللغة في استيعاب أكثر من دلالة للفظ واحد ، في حين أن الكاتبة وسام دبليز استطاعت أن تستوعب هذا الاختلاف الدلالي ووظفته بشكل ينسجم مع طبيعة النص تكلمت الناقدة دنيا نبيل عن الطفل في حين أن الاستخدام الرمزي للكف كان أكثر استخداما
    1.كف جنين ولد توا تحتضنه وهو مثال للبراءة والعفوية
    2. كفيهما حين تعانقتا وترمز إلى حب كبير ، حب قد يكون عذريا لأنه مامس طهارة جسد بل أكتفت الأكف بعناق في طريق عام
    3. كف أب يمثل التزمت وعدم الأيمان بمشروعية هذا الحب وإن كان حبا صادقا هاله أن يرى ابنته مع شاب ، خاف الفضيحة لأنهما سارا في طريق عام ولم يختفيا عن الأنظار بعيدا في الظلمة
    4. كف الحنان الذي فقدته والعلاقة الحميمة التي كانت تربطها مع أبيها في لحظة كانت قاسية عليها لأنها فقدت هذا الحنان
    5. كف القدر الذي خطف منها أبيها
    6. كف الأمل الذي ربما يعيد الحب من مدافنه
    لقد رأت الناقدة إن النص قريبا من تحليلات جاك لاكان بشأن الواقعي والرمزي والمتخيل ، الحقيقة أن اللغة ليست اعتباطية التكوين فاللغة عبارة عن أصوات لها دلالتها اللفظية وليس شرطا أن تكون الدلالة آنية التكوين بل هي تراكمات قد تكون منذ آلاف السنين لذا فأن ما هو واقعي لا يعتمد إلا على ما هو منظور شكلا وكيانا ماديا ، وأما التخيلات فتأتي مما هو واقعي هي انعكاسات صورية لما يكون عليه المدلول
    وقد يكون التخيلي من بنا ة أفكارنا ، أما الرمز فهو الدلالة على شيء بغير المعنى الظاهر ، لذا كان تقديم الأستاذة دينا ملائما مع فكرة النص رغم الإطالة
    سيجموند فرويد أوجد ثلاثية الشخص الذات العليا والذات الدنيا والذات عام 1920 بداية الثلاثينات ، وقد حقق فيها طفرة كبيرة في علم النفس التحليلي
    جاء في نصها النقدي وتتعدد معاني الرمز الواحد بين المجتمعات نظراً لاختلاف الموروث الثقافي والأيديولوجيا لدى ذلك المجتمع
    اللغة العربية هي لغة إيحائية وتعتمد أكثر مدلولاتها اللفظية على صفات وأسماء وسجايا لحيوانات أو نبات أوجماد أخذت مع مر الزمان مدلولات تشبيهية لتصبح بعد ذلك مسمياتواضحة الدلالة عن شيئاما
    ولا يمتلك أي شعب أيديلوجيا واحدة وحتى الموروث الثقافي لا يأتي نقيا بل هو هجين من عدد من عدة ثقافات قد تنصهر في بوتقة واحدة لتصبح بمجموعها ، ثقافة لمرحلة معينة أو جيل معين ، لذا فإن الاستخدام الرمزي للمفردة يكون تبعا لحقبة محدده ، وهي لاتنفصل عن السياقات التشبيهية التي كان يستخدمها العرب لتقريب الصورة فحين نقول كغصن البان ، أو كعيون المها ، أوكالجلمود فأننا نعني بذلك مفردات تقريبية لتلك الصفات

    أوجدت الناقدة للطفل دلالات رمزية كثيرة ، في حين نست أن الطفولة تعني في كثير من الأحيان أن الطفل هو البراءة والعفوية والتجدد والنقاء والصدق ، وهي صفات تكاد تكون لصيقة به أما أن يكون رمزا لإظهار مآسي الحرب فقد نحتاج إلى وقفة ، فالطفل ليس هو الرمز ، لأنك قد تعبر عن كل المرموزات التي ذكرتها دون الحاجة لإيضاح أضافي فقد تقول بريء كبراءة الأطفال ، ولكن لا يمكنك أن تقول لقد وضعت الحرب أوزارها كما الطفل ، في مثل هذا التشبيه تنافر ، وهناك فرق بين الوصف والتشبيه حين تصف مآسي الحروب تجد في الطفولة مادة لتعميق المأساة
    يتبع .........
    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
    جون كنيدي

    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

    تعليق

    • دينا نبيل
      أديبة وناقدة
      • 03-07-2011
      • 732

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
      مناقشة لنص الأستاذة دينا نبيل
      حين تتعانق الأكف كتابتي هذه رؤية تكاملية مع ما كتبته الناقدة الكبيرة دينا نبيل
      العنوان فاضح للنص لا عناق إلا لكفي حبيب وحبيبة ، والعناق يأتي في سياقات عدة قد
      يكون أحدهم صحيحا فأما إن العناق كان في حالة استمرارية لتعبر القاصة عن مشاعر وجدانية آنية تخالجهما أو ربما علاقة ماضية و انقطعت أسباب الوصل فيها لظروف ما ، أو علاقة استجدت فأثارت في البطلة شجون من الحنين لهذا الماضي
      ومن سياق النص نرى إن ذكريات قد عنت على البطلة فاستجدت فيها مشاعر كانت قد غطيت بطبقة خفيفة من الغبار ما أن أستثير هذا الغبار حتى تجلت للبطلة صور الماضي بكل أبعادها المولود يأتي لحبيب كان قد رحل عنها بجسده لكنه باق في روحه ، الحقيقة أن تعدد الصور الرمزية واستخدام أكثر من رديف للفظ واحد معتمدا عدة مدلولات قصدية فقد جاء لفظ وليد اوطفل متعدد المقاصد وجاء لفظ الكف ، ثم جنين ، وهذا تعبير على أمكانية اللغة في استيعاب أكثر من دلالة للفظ واحد ، في حين أن الكاتبة وسام دبليز استطاعت أن تستوعب هذا الاختلاف الدلالي ووظفته بشكل ينسجم مع طبيعة النص تكلمت الناقدة دنيا نبيل عن الطفل في حين أن الاستخدام الرمزي للكف كان أكثر استخداما
      1.كف جنين ولد توا تحتضنه وهو مثال للبراءة والعفوية
      2. كفيهما حين تعانقتا وترمز إلى حب كبير ، حب قد يكون عذريا لأنه مامس طهارة جسد بل أكتفت الأكف بعناق في طريق عام
      3. كف أب يمثل التزمت وعدم الأيمان بمشروعية هذا الحب وإن كان حبا صادقا هاله أن يرى ابنته مع شاب ، خاف الفضيحة لأنهما سارا في طريق عام ولم يختفيا عن الأنظار بعيدا في الظلمة
      4. كف الحنان الذي فقدته والعلاقة الحميمة التي كانت تربطها مع أبيها في لحظة كانت قاسية عليها لأنها فقدت هذا الحنان
      5. كف القدر الذي خطف منها أبيها
      6. كف الأمل الذي ربما يعيد الحب من مدافنه
      لقد رأت الناقدة إن النص قريبا من تحليلات جاك لاكان بشأن الواقعي والرمزي والمتخيل ، الحقيقة أن اللغة ليست اعتباطية التكوين فاللغة عبارة عن أصوات لها دلالتها اللفظية وليس شرطا أن تكون الدلالة آنية التكوين بل هي تراكمات قد تكون منذ آلاف السنين لذا فأن ما هو واقعي لا يعتمد إلا على ما هو منظور شكلا وكيانا ماديا ، وأما التخيلات فتأتي مما هو واقعي هي انعكاسات صورية لما يكون عليه المدلول
      وقد يكون التخيلي من بنا ة أفكارنا ، أما الرمز فهو الدلالة على شيء بغير المعنى الظاهر ، لذا كان تقديم الأستاذة دينا ملائما مع فكرة النص رغم الإطالة
      سيجموند فرويد أوجد ثلاثية الشخص الذات العليا والذات الدنيا والذات عام 1920 بداية الثلاثينات ، وقد حقق فيها طفرة كبيرة في علم النفس التحليلي
      جاء في نصها النقدي وتتعدد معاني الرمز الواحد بين المجتمعات نظراً لاختلاف الموروث الثقافي والأيديولوجيا لدى ذلك المجتمع
      اللغة العربية هي لغة إيحائية وتعتمد أكثر مدلولاتها اللفظية على صفات وأسماء وسجايا لحيوانات أو نبات أوجماد أخذت مع مر الزمان مدلولات تشبيهية لتصبح بعد ذلك مسمياتواضحة الدلالة عن شيئاما
      ولا يمتلك أي شعب أيديلوجيا واحدة وحتى الموروث الثقافي لا يأتي نقيا بل هو هجين من عدد من عدة ثقافات قد تنصهر في بوتقة واحدة لتصبح بمجموعها ، ثقافة لمرحلة معينة أو جيل معين ، لذا فإن الاستخدام الرمزي للمفردة يكون تبعا لحقبة محدده ، وهي لاتنفصل عن السياقات التشبيهية التي كان يستخدمها العرب لتقريب الصورة فحين نقول كغصن البان ، أو كعيون المها ، أوكالجلمود فأننا نعني بذلك مفردات تقريبية لتلك الصفات

      أوجدت الناقدة للطفل دلالات رمزية كثيرة ، في حين نست أن الطفولة تعني في كثير من الأحيان أن الطفل هو البراءة والعفوية والتجدد والنقاء والصدق ، وهي صفات تكاد تكون لصيقة به أما أن يكون رمزا لإظهار مآسي الحرب فقد نحتاج إلى وقفة ، فالطفل ليس هو الرمز ، لأنك قد تعبر عن كل المرموزات التي ذكرتها دون الحاجة لإيضاح أضافي فقد تقول بريء كبراءة الأطفال ، ولكن لا يمكنك أن تقول لقد وضعت الحرب أوزارها كما الطفل ، في مثل هذا التشبيه تنافر ، وهناك فرق بين الوصف والتشبيه حين تصف مآسي الحروب تجد في الطفولة مادة لتعميق المأساة
      يتبع .........
      أ / سالم وريوش الحميد

      كم سعدت بـــ " نقد النقد " الذي قمت بكتابته هنا ، هذا وإن دلّ فإنه يدلّ على مدى الجدية قبل التفاعل وهذا ما نطمح إليه دوماً ..

      هناك بعض النقاط قد أثرتها في مقالك بنقد مقالي وأرجو مناقشتكم فيها ..

      1- المقدمة : لقد ذكرت أن ثلاثينات القرن العشرين هي ما شهدت التغيير الجذري في نظرية فرويد للتحليل النفسي ، لأن فرويد وضع النظرية في 1920 كما تفضلت بالذكر ، بينما لاكان قام بإعادة دراسة هذه النظرية في ضوء علم اللسانيات والطب النفسي باعتبار تخصصه فكانت إضافاته في الثلاثينات
      اما عن ذكر أن المقدمة وإن كانت ملائمة للنص لكنها طالت ولو قليلا ، فأنا أرى أنه من حق القارئ العادي أن يفهم أصول الموضوع واساس الدراسة التي اشتغل عليها ، فأن ذكرت المتخيل والرمزي والواقعي ، لربما سأل وما هذه الأشياء ومن أين اتت ؟!

      فمن واجبنا ان نبين له الأمور ونشرح له المصطلحات قبل أن نلج به إلى داخل الدراسة كي يكون على بينة من أمره وإلا لفقدنا تركيزه وعنصر تشوقه ، فمقال النقد ليس نقدا فحسب وإنما مقال أراه يقترب إلى الأدبي لابد أن يستخدم الكاتب كل أدواته من أجل جذب القارئ لمتابعة القراءة بل والتفاعل معها : لذا فنعمد إلى تقسيم المقال وعنونة المقاطع وتحديد المحاور والاقتباسات وذكر المراجع وأجزاء من النص ... هذا ما رأيته وأنا أدرس المقال ضمن دراستي للأدب الإنجليزي وهكذا كان التنظيم في عقولنا اثناء الكتابة

      2- تعريفك للرمز أ / سالم لا أختلف معك فيه ولا تختلف معي ، فنحن اتفقنا عليه ، ولكن ألا ترى أنه يمكن لأي شيء مادي ان يكون رمزا حسب توظيفه في النص الكف يمكن أن ترمز للقوة ، النعمة ، العطاء والطفل يمكن أن يرمز للبراءة للحب للولادة الجديدة ..

      لكن أختلف معك فيما ذكرت عن أن الكف هو المحور وليس الطفل ..

      عندما ذكرت في تحليلك قلت ( كف الحنان / كف العقاب .. ) ودلالته ، وهل هكذا يكون الرمز ؟ لقد وضعت للفظ دلالة ثم أوّلتها للمرموز ، بل إن الرمز يأتي بذاته ثم يتم تاويله وإحالته لما يدل عليه ، وإني أرى أن الكاتبة ربما تعمّدت ذكر هذين النوعين من ( الطفل ) ليتم الربط بينهما الطفل الحقيقي في أول النص ، ثم ذاك الطفل الذي ظلت تتحدث عنه طيلة النص بنفس الدلالة ألا وهي ( ولادة الحب ) إن أردنا إضافة براءته - جماله ... كل هذا مقبول ، ولكن في الأساس هو ولادة الحب

      أما الكف فقد ذكرته هنا في مقالك كوحدة ذات دلالات متعددة .. وأنا لم اختلف معك في هذا بل أختلف في كونه رمزا لأنني ذكرت أنه وحدة سيميائية تعتمد على اللفظ واختلافات دلالاتها في لغتنا العربية ..

      هل يمكن القول أن ( الطفل ) هنا تشبيه كالأمثلة التي ذكرت ؟

      أعتقد لا .. إنه رمز لأنه لم يأتِ في إطار جملة تشبيهية أو استعارية كما ذكرت ، بل كان الحديث عنه ككائن منفصل بذاته له وجود وولادة ومراحل تكوين ونمو ووأد ثم يُتم ثم خوف من ولادة مجددة له وهذا على مدار النص بأكمله .. فهل هذا أسلوب تشبيه ؟

      إن أكثر ما يميز هذا النص هو الربط بين الطفلين كما ذكرت من خلال ( الكف ) الذي اختلفت مدلاولاته على مدار النص واختلفت وظائفه على خلاف ( الطفل ) الذي كان ثابت الدلالة

      ربما هناك جوانب نفسية كان يمكن التطرّق إليها كعلاقة الطفل بالأم بحسب فرويد ، ولكن رأيت ان النص به ما هو أفضل من تلك النظرية التي واجهت الكثير من الجدال لاسيما في مجتمعنا .. لذا فبحثت عن أفضل ما يميز النص - من وجهة نظري
      اعتقد أننا لم نختلف أن دلالة الرمز تختلف بحسب المجتمع وهذا شيء معروف ، بل في المجتمع الواحد يمكن يستخدم باكثر من وسيلة ..

      3- أنا قلت أنه يمكن استخدام الطفل كرمز للتعبير عن مآسي الحرب ، لكن لم أقل تلك العبارة " لقد وضعت الحرب أوزارها كما الطفل " غير مقبول كما ذكرت ، لكن لم يكن شغلي هنا أن اذكر كيف يتم ذلك وإلا أكون خرجت من دراستي ولكن تختلف الأساليب حسب توظيف الكاتب لها

      4- العنوان ليس فاضحا للنص .. بمعنى
      هل لما أقول " حين تتعانق الأكف " تفهم أنها ولادة حب ؟ .. ربما لكن ليس بالضرورة ، أنا أذكر انطباعي هنا ، في الحقيقة وجدته غريبا وغير مألوف ، بل وجعلني أبحث ولمَ الأكف ؟ .. إذن العنوان يعتبر إضافة للنص وربط قوي له وليس شيئا زائداً هنا

      فكان توظيف الكف بأكثر من وسيلة لتتعدد الدلالات ، لذا فالعنوان أراه موفقاً جداً- في رأيي

      طبعا كل ما نقوله هنا فقط مجرد وجهات نظر .. لأنه لاشيء فاصل في النقد ، وإنما محض وجهات نظر والمستفيد في النهاية طبعا هو القارئ والكاتب ..

      لك تقديري أ / سالم

      تحياتي
      التعديل الأخير تم بواسطة دينا نبيل; الساعة 20-05-2012, 18:30.

      تعليق

      • سالم وريوش الحميد
        مستشار أدبي
        • 01-07-2011
        • 1173

        #18
        الأستاذة دينا انا قلت إن رؤيتي هي مكملة لنصك النقدي
        وبهذا تتفق الأراء حول موضوع واحد لكن هناك رؤى لاأعتقد إنها غائبة عن تفكيرك
        بل ذكرتها لأنها هي إكمال أوتوضيح لما أردت أن تقوليه
        ومنها المقدمة فأكثر مايدور في ذهن القارئ إذا ماتعانقت الأكف هي علاقة وجدانية
        بين إمرأة ورجل لأن الأستخدام الدلالي لهذه الجملة قد يتغير من لقاء للأخر
        فنقول صفعة القدر ، وصفعة أب ، وتشابكت الأيدي في حالة العراك أو توحدت الأيادي في حالة
        التكاتف والتعاون ، لكن مدلول كلمة تعانق يأتي من العناق وهو أقرب إلى المعنى الرومانسي
        أما بالنسبة لرمز الكف فهي لم توضح لنا بشكل جلي أن كف الحنان أوكف القدر قد أعطيت كل قصديتها بل
        أوحت لنا بأشارة لهذه القصدية وهي بذا استخدمتها كرمز أيضا
        " لقد وضعت الحرب أوزارها كما الطفل ؛؛
        أستاذتي أنا لم أقل أنك قلت ذلك بل أتيت به كتشبيه لأن يمكن أن يكون الطفل للكثير من الدلالات
        الرمزية كما أشرت أنت ولكن لايمكن أن يكون كدلالة رمزية للحرب ، ولكنه يمكن أن يكون عنصرا مؤثرا إذا ماتناولناه
        في قصصنا لرسم حالة مأساوية أو للتعبير عن الدمار الذي تخلفه الحروب وهنا يكون الاختلاف
        فالرمز مثله مثل اصطلاح المجاز الذهني لايمكن أن يصور
        إمرأة جميلة جدا بالغراب لأن هذا التناقض يوجد نفورا في نفس المتلقي
        لكنه يمكن أن يقول
        وعيناها غابة نخيل ساعة السحر دلالة على جمال العين ووسعها

        يقول ارسطو إن الأستعارة هي عملية وليس غرضا

        كنت قد ذكرت شيئا عن الإطالة في الاستهلال وهذا شيئا قد فاتني أكماله وذكر رأيي به
        نعم كانت إطالة تتوخين منها تعريف القارئ عما يسهل عليه قراءة النص
        رأيت اليوم مصطلحين حين كنت أقرأ عن النقد البنوي ذهبا بي إلى مراجعة القاموس النقدي والبحث عن معناهما في النت
        السانكرونية والدياكرونية مما أفقدني متعة المتابعة ولو هذا من شأن القارئ أن يبحث عن معنى كل مايقرأه
        حتى يزداد خزينه المعرفي ( ولكن على كاتب النص أن يوضح هذه المصطلحات ولو بتهميش بسيط في نهاية مقاله ) أو مثلما فعلت ،
        لذا فلم يكن كلامي عن الأطالة بإنتقاص لقيمة النص بل جاءت هذه الكن إستدراكية ، وكان يجب أن أضمنها وجهة نظري
        حتى يستقيم رأيي
        أستاذة دينا
        لقد كنت رائعة بمعنى الكلمة ولك أسلوبك النقدي المميز والذي لا يختلف عليه اثنين
        وأرجو أن يشاركنا الأخوة آرائنا لأن ذلك يقوي من مصداقية النقد وأقترح عليك أستاذة دينا أن يكون النص
        كبادرة لأولى المشاركات في مجلس النقد الأدبي
        ليكون أنموذجا لدراسة نقدية
        وليقع تحت عنوان
        ( مطارحات نقدية في نص )

        تقديري لك وامتناني
        على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
        جون كنيدي

        الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

        تعليق

        يعمل...
        X