لم يزهر النرجس بحديقتك هذا الموسم ، و لم يشكل الياسمين آيات الجمال على شباك نافذتك ، و هذا البري الذي حصرت له مساحة في الجانب الأيمن من مدخل المنزل إرتآى الغياب ، فلا نعمان بعد هذا القر و لا شقائق له تمتلك في بتلاتها حب التحدي،
الرفاق على صفحات وجوههم كما طبقة من الزيت عطور الشرق ، مكي مدني ، شامي ، و حتى شينوي أيضا و اللواتي يتبخترن ينثرنه متفاوت الشذى ، متعدد التركيبات ، متناقض العبق ، ينبعث منهن من اللباس حينا ، و من غدو و انزياح خصلات الشعر آخر ، و يا لتلك الخصلات المعدة سلفا لخلق هذا الموقف تحديدا مع إلباس القوام حركات و ما هي بحركات و لا سكنات ، و لكنها تعمد الفتنة للغواية عن قصد و سبق تدرب و ترويض ، يعمل فيه الجسد بتناسق تدرك حواء قوة جذبه ، و يستلطفه آدم بدهشة مرة ، و بالتظاهر بها مرات.
و التي تعطي العطر ليست بذي بعيد ، قال الصديق و قد سألته:
مع استقالة حاسة الشم لدي إلا أني أشم فيك رائحة زكية ، من أين لك هذا الربيع؟
شوقك و قد استحضر لك مشهدا بديعا ماكنت بخيالك الخصب قد صورته قبلا، فالتي تعطي العطر تجلس على ارجوحتها تدفع بها إلى قدام و إلى خلف برتابة ، يسراها على المقعد سندا و يمناها في حيز من الهواء تشكل بسبابتها حركات دائرية تارة و منحنية أو مستقيمة عموديا و أفقيا تارات ، كمن يرسم زهرة ، زهرتين ، حديقة من الأزهار ، و بدلع يقال أنه عفوي جدا يأتي كلامها كما الشعر يحافظ على نوتاته في التغني بالورود و مخاطبة الزبون في آن،
حقيقة ما تقول ، سألته هذا الأسمر الكريم
حقيقة حلوة كحلم جميل تتمنى لو يتكرر
قلت أن محلها على بعد شارعين؟
بل قل فصلين ، فهذا الشارع جاف كما الصيف لا غدو فيه و لا رواح و الذي بعده يتساقط به الهذر كما رذاذ الشتاء .
سايرته و أنت تدرك أن الشاعر يمكنه تجميل الجميل و القبيح أيضا ، فلا قبح في قاموس صديقك هذا ، دائم التبسم ، تتسع حدقتاه كلما خطر لهن طيف أو لاح في عنفوان الشارع وشاح ، أو افتك صمت الاسفلت و البلاط وقع حذاء ، و الأذن التي تلتقط رتابة الوقع لا تخطيء التفعيلات ، و قد التقطت لتوها صدى ملامسة سريعة لحذاء أنيق و هو يردد:
خببا تمشي الإبل فعلن فعلن فعلن فعل
الوقت الذي أفضى الشارع إلى بنايات مقابلة، سألته :
أين ؟
أشار و لم ينطق ، و نظرت حيث الأرجوحة في حركة باهتة و تأوه:
ليست هنا
و لجتما المحل
ليست موجودة التي تبيع من على العطر الأرجوحة؟
تقديم و تأخير و ارتباك لم يستغربه الفتى بالمحل :
أي خدمة؟
شططا المطلب الذي تقدمتما به في تركيب عطر بمزج متعدد المراحل ، و كلما بلغ مرحلة كنتما تشمان القارورة و تطلبان مزيدا من التعقيد.
و دفع بدلا عنك بإصرار:
الشاعر هو من يدفع ثمن العطر
أبقيتها بيدك تلك القارورة بعد أن رششت رذاذا عليه و عليك و أنتما تشقان طريقكما بين المارة ، و البعض منهم يلتفت ، فقد كانت الرائحة قوية كفاية لجذب انتباه من سلمت حاسة شمه من عفونة المدينة و عرق بناياتها ، و ما كنت لتهتم بتفاعلهم مع عطرك الذي تقبض عليه الآن بإحكام ، لكن الذي بخاطرك أن تجد التي تعطيكه حتى و إن كنت أنت من يسلمه لها لتعيده إليك ، فلا معنى للعطر مطلقا إن لم يأت من يد أنثى ، و لم تطل لا المشي و لا التفكير لما أوقفتكما و قد رد الشاعر عليها التحية قبل أن يرتد إليك فؤادك من جمال الصدفة ، بل و سارع أيضا إلى إفهامها بما يدور في خلدك و قد قرأ أفكارك:
نسلمك العطر و تعيدين تسليمه للأستاذ ، ليس في الموضوع ريب .
أمسكت برشاقة قارورة العطر ، قربتها من أنفها ، برفق دستها بحقيبتها .
ستكون هدية مميزة منك أستاذ
قالتها و هي تغادركما و ما نطقت أنت ببنت شفة و لا متعبة للسان ، لكنه الشاعر:
صدقت ، لهن تصنع العطور.
الرفاق على صفحات وجوههم كما طبقة من الزيت عطور الشرق ، مكي مدني ، شامي ، و حتى شينوي أيضا و اللواتي يتبخترن ينثرنه متفاوت الشذى ، متعدد التركيبات ، متناقض العبق ، ينبعث منهن من اللباس حينا ، و من غدو و انزياح خصلات الشعر آخر ، و يا لتلك الخصلات المعدة سلفا لخلق هذا الموقف تحديدا مع إلباس القوام حركات و ما هي بحركات و لا سكنات ، و لكنها تعمد الفتنة للغواية عن قصد و سبق تدرب و ترويض ، يعمل فيه الجسد بتناسق تدرك حواء قوة جذبه ، و يستلطفه آدم بدهشة مرة ، و بالتظاهر بها مرات.
و التي تعطي العطر ليست بذي بعيد ، قال الصديق و قد سألته:
مع استقالة حاسة الشم لدي إلا أني أشم فيك رائحة زكية ، من أين لك هذا الربيع؟
شوقك و قد استحضر لك مشهدا بديعا ماكنت بخيالك الخصب قد صورته قبلا، فالتي تعطي العطر تجلس على ارجوحتها تدفع بها إلى قدام و إلى خلف برتابة ، يسراها على المقعد سندا و يمناها في حيز من الهواء تشكل بسبابتها حركات دائرية تارة و منحنية أو مستقيمة عموديا و أفقيا تارات ، كمن يرسم زهرة ، زهرتين ، حديقة من الأزهار ، و بدلع يقال أنه عفوي جدا يأتي كلامها كما الشعر يحافظ على نوتاته في التغني بالورود و مخاطبة الزبون في آن،
حقيقة ما تقول ، سألته هذا الأسمر الكريم
حقيقة حلوة كحلم جميل تتمنى لو يتكرر
قلت أن محلها على بعد شارعين؟
بل قل فصلين ، فهذا الشارع جاف كما الصيف لا غدو فيه و لا رواح و الذي بعده يتساقط به الهذر كما رذاذ الشتاء .
سايرته و أنت تدرك أن الشاعر يمكنه تجميل الجميل و القبيح أيضا ، فلا قبح في قاموس صديقك هذا ، دائم التبسم ، تتسع حدقتاه كلما خطر لهن طيف أو لاح في عنفوان الشارع وشاح ، أو افتك صمت الاسفلت و البلاط وقع حذاء ، و الأذن التي تلتقط رتابة الوقع لا تخطيء التفعيلات ، و قد التقطت لتوها صدى ملامسة سريعة لحذاء أنيق و هو يردد:
خببا تمشي الإبل فعلن فعلن فعلن فعل
الوقت الذي أفضى الشارع إلى بنايات مقابلة، سألته :
أين ؟
أشار و لم ينطق ، و نظرت حيث الأرجوحة في حركة باهتة و تأوه:
ليست هنا
و لجتما المحل
ليست موجودة التي تبيع من على العطر الأرجوحة؟
تقديم و تأخير و ارتباك لم يستغربه الفتى بالمحل :
أي خدمة؟
شططا المطلب الذي تقدمتما به في تركيب عطر بمزج متعدد المراحل ، و كلما بلغ مرحلة كنتما تشمان القارورة و تطلبان مزيدا من التعقيد.
و دفع بدلا عنك بإصرار:
الشاعر هو من يدفع ثمن العطر
أبقيتها بيدك تلك القارورة بعد أن رششت رذاذا عليه و عليك و أنتما تشقان طريقكما بين المارة ، و البعض منهم يلتفت ، فقد كانت الرائحة قوية كفاية لجذب انتباه من سلمت حاسة شمه من عفونة المدينة و عرق بناياتها ، و ما كنت لتهتم بتفاعلهم مع عطرك الذي تقبض عليه الآن بإحكام ، لكن الذي بخاطرك أن تجد التي تعطيكه حتى و إن كنت أنت من يسلمه لها لتعيده إليك ، فلا معنى للعطر مطلقا إن لم يأت من يد أنثى ، و لم تطل لا المشي و لا التفكير لما أوقفتكما و قد رد الشاعر عليها التحية قبل أن يرتد إليك فؤادك من جمال الصدفة ، بل و سارع أيضا إلى إفهامها بما يدور في خلدك و قد قرأ أفكارك:
نسلمك العطر و تعيدين تسليمه للأستاذ ، ليس في الموضوع ريب .
أمسكت برشاقة قارورة العطر ، قربتها من أنفها ، برفق دستها بحقيبتها .
ستكون هدية مميزة منك أستاذ
قالتها و هي تغادركما و ما نطقت أنت ببنت شفة و لا متعبة للسان ، لكنه الشاعر:
صدقت ، لهن تصنع العطور.
تعليق