من ماء و ريح
ينام النهر بين ضلوعها
كلما قرصته الريح
ودغدغ دفئه الثلج
لينبت الشِّعرُ في أوردتها
صبيا
يعزف على أوراق أنفاسها
ما احتضن ساقها المجدول
بالحناء و الحبق
وريحان الفراشات
المتقافزة على نبض ساعدها
ألحان المدى المشغول
بزعفران اللغة
وزئبق الأمازيغ المعتق
بزمن الريح والماء
وزبرجد مابين قلب السماء
ورئة تأتي بها المرايا
من سبع أراضين
مُعشّقة بخيط دم
وبعض تراتيل
لا يفك نجواها إلا من ابتلاه العشق
بباب الرضا و أم الربيع
وقال سلاما !
إن اعتلت ظهر الريح فهي الماء
وإن ظهر الماء فهي الريح
تخاتل السحاب ..
حين تفرش قلبه بسمتها
فتلون خاصرته
و شيْبه بغيماتها
ينهض من كهولته
كراقص ما تخلت عنه عراجينُ لوعته
ليغيب فيها
فترسمه قوافلَ لا تمل الطريق
ما بين نحرها ..
و تلك القطة المفخخة
بغرتها
كحدائق موقوتة
تسيل
تتجمد
تتلاشى
ثم تأتي فرادى بسلال من نبض ..
و ياقوت ..
كثير من أرغفة الحب !
لا تأتيها الفصول .. إلا من وراء حجاب
خافضة الروح ..
لتحظى منها بالرضاب
و الشهد المتفطر
المفطور كدر منثور
خريف الدنا ..
ضاحك الغصن
بكفيها
يعطي حين تشح المهج
و لا يسأل طيرُه إلحافا
في معية النها .. شق جلدها
و استطاب
لقرن
قرنين
كأنها الأرض
ماية
آية
وتواريخ ترسم المشرق حيث تولي وجهها !
ما أوجعتها شقاوات الجنادب
هوام الطريق
انسلال الأفق .. فجأة
عن جارح الطير
و لا زعزعتها .. نجوى الخبث الجوّابةُ
اللّقاطةُ هواء الحب ..
من خاصرة الغيث
ومن احتمى بفيضها
حتى خفافيش الصدور الناتئة
و غائر النقع
إن قدحتْ
وإن ضَبَحت
تصدها بسمة
ضحكة
هزة من غصن
ريح من قبس التباريح !
فلا لانت
و لا هامت
ولا هانت
حتى إذا أسكرتها نشوةُ اللغة
ترنح قلبُها الطفلُ
و هي لا تدري
أن الرياح في صرفها
قد تذهب الأرض ..
و تنثر الشمس كالعقد
فيأتي البحر من الصخر
القيظ من البَرَد
الموت من حيث ينبت القهر !
تعليق