كعادته ... دخل المقهى لتناول مشروبه المفضل...أخرج لفافات التبغ، أشعل سيجارة، نفث دخانها في ملل، وكان يختطف نظرات متفحصة للنساء من حوله عله يجد من تؤنس ليلته الكئيبة، كلهن كآبة، صاح صوت بداخله... لكن الحياة لا تحلو إلا بهن...
في ركنٍ بعيد كانت تقف، ترمقه بنظرات شذرة، كنمرة تتحين الفرصة للوثوب على فريسة، لكنها أخذت نفسا عميقا لتهدأ، ذلك المحتال، أمسكتها الواقفة بجوارها من ذراعها تجذبها إليها... اهدأي أرجوكِ ، لا تفسدي ما نحن بصدده، عبثا تحاول أن تهدأ و نيرانها مشتعلة، صبرا ، هاهو يشرب كأسه الثاني، كأسٌ ثالث و لن يعرف أمه من عمه...
دقائق مرت كسنوات عليها و الغضب يعتريها و تحاول أن تبدو طبيعية،كانت تعيش وهم الحب معه من قبل، وكانت تريده لنفسها، كانت مجرد اسم في دفتر يحوي العديد من الأسماء و أرقام الهواتف، كانت تحادثه كثيرا حتى ملها و انقطع فجأة عنها، باءت محاولاتها استرجاعه كلها بالفشل،
فكرت عندما رأته ثانية بالتخفي في شكل امرأة أخرى لا يعرفها،و لا أفضل من التحدث معه في ذاك المكان الذي يختلط فيه كل شيء في الليل، و يمتزج الصخب بفوضى الحواس، كانت تفعل ذلك دون هدف واضح، ربما لتستعيد لحظاتها معه، ربما لتوقعه في حبها و تتركه بعدها، لم تعرف سوى أنها تريد التحدث إليه فقط و بأي شكل
لكنها لم تفهم أنه لا يعود لسيجارة رماها على الأرض و داسها بقدمه، فهناك من هم متخصصون في التقاط أعقاب السجائر، بالتأكيد لم يعتد أن يكون واحدا منهم،
ولجت إلى الحمام لإصلاح زينتها، قالت و هي تزيد رموشها كثافة بالماسكارا، أتظنين سأنجح ، ألن يعرفني، اجابتها بضحكة طويلة، ثقي لن يعرفك، لن ينظر في وجهك، تعرفين أين يركز نظراته، و تابعت... ثقي بنفسك و لا تخافي،ها هو من جديد، كوني ذكية هذه المرة ...كانت صديقتها واحدة من ضحاياه السابقات، تفرقا بسببه واجتمعا عليه مرة أخرى، هيا الآن...
مرت أمامه تتمايل بحذائها ذا الكعب العالي جدا، و كان جسدها يتهادى كلما خطت بقدمها على الأرض، اختارت مقعدا بجانبه على البار و جلست جلسة مائلة بوقاحة، فلا يُرى منها سوى جانب وجهها، يغطيه شعرها المصفف باستفزاز لكل الرغبات المجنونة، و سرعان ما اقترب منها بلباقته المعهودة ليدعوها لشراب، تجاذب معها أطراف الحديث، و فجأة بدأت تبكي، انزعج و أبدى تأثرا... وكانت تعلم أنه يبدأ أحاديثه معهن بالشكوى من الحياة و جراحاتها فيتشاركان الألم معا، فذاك أقصر طريق للمواساة التي كان يجيدها بمهارة ليس لها مثيل...و بعد أن تبادلا مشاعر المؤازرة، تبادلا أرقام التيلفونات، و أصر على أن يقلها لمنزلها لكنها رفضت مؤكدة أن صديقتها ستقلها،
كان يقود السيارة بسرعة جنونية، وكأنه يصرخ في الموت ليأتيه، و بكل أسف لا يأتيه و يصل بسلام! دخل بيته مترنحا قليلا لكن به قليل من وعي، لم يتذكر منها سوى ما أثار اهتمامه الرجولي، فلا يذكر وجهها و لا حتى اسمها، و أطلق ضحكة ساخرة و ما فائدة تذكر وجوه بأقنعة و أسماء مستعارة ، خلع معطفه و حذاءه و ألقى بجسده على فراشه محتضنا وسادته وغاب عن الوعي...
استيقظ في الظهيرة ليجد رسالة منها على هاتفه النقال، قام بتثاقل ليقرأها، وماذا عساه يكون فيها، فرك عينيه و عبثا ظل يبحث عن نظارته فوجدها ملقاة بجانب وسادته، قرأها في ثانية و أغلق الهاتف و انطلق لأخذ دش بارد ، تهيأ للخروج ، استقل المصعد متجها لمربأ السيارات، استقل سيارته وانطلق لمكتبه وفي الطريق كان يستمع لأغانيه المفضلة ومعه قهوة في كوب حراري يرتشف منها كلما توقف في اشارة مرور، وما أكثر وقفاته، حتى وصل
فتح الهاتف فوجد أكثر من 20 رسالة من أرقام متنوعة، قام بمسحها جميعا، و ارتدى الوقار و الجدية لينهي أعماله التي لا تنتهي ... و في الليل ... ارتاد المقهى و ظل ينظر نظرات متفحصة و هو يشرب كأسه و ينفث دخان سيجارته بملل ، وصاح الصوت بداخله كلهن كآبة...
تمت
في ركنٍ بعيد كانت تقف، ترمقه بنظرات شذرة، كنمرة تتحين الفرصة للوثوب على فريسة، لكنها أخذت نفسا عميقا لتهدأ، ذلك المحتال، أمسكتها الواقفة بجوارها من ذراعها تجذبها إليها... اهدأي أرجوكِ ، لا تفسدي ما نحن بصدده، عبثا تحاول أن تهدأ و نيرانها مشتعلة، صبرا ، هاهو يشرب كأسه الثاني، كأسٌ ثالث و لن يعرف أمه من عمه...
دقائق مرت كسنوات عليها و الغضب يعتريها و تحاول أن تبدو طبيعية،كانت تعيش وهم الحب معه من قبل، وكانت تريده لنفسها، كانت مجرد اسم في دفتر يحوي العديد من الأسماء و أرقام الهواتف، كانت تحادثه كثيرا حتى ملها و انقطع فجأة عنها، باءت محاولاتها استرجاعه كلها بالفشل،
فكرت عندما رأته ثانية بالتخفي في شكل امرأة أخرى لا يعرفها،و لا أفضل من التحدث معه في ذاك المكان الذي يختلط فيه كل شيء في الليل، و يمتزج الصخب بفوضى الحواس، كانت تفعل ذلك دون هدف واضح، ربما لتستعيد لحظاتها معه، ربما لتوقعه في حبها و تتركه بعدها، لم تعرف سوى أنها تريد التحدث إليه فقط و بأي شكل
لكنها لم تفهم أنه لا يعود لسيجارة رماها على الأرض و داسها بقدمه، فهناك من هم متخصصون في التقاط أعقاب السجائر، بالتأكيد لم يعتد أن يكون واحدا منهم،
ولجت إلى الحمام لإصلاح زينتها، قالت و هي تزيد رموشها كثافة بالماسكارا، أتظنين سأنجح ، ألن يعرفني، اجابتها بضحكة طويلة، ثقي لن يعرفك، لن ينظر في وجهك، تعرفين أين يركز نظراته، و تابعت... ثقي بنفسك و لا تخافي،ها هو من جديد، كوني ذكية هذه المرة ...كانت صديقتها واحدة من ضحاياه السابقات، تفرقا بسببه واجتمعا عليه مرة أخرى، هيا الآن...
مرت أمامه تتمايل بحذائها ذا الكعب العالي جدا، و كان جسدها يتهادى كلما خطت بقدمها على الأرض، اختارت مقعدا بجانبه على البار و جلست جلسة مائلة بوقاحة، فلا يُرى منها سوى جانب وجهها، يغطيه شعرها المصفف باستفزاز لكل الرغبات المجنونة، و سرعان ما اقترب منها بلباقته المعهودة ليدعوها لشراب، تجاذب معها أطراف الحديث، و فجأة بدأت تبكي، انزعج و أبدى تأثرا... وكانت تعلم أنه يبدأ أحاديثه معهن بالشكوى من الحياة و جراحاتها فيتشاركان الألم معا، فذاك أقصر طريق للمواساة التي كان يجيدها بمهارة ليس لها مثيل...و بعد أن تبادلا مشاعر المؤازرة، تبادلا أرقام التيلفونات، و أصر على أن يقلها لمنزلها لكنها رفضت مؤكدة أن صديقتها ستقلها،
كان يقود السيارة بسرعة جنونية، وكأنه يصرخ في الموت ليأتيه، و بكل أسف لا يأتيه و يصل بسلام! دخل بيته مترنحا قليلا لكن به قليل من وعي، لم يتذكر منها سوى ما أثار اهتمامه الرجولي، فلا يذكر وجهها و لا حتى اسمها، و أطلق ضحكة ساخرة و ما فائدة تذكر وجوه بأقنعة و أسماء مستعارة ، خلع معطفه و حذاءه و ألقى بجسده على فراشه محتضنا وسادته وغاب عن الوعي...
استيقظ في الظهيرة ليجد رسالة منها على هاتفه النقال، قام بتثاقل ليقرأها، وماذا عساه يكون فيها، فرك عينيه و عبثا ظل يبحث عن نظارته فوجدها ملقاة بجانب وسادته، قرأها في ثانية و أغلق الهاتف و انطلق لأخذ دش بارد ، تهيأ للخروج ، استقل المصعد متجها لمربأ السيارات، استقل سيارته وانطلق لمكتبه وفي الطريق كان يستمع لأغانيه المفضلة ومعه قهوة في كوب حراري يرتشف منها كلما توقف في اشارة مرور، وما أكثر وقفاته، حتى وصل
فتح الهاتف فوجد أكثر من 20 رسالة من أرقام متنوعة، قام بمسحها جميعا، و ارتدى الوقار و الجدية لينهي أعماله التي لا تنتهي ... و في الليل ... ارتاد المقهى و ظل ينظر نظرات متفحصة و هو يشرب كأسه و ينفث دخان سيجارته بملل ، وصاح الصوت بداخله كلهن كآبة...
تمت
تعليق