في أثر لمحة / محمد فطومي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    في أثر لمحة / محمد فطومي

    في أثر لمحة




    كانت ترتدي قبّعة إيطاليّة؛أو هكذا استعجل قلقي استدراج التَتِمّة..
    أوقَفَتْ سيّارة تاكسي، فتحتُ الباب و اعتذرتُ من صاحبها و سرنا،بالكاد أحسستُ بضربات خفيفة من قبضة يدها على ظهري. رافقتُها إلى الجامعة و عرّجتُ إلى عملي. التقيتُها بعد ذلك في صالون للفنون،الزوّار قليلون،كانت منهمكة بتلميع تمثال نصفيّ من مرمر لامرأة غريبة الملامح. و أنا أتأمّل وفرة الحياة في جذعها ،تأكّد لي ظنّ يلازمني ؛ شره الحواسّ هو حجّة البقاء لإبطالنا . كدتُ أبوح لها بأنّي لمّعتُ حذائي بمرهم عيون هذا الصّباح،غير أنّي و دون قصد لم أجد أمامي أخفى من العفويّة المصطنعة كي أعلن لها عن حضوري.
    قلتُ:
    الحيّ الذي أسكنه نصبٌ خشبيّ لأرملة تخفي معولا وراء ظهرها و تضحك تحت الّلثام..مع ذلك لا أجد هذه المرأة الصّخريّة غريبة عنّي كثيرا.
    ضحكت و رحّبت بي بفرح طفوليّ عميق:
    - لم أتصوّر أنّك ستأتي..
    أجبتُ كما لو أنّي سمعتُ دعوة لأقول ما أريد:
    - أفهم منك أنّي كنتُ قابعا في رأسك الصّغير طيلة يوم؟
    ابتسمت عيناها و أعادت خصلة شعر مقوّسة خجولة تحت أذنها و قالت :
    - ليست كلّها أعمالي..المعرض مشترك..ما رأيك أن تقوم بجولة و تعطيني انطباعك؟
    على بعد خطوات كان هناك شابّ يقدّم لوحته لمجموعة من المهتميّن ،جعلتني وقفته و حركاته أهجس:" لن أصير يوما أفضل من هذا الرّجل الأنيق الوسيم ".و خمّنتُ أنّها ربّما تحتاج إلى فسحة من الحرّيّة لتستقبل الوافدين و تشرح أعمالها هي الأخرى.
    قبل أن أنتبه إلى وجودها خلفي وقفتُ طويلا أمام تشكيل لدماغ بشريّ بصدد الخروج من بيضة،يستقرّ فوق لوح خشبيّ كُتب عليه اسمها. قالت:
    - أعجبتك؟
    أجبتُ دون أن أحوّل بصري عن القطعة :
    - ما يحضرني الآن تمنعه الأعراف الإنسانيّة قبل أربعة أشهر على الأقلّ بدء من لحظة التّعارف..!
    قدّمت لي فنجان قهوة كان بين يديها و سوّت ياقة قميصي.

    انتظرتها في مقهى قريب من الصّالون،كنتُ وجها قديما،جديدا،ككلّ الوجوه التي نصادف المئات منها في اليوم، تلك الهيآت التي لا توحي إلاّ بأنّ التّواصل يجب أن يتواصل و لا شيء آخر.و التي إذا غفلنا عن إحداها لبعض الوقتِ شاخت.أشعّة الشّمس تسيل ضجرة على أسقف السيّارات. ضجيج الباعة و المارّة المستعجلين صامتٌ كما لو كانوا يتحرّكون داخل صندوق زجاجيّ.فكّرتُ أنّها لو أمطرت في هذا اليوم الملتهب لانبثقت المطّاريّات من حيث لا أحد يعلم.ما حدث أنّ أسرابا من طيور الخطّاف ملأت السّماء فجأة.أخذتها إلى متنزّه قريب،هناك أطلعتها على السرّ الذي ما انفكّت تحاصرني بفضولها لمعرفته و في كلّ مرّة أتعلّل منتشيا بأنّ الوقت لم يحن بعد.كنّا قد اتّخذنا مقعدا تحت شجرة توت هرمة،حين لامست ركبتي ركبتها استهنتُ بكلّ الذين غيّبهم الموت عن حديقتنا، و طاف بي شعور ممتع بأنّ الموت احتمال بعيد لا يعنيني. قلتُ هلاّ تمشّينا قليلا؟ ابتعدنا عن المقعد خطوات ثمّ طلبت منها أن تتأبّط ذراعي و تلتفت خلفها: " ماذا ترين هنا بالتّحديد فوق الثّرى؟ "
    ردّت باستنكار غلب عليه الذّهول : لا أرى شيئا.
    قلت:
    - لمَ لا تُحاكين هذه التّحفة الرّائعة بمجسّم حجريّ ممدّد ، لونه بلون التّراب مثلا ،عليه نتوءات و حفر و حجارة متناثرة كما اتّفق، يكون ظلّنا فوقه عبارة عن طبقة رماديّة داكنة من الاسمنتِ ؟ ظلّا لامرأة تتأبّط ذراع رجل يرى أنّها الحقيقة الوحيدةَ في كوكب فاقد للوعي.
    ظلّت ساكنة برهة ثمّ انفجرت ضاحكة:
    - فكرة مجنونة ، سنشتغل عليه سويّا..لا تمانع.. ستكون جميع أعذارك مرفوضة..غدا نشرع في التّنفيذ.

    في معمل صغير محاذ لبيت والدها اكتمل الظلّ، تماما كما شاء قلقي..
    أمسكتُ بيدها،و مسحتُ براحتها على وجهي، في تلك الّلحظة قالت إنّ بهجتها قد لا تكفيها حجارة العالم لو أرادت تصميمها. أخبرتها أنّ أمّي و أخواتي متشوّقات لرؤيتها لفرط ما حدّثتهنّ عنها. قبلت دعوتي قلتُ سترافقينني نهاية هذا الأسبوع. استدعت والدها ليرى إنجازها الجديد، حضر على الفور، تأكّتُ بعد لقاءات أخرى جمعتني به في بيته أنّه أصبح يغالي في تلبية رغباتها و إبداء إعجابه بما تفعل، بعدما أيقن أنّ ولعها بالفنّ صار يهدّد اهتمامها به و أنّ الأبوّة بمفردها لم تعد تسدّ نهمها لاحتواء الطّبيعة. حدّدنا موعدا للخطبة على أن نؤجّل الزّواج إلى ما بعد تخرّجها. أشعر بالسّلام و بحالة من الّلجوء حين أقضّي بعض الوقت وسط عائلتها، لا أدري ما الذي يوحّد بيني و بين والدها الطيّب. أفكّر أحيانا أنّي مثله لحكمة ما أو ربّما بالفطرة أو كما يختار المرء رابطة العنق الملائمة للون بذلته اخترنا أن نكون جزء من خصمنا الجبّار؛ فرادَتَها الحادّة..

    نشأ بينها و بين والدتي و أخواتي أنس بدائيّ حميم، قدّمت لكلّ واحدة منهنّ هديّة. لبِستْ الصّغيرةُ السّاعة حالما أخرجتها من العلبة، و راحت تسترق النّظر إلى العقارب و هي تتحرّك، رأيتُ في عينيها سعادة كالتي ألمحها على عمّال النّظافة و هم يراقبون الرّافعة تقلب الحاوية في جوفها نيابة عنهم.
    في طريق العودة تملّكتني حالة من الحمق حالت دوني و دون سؤالها عن سبب الأسى الذي لوّن وجهها فجأة، أمام دكّان ضيّق تراكمت بداخله النشارة و عصيّ خشبيّة و أدوات عتيقة ،كُتب عليه بخطّ رديء " قصرُ الأثاث " ، حدّثتها لسبب غامض عن صاحب الّلحية الكثيفة الذي نهض من كرسيّه و دخل لمّا رآنا:
    "أحبُّ هذا الرّجل،لأنّه صديق أبي، أحيانا أعجز عن استحضار صورة أبي كما أشتهي،ما يحصل لي مع هذا الرّجل أشبّهه بالنّجمة التي لا يمكنكِ رؤيتها إلاّ إذا نظرتِ حولها ،حين تحصّل ابنه على "بطاقة جريح" ،اعتذر عن مصاحبتي حتّى يهديني الله.
    علّقت:أظنّ أنّي تأخّرتُ..
    بعد أسبوع لم أفلح خلاله في العثور عليها،أخبرتني أنّها تريديني في موضوع مصيريّ.أربكتني العبارة.
    قالت: لندع العواطف جانبا..يجب أن نواجه المسائل بشجاعة ..
    سألتها : ماذا طرأ ؟
    ردّت بصوت منخفض :سأكون صريحة معك..أنت تعلم تأثير الوراثة..و..أرجوكَ لا تجعلني أستمرّ ..
    شبَكَتْ يديها أمام وجهها و ضغطت بأسنانها على أظافر إبهامها الأيمن و الأيسر كأنّها تتضرّع، و شردت.. خطر لي أنّي أبدو في عينيها كطاووس محبوس مع الدّجاج في نظر صبيّ يتأهّب للذّهاب إلى البحر؛
    قلت : لا عليك، أفهم..لا تستمرّي..معكِ حقّ ، و الذين أشاروا عليكِ بذلك معهم حقّ.
    تمتمت بكلمات قبل أن يزدردها زحام المارّة المستعجلين.
    أفهمها. لم يكن من السّهل عليها أن تتوقّع الأفضل.

    هكذا اكتشفتُ أن ليس هناك طريقا أيسر من ألفة مركّبة لأتصالح مع الوحدة، لذا لم يكن بإمكاني أن أتصوّر الأفضل من أجلنا أنا أيضا..مُحاصرا بالمؤيّدات كان لابدّ أن أُذعن لقلقي،مع ذلك هنا و الآن فوق سطح بيتنا العتيق حيث الماضي يسمعني و يجيز لي أن أغيّر في مجراه قليلا ،لست أجد حرجا من الاعتراف بأنّها تتمّة راودتني شوّشتُ بها أصل اللّمحة؛ من سنتين جلستْ بمحاذاتي مسافرة جميلة ، أضواء القرى المتناثرة هنا و هناك كسرت الظّلمة داخل سيّارة الأجرة،كانت تضع أمامها حقيبة سوداء كبيرة، ضئيلة السُّمك؛ قدّمت لي في منتصف الطّريق قطعة شوكولاطة، سألتها: أأنتِ رسّامة؟ أجابت: نحت..ثمّ نزلت قبل أن تترك لي محطّتها الفرصة لأسألها عن اسمها..
    أسمع صوت أختي الكبرى تناديني، أنتفض واقفا كالملدوغ، كدتُ أنسى ؛ اليوم دورها في النّزهة،كعادتها ستسألني لمَ يرفضون توظيفي رغم أنّي الأولى في دفعتي؟ما الفرق بين كرسيّ دوّار و كرسيّ متحرّك؟ و كعادتي سأجيبها : لا تيأسي.



    محمد فطومي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد فطومي; الساعة 28-08-2012, 17:07.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    كنّا قد اتّخذنا مقعدا تحت شجرة توت هرمة،حين لامست ركبتي ركبتها استهنتُ بكلّ الذين غيّبهم الموت عن حديقتنا، و طاف بي شعور ممتع بأنّ الموت احتمال بعيد لا يعنيني.

    أعجبتني جدا مثل هذه الفلاشات الرائعة..التي تخلّلت النص منذ البداية ..
    لا مراء في قدرتك القصصية و أسلوبك أستاذ فطومي ..
    لكن ذاك الغموض الذي وجدته هل وحدي من استشعرته أم من قرأوا النص أيضا..
    لا أدري ..كل القصة جميلة ..خيط فقط لم أجده لكي يكتمل جمالها في عيني ..
    اعتبره قصورا مني أخي ..
    لكني أحببت ان يصلك ما أحسست.
    تقديري و مزيدا من الابداع .

    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      هي خيية إذن من الخيبات
      التي توالت علينا في معترك حيواتنا
      ووجه في الطريق كان له أثر ما .. عابر ا أم محفورا
      و على ما يبدو أنه كان محض وجه عابرا
      وجدت هنا نوعا من التغريب المقصود
      ربما كان يذهب إلي حالة من السخرية و ربما اللا جدوى
      كأني رأيت هنا بعضا من ألوان ألبير كامو
      فالتفاصيل هنا لم تكن أبدا لتوصل إلي المعنى بقدر ما تفتح أفقا جديدا لمعان غفلت عنها القصة أو يمعنى أدق غفل عنها الكاتب
      إنك تذهب إلي ماهو غير متوقع ، تعطى اللوحة بعض الرتوش ، دون تتوقف اكثر .. و علينا في مجمل الأمر أن نفسر ما كان بتلك المفردات !

      لم تكن قصة هرمية الشكل .. بالمعنى المفهوم
      و لكن ربما كانت تتلمس بعض لا هرمية الوجود .. رغم حقائق ثابتة في العلاقات و الحياة

      صديقي
      تحتاج منك بعض مراجعة !

      شكرا على هذه الوجبة

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • وسام دبليز
        همس الياسمين
        • 03-07-2010
        • 687

        #4
        دوما استاذ محمد تنثر نصوصك هنا بقلم محترف غير أني وقفت كما وقف الزملاء ابحث عن الحلقة المفقودة

        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          الأخت الرّائعة آسيا رحاحليّة.
          أشكرك على مرورك العذب دائما.
          العفو إن كان بك قصور،أنتِ مبدعة تعرف أين و كيف تلتقط مسرّاتها من النصّ.
          وصلني إحساسك أيّتها الفاضلة.
          هي إشارات تظمّنها النصّ كي يُذيع معناه ؛ عوّلت - أو لنقل راهنت - على إعمال الرّابط بينها،هذا كلّ ما في الأمر.
          مودّتي لك آسيا.
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • سعاد محمود الامين
            أديب وكاتب
            • 01-06-2012
            • 233

            #6
            لأول مرة أقرأ لك قصة كقارئة عادية أحسست ببعض الملل لعدم فهم المضمون. أعتقد غير جازمة إن كلمة شوكولاطه = شوكولاه والله أعلم
            التعديل الأخير تم بواسطة سعاد محمود الامين; الساعة 19-06-2012, 20:35.
            مصر ومامصر سوى الشمس
            التي بهرت بثاقب نورهاكل الورى
            والناس فيك إثنان...
            شخص رأى حسنا فهام به
            وشخص لايرى!

            تعليق

            • خديجة بن عادل
              أديب وكاتب
              • 17-04-2011
              • 2899

              #7
              استوقفتني عبارة الوراثة في القصة
              فيبدو أن كل مابني من الأول للآخر يرجع لهذا القرار الرادع
              لتعود والغوص في دهاليز القلق المستمر
              قصة جميلة
              تحيتي واحترامي .
              http://douja74.blogspot.com


              تعليق

              • محمد فطومي
                رئيس ملتقى فرعي
                • 05-06-2010
                • 2433

                #8
                نعم أخي العزيز ربيع،
                مضى به قلقه و بعض القلق يصوّر و يستدرج نهاية حينا و تتِمّة حينا آخر.
                كانت الّلمحة و كان الواقع المرير المأهول بالقلق .فكانت التتمّة عبارة عن أمل تدينه المؤيّدات منذ البداية.
                هي الخيبة المتوقّعة إن صحّ التّعبير،الخيبة التي نواجه بها أنفسنا سرّا و على لسان الآخرين خيالا و التي لا مجال لزخرفتها بإشراق زائف.


                سأعمل بنصيحتك أخي الرّائع.
                محبّتي.
                مدوّنة

                فلكُ القصّة القصيرة

                تعليق

                • محمد فطومي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 05-06-2010
                  • 2433

                  #9
                  ممتنّ لمرورك الجميل أستاذة وسام دبليز،
                  كما تفضّلتِ كلّ حلقة مفقودة تستدعي البحث و البحث وحده سيجلي الغموض،و إن كنتُ لا أراه منهكا إلى هذا الحدّ.
                  أومن أنّ القصّة هي ما لا يُذكر،هي تلك الإشارات و المفاتيح التي يكفي أن نقف عندها موقف الواثق من أهمّيّتها
                  مع أنّي أنفر من القصص التي يُحجب فيها أحد المعطيات الحاسمة بتعلّة التّلميح.
                  أن نشير و نلمّح يعني أن نضع على ذمّة القارىء ما سيحتاجه ليكتمل لديه الفهم دون نشرح..

                  سرّني دخولك أختي الكريمة.
                  مدوّنة

                  فلكُ القصّة القصيرة

                  تعليق

                  • محمد فطومي
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 05-06-2010
                    • 2433

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سعاد محمود الامين مشاهدة المشاركة
                    لأول مرة أقرأ لك قصة كقارئة عادية أحسست ببعض الملل لعدم فهم المضمون. أعتقد غير جازمة إن كلمة شوكولاطه = شوكولاه والله أعلم
                    كلاهما صحيح أستاذة سعاد،هي في مجمل الأحوال عبارة مستحدثة منقولة و تُكتب أيضا شيكولاطة.
                    عودة إلى تفاعلك مع النصّ ؛أحترم رأيك تماما..ربّما لو وقفتِ على عبارة الوراثة و ما مُهّد لها على أنّها مصيريّة،و الجملة الأخيرة :كدتُ أنسى أنّ اليوم هو دورها في النّزهة.
                    ألا توحي لك الجملة بأنّه يصطحب أخواته في نزهة بالتّداول؟
                    ألا تثير لديك السّؤال:لم يتناوبن على النّزهة مع أخيهنّ،إلاّ إذا كنّ يشكين من قصور يمنعهنّ من الخروج بمفردهنّ؟

                    يصيبني الملل مثلك من بعض الأقصوصات التي أقرأها،لكن يكون في الغالب مردّه نقصا في المفاتيح الجوهريّة الدلاليّة.

                    يسعدني أن نناقش الأمر أختي الفاضلة.
                    مدوّنة

                    فلكُ القصّة القصيرة

                    تعليق

                    • محمد فطومي
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 05-06-2010
                      • 2433

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركة
                      استوقفتني عبارة الوراثة في القصة
                      فيبدو أن كل مابني من الأول للآخر يرجع لهذا القرار الرادع
                      لتعود والغوص في دهاليز القلق المستمر
                      قصة جميلة
                      تحيتي واحترامي .
                      أستاذة خديجة عادل،
                      بشكل خاص أشكرك على قراءتِك المتقدّمة للنصّ و دقّة ملاحظتك التي حرّكت المعنى كثيرا،
                      الإشارات منثورة على متن النصّ ،يكفي فقط أن نقيم العلاقات و هذه في تقديري مهمّة القارىء الذي يطلب قصّة قصيرة لا كتلة أحداث متتابعة.
                      تقدري و مودّتي.
                      مدوّنة

                      فلكُ القصّة القصيرة

                      تعليق

                      • البكري المصطفى
                        المصطفى البكري
                        • 30-10-2008
                        • 859

                        #12
                        الأديب المقتدر محمد فطومي تحيتي الخالصة ّ
                        البراعة في الكتابة مشهودة لك في هذا النص القصصي الجميل والمؤثر ؛ عبارات وأساليب نابضة بمعناها متدفقة بدلالتها وإيحاءتها الرمزية ...لكن إذا كانت الأقصوصة شعاعا خاطفا أو لمحة دالة لشدة تكثيفها فإن الكاتب يتحرى إشراك المتلقي ومساعدته في القبض على هذا الشعاع بتنوير المعالم التي تقود الى فك اللغز .
                        طابت أوقاتك .

                        تعليق

                        • عائده محمد نادر
                          عضو الملتقى
                          • 18-10-2008
                          • 12843

                          #13
                          الزميل القدير
                          محمد فطومي
                          أعجبتني شخصية البطل
                          وأعجبتني قوة شخصية البطلة وأخذها بالحسبان عامل الجينات التي تتوارث
                          حين قرأت عن فرح الأخت بالساعة ومتابعتها العقارب استوقفني المشهد.. قلت محمد لا يكتب حدثا دون أن يكون له رابط ما
                          وحين وصلت للنهاية ودور الكبرى بالنزهة أيقنت تماما أن الخطب بالأخوات هو ماجعل الحبيبة الخطيبة تفسخ خطبتها منه خوفا من إنجاب أبناء أو بنات يمتلكن نفس المرض
                          نص جميل أحبببت الجمل المتنوعة فيه خاصة في الحديقة وحكاية الظل
                          ودي ومحبتي لك
                          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                          تعليق

                          • آسيا رحاحليه
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 7182

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة

                            الإشارات منثورة على متن النصّ ،يكفي فقط أن نقيم العلاقات و هذه في تقديري مهمّة القارىء الذي يطلب قصّة قصيرة لا كتلة أحداث متتابعة.
                            تقدري و مودّتي.
                            القاص القدير و أخي العزيز محمد فطومي ..
                            أولا لولا ثقتي اللامتناهية في سعة صدرك و أفقك و استعدادك للنقاش الراقي كما أنت دوما ما تجرّأت على الخوض معك في أمر القصة القصيرة ..
                            أنا لازلت أتعلّم و لن أتوقّف و أنت من القاصين الذين لا أفوّت لهم نصا لعلمي أنني سأحظى بالمتعة و المعرفة ..و مدوّنتك فلك القصة كنز لي أنا شخصيا لأني اسعى دائما نحو الأفضل ..
                            كل هذه المقدّمة لأطرح عليك و على نفسي و إخوتي هنا هذا السؤال الذي ربما طرح كثيرا و هو ما هي مهمة القارىء ؟ قارىء القصة تحديدا ؟
                            لا أحب التواضع المزيّف و أعتبر نفسي أكبر قليلا من قارئة عادية ، مع احترامي لكل القراء ،و مع ذلك شعرت بالقلق بعد أن أنهيت قراءة قصتك للمرة الأولى ..لأني لم أفهم ..نعم..لاحظت لفظة وراثة ، و تساءلت عن جدوى الإشارة إلى الأخت و الساعة و العقارب..و أيضا تساءلت عن تلك النزهة ..و مع ذلك و بكل صدق لم أستطع جمع خيوط القصة في القراءة الأولى..و هنا أسأل نفسي و أسألك ..كم من مرة على قارىء أن يقرأ القصة ؟ و أيّهما أجمل أن يعيد قراءة النص لأن فيه جمال و سحر ، أم يعيد النص لأنه لم يهضم فيه الكثير أو لأنه غامض و لغر محيّر ؟/ هنا أتحدّث بصفة عامة / و هل كل القراء يقرؤون لأكثر من مرة ؟
                            هل كل قارىء على استعداد لأن يتسلّح بدقة الملاحظة و يعيد هضم كل لفظة و ينقّب عن الإشارات في النص و يقيم العلاقات بينها ؟
                            ربما تجيبني أخي العزيز بأنك لا تكتب ل " كل " القراء ..و هنا أنت محق تماما ..
                            هذا ما أردت قوله ..و معذرة و لو رأيت أن مداخلتي ليست في محلّها هنا في صفحتك فما عليك سوى حذفها ..

                            و لن ينقص أي شيء من تقديري لك و إعجابي بقلمك و بصمتي على قدرتك القصصية الفائقة .
                            شكرا و بالتوفيق في كل امورك .
                            يظن الناس بي خيرا و إنّي
                            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                            تعليق

                            • محمد فطومي
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 05-06-2010
                              • 2433

                              #15
                              أستاذي القدير مصطفى،
                              أجمل تحيّة ودّ .
                              لست أقول هذا من باب المجاملة ،لكنّي حقيقة عثرتُ في مداخلتك على جديد.
                              نحن نهتدي إلى المطلوب بمثل هذه النّقاشات الواعية.معك أخي أنّ على الكاتب أن يساعد القارىء على فهم القصد،لست البتّة في صفّ النّصوص المستعصية لا لشيء إلاّ لإرضاء عنصر التّكثيف،و لا مانع لديّ من أن تكون القصّة طويلة،لكنّي في المقابل أنادي بالقصص التي تحرّك بداخلي نزعة البحث بأدوات بسيطة :العبارات المألوفة التي لا تستدعي القاموس ثمّ سلوك الشّخصيّات،و لا شيء غير ذلك
                              متى أرى أنّ النصّ ملغّز،حين يستدعي منّي ثقافة نخبويّة مغرقة في الأكاديميّة ،كان على الكاتب أن يقدّر أنّ قسما كبيرا جدّا من قرّائه يجهلها.
                              وقعتُ في حيرة أمام نصّ لأحد الأصدقاء،لم أجد العلاقات أبدا،طلبتُ منه أن يشرح لي كطفل،قال :
                              مفتاح النصّ يكمن في وضعها ساقها اليمنى فوق اليسرى و هذا يعني في علم النّفس من منظور فرويد كذا و كذا.
                              أو كأن نبني قصّة يكون مفتاحها الرّئيسي عبارة " نيرون" مثلا،صدّقني أخي أجهل هذه الشّخصيّة تماما إلى يومنا هذا.
                              لا أدري إن كنتُ تحدّثتُ بشكل متماسك في ردّي هذا،على كلّ أعوّل على فهمك.

                              محبّتي الصّادقة.
                              مدوّنة

                              فلكُ القصّة القصيرة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X