نوح اليمام – محمد الفاضل
ليس هناك أقسى على المرء من ألم الشوق والنوى عندما يستبد به ويتفاعل داخل أخبية روحه الحزينة. فيعزف على أوتار قيثارة القلب ، مولداً سمفونية غاية في الإبداع والتناغم ، مفعمة بالمشاعر والأحاسيس ، والتي تتنازع الإنسان ، فتزيد في تفاعل كيمياء النفس ، وتسارع إيقاعات القلب لأحبة لهم مكانة أثيرة في قلوبنا. فتخال صاحب القلب الملوع وكأن سحابة سوداء ، ملبدة بالأحزان والشجون قد تجمعت في سماء حياته ، فيصبح كل ماحوله من مباهج الدنيا وزخرفها بلا طعم أو لون.
لطالما شكل هذا الموضوع مادة خصبة للأدباء والشعراء على مر العصور ، لما له من أثر واضح ، ووقع في النفس البشرية التي تكون في أمس الحاجة إلى يد حانية تضمد جراحها وتجلي الصدأ الذي ران على القلب ، وتراكم عبر السنين. فتحول إلى جبل من الهموم ، ينوء صاحبه بثقله ، يجثم على تلك الصدور التي أضحت الذكرى بلسم لجراحاتها ،التي أثخنتها السنون.
والكلمات الرقيقة ، سلوى تهدئ من روع القلوب الحزينة. وعادة تلج تلك الكلمات الى القلب دون واسطة. إذ هي كلمات ولدت من رحم المعاناة والغربة. فتراها تجعل الفؤاد يضطرب ويرتعش حزناً ، فتضطرم نار الشوق ويستعر إوارها بين أضلعنا. كلما مر بخاطرنا ذكرى عزيزة على قلوبنا حفرت أخاديد عميقة في داخل دهاليز الروح ، فأصبحت جزأً منها.
يقولون إن الزمن كفيل بمداواة كل تلك الجراح وعذابات السنين ، ومع مرور الأيام تصبح مجرد ذكرى عابرة وكأنها سحابة صيف. ماذا عن الوطن ، الذي تحول إلى صوراً مشوشة ، يصعب تذكرها. فأصبح لوحة حزينة ترتسم في معالمها كل أشكال القهر والظلم؟ ماذا عن أجمل سنوات العمر التي أضعناها ، ونحن نشد الرحال من بلد إلى بلد ، وتعبث بنا رياح الغربة وتلفح وجوهنا؟
نحاول أن نتفرس في تلك الوجوه الغريبة ، علنا نجد فيها ضالتنا ، ولكنها وجوه باردة لا حياة فيها. نتسكع في طرقات المدينة التي تغفو على الشاطئ ، وتزدان بالأضواء المتلألئة وتعج بالمارة. نحاول أن نألفها ، ولكنها نسخة مشوهة للوطن. لقد تحولنا إلى أشجار خاوية ، لا روح فيها تعصف بها الريح وتصفر ، بعد أن اقتلعت من جذورها وغرست في أرض بعيدة . وبعد أن كنا ننام في حضن الوطن وننعم بدفئه ، أصبحنا بلا هوية وبلا وطن!!!!
نوح اليمام – محمد الفاضل
ليس هناك أقسى على المرء من ألم الشوق والنوى عندما يستبد به ويتفاعل داخل أخبية روحه الحزينة. فيعزف على أوتار قيثارة القلب ، مولداً سمفونية غاية في الإبداع والتناغم ، مفعمة بالمشاعر والأحاسيس ، والتي تتنازع الإنسان ، فتزيد في تفاعل كيمياء النفس ، وتسارع إيقاعات القلب لأحبة لهم مكانة أثيرة في قلوبنا. فتخال صاحب القلب الملوع وكأن سحابة سوداء ، ملبدة بالأحزان والشجون قد تجمعت في سماء حياته ، فيصبح كل ماحوله من مباهج الدنيا وزخرفها بلا طعم أو لون.
لطالما شكل هذا الموضوع مادة خصبة للأدباء والشعراء على مر العصور ، لما له من أثر واضح ، ووقع في النفس البشرية التي تكون في أمس الحاجة إلى يد حانية تضمد جراحها وتجلي الصدأ الذي ران على القلب ، وتراكم عبر السنين. فتحول إلى جبل من الهموم ، ينوء صاحبه بثقله ، يجثم على تلك الصدور التي أضحت الذكرى بلسم لجراحاتها ،التي أثخنتها السنون.
والكلمات الرقيقة ، سلوى تهدئ من روع القلوب الحزينة. وعادة تلج تلك الكلمات الى القلب دون واسطة. إذ هي كلمات ولدت من رحم المعاناة والغربة. فتراها تجعل الفؤاد يضطرب ويرتعش حزناً ، فتضطرم نار الشوق ويستعر إوارها بين أضلعنا. كلما مر بخاطرنا ذكرى عزيزة على قلوبنا حفرت أخاديد عميقة في داخل دهاليز الروح ، فأصبحت جزأً منها.
يقولون إن الزمن كفيل بمداواة كل تلك الجراح وعذابات السنين ، ومع مرور الأيام تصبح مجرد ذكرى عابرة وكأنها سحابة صيف. ماذا عن الوطن ، الذي تحول إلى صوراً مشوشة ، يصعب تذكرها. فأصبح لوحة حزينة ترتسم في معالمها كل أشكال القهر والظلم؟ ماذا عن أجمل سنوات العمر التي أضعناها ، ونحن نشد الرحال من بلد إلى بلد ، وتعبث بنا رياح الغربة وتلفح وجوهنا؟
نحاول أن نتفرس في تلك الوجوه الغريبة ، علنا نجد فيها ضالتنا ، ولكنها وجوه باردة لا حياة فيها. نتسكع في طرقات المدينة التي تغفو على الشاطئ ، وتزدان بالأضواء المتلألئة وتعج بالمارة. نحاول أن نألفها ، ولكنها نسخة مشوهة للوطن. لقد تحولنا إلى أشجار خاوية ، لا روح فيها تعصف بها الريح وتصفر ، بعد أن اقتلعت من جذورها وغرست في أرض بعيدة . وبعد أن كنا ننام في حضن الوطن وننعم بدفئه ، أصبحنا بلا هوية وبلا وطن!!!!
نوح اليمام – محمد الفاضل

تعليق