نوح اليمام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الفاضل
    أديب وكاتب
    • 21-12-2011
    • 208

    نوح اليمام

    نوح اليمام – محمد الفاضل

    ليس هناك أقسى على المرء من ألم الشوق والنوى عندما يستبد به ويتفاعل داخل أخبية روحه الحزينة. فيعزف على أوتار قيثارة القلب ، مولداً سمفونية غاية في الإبداع والتناغم ، مفعمة بالمشاعر والأحاسيس ، والتي تتنازع الإنسان ، فتزيد في تفاعل كيمياء النفس ، وتسارع إيقاعات القلب لأحبة لهم مكانة أثيرة في قلوبنا. فتخال صاحب القلب الملوع وكأن سحابة سوداء ، ملبدة بالأحزان والشجون قد تجمعت في سماء حياته ، فيصبح كل ماحوله من مباهج الدنيا وزخرفها بلا طعم أو لون.

    لطالما شكل هذا الموضوع مادة خصبة للأدباء والشعراء على مر العصور ، لما له من أثر واضح ، ووقع في النفس البشرية التي تكون في أمس الحاجة إلى يد حانية تضمد جراحها وتجلي الصدأ الذي ران على القلب ، وتراكم عبر السنين. فتحول إلى جبل من الهموم ، ينوء صاحبه بثقله ، يجثم على تلك الصدور التي أضحت الذكرى بلسم لجراحاتها ،التي أثخنتها السنون.
    والكلمات الرقيقة ، سلوى تهدئ من روع القلوب الحزينة. وعادة تلج تلك الكلمات الى القلب دون واسطة. إذ هي كلمات ولدت من رحم المعاناة والغربة. فتراها تجعل الفؤاد يضطرب ويرتعش حزناً ، فتضطرم نار الشوق ويستعر إوارها بين أضلعنا. كلما مر بخاطرنا ذكرى عزيزة على قلوبنا حفرت أخاديد عميقة في داخل دهاليز الروح ، فأصبحت جزأً منها.
    يقولون إن الزمن كفيل بمداواة كل تلك الجراح وعذابات السنين ، ومع مرور الأيام تصبح مجرد ذكرى عابرة وكأنها سحابة صيف. ماذا عن الوطن ، الذي تحول إلى صوراً مشوشة ، يصعب تذكرها. فأصبح لوحة حزينة ترتسم في معالمها كل أشكال القهر والظلم؟ ماذا عن أجمل سنوات العمر التي أضعناها ، ونحن نشد الرحال من بلد إلى بلد ، وتعبث بنا رياح الغربة وتلفح وجوهنا؟

    نحاول أن نتفرس في تلك الوجوه الغريبة ، علنا نجد فيها ضالتنا ، ولكنها وجوه باردة لا حياة فيها. نتسكع في طرقات المدينة التي تغفو على الشاطئ ، وتزدان بالأضواء المتلألئة وتعج بالمارة. نحاول أن نألفها ، ولكنها نسخة مشوهة للوطن. لقد تحولنا إلى أشجار خاوية ، لا روح فيها تعصف بها الريح وتصفر ، بعد أن اقتلعت من جذورها وغرست في أرض بعيدة . وبعد أن كنا ننام في حضن الوطن وننعم بدفئه ، أصبحنا بلا هوية وبلا وطن!!!!

    نوح اليمام – محمد الفاضل
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الفاضل; الساعة 13-07-2012, 12:23.
    sigpic

    روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    الوطن ما زال يسكننا
    مهما تغيرت الوجوه
    وتغربت الاشواق

    الاخ الفاضل / محمد الفاضل
    تكتب برقي و ابداع
    بشكل سلس جميل
    مريح للفكر و القلب
    بحرف خلاب و صور بديعة
    تقديري و جل احترامي



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • مها منصور
      أديبة
      • 30-10-2011
      • 1212

      #3
      لنا وجهة نسافرها دائما
      نرتحل إليها بحب نبقى نسارع الموج لأجل مانحب
      هي مراكب الشوق لا تغرق
      لها وجهة وطن لا نملها. .

      احساس جميل
      برؤيا مخضبة بنور.
      كن هنا دائما
      تقديري. .

      تعليق

      • محمد الفاضل
        أديب وكاتب
        • 21-12-2011
        • 208

        #4
        الأخ قصي والأخت مها
        سعدت كثيراً بفوح كلماتكم العطرة
        فاح الطيب من بوح يراعكم العطر وتضوعت رائحة المسك
        أجمل الأمنيات وأرقها
        sigpic

        روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

        تعليق

        • شيماءعبدالله
          أديب وكاتب
          • 06-08-2010
          • 7583

          #5
          نحن نعاني من اغتراب نفسي ناهيك عن الاغتراب من الوطن
          فكيف النجاة مما نحن فيه
          غربة في الوطن هي أشد من خارج الوطن
          ترى هل نحب الوطن لنبذل النفس من أجله ؟ أم نحب أنفسنا لنبذ الوطن؟
          لا ندعي الغربة لتكون مسوغا لفرارنا بحجة قسرية ولكن يبقى التساؤل هل نحن من ضيعنا أوطاننا ؟
          حياك الله مكرمنا محمد فاضل
          واعذر هذرمتي من مرارة
          فكلماتك تحدثت بمرارة
          سلمت وهذا النبض المميز
          ودام عطاءك ونتحين مزيدك
          تحيتي وتقديري

          تعليق

          • محمد الفاضل
            أديب وكاتب
            • 21-12-2011
            • 208

            #6
            ماأجمل عبير كلماتك وتلك المشاعر التي تنبض بها حروفك الجميلة ..
            لماذا تموت طيور الشرق في الغربة ياسيدتي ؟ أليس جنونأً أن نسافر خلف البحور البعيدة ونحن نبحث عن وطن ؟ ليس هناك أجمل من دفء الشرق ولكنه محرم على كل من يعارض السلطان صاحب العصمة والجاه ؟ فما نحن إلا سقط المتاع ، فكيف نجرؤ على العصيان ؟ لقد جحدنا أفضاله من ماء وكهرباء ومشاريع !! فلماذا نتبرم ونشتكي ؟؟؟؟ هل كتب على تلك الطيور أن تقضي في الغربة وهي تعاني مرارة الشوق والحنين ؟ تلك هي إنجازات حكام بلادي !
            تقبلي خالص الود والتقدير
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد الفاضل; الساعة 12-07-2012, 19:57.
            sigpic

            روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

            تعليق

            • غالية ابو ستة
              أديب وكاتب
              • 09-02-2012
              • 5625

              #7
              والكلمات الرقيقة ، سلوى تهدأ من روع القلوب الحزينة. وعادة تلج تلك الكلمات الى القلب دون واسطة. إذ هي كلمات ولدت من رحم المعاناة والغربة. فتراها تجعل الفؤاد يضطرب ويرتعش حزناً ، فتضطرم نار الشوق ويستعر إوارها بين أضلعنا. كلما مر بخاطرنا ذكرى عزيزة على قلوبنا حفرت أخاديد عميقة في داخل دهاليز الروح ، فأصبحت جزأً منها.***************************************
              الأخ الأديب محمد فاضل ا لسلام عليكم
              ظننت فلسطيني --تشكو قهر الغزاة --ظننته الوطن
              فلسطين فحارت دمعتي وما أقربها على ظلم وقهر

              فاجأتني بأنك من سوريا-وتذكرت كم من طيور مهاجة
              من أوطانها لتتسع لذوي الذمم المعتوهة -تلاطمت أمواج
              الألم والوجيب تبين أن الجرح واحدُ بجد لا مجاملة ،على أن
              دواء جراحكم ما لها الا الغضب العارم على المجرمين،
              اكتشفنا ويا لهول ما اكتشفنا أن المستبدين من طينة واحدة
              بدأ المشوار عساه يكتمل ليهدل الحمام بفرح
              همسة---ليهدأ صلحها---فما قبل الهمزة مكسور
              لا توضع على الف-لتهدّئ.
              تحيياتي واحترامي
              يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
              تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

              في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
              لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



              تعليق

              • محمد الفاضل
                أديب وكاتب
                • 21-12-2011
                • 208

                #8
                غالية هي عباراتك ورقيقة تعبق بأجمل الكلمات
                فالجرح واحد ياسيدتي والقدس في قلب كل عربي ..
                بوحك يحمل بين طياته الكثير من الشجن ، سلمت الأنامل التي أبدعت بريشتها أجمل وأرق الكلمات
                دمت بخير
                sigpic

                روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

                تعليق

                يعمل...
                X