قال الراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مالكة حبرشيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 28-03-2011
    • 4544

    #16
    نطفة ....فعلقة ....ففضيحة



    نطفة ...فعلقة ...ففضيحة
    أناالآن في غرفة قاتمة ..صامتة ، أمعن النظر في الظلام ، أحاول استدراجه ليبادلني الحوار ؛ عله يخفف شيئا مما بي ، أو يجد معي حلا ، لكل التساؤلات التي أثقلت رأسي ، منذ نعومتي.أتقلب على أشواك التفاصيل الدقيقة ، عابرا دهاليز تنفتح على أنفاق .. أضيع فيها كلما حاولت تحديد وجهتي وانتمائي .
    أجاهد ذاكرتي ..منذ متى وأنا هنا . ربما مذ فتحت عيني على هذا العالم المترامي في قسوته،الشرس في احتوائه ،الظالم في أحكامه .

    لم أشعر يوما بانتماء حقيقي إليه ، ولا شعرت بأن هناك ما يربطني به ..
    منذ متى وأنا هنا . منذ تلك الفجيعة ؟لا بل قبلها حين كنت نطفة في رحم أعياه الانتفاض ؛ كي يلفظني ،لكن الأقدار شاءت أن أستمر وأنمو ؛لأصيرنطفة...فعلقة ، فجنينا ،ففضيحة
    .كانت غربتي كبيرة ، مذ خرجت إلى هذا العالم.
    أذكر أني كنت أستجدي الرحمة والرأفة والحنان ، بأنين وصرخات متتالية ؛ كي ألقى شيئا من الاهتمام ،وأستمد بعضا من القوة .. جرعة حليب كانت تكفي، كي أغلق فمي ، أنزوي كأي شيء لا حاجة للآخرين به ، وبوجوده.مرت الأيام متشابهة ، بعد رحيل البطن التي حملت كتلة الحزن، التي حلت ؛ كي تزيد من كآبة وعبوس الكون.
    أتنقل من يد إلى يد : منها التي تحنو ، ومنها التي كانت تزجرني ؛ كأنما تحملني ذنب مجيئي ، إلى هذا العالم ، وأنا ضيف غير مرغوب به..كان بكائي موالا لا ينتهي ؛ مما جعل حتى القلوب الرؤوفة تمل وجودي ، وتفكر في التخلص مني ، وهي تصرخ : اسكت ...اخرس ايها اللقيط .لقب سمعته مذ وعيت الحياة ، لكني لم أستوعب معناه ، إلا بعد ما بلغ الجرح مداه ،وأنا بين أحضان امرأة ، كانت تقول أنها خالتي .

    حضرت سيدة سمينة ، أنيقة، متبرجة ، بنظارات كبيرة سوداء . دار بينها وبين الخالة حوار طويل، في النهاية قالت الخالة:هذه أمك الجديدة ...يجب أن تذهب معها.
    أخبروني من قبل ،حين كنت أبحث عنها بدموعي ، أن أمي سافرت بعدما وضعتني ، في رحلة طويلة الى الله ،ولن تعود:كيف عادت ...؟

    هل كانت معتقلة ، ثم أطلقت السماء سراحها ؛ لتحررني أيضا من براثن القسوة ؟رغم صغري إلا أني فهمت شيئا ، من حوار العيون الذي دار في حضرتي . القسوة تجعلك تكبر بسرعة ؛ لتنفذ الأوامر قبل أن تعاقب . أدركت أنه علي أن أرحل من هنا ، مع هذه السيدة الغريبة ، التي كانت توزع الابتسامات ، في كل الجهات.تمنيت من كل أعماقي أن تكون أمي ؛ علها تغذي ، ولو قليلا من الجوع المزمن بأعماقي ، للحب والحنان.
    لكني لم أرتح لنظراتها ، وابتساماتها .. وحركاتها.ركبت السيارة إلى جانبها . كانت تنظر إليّ وتبتسم . شعرت للحظات بالأمان والطمانينة . لم أرفع بصري عنها.كنت أود لو اعتقلت تلك النظرات والابتسامات ؛ كي لا يفارقني الشعورالجميل الذي انتابني تلك اللحظة.
    وصلنا البيت الكبير ، المحاط بحديقة جميلة . لحظات من الفرحة النادرة ،حلقت فيها الابتسامات عاليا ؛ حين أخذتني السيدة زينب بين أحضانها ، تداعب الحزن الذي نما بداخلي.كنت أسترجع ملامح الأطفال ، شغبهم ، دلعهم ؛ كما بدأت أتخلص من الصمت والانزواء ، وسط اللعب ،التي حركت فيّ حب الحياة ، وحب الاستطلاع.كبرتُ ، كبرتْ اللعب ، شاخت ، فقدت جمالها ، تقلصت الابتسامة؛حين ذكرتني السيدة زينب ، التي رفضت منذ البداية أن أناديها ماما ، وانتهت إلي زجري وضربي ، على أي تصرف يصدر عني .

    استرجعت لقبي : اللقيط ...الغبي المنبوذ.استعاد الخوف مكانه بين ضلوعي ، استوطن الرعب أرجائي . عدت أبحث في الظلمات عن صديقي القديم ، نديمي الذي كان دائما يجالسني ويحاورني ، عدت إلى الصمت والانزواء،في الركن البعيد ، من الصالةالفخمة ، كان مكاني ، في انتظار الأوامر التي لا تنتهي ؛ لأن البيت لا يخلولليلة من الضيوف، الذين يحضرون للعب القمار ، والشرب ، وتعاطي كل ألوان الرذيلة.بلغت العاشرة من عمري ، تعرفت على كل الزوار والضيوف ، كما خبرت الطريق؛لاقتناء كل ما تحتاجه السيدة ، من أكل ، وشرب ، وخمر ، وحشيش ...و...و.... ، كما كنت ألهث ، لنداء من تأخرت عن الموعد ؛ لأن هناك من ينتظرها.فكرت مرارًا في الهروب ؛ كي أنأى عن هذه الوساخة ، لكن بدا أني نتاجها ،لذلك صعب علي التخلص منها ، كما صعب تلمس طريق العودة إلى خالتي ، التي رمتني بكل بساطة ، كأي شيء انتهت صلاحيته.
    استخدمتني السيدة شغالا ، وطباخا ، بستانيا ،وقوادا ، ولمّا أتجاوز الرابعة عشر من عمري.لم ألج روضا ولا حضانة ولا مدرسة ، ولا تلقيت تربية غير ما شربتني السيدة زينب من ذل وهوان ؛ سيتناسل ويتكاثر مع الأيام.كنت كلما جن الليل ، وأطبقت الغربة أتساءل : أين أمي ..؟

    أين أبي ؟

    أين أهلي ؟

    وتبقى الأسئلة دائما معلقة بلا جواب.
    لم أستشعر يوما رابطا نحو إنسان أو مكان . كل الوجوه والملامح ، كانت ترمقني بنفس النظرة ...وأنا صغير : كانت شفقة . حين كبرت صارت : اشمئزازا .ما ذنبي ؟ أنا لم أختر أمي ولا أبي ، ولا حددت تاريخ وصولي إلى هذا العالم ، ولا رافقت السيدة زينب باختياري !كنت تجاوزت الخامسة عشرة من عمري ، حين حضر رجل غريب إلى الدار . لم أره من قبل . استقبله الجميع بالبشاشة والترحاب الكبير ، خصوصا السيدة ،التي كانت فرحة زيادة عما تعودت منها . جلس الرجل ، أطلق نجم الجهل والخوف والغموض حوله .. بعدما أكل وشرب ، نادتني السيدة مبتسمة على غيرعادتها، وهي تتغنج:اسمع يا خالد هذا الرجل مهم جدا ، وكبير جدا ، وكريم جدا ،يمكن أن يسهل لنا أمورا كثيرة ، ويغدقنا بالهدايا إن نحن أرضيناه . لم أفهم كلامها وتلميحاتها.دنت مني أكثر ، ضمتني إليها ،وهي تنقر أذني:اسمع يا ابني يا خالد ، أريدك أن تستحم ، وتغير ثيابك ؛ لتكون أبهى من القمر !مازلت لم أفهم شيئا . عادة كان اهتمامها بالفتيات اللواتي تصطادهن من المدينة ، ومن المناسبات كالأعراس والحفلات،تستدرجهن إلى البيت ، تغريهن ببعض الملابس والحلي المزيفة ؛ فيرقص الفقروالحرمان فرحا ، وهو لايدري أنه في طريقه إلى مذبحة الكرامة والكبرياء وعزةالنفس.رفعت عينيّ نحوها في دهشةواستغراب.أدركتْ أني لم أفهم بعدُ مرادها ، فحّتْ بكل وقاحة :هو يريدك أنت ، وسيدفع لك قدر ما تريد وتطلب ، وكلما احتجت شيئا ، سيلبي ، المهم أن ترضيه.لذعتني حرارة غريبة سرت في أوصالي ، نار تتسلقني ، دمي يختنق في عروقي . تصبب العرق من كلي.انسحبت من أمامها ، وأنا لا أصدق ما سمعت.أكانت تتكلم بجدية ...؟

    أكانت تقصد فعلا ، ما فهمت بعد عناء طويل ؟انزويت في غرفة صغيرة حقيرة بالحديقة ؛ حيث البقايا ، وأنا سواء . لم تترك لي فرصة استجماع ما تبعثرمني ، ولا التقاط أنفاسي ، بلها لحقت بي ، وهي تلوح بالنقود ، بحنكة قوادة :خذ ياخالد . كل هذا لك . وإن أرضيته ؛ سيعطيك أكثر وأكثر.كنت دائما أرى شابا واثنين بين الضيوف ، لكني لم أفهم يوما، أن هذا كان المبتغى من وجودهم ، لم تكن أعمارهم تتجاوز السادسة عشر ، وكنت أظن ، أنهم حين يختلون بالرجال في غرفهم ، إنما كان من أجل خدمتهم ، إحضار ما يحتاجون من طعام ، وصب ما يطلبون من خمر.اليوم فقط فهمت . اليوم فقط كرهت العالم ، بقدر ما كرهني ..حقدت على البشر ، بقدر ما اشمأزوا مني.
    واليوم فقط قررت أن أختار دربي ، لوحدي ، ودون أن أستشير أحدا ، أو يتدخل في اختياري.صرخة منها أعادتني إلى مكاني:
    ماذا تنتظر يا خالد ..أرى أنك لم تستعد بعد ؟لا أعرف ماذا دهاني ، كأن شخصا آخر تلبسني .أهمهم :حاضر .. سأجهز في الحال ، سأفعل كل ما يريد ويطلب ، سأجعله يعشقك ، ويعشق الدار ، ولن يبرحها أبدا .
    نظرت إليّ باندهاش ؛ فلم يسبق أن كلمتها بهذه اللهجة.
    خيم الليل : موسيقى .. رقص .. غناء .. خمر ..و..و...
    هم الرجل بالوقوف .. أومأت لي بعينيها ؛ كي أرافقه.
    ابتسمت لها ، اتجهت نحو المطبخ ، حملت بعض الفاكهة وقنينة ماء ، دخلت الغرفة .. كان الضيف هناك ، راح يتحرش بي ،وأنا أصب له الكاس تلوالأخرى ، تمدد على السرير ، ويداه تطلبني . لم يخجل من طفولتي ، ولا من شيبه ، ولا من أولاده الذين كان قبل قليل يتباهى بنجاحهم.
    صببت كأسا أخرى ، وهو يستدعيني بيديه وعينيه وشفتيه. شعرت بشيء يصعد إلىرأسي ، أخرجت السكين من سروالي،طعنته في بطنه..في صدره..في كل جزءمن جسده . لم يصرخ .. كانت فقط أنات وآهات ، لم تبلغ البهو الكبير.طعنته مرات أخرى ، كنت أريد أن أقتص للطفولة التي اغتصبها الزمان ، وهذاالوحش ، وكل أمثاله.ناديت بتماسك أحسد عليه : سيدتي ...سيدتي ...لا أدري مابه.هرعت إليه ..ما إن دخلت الغرفة ، حتى انهالتْ عليها الطعنات،بنفس القوة والشراسة.تهالكت على الأرض ، أحاصر بنظراتي الجثتين ، والدماء التي لونت السجاد .أخرجت النقود التي سلمتني ، رميتها على وجهها الذي لم يشعرني يوما بالطمانينة ، ولا الأمان ولا الإنسانية.تناولت الهاتف من جيبها ، اتصلت بالشرطة.
    أنا اليوم بين أربعة جدران ، بين رفاق الحزن والغربة والألم ، في بيت يطلقون عليه : إعادة التاهيل ...أو دار الإصلاح..أعمارنا لاتتجاوز الثامنة عشر،على جبين كل واحد منا قصة ، كتبها القدر عند الولادة، أو ربما قبلا ..ها نحن نحاول التكيّف مع القسوة ، علّنا نستطيع يوما الاندماج في الغابة !

    تعليق

    • مالكة حبرشيد
      رئيس ملتقى فرعي
      • 28-03-2011
      • 4544

      #17
      جاذبية الهم

      تتساقط الأوراق
      واحدة تلو الأخرى
      تنظر إلى الريح
      وهي تطّاير
      ما تبقى منها
      على الملامح ابتسامة حزن
      ودمعة رضا
      هناك في البعيد ...البعيد
      موسيقى ....تدحرج النهارات
      على بساط القهقهة
      تقدمت بخطا مترددة
      واحدة إلى الأمام
      عشرة إلى الخلف
      والعيون دائما مسمرة على الريح
      في هوة سحيقة وجدت نفسها
      مردومة مع سنوات من الصبر
      في الأعلى ...عند فوهة الجب
      عيون ترمقها تارة مشفقة
      وأخرى ...شامتة مقهقهة
      تذكرت أخوة يوسف حين ألقوه في اليم
      كانت الذئاب أرحم ...وعواؤها أقرب إلى النفس
      من تلك الموسيقى المنبعثة من كوة الخوف
      مازالت تحاول تسلق التربة الهشة
      لتخرج من هوة الاستسلام
      تتفتت بين أصابعها
      تجد نفسها بعد كل محاولة
      عند نفس النقطة
      هي وحزمة الخسائر وبعض الحجارة الصغيرة
      لتقتل الوقت قبل أن يقتلها
      جمعت بعضا منها وصارت تلعب وهي تدندن =
      ماما يا ماما ....شو بحبك يا ماما
      تدندن ...تدندن ...فجأة وجدت نفسها تصرخ
      بأعلى وجعها ....=أين أنتم ....؟
      هل خلا العالم منكم ....؟
      لحظتها استفاقت ...وجدت نفسها تحضن وسادة
      على الخد دمعة ...على الثغر ابتسامة
      هل كانت تحلم ؟
      مازالت الطفلة هنا عند النافذة
      تلاحق خيوط الشمس ...تحاول الامساك بها
      لترتقيها نحو السماء ...
      جاذبية الأرض أقوى ...جاذبية الهم أقوى
      زحمة الظلام أبقى ...لن تستأنف السير
      نحو البحر ....ولن تترقب الفجر كل ليلة
      كما تعودت دائما أن تفعل
      برق الوعي يمزق كل لحظات الحلكة المهيمنة
      أتعبها الوقوف بين النور والظلمة
      بين الحياة والموت ...
      تمالكت نفسها ...فتحت عينيها
      عزمت طرد الحلم وبعض الجاذبية لتهتدي نحو الطريق
      بعد طول تيه بين البحر والشمس

      تعليق

      • مالكة حبرشيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 28-03-2011
        • 4544

        #18
        بين الجليد والرماد


        صرخت في صمت .
        اختنق الصوتُ بين الجليد والرماد .
        فيما العيونُ الآبقة ، تحفرُ الحلمَ بالنشيج ،
        ويدٌ على معبرِ الخوف ،
        تحاولُ إغلاقَ المدار ..
        لكن الطريقَ استدار ،
        اقتنصَ المتاهاتِ ،
        وجملَ الليل التي احتلتْ ،
        مسافاتِ العطش !

        تعليق

        • مالكة حبرشيد
          رئيس ملتقى فرعي
          • 28-03-2011
          • 4544

          #19
          مقبرة المفردات الغامقة

          كانت والصمت نديمين ، في شرفة مطفأة ،
          امتد خواؤها نحو مساحات ، ثكلت أفراحها المنسية ،
          حتى صارت مقبرة للمفردات الغامقة .
          وما أثقل الأبجدية من أقفال الممنوع واللامباح !
          بنظرات ثاقبة كانت ترمق الشارع الطويل ،
          حيث البوح الجميل مشاعا ،
          وهديل الأنفاس طريدة ، يلاحقها الشيب والشباب.
          نسيت لفترة طويلة أنها أنثى ،
          وأن بريق عيونها ، مازال يستثير الطريق ،
          وأعمدة النور المصلوبة عند النواصي.
          إلى أن رفع بصره نحوها ؛
          كمن يستغيث بالظلام ، في عتمة النهار .
          تصفد تحت صمت الدرب منتظرا ،
          وهي المشدوهة من حركاته المرتبكة ،
          لم تفهم بعد أنها المراد ،
          حتى أومأت من خلال الريح ابتسامة ،
          كبرت في اختلاج الرجفة الأولى ، وهمهمات المساء.

          تذكرت بعد عناء أنها أنثى ،
          وأن جدائلها مازالت ، تهفهف مع الريح ،
          ترسم في اللاوعي ملامح غجرية ،
          توقد شهوة تائه يبحث عن مأوى .
          وكان اللقاء الأول .
          نظرات تعانقت في ساحة الحي الكئيب ،
          تحتسي برد الخريف ،
          وعويل الريح القادم من أزمنة ألف ليلة وليلة .
          خرجت الملامح من قتامتها ،
          بعدما لونها الغزل ، وشارات الاحتراق الوهمية .
          صدقت الحكاية ، عبرت المفازة ،
          أرخت للمدى غنجها وكل الدلال.
          تحلقت بيده عند الظلمة المركونة ، في الزقاق القريب .
          امتد الهدير إلى شغاف القلب .
          سارا معا ممتشقين رهافة الإحساس ،
          وما كان نائما من غرائز وحشية ،
          في استسلام غريب ، لم تعهده في نفسها .
          شربت خمر مداعباته ،
          لسعه نبيذ أنوثة عطشى ،
          امتلأت مراتع قلبه ، وما أوتي من فحولة .
          لم تعد تميز الصواب من الخطأ ،
          وظنت أن أفيافها كلها انبثقت ،
          سلسبيل حب وعشق وهيام .
          كانت لحظة كطلقة الرمح ،
          منحت كل ما اختزنت من أنوثة ،
          لرماد الكلام ، وما انطفأ من نيران ، في عيونه الغريبة ،
          تحت قمر تناثر أشلاء .
          كأنما أحس الفضيحة ،
          اشتم رائحة الغدر من بعيد.
          قبل قليل كان يتحدث عن الشيخ والقبيلة ، وحفل القران .
          الآن وقد تبعثرت الضفائر ،
          وسال لعاب العنوسة عند أقدامه ؛
          صارت المهرة صهوة للمدى ...الردى وأصفاد العشيرة ،
          التي بدأت تصطك في ساحة الحي ؛
          حيث تركت شالها ،
          وما كانت تملك من عفاف.
          هي الآن كتلة مهربة ، من متاع مرحلة قديمة ،
          وجه امراة منذور للعراء ،
          وملامح الهزيمة الهاجعة في شهوة الضياع .

          كل ليلة تعود إلى مسرح الفضيحة ،
          مثخنة بالمكان وما كان ،
          وبالشبق المصادر ،
          عند أول لقاء ،
          وأول رشفة ارتواء
          التعديل الأخير تم بواسطة مالكة حبرشيد; الساعة 24-02-2014, 22:29.

          تعليق

          • مالكة حبرشيد
            رئيس ملتقى فرعي
            • 28-03-2011
            • 4544

            #20
            على حد سيف

            نامت على حد سيف بتار
            فإذا هي نصفان
            أكلت الغربان النصف الأيسر
            فبدأت تقايض المحال
            بما بقي من الأيمن في سوق العبث
            إلا أن صوت الديك ما فتيء يعلن انتهاء المزاد.

            تعليق

            • مالكة حبرشيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 28-03-2011
              • 4544

              #21
              حملة تطهير


              اهتزت جنبات الحي ؛ استعدادا لهجرة نحو التطهير .
              تردد الخوف ، ارتبك الخجل ؛
              فيما الخبث واثق الخطى ، والخطاب
              شحذ الهمم ؛ لترشيد البقايا ،
              وإعادة نفس الإنتاج !

              تعليق

              • مالكة حبرشيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 28-03-2011
                • 4544

                #22
                كيخوت ........

                : ما رأيك لو نستطلع طوالع الانكسار ؛
                علنا نعثر على بذور الهزيمة ،
                فنستأصلها ، قبلما تنبت للكراسي براعم ،
                يطلع الوحي من مأدبة اللئام ،
                ويعلو الصدأ أعمدة العصيان ؟
                انتبه إلي ظله المنهك على الجدار
                دنا منه : أقلت شيئا ؟
                همهم في ارتباك
                امتطى قصبة واتجه نحو الميدان
                حيث نضجت الجلود في انتظار من يسلخها

                تعليق

                • مالكة حبرشيد
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 28-03-2011
                  • 4544

                  #23
                  شفق فاتر


                  حلق الوجع طويلا خلف حرف شفيف
                  حين انهكه الطيران مال على شفق فاتر
                  ظنا منه أن صهوة الافق قد تستجيب للتعب
                  وأن المدى سيفرد أجنحته ليحضن ابتسامة معلقة في الفضاء
                  لكن انتظاره باء بالفشل ليتلاشى الأمل الجنيني
                  في هبة ريح شرقية

                  تعليق

                  • مالكة حبرشيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 28-03-2011
                    • 4544

                    #24
                    في الليالي الخلفية


                    الأربعيني ذو الغمازات اللافتة ، يوزع النظرات المسبلة ،
                    على ضفاف المراهقات ، يستدرج البراءة ؛ لتزرع بذور الحياة
                    في حقوله التي أنهكها الجفاف ، لينبت المحال فراشة في المدى الممتلئ باليباس .
                    التقاها في الليالي الخلفية ؛ حيث الشمس تحتضر ، بين أكف المستقبل .
                    يداعب أحمر الشفاه تجاعيد السنين ، في الساحات المفتوحة على كل الجهات .
                    قال وهو في أقصى درجات ثمالته =أحبك حلوتي ، مذ غرقت نظرتي ،
                    في عينيك النجلاوين . مذ أسرني قدك المياس .
                    دارت بفعل العطر المدوخ . تسامقت الأحلام جدلا .
                    حين اختلى بها على شرفة الهذيان ،
                    بعثر تربة البراءة ، مزق دثار العفة ، هتك الأغاني وعطر المسافات
                    الفاصلة ، بين الأربعين والعشرين .
                    حين أيقظ الشجن أحشاءها النائمة .
                    ترنحت سنابل الدموع بين ذراعي الشهوة القاتلة ،
                    عيون الحرمان تتسلق تمثال الرغبة كل ليلة .
                    يمتزج اللعاب بالعرق ، يسيل الدم على سجادة الاحتراق .
                    حين شقشق الوعي ، أدركت أنها سلمته كل ما كان في عهدتها من نقاء ،:
                    من صفاء ، من أنوثة .
                    وبعدما أشبع الأربعيني غرور فحولته ، صار يرسم بالسوط خرائط على جسدها الغض ،
                    وفي الأحشاء نطفة ، تستصرخ الكون : أن يرحمها من قسوة ما كان ، وما سيكون .
                    مرت قوافل الرماد ، على جسدها الغض ، الذي انحنى قبل الأوان ، تحت وطأة الزمن .
                    قسوة النظرة ، تلك الحسرة التي التهمت أشرق ما فيها ؛
                    لتجد نفسها كل ليلة في ركن الانزواء . بين أحضانها كائن ، لا يملك من أمرها ،
                    سوى البكاء حرقة عليهما معا .
                    تقلصت الأربعين على جسر العشرين ، تبرعمت من جديد ؛ لتثير عشق البراءة
                    في كل مكان .
                    كانت الخمر تقوي نزعة العبث ، في صدر الكبت ،
                    حتى ذات عربدة ، وجد نفسه في هوة الموت . حين أطلق المقود ليحضن جسدا ، لم يينع بعد كعادته ،؛
                    فانفلتت العجلات ؛ لينتهي في قعر النهر ، وفي الحضن جريمته!
                    طرقات قوية جعلتها تسقط رأسها من النافذة ليدوي الخبر في الشارع الطويل الخالي =
                    مات ....مات ...في حادث سيارة ....زغرودة انفلتت من دمها دون شعور ...بعدها ...
                    دوت صرختها بين أنياب سوط ، نقش رسوماته على الوجه و الجسد ، بينما البطن تعلو و تنبعج ، من قسو ة الجلد و سطوة الدماء المتفجرة . تئن البراءة في جوف صرختها ..بلا توقف !

                    تعليق

                    • مالكة حبرشيد
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 28-03-2011
                      • 4544

                      #25
                      حين يقلق الشعر

                      سألني من أنت ؟
                      قلت =أنا أنت ....أنا كل هؤلاء الذين
                      يقلمون أظافر العناد ؛ ليخمشوا وجه الاعتياد ،
                      يفتحوا بوابات الارتباك ..
                      نحو غد أكثر وثوقا ، بما أقلق الشعر،
                      وقض مضجع الكراسي .
                      بسرعة البرق تغير لونه .
                      تحول من المداعبة إلى الخنق ، لبس ثوب الغالب ؛
                      ليجعلني المغلوب ..
                      على طول وادي الدموع !

                      تعليق

                      • مالكة حبرشيد
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 28-03-2011
                        • 4544

                        #26
                        دائرة مغلقة


                        مازلت في دائرتي المغلقة ...
                        تتنازعني الافكار المبهمة
                        تحلق بي تارة في فضاءات الحلم
                        وتهوي بي تارات في غياهب الظلام
                        تقف الفواصل في طريقي
                        تعرقل علامات الاستفهام سير الخطوات
                        تحول نقط الاسترسال
                        دون الصبر ...والاستمرار
                        عبثا احاول صد الابواب
                        في وجه هذه الريح
                        التي تعبث بكل الحاضر والماضي
                        عبثا احاول تجاهل مخاض هذا الحمل الكاذب
                        الذي لم يسفر عن بسمة ..او فرحة
                        فأقظم أظافري ...التهم ابتسامتي
                        ابتلع بمرة دموعي
                        أجتر ذيول خيبتي ...
                        سلاسل هزائمي الثقيلة
                        أتوجه نحو ذاك الصبح المعتم الحزين
                        أسأله =ترى أين نورك ؟
                        أين نسيمك ...وتغاريد طيورك؟
                        يجيبني =
                        إنه الجرح ذاته مازال يؤلمني ...
                        يؤرق مضجعي
                        ولا يمكنني الهروب منه
                        ما دمت أحمله بداخلي
                        انها الحقيقة المرة ذاتها ...
                        لكنها ملفوفة في سلوفان الوهم
                        تعصف رياح هوجاء بما تبقى مني
                        انزوي ...لأخفي دموع خيبتي الكبيرة
                        بمن حولي ...خيبة تعادل حاجتي الماسة
                        لوجودهم معي
                        يكبر الجرح بداخلي ...يحتل كل مساحات عمري
                        لا أرغب الان في شيء ..
                        غير قليل من الهدوء ...وشيء من السكينة
                        كي اتمدد ملء موتي ...وأنا مطمئنة الى انه رغم شراستي
                        لم أفترس أحدا ...غير بعض أجزائي
                        أريد ان أتمدد على فراش موتي ...أحتضر وحدي ...
                        أرحل وحدي ...أتمنى الا يبقى لهدوئي أو ثورتي
                        لهمسي أو صمتي ...أي أثر ...
                        أرغب كثيرا أن تشيعني كلماتي ...التي ستظل
                        يتيمة بعدي
                        وأرغب أن تزحف خلف نعشي
                        جموع خسائري ...هزائمي ...لحظات ضعفي
                        وصدقي ...معلنة ثورة البياض على السواد
                        ومعلنة رفضي ...رغم موتي ...
                        لاحكام هذا الزمن المرتجلة ............................؟

                        تعليق

                        • مالكة حبرشيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 28-03-2011
                          • 4544

                          #27
                          تعيش في قبر واسع ...زينه عصر غامض
                          تحب الحياة بكل انيابها الشرسة
                          كل ليلة تغني لها بصمتها المذبوح أغاني كآبة
                          على ربابة وجع ممتد
                          تتمايل ...تتمايل ...تتمايل حول ضريح الوهم

                          خنجر الوقت يذبح كل لحظة فرحة
                          وهي تحصي التوابيت ...ترش ماء الصبر على قلبها الاخضر
                          عندما يعسعس الليل ...تمزق أجزاءها ..تبعثرها
                          في عراء التعاسة الفسيح ...تعاود لملمتها
                          تقول سلاما ...لكل شيء مضى ..لكل شيء آت
                          تصالح روحها ...ببعض أمنيات
                          تخرج من متاهات ...تضيق ...تضيق
                          تستفيق على شدو حلم ...استوطن مسافات الاياب

                          من أين لها أن تدخل فردوس الحلم
                          لتغسل وجه الليل من ندوب الصمت ؟
                          كيف لها ان تمسك طائر الفنيق
                          لتسكنه قصر الشوق
                          قبل ان تدخل الريح قباب الهوى ؟
                          الساعة الان عشق ....وعذابان
                          وفي الوجع متسع لمجرى النزيف ومنفى لحلم الامس

                          حين تحجب الرؤيا تولد فيها جمرة تطلع
                          من جحيم النار....... توقظ الانواء في صدر الذهاب
                          بينما يعود الصوت والصخب الى ذاكرة الاشياء
                          تدور حول نفسها ....تصير مفردة تنوء بظلها
                          على رصيف الحكاية ....ترسم نهاية الاسطورة
                          وخاتمة الحكايات المشبعة بالتعب ...

                          تعليق

                          • مالكة حبرشيد
                            رئيس ملتقى فرعي
                            • 28-03-2011
                            • 4544

                            #28
                            قصة بلا بداية ولا نهاية


                            ثمل الصمت ...سكر الانتظار..
                            أمسك اليأس القلم...يكتب دون استئذان..
                            اعترافات الحلم الجميل ...الذي عاش دوما في طيات الواقع المرير...من دواليب الوهم الطويل ...أخرج القاضي كل الادلة التي تدين صديق العمر الحزين ...صمت رهيب خيم على غرفة الواقع حين صرخ =لا لوم لا عتاب ...الغدر عملة هذا الزمان ...الخداع مبدأه ...
                            تعلقت عيون الدهشة في الهواء ...تساقطت دموع اليأس في حوض الفراغ المميت ....؟
                            من خلف قضبان الذكريات انطلقت الاعترافات التي طالما ظلت محبوسة في يم الصمت ...على امل الحصول على البراءة ..او على الاقل استأناف الحكم ....الى اجل غير مسمى =

                            كنت دائما والبحر...نلتقي عند سفح الشمس المتوارية..
                            نتحدث طويلا ...بكل الابجديات...المعلومة والمجهولة...الممكنة والمستحيلة...
                            كان دائما يسأل ...وكنت دائما اجيب..
                            فاكتشفت عند نهايات العمر ...
                            أنه كان القاضي ...وكنت المتهم
                            عن الوجود سألني ...
                            قلت =فردوس قطوفها دانية
                            عن العالم سألني
                            قلت=براح ...مادام امتداده بين ذراعيك...
                            عن الخداع سألني ...
                            قلت= لا وجود له...مادام الحوار صمتا...الحروف عبرات
                            ...النقاط دم...من عصارة قلوبنا المتشابكة شرايينها...الممتزجة نبضاتها...المتوحدة آمالها...الممعنةآلامها...
                            طال الحوار...تعددت علامات الاستفهام..
                            كنت أرد بسرعة كي لا يمل الانتظار ...
                            فيفكر في الرحيل عن شطآني ...وتحترق من الألم اوطاني...
                            حين سألته ...غاب صوته وصمته...
                            ولللسكوت المقصود ...سمعت دويا يصم الأذان ...وموتا يسري بين الضلوع....؟
                            رحل البحر دون سابق انذار...أو حتى كلمة اعتذار...
                            ما عاد للغجرية هدير تفك لغزة...ولا مديلفح الصخور المنتظرة...ولا جزر يوقد حب الحياة....؟

                            مر عام أيها البحر ...ولتعداد اللحظات في توقيت الألم...حساب آخر وعد آخر....؟
                            ها هي ذي خيمة الحلم التي نسجت من أوردتي...قد اقتلع إعصارك أوتادها...مزقت رياحك جوانبها...تلاعبت بكل مكنوناتها...و أنت واقف هناك ...على أنقاض الماضي والحاضر وكل المستقبل....تنظر الي وقد أصبحت نقطة سوداء ..في عراء غدرك الشاسع.....,؟
                            من أعماق بقاياي...تهتز لماذا صارخة مزمجرة....
                            تجر خلفها ألف سؤال..تتصدر القائمة=
                            كيف استطعت النسيان...؟
                            ترزح كيف بكل ثقلها على صدري....تخنق أنفاسي ..كأنها متآمرة معك ضدي...
                            مر عام....والانتظار يليه انتظار...دوامة من الدوران
                            في حلقة الفراغ القاتل...
                            أصبح الأمل يأسا حصينا يمنع تسرب هواء الحياة
                            الى جسمي العليل...والبحر دائما لا يرق ولا يلين....عندها أدركت أن الحلم كذب...
                            والإحساس الجميل هراء...وأنني كنت ساذجة
                            بما يكفي كي أشعر ذات وهم بالسعادة...

                            أشبع البحر غرور استكبارة....روى ظمأ سخريته..أنانية وجوده ...اصفرت الأشجار ...ذبلت الأزهار
                            في عز الربيع...والخريف واقف هناك ...يستشهد الأيام والعيون والأقدار ...بأن لا ذنب له في احتراق الازهار الجميلة....قبل نهاية الاسطورة...إنما هي فصول الحزن...أحرقت ربيع العمر....عند بداية فرحة العمر....؟

                            ترحل الشمس قبل المغيب ...حزنا على رحيل البحرالحبيب...
                            فوق قبره
                            لم تنبت زهرة بنفسجية...كما تنبأت دوما تلك الغجرية ...بل بنفسجة رمادية بلون الألم ....تحكي للمارة خرافة الوهم الطويل حين كانت الكلمات بلسما ...العيون مأوى ..الحركات والنظرات والهمساتابجدية تواصل.....وذروة الجنون
                            ذرعا واقيا من عذاب الزمان......؟
                            مر العام تلو العام ... كل يوم أزور القبر ...أجد الشاهد قدانحنىدون باقي الشواهد الأخرى...أعاود تعديله يعاود الإنحناء....رغم كل ابتهالاتي الممتدة من المهد الى داخل التابوت....
                            أسأل الصمت المحيط بي=
                            أتراه ينحني اعتذارا او جبنا ...؟
                            أم تراه ينحني يأسا وندما...؟

                            تعليق

                            • مالكة حبرشيد
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 28-03-2011
                              • 4544

                              #29
                              كواكب النار
                              في الليل العميق تتوهج خيوط العنكبوت
                              ...تفك ازرار الخوف
                              ترتج الرغبة في المرايا
                              تنعش الغدير الجاري على امتداد الكون
                              الأضرحة ابتسامات فاضحة
                              حولها العيون دوائر فارغة
                              أرقام ....معجزات ...تدخلنا قارة مفقودة
                              فيها نلعب بأوراق الميلاد وأعمارنا الطويلة في سجلات الثرثرة
                              نزنر السنوات بلعاب من هباء
                              أحبك
                              تتخد كل الملامح ...تنتحل كل الاصوات
                              تركض في دهاليز الجهل ...تحترق بجمر الهمس
                              كلما لامست السلاميات زر السكون
                              امتطي الخيال رموزا مزركشة
                              سمفونيات صامتة تتسلل الى اعماق اللهفة
                              تتوالى اللحظات في اطمئنان =
                              مساء الخير سيدتي الجميلة ...
                              يا كل الأنوثة ...يا ريحا استوطنت كل أغواري
                              احني علي قلب الولهان ..
                              على الطرف الاخر ...ظمأ امتد عقدا ونيف
                              ضفائر تبعثرت على اعتاب الانتظار
                              شفاه شققتها رياح الجفا بعدما حزمت الفحولة امتعتها
                              نحو محطة ثانية لكواكب النار
                              ابتسامة عريضة ترتسم على وجه الظلام
                              ههههههه
                              أشعار تتلى ....يلتقي المد بالجزر في سلام تام
                              على ارض محايدة للهلوسة
                              كم عمرك سيدتي ؟
                              زهرة ...وبعض عطر
                              نفحة مني تجعل الزمن سلسبيلا من فم الرحيق
                              تفاح يحمر ويهذي ... يتوقف كل شيء عند قدميه .
                              يطول الوقت .....
                              تسافر الابتسامات في سر الليل .
                              وانت سيدي كلمني عنك....
                              أجلس الآن منحرفا
                              أميل إلى حيث يأتي الهواء بك
                              تحفة تفيض ضوءا في جب ليلي الطويل
                              لتعيدي عمرا صادرته المآسي
                              صوتك اذ يهفو على تلة وحدتي
                              يمزق ثوب العتمة
                              يسقيني خمر الروح ...
                              أراك مهرة تسبق صوت الريح
                              تملأ الكون زغاريدا وعطرا ...و...و...
                              وتمتد النجوى عبر بحار الآه ....
                              يذوب السحر في آذان العطاشى ....
                              تغص خيوط العنكبوت بالشكوى ...بالنجوى
                              تتلاقى الارواح على كف خواء
                              يستريح الفقر ...الجهل ...الحرمان
                              والدمع المتصبب في فراغ اليقين ..
                              الهذيان كائنات تجيد استخدام الحواس
                              أفعى الرذيلة تمد نابها الأزرق
                              تأتي النشوة محمولة على زورق من حروف
                              يقتات الخاطر من قيثارة الحنين
                              دقات الزمن الماورائي ....
                              تسهر على فضائحنا الأخيرة .
                              =لماذا تسمعني ...تجاريني....؟
                              ربما ابدد سعادة على البر الثاني؟
                              هذي يدي ...مدي يدك
                              نولد الحياة من الموت ..
                              نهيم خفافا في جنة الفردوس
                              على الزجاجة ترسم الحرارة أقواسا
                              يفرد الوهم اجنحته ....يدفع الصرخات
                              نحو المزيد من العربدة والجنون
                              نحن في امان الليل ...الزر قلب يجمعنا ....
                              ترتج الخضرة ...هواء يصطاد ما تبقى من يقظة ...
                              الأجسام هياكل ترسل نيران السر المكسور ...
                              تتخلق الصور قامات لظهيرة تخجل ان تكشف وجهها للوجود
                              نهر العنكبوت يسري كالدم في العروق ...
                              الأنوثة تقدم فساتينها ...عطورها وما أوتيت من حسن
                              يلمع ندى الفضيحة في عيون الفحولة
                              يمر الليل ...في كرنفالات الحريق ...
                              في الأفق عنادل سود....تنهدات
                              تهدج شهواني يجعل الماء رتج ...يدفق غبطة صامتة
                              في شرايين صور معلقة على جدار الاحباط.
                              مازالت سماوات العنكبوت مفتوحة
                              تتنزل الاحلام ... تترنح في الدوار ...
                              يموت الوقت ....نشيعه
                              يقتلنا بين موجة وموجة
                              بين همسة وصفعة...
                              بين ابتسامة ودمعة....
                              وفي الغد تبدأ الحكاية ...




                              تعليق

                              • مالكة حبرشيد
                                رئيس ملتقى فرعي
                                • 28-03-2011
                                • 4544

                                #30
                                حوار الصمت

                                قالت =لن أسقط بعد اليوم دمعة بين قدميك
                                قال =سآتيك وجعا يعتصر ما تبقى من ندى مقلتيك
                                قالت =ينابيع الشوق جفت ...وصخور الصمت لا تخاف الجفاف
                                قال =تقوس ظهر المسافات ...والحروف لا تصل
                                قالت =خفافيش الوقت فتحت خزائن الموت
                                لا داعي لأن نفكر بعد اليوم في مساءات الغناء
                                الانتظار لن يأتي سوى بالغياب
                                قال =مازلت أنصت للنسيان وهو يعزف لحن الخلود
                                قالت =النهر الذي حملني ذات حلم عذب ...بعيد... مازال حريصا على الجريان
                                لكني سأقف هنا على الضفة قبل أن يتصدع هيكلي وأضيع كقطرة ماء في الجحيم

                                تعليق

                                يعمل...
                                X