آهةٌ مقدسيّة ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خالد شوملي
    أديب وكاتب
    • 24-07-2009
    • 3142

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة الشاعر إبراهيم بشوات مشاهدة المشاركة
    آهةٌ مقدسيّة ..
    أَبْكِيكِ يَا قُدْسُ حَتَّى قَلْبِيَ انْفَطَرَا
    إِنِّي ظَنَنْتُ صَلاَحَ الدِّينِ مَا زَأَرَا
    نَسِيتُ مَا خَبَّأَ التَّارِيخُ عَنْ رَجُلٍ
    مَا كَانَ خَلْفَ جِدَارِ الذُّلِّ مُسْتَتِرَا
    يَوْمَ اشْتَكَى الْقُدْسُ جُرْحَ الذُّلِّ أَسْعَفَهُ
    وَلِلطَّهَارَةِ مِنْ أَعْدَائِهَا ثَأَرَا
    لِمَنْ تُرَى أَذْرِفُ الدَّمْعَ الْهَتُونَ أَنَا
    وَأَلْفُ دَمْعٍ هُنَا مَازَالَ مُنْهَمِرَا؟
    أَبْكِي وَأَشْرَبُ آهَاتِي مُجَرَّحَةً
    وَلاَ يُسَانِدُنِي مَنْ يَسْمَعُ الْخَبَرَا
    مَذَلَّةُ الْعَصْرِ أَثْقَالٌ تُحَاصِرُنِي
    آوِي إِلَى غُرْبَةِ الآلاَمِ مُعْتَصَرَا
    إِذَا ابْتَهَلْتُ؛ صَدَى الأَوْجَاعِ يَخْذُلُنِي
    فَأَنْحَنِي فَوْقَ تَلِّ الْحُزْنِ مُنْكَسِرَا
    وَالْعَالَمُ الرَّحْبُ فِي اسْتِحْيَائِهِ صُوَرٌ
    مِنَ التَّمَلُّقِ، تُخْفِي خَلْفَهَا صُوَرَا
    تَأَوُّهِي الْمُرُّ فِي عَيْنَيْهِ يُزْعِجُهُ
    لَكِنَّهُ قِصَّةٌ لَمْ تَتْرُكِ الأَثَرَا
    وَيَسْمَعُ الْكُلُّ أَخْبَارِي، يُجَدِّدُهَا
    بَثُّ الأَسَى؛ لَيْتَ قَلْبًا بِالأَسَى شَعَرَا
    يَجْتَثُّنِي الظُّلْمُ مِنْ أَرْضِي وَيَطْرُدُنِي
    يَا مَنْ رَأَى مُتْعَبًا فِي أَرْضِهِ أُسِرَا!
    زَيْتُونَتِي لَمْ تَعُدْ شَرْقِيَّةً فَلَقَدْ
    تَغَرَّبَتْ فِي ثَرَاهَا.. نُورُهَا انْحَسَرَا
    يَعُودُنِي عُمَرُ الْفَارُوقُ فِي فَزَعِي
    لَكِنَّ جُرْحِي عَلَى فَارُوقِنَا كَبُرَا
    وَثِيقَةُ الأَمْنِ يَا فَارُوقُ مُرْهَقَةٌ
    حُروفُهَا الْجَمْرُ، فِي أَكْبَادِنَا اسْتَعَرَا
    وَلَمْ تَزَلْ قِصَّةُ الإسْرَاءِ وَاجِمَةً
    تُعِيدُ مَا أَبْصَرَ الْمُخْتَارُ حِينَ سَرَى
    مَاذَا تَبَقَّى مِنَ التَّارِيخِ يَا وَطَنِي
    غَيْر الأَسَى بِسَوَادِ الذُّلِّ مُدَّثِرَا
    وَنَبْضَة يُمْسِكُ الدُّنْيَا تَرَقُّبُهَا
    سَيْفُ الشَّهَامَةِ فِي آفَاقِهَا انْكَسَرَا؟
    كَأَنَّمَا الْقَلْبُ لَمَّا عَافَ عِلَّتَهُ
    آوَى إِلَى جَبَلِ الأَشْجَانِ وَانْتَحَرَا
    وَاسْتَعْذَبَ الْمَوْتَ حِينَ الْمَوْتُ أَنْقَذَهُ
    وَأَلْفُ حَيٍّ عَلَى جُثْمَانِهِ قُبِرَا !
    حُزْنِي تَشَرَّبَ أَعْوَامًا تُؤَرِّقُهُ
    تُرَاهُ مِنْ لَوْنِ آهِي حَوْلَهَا كَبُرَا؟
    تَمُرُّ أَيَّامُنَا وَالتّيهُ يَأْخُذُنَا
    فَمَا اسْتَطَعْنَا بِهَا أَنْ نَحْضُنَ الْعُمُرَا
    إِلَى مَتَى يَا عُيُونَ الْقُدْسِ دَمْعُكِ فِي
    أَكُفِّنَا مَا رَوَى تَارِيخَكِ الْعَطِرَا؟
    إِلَى مَتَى الْعَالَمُ الْمَخْدُوعُ يَنْظُرُنَا
    مِنْ بُرْجِهِ وَيُعَادِي كُلَّ مَنْ نَظَرَا؟
    تَعَالَ يَا مَنْ تَبَقَّى عِنْدَهُ أَمَلٌ
    وَذُقْ هُنَا مِنْ مَآسِي حُزْنِنَا الْعُشُرَا
    وَاحْكُمْ بِمَا أَخْبَرَتْكَ النَّفْسُ شَاكِيَةً
    حَدِّثْ بِهِ الْكَوْنَ إِنَّ الْكَوْنَ مَا شَعَرَا
    الشاعر إبراهيم بشوات
    الأحد 05 أوت 2012

    الشاعر الرائع
    إبراهيم بشوات


    قصيدة رائعة جدا سامية بمعانيها عميقة بتأثيرها ومحلقة بصورها وعذبة في إيقاعها.

    هنا قصيدة ترتقي لمقام القدس في القلوب.


    دمت بألف خير وشعر

    محبتي وتقديري

    خالد شوملي
    متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
    www.khaledshomali.org

    تعليق

    • الشاعر إبراهيم بشوات
      عضو أساسي
      • 11-05-2012
      • 592

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة توفيق الخطيب مشاهدة المشاركة
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      الشاعر الكبير إبراهيم بشوات
      لأن القدس ليست مجرد أبنية قديمة مصفوفة إلى جانب بعضها البعض , ولأن المسجد الأقصى ليس مجرد حجارة صماء , ولأنهما في وجدان كل مسلم يقرأ قوله تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) سورة الإسراء 1
      لذلك فلابد لأي قصيد يعالج قضية القدس أن يخوض في الجانب الإنساني الوجداني والرمزي الذي تمثله القدس .
      وياله من عنوان (آهة مقدسية) لأن الآه تنبع من أعماق القلب , كما أن هذا العنوان قد لخص هذا النص الوجداني , كما جسد مشاعر وأحاسيس كل المسلمين في أنحاء البسيطة .
      تستدعي صلاح الدين في بداية النص , وهل يكتمل نص يتحدث عن القدس بغير ذكر محررها من الصليبين ؟ ولكنه استدعاء فائدة وحسرة على مافرطنا فيه بعد كل هذه التضحيات لتحريرها , لذلك فإن البكاء والحزن الذي يعصف بالقلوب قد سيطر على مطلع النص :
      أَبْكِيكِ يَا قُدْسُ حَتَّى قَلْبِيَ انْفَطَرَا
      إِنِّي ظَنَنْتُ صَلاَحَ الدِّينِ مَا زَأَرَا
      وليتنا حذونا حذوه فأسعفنا جرح الذل ولبينا نداء القدس الجريحة وثأرنا من أعدائها كما فعل :

      يَوْمَ اشْتَكَى الْقُدْسُ جُرْحَ الذُّلِّ أَسْعَفَهُ
      وَلِلطَّهَارَةِ مِنْ أَعْدَائِهَا ثَأَرَا
      لكن ماذا يفعل المرء غير البكاء وشرب آهاته في هذا الزمن الرديء الذي ابتعدنا فيه عن إسلامنا وتركنا أهم فروض الإسلام وهو الجهاد فلم نعد نملك غير الحسرة والدموع :

      أَبْكِي وَأَشْرَبُ آهَاتِي مُجَرَّحَةً
      وَلاَ يُسَانِدُنِي مَنْ يَسْمَعُ الْخَبَرَا

      لقد أصبح الملجأ الوحيد من مذلة العصر غربة الآلام كما يقول هذا البيت الذي ينكأ الجراح :
      مَذَلَّةُ الْعَصْرِ أَثْقَالٌ تُحَاصِرُنِي
      آوِي إِلَى غُرْبَةِ الآلاَمِ مُعْتَصَرَا
      ثم يربط الشاعر الماضي بالحاضر ليصور مايحدث حولنا وليسقط النص على زمنه الحاضر في براعة واقتدار مع الحفاظ على العاطفة الجياشة التي ميزت النص :

      وَالْعَالَمُ الرَّحْبُ فِي اسْتِحْيَائِهِ صُوَرٌ
      مِنَ التَّمَلُّقِ، تُخْفِي خَلْفَهَا صُوَرَا
      تَأَوُّهِي الْمُرُّ فِي عَيْنَيْهِ يُزْعِجُهُ
      لَكِنَّهُ قِصَّةٌ لَمْ تَتْرُكِ الأَثَرَا
      وَيَسْمَعُ الْكُلُّ أَخْبَارِي، يُجَدِّدُهَا
      بَثُّ الأَسَى؛ لَيْتَ قَلْبًا بِالأَسَى شَعَرَا
      يَجْتَثُّنِي الظُّلْمُ مِنْ أَرْضِي وَيَطْرُدُنِي
      يَا مَنْ رَأَى مُتْعَبًا فِي أَرْضِهِ أُسِرَا!
      ويستحضر رمز آخر من التاريخ الإسلامي المجيد وهو عمر الفاروق ووثيقة الأمن التي وقعها مع أهل القدس وقد تحولت حروفها إلى جمر يستعر في أكبادنا :

      وَثِيقَةُ الأَمْنِ يَا فَارُوقُ مُرْهَقَةٌ
      حُروفُهَا الْجَمْرُ، فِي أَكْبَادِنَا اسْتَعَرَا
      لنصل إلى ذروة الرموز باستحضار حادثة الإسراء التي أصبحت واجمة تعرض الصور التي رآها نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام حين إسرائه :

      وَلَمْ تَزَلْ قِصَّةُ الإسْرَاءِ وَاجِمَةً
      تُعِيدُ مَا أَبْصَرَ الْمُخْتَارُ حِينَ سَرَى
      يليه تصوير للواقع المؤلم مقارنة بالماضي المجيد الذي لم يتبق منه سوى الأسى الذي تدثربسواد الذل :

      مَاذَا تَبَقَّى مِنَ التَّارِيخِ يَا وَطَنِي
      غَيْر الأَسَى بِسَوَادِ الذُّلِّ مُدَّثِرَا

      لتنتهي القصيدة بوصف ذلك الحزن الذي يعصف بقلب الشاعر على واقع الذل والهزيمة التي يعيشها المسلمون في هذا العصر , يتبعها بتساؤلات تعتمل في قلب كل مسلم وعربي :
      كَأَنَّمَا الْقَلْبُ لَمَّا عَافَ عِلَّتَهُ
      آوَى إِلَى جَبَلِ الأَشْجَانِ وَانْتَحَرَا
      وَاسْتَعْذَبَ الْمَوْتَ حِينَ الْمَوْتُ أَنْقَذَهُ
      وَأَلْفُ حَيٍّ عَلَى جُثْمَانِهِ قُبِرَا !
      حُزْنِي تَشَرَّبَ أَعْوَامًا تُؤَرِّقُهُ
      تُرَاهُ مِنْ لَوْنِ آهِي حَوْلَهَا كَبُرَا؟
      تَمُرُّ أَيَّامُنَا وَالتّيهُ يَأْخُذُنَا
      فَمَا اسْتَطَعْنَا بِهَا أَنْ نَحْضُنَ الْعُمُرَا
      إِلَى مَتَى يَا عُيُونَ الْقُدْسِ دَمْعُكِ فِي
      أَكُفِّنَا مَا رَوَى تَارِيخَكِ الْعَطِرَا؟
      إِلَى مَتَى الْعَالَمُ الْمَخْدُوعُ يَنْظُرُنَا
      مِنْ بُرْجِهِ وَيُعَادِي كُلَّ مَنْ نَظَرَا؟
      وليت هناك من يشعر بعظم هذه المأساة في هذا الكون الواسع الذي فقد الإحساس :

      وَاحْكُمْ بِمَا أَخْبَرَتْكَ النَّفْسُ شَاكِيَةً
      حَدِّثْ بِهِ الْكَوْنَ إِنَّ الْكَوْنَ مَا شَعَرَا
      النص بالإضافة إلى العاطفة الصادقة التي شعرنا بها في كل بيت فيه احتوى على عمل فني رفيع فجاءت الصور فيه قوية معبرة مستعينا بالاستعارات الملائمة عند كل صورة مثل :(جرح الذل – غربة الآلام – صدى الأوجاع – تل الحزن – سيف الشهامة –عيون القدس )

      ومن الناحية اللغوية فقد تنوعت أساليب الخطاب في النص من الخبرية إلى الاستفهامية إلى الأمر وكل ذلك بلغة سهلة قريبة من المتلقي .
      الشاعر الكبير إبراهيم بشوات
      نص بديع له قيمة فكرية وأدبية وفنية يستحق أن ترسل منه نسخة إلى قسم القصائد المميزة .
      دمت بحفظ الله تعالى

      توفيق الخطيب
      --------------------------------
      شرف لي أخي توفيق الخطيب أن تداعب حروفك بعض أحزاني هنا وتتقاسم معي آهة مازالت تأكل من كل صدر حي
      وللقصيدة شرف أن تكون ضمن القصائد المميزة
      تقبل خالص تحياتي

      تعليق

      • الشاعر إبراهيم بشوات
        عضو أساسي
        • 11-05-2012
        • 592

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة

        الشاعر الرائع
        إبراهيم بشوات


        قصيدة رائعة جدا سامية بمعانيها عميقة بتأثيرها ومحلقة بصورها وعذبة في إيقاعها.

        هنا قصيدة ترتقي لمقام القدس في القلوب.


        دمت بألف خير وشعر

        محبتي وتقديري

        خالد شوملي
        ---------------------------
        أخي الشاعر المتألق خالد شوملي
        حروفك دائما تزرع السرور وتقر بها العيون والقلوب
        مرور النقي بسمة في سماء آهتي
        لك خالص تحياتي

        تعليق

        • صقر أبوعيدة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2009
          • 921

          #19
          شكرا لك شاعرنا العروبي الثائر الأريب
          قصيدة عصماء تحمل رسالة للأمة وتحرك أشجانها وفؤادها
          هو ديدنك أيها الشاعر الحبيب
          تكتب وترسم ما يجول بخواطرنا بتقنيتك ولغتك السلسة وصورك التي تتكحل بها عيوننا
          وهذه القدس تفتخر بأمثالكم أيها الشاعر البهي
          وشكرا لشاعرتنا الغالية غالية التي قرأت النص قراءة واعية راقية
          وكل عام والجميع بخير

          تعليق

          • الشاعر إبراهيم بشوات
            عضو أساسي
            • 11-05-2012
            • 592

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة صقر أبوعيدة مشاهدة المشاركة
            شكرا لك شاعرنا العروبي الثائر الأريب
            قصيدة عصماء تحمل رسالة للأمة وتحرك أشجانها وفؤادها
            هو ديدنك أيها الشاعر الحبيب
            تكتب وترسم ما يجول بخواطرنا بتقنيتك ولغتك السلسة وصورك التي تتكحل بها عيوننا
            وهذه القدس تفتخر بأمثالكم أيها الشاعر البهي
            وشكرا لشاعرتنا الغالية غالية التي قرأت النص قراءة واعية راقية
            وكل عام والجميع بخير
            -------------------------
            أخي الشاعر صقر أبو عيدة وأنت الصقر في سماء المعنى
            هي محنة لا تزال تلتهم منا أفراحنا وتجبرنا على البكاء بالحروف
            وتلك أبسط مسؤولية ،بهذه الكلمات نزرع الأمل من جديد وتبقى الأجيال واعية لضرورة الحفاظ على الرسالة
            تقبل شكري

            تعليق

            • لبنى علي
              .. الرّاسمة بالكلمات ..
              • 14-03-2012
              • 1907

              #21
              رُقيٌّ ههنا نطقَ أصالةً وشجنًا عميقًا ودمعة .. فأنطق اليقين قلائد بصيرة ..

              دمتَ وقيثارة الطيبِ أزاهيرًا من وجوديّة أيها الفاضل الشاعر إبراهيم ..

              تعليق

              يعمل...
              X