يا صديقي كل المدائن مُولعة بالانتهاء
بالتشقق كأنها الحناء
و أنتَ خوف في صدر الترجرج
فوق الماء و تحت البُخار
يُباغتنا الطريق لحظة التمني
كيف بي أُلملمُ فوضى حواسي المُنكسرة ؟
المُتراصة كالزمن المُستباح
كيف أنتشلُ جُثماني من الأنين ؟
من الصرير
من بكاء الأضرحة
لو ينتهي ربيع الصُراخ
كي أُقلم أظافر الرصاص
لو يَعتنقني الغراب دِيانةً لا تُصلب
فياسوع لن يُقدم الحلوى في الطرقات
لن يُطالب بدمه المسفوح عنوة
تحت أقبية المدينة المقدسة
يا صديقي قد تسكبني الأرض غثاءا كالتراب
نبيذا من دماء
على تُخوم الغيمة اللاجئة
قد أترصد الهدهد كي أعود
قد أتوسل كأنني الغريق
لا حبل إلا الحِصار
حاصرني يا كفني بالبياض
بحمرة الأرض
بسواد الأفق
فأنا رقعة الموت على الجدران
يا صديقي كل قرابيني دٌكت تحت الرُكام
بللها الانتظار
أغرقها السفر و الهروب
في وسط المضيق
لو يُدميني الورق الأبيض
فأتوج السطور شهادة .. مأدبة اكتواء
لو يمر بي تاريخي
ساعة الصفر من البداية
سأشطب صفحة الاختناق
تبا يا ثانية كانت تضاجع الدقيقة
فوق خارطة زئير الجثث
لتنجب بقايا من التأفف
لتتجمل للشمع و الغرق
لتفوح مثل مواسم الخنافس
فيها ضاع مني الصراخ
كيف أقتل يا صديقي السنونو ؟
المعشش في أنفي
كيف أقتلك يا ولادتي المنسية ؟
و أنزف حتى الانتشاء
يا صديقي كلنا نقيق الضفادع
في غابات الخزيران
تعليق