هل كان حبّا ؟ / آسيا رحاحليه /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #16
    العزيزة ميساء..
    جميلة جدا عباراتك
    سعيدة أنّ النص أعجبك
    فعلا النهاية جاءت خاطفة لكن لا أعتقد أنها غريبة جدا لأنّه
    كما ذكرت العزيزة ريما
    الشاب الذي يكون في بداية حياته الجامعية " يحتـــــاج
    الوقت لتكوين نفسه، بينما الفتاة " تصبح بسرعة مستعدة
    للزواج و الأمومة " هذا فضلا
    عن أسباب أخرى كثيرة لم أعتقد أنه من الضروري توضيحها لأني ركّزت على الذكرى و على العلاقة بين الصديقين .
    شكرا لك .
    و دمتِ و دام لك الإبداع .
    محبّتي دائما .

    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 09-09-2012, 06:26.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • حورالعربي
      أديب وكاتب
      • 22-08-2011
      • 536

      #17

      صديق حبيب، وحبيب صديق
      هو كلاهما معا.
      العلاقة بينهما لم يكتب لها أن تتطور، بقيت مجرد ذكرى جميلة لاتبرح الخيال.
      والعلاقة التي لا تتطور تبقى مدى العمرذكرى عزيزة على صاحبها
      يحن إليها ويحفظ لها أجمل وأوسع مكان في عقله وقلبه
      ويصنع لها هيكلا مقدسا كما هو الحال مع بطلة القصة.

      سرد ممتع جميل أستاذة آسيا رحاحلية يقول الكثير عن أيام سعادة انصرمت
      خلفت وراءها غصة وحنينا وذكرى لاتنسى
      ذكرتني بابن زيدون في قافيته
      كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا *** إليك لم يعد عنها الصدر أن ضاق
      كنت رائعة هنا فقد استمتعت وهاجت في داخلي مشاعر كانت نائمة
      وبعض الرسائل الأدبية والأعمال الروائية التي قرأناها ونهلنا منها
      مثل "اللآز" التي عدت إلى قراءتها هذه الصائفة
      شكرا لك
      مودتي واحترامي

      تعليق

      • أم عفاف
        غرس الله
        • 08-07-2012
        • 447

        #18
        يا ه.... ! على رائحة الصّدق ما أعبقها !كانت سمفونية في غاية الروعة ،وكنت فراشة تقدم نفسها للضوء يلتهم ألقها .
        فراشة جريئة ،شجاعة لا تمارس تعسف الكاتب الأناني بطبعه ولا تقع فريسة لنرجسية تملي دائما الحذر .
        ما أجمل ما كنت أيتها الفراشة .ما أجمل ما نكون حين تحملنا أجنحة الصدق إلى الاحتراق .
        كان نصا قويّا ،قويا من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة إلى الإيقاع .
        شكرا لك أختي آسيا مع خالص الودّ

        تعليق

        • صالح صلاح سلمي
          أديب وكاتب
          • 12-03-2011
          • 563

          #19
          مقدار نجاح أي نص هو القدرة على التعبير عن حالات انسانية نفسية أوسع وأشمل،وبطرق راقية تحمل ادهاشا وتعبيرا يصل الى كل العقول والمستويات بدرجة مقبولة. ومن باب ان الادب يسعى في ما يسعى اليه للسمو بالنفس البشرية وابرازحالة من الفهم المسلم به لخلجاتها وتفاعلاتها. نحن ازاء نص كان من الممكن أن يكون بوح خاطر صرف لو أنه جاء بمداد قلم لم يخبر القصة، ولم يستحضر خبرة حياتية مستندة الى غزارة ومعرفة ثقافية وتجربة انسانية، ونفس قصصي لكاتبة قديرة في هذا الجنس الادبي. في جعبتي الكثير لأقوله ولأعطي هذا التميزفي التعبير الانساني حقه. فقصتك هذة تكاد تكون بصمة عامة ميزت الوجود الانساني على الأرض وحكمت بأقدارها العلاقة بين الرجل والمرأة. فسَلَمت النفوس الرضية بالقسمة والنصيب، وإن كان ذلك من باب اللاحيلة في القضاء. وركنت الى الإجترار المحبب لها. لماض يحمل صورا وردية ونقية تسمو بالنفس.
          كانت قصة بحبكة ذكية وخبيرة ( لعلاقة بين رجل غير عادي وامرأة غير عادية) تلك العبارة التي ارتكزعليها النص ليدخلنا الى عالم من التشويق والادهاش، بالرغم مما يبدو للقراءة السطحية من ان الأمر لايعدو كونه اجترار لماض عفا عليه الزمن!! لكن أي زمان. وأين؟؟
          في كل زمان وفي كل مكان وجد الانسان. وإن اختلفت الوقائع وحملت كل علاقة بصمتها الخاصة وبدرجات متفاوته.
          التعديل الأخير تم بواسطة صالح صلاح سلمي; الساعة 08-09-2012, 04:21.

          تعليق

          • فوزي سليم بيترو
            مستشار أدبي
            • 03-06-2009
            • 10949

            #20
            الأخت الفاضلة آسيا رحاحلية
            لقد امتد النقاش حول نصكم البديع " هل كان حبا "
            لأكثر من ساعتين . وكنا نتمنى وجودك بيننا في
            الصالون الأدبي . على أي حال لقد قمت بتسجيل
            الحلقة ، وستبقى في الحفظ والصون إلى أن نقوم
            بنقلها إلى اليو تيوب .
            وهذه مداخلتي :
            هذه العلاقة الإنسانية التي جمعت اثنان من البشر
            في تقارب فكري وحوار ثقافي ، لو كانت بين رجل
            ورجل أو امرأة وامرأة هل ستختلف هذه العلاقة لو
            كانت بين رجل وامرأة ؟
            هل إذا اجتمع الرجل والمرأة في مودة فكرية يكون
            الحب ثالثهما ؟
            فعلا سؤال محيّر . لا ليس حبا إذا جاز لي أن أجيب
            قال لها : إذا اتخذت قرارك . وكأنه يعاتبها
            لقد خرج صاحبنا بهذه الملاحظة عن قداسة العلاقة
            الإنسانية وطهارتها . مع ملاحظة أن الحب هو من
            أسمى العلاقات بين البشر . لكنه حب من نوع آخر .

            تحياتي
            فوزي بيترو

            تعليق

            • عبدالله الجوي
              أديب وكاتب
              • 03-07-2012
              • 36

              #21
              رحلة حرف يعانق السحاب ويمتطي جناحات الشوق مرتدياً حلتا اللهفة والعفة معاً
              أقاسم كل هؤلاء الذين أشادوا هنا بجمال وعذوبة حرفك سيدتي...دمت بخير
              التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الجوي; الساعة 08-09-2012, 15:13.

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة حورالعربي مشاهدة المشاركة


                صديق حبيب، وحبيب صديق
                هو كلاهما معا.
                العلاقة بينهما لم يكتب لها أن تتطور، بقيت مجرد ذكرى جميلة لاتبرح الخيال.
                والعلاقة التي لا تتطور تبقى مدى العمرذكرى عزيزة على صاحبها
                يحن إليها ويحفظ لها أجمل وأوسع مكان في عقله وقلبه
                ويصنع لها هيكلا مقدسا كما هو الحال مع بطلة القصة.

                سرد ممتع جميل أستاذة آسيا رحاحلية يقول الكثير عن أيام سعادة انصرمت
                خلفت وراءها غصة وحنينا وذكرى لاتنسى
                ذكرتني بابن زيدون في قافيته
                كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا *** إليك لم يعد عنها الصدر أن ضاق
                كنت رائعة هنا فقد استمتعت وهاجت في داخلي مشاعر كانت نائمة
                وبعض الرسائل الأدبية والأعمال الروائية التي قرأناها ونهلنا منها
                مثل "اللآز" التي عدت إلى قراءتها هذه الصائفة
                شكرا لك
                مودتي واحترامي

                و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
                شكرا لك أختي العزيزة حور..
                ما أجمل اسمك !
                و ما أجمل إضافتك هنا عن الذكرى
                و عن العلاقة التي تكون وسطا بين الحب و الصداقة .
                سرّني جدا أنّ النص أعجبك .
                محبّتي و كل التقدير .
                التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 09-09-2012, 06:22.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة أم عفاف مشاهدة المشاركة
                  يا ه.... ! على رائحة الصّدق ما أعبقها !كانت سمفونية في غاية الروعة ،وكنت فراشة تقدم نفسها للضوء يلتهم ألقها .
                  فراشة جريئة ،شجاعة لا تمارس تعسف الكاتب الأناني بطبعه ولا تقع فريسة لنرجسية تملي دائما الحذر .
                  ما أجمل ما كنت أيتها الفراشة .ما أجمل ما نكون حين تحملنا أجنحة الصدق إلى الاحتراق .
                  كان نصا قويّا ،قويا من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة إلى الإيقاع .
                  شكرا لك أختي آسيا مع خالص الودّ
                  أختي العزيزة أم عفاف ..
                  أنت أشرت إلى نقطة هامة جدا في رأيي ...الصدق .
                  نعم ...الكتابة بصدق تصل إلى القلوب بسرعة ..
                  و عموما ليس ضروري أن يكون الصدق الفني مواكبا دائما لصدق الحدث .
                  لكنّه هنا ، في هذا النص ، كان فعلا .
                  شكرا لك و تقبّلي مودّتي و احترامي .
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة صالح صلاح سلمي مشاهدة المشاركة
                    مقدار نجاح أي نص هو القدرة على التعبير عن حالات انسانية نفسية أوسع وأشمل،وبطرق راقية تحمل ادهاشا وتعبيرا يصل الى كل العقول والمستويات بدرجة مقبولة. ومن باب ان الادب يسعى في ما يسعى اليه للسمو بالنفس البشرية وابرازحالة من الفهم المسلم به لخلجاتها وتفاعلاتها. نحن ازاء نص كان من الممكن أن يكون بوح خاطر صرف لو أنه جاء بمداد قلم لم يخبر القصة، ولم يستحضر خبرة حياتية مستندة الى غزارة ومعرفة ثقافية وتجربة انسانية، ونفس قصصي لكاتبة قديرة في هذا الجنس الادبي. في جعبتي الكثير لأقوله ولأعطي هذا التميزفي التعبير الانساني حقه. فقصتك هذة تكاد تكون بصمة عامة ميزت الوجود الانساني على الأرض وحكمت بأقدارها العلاقة بين الرجل والمرأة. فسَلَمت النفوس الرضية بالقسمة والنصيب، وإن كان ذلك من باب اللاحيلة في القضاء. وركنت الى الإجترار المحبب لها. لماض يحمل صورا وردية ونقية تسمو بالنفس.
                    كانت قصة بحبكة ذكية وخبيرة ( لعلاقة بين رجل غير عادي وامرأة غير عادية) تلك العبارة التي ارتكزعليها النص ليدخلنا الى عالم من التشويق والادهاش، بالرغم مما يبدو للقراءة السطحية من ان الأمر لايعدو كونه اجترار لماض عفا عليه الزمن!! لكن أي زمان. وأين؟؟
                    في كل زمان وفي كل مكان وجد الانسان. وإن اختلفت الوقائع وحملت كل علاقة بصمتها الخاصة وبدرجات متفاوته.

                    " مقدار نجاح أي نص هو القدرة على التعبير عن حالات انسانية نفسية أوسع وأشمل،وبطرق راقية تحمل ادهاشا وتعبيرا يصل الى كل العقول والمستويات بدرجة مقبولة. "
                    نعم ..أوافقك الرأي تماما .
                    أين أنت أخي صالح ؟ كيف حالك ؟
                    أرجو أن تكون بخير..
                    شكرا لك .
                    أعجبني جدا تعليقك .
                    مودّتي و تحياتي .
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                      الأخت الفاضلة آسيا رحاحلية
                      لقد امتد النقاش حول نصكم البديع " هل كان حبا "
                      لأكثر من ساعتين . وكنا نتمنى وجودك بيننا في
                      الصالون الأدبي . على أي حال لقد قمت بتسجيل
                      الحلقة ، وستبقى في الحفظ والصون إلى أن نقوم
                      بنقلها إلى اليو تيوب .
                      وهذه مداخلتي :
                      هذه العلاقة الإنسانية التي جمعت اثنان من البشر
                      في تقارب فكري وحوار ثقافي ، لو كانت بين رجل
                      ورجل أو امرأة وامرأة هل ستختلف هذه العلاقة لو
                      كانت بين رجل وامرأة ؟
                      هل إذا اجتمع الرجل والمرأة في مودة فكرية يكون
                      الحب ثالثهما ؟
                      فعلا سؤال محيّر . لا ليس حبا إذا جاز لي أن أجيب
                      قال لها : إذا اتخذت قرارك . وكأنه يعاتبها
                      لقد خرج صاحبنا بهذه الملاحظة عن قداسة العلاقة
                      الإنسانية وطهارتها . مع ملاحظة أن الحب هو من
                      أسمى العلاقات بين البشر . لكنه حب من نوع آخر .

                      تحياتي
                      فوزي بيترو
                      أخي العزيز دكتورنا الظريف الرائع فوزي..
                      و الله لا أدري كيف أصف لك سروري و فرحتي و امتناني .
                      شكرا لك كثيرا جدا و شكرا لكل الإخوة الكرام .
                      كنت أتمنى و كان يسعدني وجودي بينكم .
                      أنتظر بفارغ الصبر هذا التسجيل .
                      سؤالك مهم و محيّر فعلا..
                      أعتقد أنّ الامر يختلف فعلا بين علاقة فكرية بين رجل و رجل و علاقة فكرية بين رجل و امرأة ..
                      ربما يتسلّل الحب من حيث لا يشعران . لا أدري .
                      أعتقد أنّه كان حبا من نوع آخر ..نعم .
                      شكرا لك مرّة اخرى على منحي هذه السعادة .
                      تقديري و مودّتي .
                      التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 09-09-2012, 07:52.
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • آسيا رحاحليه
                        أديب وكاتب
                        • 08-09-2009
                        • 7182

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله الجوي مشاهدة المشاركة
                        رحلة حرف يعانق السحاب ويمتطي جناحات الشوق مرتدياً حلتا اللهفة والعفة معاً
                        أقاسم كل هؤلاء الذين أشادوا هنا بجمال وعذوبة حرفك سيدتي...دمت بخير
                        شكرا لك .
                        شرّفتني بالمرور لأوّل مرّة أعتقد و أتمنى ألا تكون الأخيرة .
                        دمتَ أخي عبد الله الجوي و يسعدني إعجابك بالنص .
                        تقدير و مودّة .
                        يظن الناس بي خيرا و إنّي
                        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                        تعليق

                        • مالكة حبرشيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 28-03-2011
                          • 4544

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                          حسبت أنّ تلك كانت آخر رسائلي إليك..هل تذكر ؟
                          لكن ها أنا أكتب إليك من جديد..
                          هي رسالة لن تصلك على أية حال و لن تقرأها..
                          لا أفهم لمَ نكتب رسائل نعرف مسبقا وعن يقين بأنها لن تصل إلى أصحابها؟ ربما لأننا لا نكتب دائما إلى الآخر, بل نكتب لنا نحن, أو للآخر الساكن فينا أبدا..
                          " ما الذي يحدث حين يلتقي رجل غيرُ عادي بامرأة غيرعاديّة ؟ " سألتني ذات لقاء كأنّما تسأل نفسك...
                          لا أذكر بمَ أجبتك...لكنّي أفكّر في ذلك الآن...نعم ما الذي يحدث ؟
                          للأسف يا صديقي, و يا رفيق الزمن الجميل, نحن, أو لنقل القدر / عذرا أيها القدر... هذه خيبة أخرى نعلّقها على مشجبك / القدر لم يسعفنا في تمديد عمر اللقاء فضيّعنا فرصة أن نعرف الذي كان سيحدث حقا..
                          أذكر أنّك قلت لي و أنت تبتسم و تمعن النظر في عينيّ...يوما ما, أنتِ و أنا, سوف نبتدع رؤية جديدة في العلاقة بين الذكر و الأنثى , و سوف نؤسّس معا " المدرسة اللاعادية في الحب ".
                          كان ذلك و نحن في أوج الشباب, أيام كان للأحلام قداستها و بكارتها و نقاؤها, وكانت العواطف مغلّفة بسياج العفاف و الحياء ..و الحب ينمو و يزهر في قلوبنا الغضّة بأناة و احتشام.
                          جمعنا عشق الأدب و الكتب و طوّقتنا معا غواية الكلمات, و كنا, رغم لقائنا يوميا بحكم الدراسة, نفضّل الرسائل كوسيلة لتواصلنا...
                          و كانت, منمّقة بخط يدينا, مشبعةً بالشعر, مترعة بالشوق, معطّرة بالأخيلة, متخمة بالتساؤلات عن الوجود و الحب و الإنسان, تسافر منك إليّ و منّي إليك تحت أجنحة الكتب التي كنا نتعب في اقتنائها, وكانت تدور بين مجموعتنا من عشاق القراءة كما تدور كؤوس الحبب, فسكرنا بـ " ماجدولين " و " البؤساء " و " كنا خجولين " و " اللاز ", و غيرها.
                          هل تذكر إحدى رسالاتي التي وصفتها بالقنبلة ؟
                          كنت قد طويتها داخل " سأهبك غزالة "* راجية منك أن تقرأ الرواية... كتبتَ لي في ردّك : "... هذه ليست رسالة بل قنبلة... قنبلة في كتاب !.." و أضفت..." حبيبتي أنت أروع بطلة متخصّصة في التفجيرات الروحية..! "
                          طبعا يا روح البراءة لم يأت " يوما ما ". خان ميعاده. و لم نؤسّس سوى لخيبات تناسلت و تكرّرت كلعنة مجوسية.
                          تذكّرتك هذا المساء..فانتشيت.
                          أحسست بالدفء و السكينة و غمرت روحي حالة من الصفاء أجدها دائما حين أفكر فيك.
                          ما أجمل تلك الأيام و ما أنقاها !
                          من قال أنّ جرار الذاكرة لا تمتلئ بغير الأحزان, و لا تختزن سوى الدموع و الآهات..؟
                          كم نظلم الذاكرة و في مجلّداتها, دائما, فصل واحد على الأقل ربيعي, وردي, مضيء...مشرق, و جميل في كل شيء, حتى في أحزانه.
                          ذلك كان فصلك.
                          أليس غريبا هذا الحنين إلى ماضينا يا صديقي ؟ ولماذا يظل الماضي حاضرا فينا, يأخذ كل هذه المساحة من تفكيرنا و شعورنا و أبجديتنا, فنكتشف أنّنا نحياه أكثر من مرّة واحدة.. نجتره ونستذكره و ندوّنه...غريب أنّنا لا نكتب كثيرا عن المستقبل, لا وجود للمستقبل إلا في قصص الخيال العلمي ! ليس سوى الماضي, نستعيد أحداثه, ننبش في زوادة الذكريات بحثا عن بصيص حب نقيّ أو لحظة مشاعر بكر صادقة.
                          لم أكن مهيأة لاستقبالك.
                          كنت أقف في الشرفة, أطالع وجه القمر, و أبثّه وجع قلبي من الزمن القبيح حين خطرت على بالي وبدا لي أنّ فيك شيئا من القمر, نعم, فيك منه, في علوّه وترفّعه, في سكونه وغموضه, في لامبالاته بالظلام, لأنّه لا يعرف سوى أن يكون منبعا للنور.
                          رأيت ذكراك, يمامة بيضاء وديعة ناعمة, تحطّ على شبّاك روحي, بكل هدوء, وسمعتني أناجيك و قلبي يسألني عنك..ترى ماذا فعلت به الأيام ؟
                          جميل الذي كان بيننا يا صديقي...و لكن, هل كان حبّا ؟ مشروع حب لم يكتمل؟ تقاربا روحيا ؟ صداقة أدبية ؟ مراهقة من نوعٍ فريد ؟ لا أدري...
                          سخيف هو السؤال...أليس كذلك ؟ سخيف لكونه بلا جدوى ، و أيضا لأننا دائما نكدّر صفو الذكرى بغيم الأسئلة..و نخمش وجه الذكرى بمخلب / هل ؟ /
                          لا أفهم لماذا نصرّ على خنق مشاعرنا بحبل التعريفات و التفسيرات ؟
                          لماذا نصرّ على التسمية ؟
                          لا يفقد الأشياء جمالها ، يا صديقي ، مثل الرغبة في حشرها داخل مسمىً ما.
                          مهما يكن الذي كان بيننا فقد كان استثنائيا, ممنوعا من التكرار ربما لأنّه كان انسانيا في المقام الأوّل أو لأننا كما كنت تقول ".. يحب أحدنا الآخر بالفكر رغم أنّ الحب من وظيفة القلوب. "
                          هل تصدّق أنك الآن معي؟ و أنني أراك بكل وضوح رغم السنين و المسافات؟ أرى قامتك الفارعة وجسدك النحيل, عينيك السوداوين العميقتين, شعرك الأسود الكثيف, وجهك الأسمر و ابتسامتك المعبّأة بالمعاني والتي كانت دليلا على مزاجك... كنت أدرك من شعاعها ما إذا كنت تضمر الحزن أو الفرح أو العتاب أو الشوق أو تخفي رغبة ملحّة في البكاء.
                          في لقائنا ما قبل الأخير..بعد فترة من البعاد... مددتَ يدك إليّ بدفتر و بحزمة رسائل..لم أفهم.
                          قلت لي...
                          "هذه رسائلك إليّ... هي كنزي...إنها عندي أغلى مما كتبت ميّ لجبران أو سيمون ديبوفوار لسارتر, لذلك أخشى أن تضيع مني في زحمة الأيام.. أرجوك دوّنيها بخط يدك على هذا الدفتر...و سامحيني..ربما ستؤلمك بعض التفاصيل, لكن هي فرصة لكي تعرفي كم كنا رائعين.."
                          ونقلت كل رسائلي إليك بخط يدي على صفحات الدفتر..
                          وكتبت لك...في ذيل الصفحة الأخيرة :
                          آخر ما يمكن أن أقوله...
                          يا رفيقي كل شيء بقضاء
                          ....
                          لا تقل شئنا فإنّ الله شاء.
                          في لقائنا الأخير...مددتُ إليك يدي بالدفتر..كنت أنظر في عينيك, في التماعة الدمع فيهما, و كنت تنظر في التماعة الخاتم في اصبعي..
                          ثم غصصت بالعبارة..
                          "إذا... اتّخذت قرارك؟ المهم أن تكوني سعيدة و أن تكتبي دائما و لا تنسي...حياتك غالية جدا عندي و لو في يوم أردت بيعها سوف أشتريها بكل ما أملك... و ما لا أملك. "
                          وافترقنا على يأس...اللقاء .



                          سأهبك غزالة * = رواية للروائي الجزائري الكبير مالك حداد صاحب المقولة الشهيرة " إنّ الفرنسية لمنفاي "
                          آسيا ...آسيا....أسيا
                          أكنت هنا انت ....؟
                          أم كنت أنا ...بل كنت نحن؟
                          ما عساي أقول ...وقد قلت كل شيء
                          كيف استطعت اختزال كل النساء
                          كل الانتظار ...والاحتراق
                          في بضع لحظات مضت كومة البرق
                          لكنها أخذتنا جميعنا الى حيث الحزن ملاذا
                          الى هذا الحد ...كلنا متشابهات
                          كلنا رضعنا من نفس الثدي
                          لنجد انفسنا جميعا ...عند نفس الناصية
                          نستظل بالحرف كيما يتشقق ما تبقى منا

                          رائعة ...رائعة ...رائعة واكثر غاليتي آسيا

                          تعليق

                          • آسيا رحاحليه
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 7182

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة مالكة حبرشيد مشاهدة المشاركة


                            آسيا ...آسيا....أسيا
                            أكنت هنا انت ....؟
                            أم كنت أنا ...بل كنت نحن؟
                            ما عساي أقول ...وقد قلت كل شيء
                            كيف استطعت اختزال كل النساء
                            كل الانتظار ...والاحتراق
                            في بضع لحظات مضت كومة البرق
                            لكنها أخذتنا جميعنا الى حيث الحزن ملاذا
                            الى هذا الحد ...كلنا متشابهات
                            كلنا رضعنا من نفس الثدي
                            لنجد انفسنا جميعا ...عند نفس الناصية
                            نستظل بالحرف كيما يتشقق ما تبقى منا

                            رائعة ...رائعة ...رائعة واكثر غاليتي آسيا

                            نعم ..عزيزتي مالكة ..
                            متشابهات حقا ..نحن ..
                            في الكثير من ماضينا..
                            في عشقنا للحرف ..
                            و في عشق الحزن..لنا .
                            سرّني جدا أنّ النص أعجبك ..
                            أعرف ذوقك الرفيع .
                            شكرا مالكة ..
                            شكرا كثيرا..جدا.
                            محبّتي لك .
                            يظن الناس بي خيرا و إنّي
                            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                            تعليق

                            • فوزي سليم بيترو
                              مستشار أدبي
                              • 03-06-2009
                              • 10949

                              #29
                              صباح الخير أختي سليمى أختي آسيا
                              هذه حلقة سهرة القصة مسجلة
                              أرجو سليمى أن تقومي بفتح منتدى خاص
                              لتسجيلات الصالون الأدبي ونقل هذا التسجيل إليها
                              مع الشكر سلفا
                              تحياتي
                              فوزي بيترو

                              تعليق

                              • وسام دبليز
                                همس الياسمين
                                • 03-07-2010
                                • 687

                                #30
                                ايتها الرقيقة كحرفك
                                تتقنين هندسة الحرف اينما سقط
                                في قصة ام في رسالة
                                مودتي لحرفك

                                تعليق

                                يعمل...
                                X