عندما تأكد العالم أن الثورة الشعبية في مصر قد أوشكت على تحقيق أهدافها بسقوط النظام الحاكم ، توقع كثيرون هروب الرئيس حسني مبارك إلى الخارج – السعودية تحديدا – أسوة بزين العابدين رئيس تونس الذي ما لبث أن فر إلى – السعودية تحديدا – عقب الإنتفاضة الشعبية التي اندلعت ضده هناك ، إلا أنه لم يهرب وفضل المواجهة على الهروب ، وقيل وقتها عدة تفسيرات منها :-
أن الرئيس مبارك يريد أن يموت ويدفن في وطنه حسب خطابه الذي ألقاه قبل ساعات من موقعة الجمل خاصة مع كبر سنه وضعف صحته ، ومنها أنه من قيادات حرب أكتوبر المجيدة وبطل من أبطالها وما كان لمثله أن يهرب من أي مواجهة ، ومنها أيضا أن الشعب المصري بطيبته لن يتنكر له ولن يغدر به كونه قدم لمصر الكثير من الإنجازات ، و قيل أن كرامته وعزة نفسه وإباءه وقناعاته جعلته لا يتقبل فكرة أن يعيش طريدا أو هاربا فى أى بلد من البلاد .... وقيل غير ذلك ، إلا أهم وأصح ما قيل هو ما ذكره مبارك نفسه في بعض حواراته المقتضبة لمحاميه داخل السجن وهو أنه " لو كان يعلم أن مصيره سيكون السجن لاستجاب لنداءات بعض ملوك العالم وذهب إليهم ، ولكنه لم يتوقع ذلك ... أو كما قال " .
على كل الأحوال فأن مبارك لم يهرب ولكنه فضل البقاء بمصر ، ثم تنحى وزال عنه ملكه ، ثم قبض عليه وقدم للمحاكمة وصدر ضده حكما بالسجن المؤبد ، ومنذ تاريخ القبض عليه في النصف الأول من شهر إبريل 2011 حتى الآن وهو رهين السجن ينتظر حكم قضاء النقض فيه إما بتأييد المؤبد أو بالبراءة .
وعلى الجانب الآخر فما إن أعلنت نتائج الإنتخابات الرئاسية الأخيرة رسميا في يونيو 2012 بفوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي بنسبة ضيئلة عن المرشح المنافس له الفريق أحمد شفيق ، حتى طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة بسفر الأخير إلى دولة الإمارات العربية هو وأولاده وزوجته ، وبرر سيادته سفره المفاجيء هذا بأنه ينوي أداء عمرة بالسعودية وإنهاء بعض المصالح بدولة الإمارات ثم يعود للوطن ، وإلى الآن مازالت تصدر بعض التصريحات عنه وعن بعض المتحدثين باسمه بأنه لم يهرب وأنه سوف يعود قريبا إلى مصر وأن المصريين هم الذين سيتولون حمايته ، وحتى يؤكد ذلك فقد أعلن عن فكرة إنشاء حزب سياسي جديد تضامن معه فيه لفيف من كبار رجال السياسة في مصر وصرحوا بترحيبهم بهذا الحزب ورغبتهم في الإنضمام إليه .
إلا أن بعض المحللين السياسيين والقانونيين يرون أن سفر شفيق ليس إلا هروبا وخوفا من مواجهة مصيره المرتقب خلف الأسوار ، خاصة وأن البلاغات المقدمة ضده أحيلت إلى محكمة الجنايات و هو على رأس المتهمين فيها وكلها تتعلق باهدار المال العام وتسهيل الإستيلاء عليه والتربح ... وغير ذلك من جرائم آخرى لو ثبتت لحكم عليه بالمؤبد .
والسؤال الآن : هل يعتبر شفيق أذكى من مبارك كونه آثر الهروب عن مواجهة هذه القضايا الجنائية التي من المتوقع أن يصدر حكم فيها بالإدانة ، خاصة في ظل الوضع السياسي المتوتر وفي ظل تولي سدة الحكم الرجل الذي كان ينافسه على هذه السدة ؟
الإجابة عندي - واسمحوا لي بأن أبدأ أنا بالجواب حتى لا يتصور البعض تحيزا مني ضد المذكور - هي أن هروبه هذا ذكاء منه وتصرفا سليما ، ولعله سيكون في قمة الغباء لو عاد إلى مصر في هذه الأيام ليقضي ما تبقى له من عمر خلف القضبان ، لأن طبيعة النفس البشرية تتأبى قبول السجن أو قضاء يوم واحد داخله في جريمة جنائية سواء كان هو مرتكبها فعلا أو غير مرتكبها ، خاصة وأن من الهروب ما يأتي بثماره أحيانا ، حيث حكم غيابيا على حسين سالم الذي هرب أثناء الثورة بالبراءة ، وما زال رشيد وزير الصناعة الأسبق وبطرس غالي وزير المالية الأسبق هاربين ، في الوقت الذي يقبع فيه زملاءهما من الوزراء في السجن .
أن الرئيس مبارك يريد أن يموت ويدفن في وطنه حسب خطابه الذي ألقاه قبل ساعات من موقعة الجمل خاصة مع كبر سنه وضعف صحته ، ومنها أنه من قيادات حرب أكتوبر المجيدة وبطل من أبطالها وما كان لمثله أن يهرب من أي مواجهة ، ومنها أيضا أن الشعب المصري بطيبته لن يتنكر له ولن يغدر به كونه قدم لمصر الكثير من الإنجازات ، و قيل أن كرامته وعزة نفسه وإباءه وقناعاته جعلته لا يتقبل فكرة أن يعيش طريدا أو هاربا فى أى بلد من البلاد .... وقيل غير ذلك ، إلا أهم وأصح ما قيل هو ما ذكره مبارك نفسه في بعض حواراته المقتضبة لمحاميه داخل السجن وهو أنه " لو كان يعلم أن مصيره سيكون السجن لاستجاب لنداءات بعض ملوك العالم وذهب إليهم ، ولكنه لم يتوقع ذلك ... أو كما قال " .
على كل الأحوال فأن مبارك لم يهرب ولكنه فضل البقاء بمصر ، ثم تنحى وزال عنه ملكه ، ثم قبض عليه وقدم للمحاكمة وصدر ضده حكما بالسجن المؤبد ، ومنذ تاريخ القبض عليه في النصف الأول من شهر إبريل 2011 حتى الآن وهو رهين السجن ينتظر حكم قضاء النقض فيه إما بتأييد المؤبد أو بالبراءة .
وعلى الجانب الآخر فما إن أعلنت نتائج الإنتخابات الرئاسية الأخيرة رسميا في يونيو 2012 بفوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي بنسبة ضيئلة عن المرشح المنافس له الفريق أحمد شفيق ، حتى طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة بسفر الأخير إلى دولة الإمارات العربية هو وأولاده وزوجته ، وبرر سيادته سفره المفاجيء هذا بأنه ينوي أداء عمرة بالسعودية وإنهاء بعض المصالح بدولة الإمارات ثم يعود للوطن ، وإلى الآن مازالت تصدر بعض التصريحات عنه وعن بعض المتحدثين باسمه بأنه لم يهرب وأنه سوف يعود قريبا إلى مصر وأن المصريين هم الذين سيتولون حمايته ، وحتى يؤكد ذلك فقد أعلن عن فكرة إنشاء حزب سياسي جديد تضامن معه فيه لفيف من كبار رجال السياسة في مصر وصرحوا بترحيبهم بهذا الحزب ورغبتهم في الإنضمام إليه .
إلا أن بعض المحللين السياسيين والقانونيين يرون أن سفر شفيق ليس إلا هروبا وخوفا من مواجهة مصيره المرتقب خلف الأسوار ، خاصة وأن البلاغات المقدمة ضده أحيلت إلى محكمة الجنايات و هو على رأس المتهمين فيها وكلها تتعلق باهدار المال العام وتسهيل الإستيلاء عليه والتربح ... وغير ذلك من جرائم آخرى لو ثبتت لحكم عليه بالمؤبد .
والسؤال الآن : هل يعتبر شفيق أذكى من مبارك كونه آثر الهروب عن مواجهة هذه القضايا الجنائية التي من المتوقع أن يصدر حكم فيها بالإدانة ، خاصة في ظل الوضع السياسي المتوتر وفي ظل تولي سدة الحكم الرجل الذي كان ينافسه على هذه السدة ؟
الإجابة عندي - واسمحوا لي بأن أبدأ أنا بالجواب حتى لا يتصور البعض تحيزا مني ضد المذكور - هي أن هروبه هذا ذكاء منه وتصرفا سليما ، ولعله سيكون في قمة الغباء لو عاد إلى مصر في هذه الأيام ليقضي ما تبقى له من عمر خلف القضبان ، لأن طبيعة النفس البشرية تتأبى قبول السجن أو قضاء يوم واحد داخله في جريمة جنائية سواء كان هو مرتكبها فعلا أو غير مرتكبها ، خاصة وأن من الهروب ما يأتي بثماره أحيانا ، حيث حكم غيابيا على حسين سالم الذي هرب أثناء الثورة بالبراءة ، وما زال رشيد وزير الصناعة الأسبق وبطرس غالي وزير المالية الأسبق هاربين ، في الوقت الذي يقبع فيه زملاءهما من الوزراء في السجن .
تعليق