تحقق قصيدة النثر في ديوان ( مالكة حبرشيد ) زهرة النار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    تحقق قصيدة النثر في ديوان ( مالكة حبرشيد ) زهرة النار

    تحقق قصيدة النثر في ديوان
    ( زهرة النار )
    للمغربية مالكة حبرشيد


    1
    زهرة النار
    ديوان شعري
    للشاعرة المغربية مالكة حبرشيد
    يتحقق عبر 20 نصا شعريا
    يتصدره إهداء للشاعرة
    و يتذيله تعريف بها
    ربما لو توقفنا عند الإهداء و التذييل
    لأدركنا إلي حد ما مدى اعتزاز الشاعرة
    بموطنها و ارتباطها به ارتباطا راسخا
    ناهيك عن البيولوجية التي تحكم تلك العلاقة
    و ربما الفسيولوجي و السيكولوجي فيما نطلق
    عليه الارتباط بالتراب و الأرض كالدم و الشريان
    الرافد و المصب
    تعالو ا بنا لنقرأ هذا الإهداء لنعرف من هي مالكة حبرشيد
    شاعرتنا الليلة

    2
    على امتداد شاطئ مهجور
    شهد نوبات احتراقي
    كنت دائما أنثر بعضا مني
    أشتله في حقول العمر الحزينة
    أثمر مع الأيام حروفا شدت وثاق حبي
    لكل من حولي ...رغم انكساراتي
    التي التهمت كثيرا من لحظات ابتهاجي
    اليوم ..
    أهدي باكورة عمري لصدفاتي
    التي كانت دائما مصدر قوتي
    اهدي كلماتي .... لـ .......
    و............و .......
    و.........................
    ولـ خينفرة .. و ما تعني لي !
    مالكة
    هنا نرى عجز الشاعرة عن ذكر الأسماء
    بل أنها لم تصرح إلا باسم تلك المدينة / القرية / خنيفرة
    التي شهدت مولدها و صباها و لحظات حزنها وفرحها
    و مرتع لهوها و نضالها
    الذي لم تشأ أن تتحدث عنه إلا اسما ، رغم أنه مكون حاسم لتلك الملكات التي تنتصر للحق و الفضيلة و القيم الرفيعة و عموم البسطاء و القضايا الحيوية للمرأة في الوطن المغرب و الوطن العربي على وجه العموم .
    إنها ذات جريحة بما يهين وجه الحضارة و الحياة في عالمنا العربي ، و ذات رافضة لما آل إليه الحال ، بالمرأة و الطفولة على وجه الخصوص .. ربما منبع ذلك ، ما مارسته الشاعرة من دور حيوي في جمعيات العمل الإنساني و النقابي بحكم عملها كمربية فاضلة في مدارس هذه المدينة .
    و لا يفوتني هنا أن أقدم تعريفا بسيطا و سريعا عن خنيفرة :

    3

    إقليم خنيفرة هو أحد الأقاليم المغربية ويقع في الأطلس المتوسط. مساحته إلى 12320كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانه 511538 بكثافة سكانية تقارب المعدل الوطني 42.45 نسمة في الكيلومتر الواحد حسب الإحصائيات الرسمية لسنة 2004، يتوزعون إلى 250000 كساكنة قروية و 281000حضريون. يتكون إقليم خنيفرة من ثلاث جماعات حضرية (خنيفرة مريرت وميدلت). و35 جماعة قروية. لإقليم خنفرة حدود مع أقاليم بني ملال، الخميسات ،افران، بولمان، الرشيدية، خربيكة.


    خنيفرة هي مدينة مغربية وحاضرة إقليم يحمل اسمها، تقع في جهة مكناس تافيلالت بين جبال الأطلس المتوسط على ارتفاع 826م فوق سطح البحر وتحيط بها أربعة جبال. وتعتبر عاصمة قبائل زيان الامازيغية، إذ يشهد لها التاريخ بمقاومتها ضد المستعمرين الفرنسيين في بداية القرن العشرين. إذ هزموا الفرنسيين في معركة لهري سنة 1914 م وقد أخدت اسم خنيفرة عن بعض الروايات التي تقول ان هناك راعي غنم كان يعيش قديما في هده المنطقة يدعى خنفر. يبلغ عدد سكان المدينة 75,000 نسمة.
    من أشهر أبنائها الأسطورة موحى احمو الزياني.

    و تعد خنيفرة جوهرة جبال الأطلس الأوسط

    بما تحاط به من طبيعة خلابة
    نهر أم الربيع
    الذي يمر وسط مدينة خنيفرة ويشطرها إلى شطرين
    بحيرة أغلمام أزغزا وسط غابة خنيفرة ، وتعتبر المخيم الصيفي لسكان المدينة .

    ناهيك عن الفلكور الشعبي
    و اللغة و الامازيغية
    و اللهجات المنبثقة عنهما
    و حتى لا يتوه مني الحديث
    أكتفي بهذا التعريف

    4
    لا أخفيكم سرا .. أني عشت حيرة ما
    في تبني عنوانا لهذه الدراسة ؛ إذا شئنا أن نطلق عليها .
    ربما لأني من بداية الأمر ، يلفتني شيء حاسم في أعمال
    و أشعار مالكة حبرشيد ، و ألا و هي الصورة :
    كيف تتكون الصورة بمثل هذه البراعة ،
    و كيف تُختزلُ مساحاتٌ من حديث ..
    و ربما لا يكون هذا متحققا في عموم النصوص ،
    و إن رأيته متأكدا في أكثرها .
    وما يعني الانزياح ؟
    هل يتحقق بشكل كاف عبر هذا الديوان ؟
    ربما كان لا بد أن أحدد سلفا ، الطريق التي سوف أرتادها ،
    و أسميها لأكون مقتنعا بما أفعل ،
    و أيضا لما أقدم من رؤية ووجهة نظر ، أنال بها ما أستحق من استحسان أو سخط ؛ فكلا الأمرين أولى بالعناية ، من أن أظل متأرجحا ، و ربما غارقا في رمال العشوائية ،
    التي لا تنجب إلا مسوخا من حديث و أضاليل ، لن تفيد بقدر ما تشوه و تهزم !

    5
    سوف أتجاوز و إياكم حديثا طويلا ، عن قصيدة النثر ، و ما تعني ، و ما تواجه من مصاعب ، و ربما أكثرها قوة ، التجاهل و الإزاحة ، حتى بجذبها جلَّ أو معظم شعراء الموزون ، و التفعيلي على وجه الخصوص ، ربما لضبابية الحركة النقدية ، و بعدها عن أهم قضايا الشعر ، ككل ، و ليس قصيدة النثر وحدها .
    و المتتبع لحركة التفعيلي ، سوف لن يشق عليه الأمر ، في استظهار نوع وماهية ومصادر التجاهل و الإزاحة المفروضة ، و ما تعرض له شعراء هذا اللون التجديدي لميراثنا الطويل و العريض من عنت و مطاردة ، و تلاسنا وصل حد القذف و ربما التكفير ؛ و كأن الشعر من المقدسات التي لا يجب الاقتراب منها ، برغم التصاقه بالوجدان و انقلاباته ، و تجلياته اليومية في الحيوات الشاعرة ، و الخاضعة للكثير من العوامل كالبيئة و الثقافة ، و الأحداث ، و الذوات .
    سوف أعتبر هذا مدخلا طيبا و مستقيما ؛ للتعامل مع هذا الديوان النثري .. و إن احتاج الأمر إلي تبيان أوضح ، أو مرتكز للدخول إلي الموضوع المطروح من خلال عنوان الدراسة و الرؤية ، التي أرجو أن أكون فيها مفيدا ، لا مستهلكا للوقت مهدرا للذائقة ، و هذا ما لا أرتضيه لكم و لي . فلن يشق علينا الأمر ..!

    6
    يقول أدونيس في خصائص قصيدة النثر : " ليس للنثر الشعري شكل ، هو استرسال و استسلام للشعور ، دون قاعدة فنية أو منهج شكلي بنائي ، و سير في خط مستقيم ، ليس له نهاية . لذلك – هو روائي أو وصفي يتجه دائما إلي التأمل الأخلاقي أو المناجاة الغنائية أو السرد الانفعالي ، و لذلك يمتلئ بالاستطرادات و التفاصيل ، و تتفسخ فيه وحدة التناغم و الانسجام . أما قصيدة النثر فذات شكل قبل أي شيء ، و ذات وحدة مغلقة ، هي دائرة أو شبه دائرة . لا خط مستقيم . هي مجموعة علائق تنتظم في شبكة ذات تقنية محددة ، و بناء تركيبي موحد منتظم الأجزاء متوازن .. هي شعر خاص يستخدم النثر لغايات شعرية خالصة ..
    ثم يورد رفعت سلام في دراسته عن قصيدة النثر العربية ( المنشورة في مجلة فصول العدد ( الأول لصيف97 ) ص ( 301 )
    أما خصائص قصيدة النثر و التمايز بينها و بين النثر الشعري فيتحدد لديه في ثلاث :
    1 – يجب أن تكون صادرة عن إرادة بناء و تنظيم واعية كلا عضويا
    2 – هي بناء فني متميز ، لا غاية لها خارج ذاتها
    3 الوحدة و الكثافة
    كما أنها عند سوزان برنار الكاتبة الفرنسية المعروفة تكتمل في ثلاث :
    1 – الإيجاز
    2 – التوهج
    3 – المجانية

    و من هنا ، و بعد هذا التقديم لقطبين هامين ، إحداهما عربي ، و الآخر غربي ، نلج حدود هذا الديوان ( زهرة النار ) للشاعرة مالكة حبرشيد ، لنرى إلي أي حد ، تحققت القصيدة ، على ضوء هذه المعايير ، برغم أن الثلاث خاضعةٌ لمعايير أكبر و أكثر كثافة لأنها تعني تاريخ الشعر ، سواء كان عربيا أم غربيا .. نظما أم نثرا ، فلا تفرقة ، و لا يجوز لنا أن نفرق ، و إلا وضعنا قصيدة النثر في مكان لا يليق بها ، و أضعنا حقها في الحضور جنبا إلي جانب و القصيدة كجنس أدبي مطلق !

    الإيجاز ( الاختصار ) ، و كيفية بناء السطر الشعري ، و سرعة الالتفاف حول المعنى ، بل و فتح أفق الحالة لعمليات ولادة للغة ، شديدة الكثافة ، ثم العبور عليها وصولا أو استرسالا
    و ليس الإيجاز و الاختصار هنا ، طول أو قصر النص الشعري ، و إن كان مقصودا و مستهدفا في المقام الأول ..
    ولكن مسألة الاستطراد ، و الاسترسال في المعنى ، و الإلحاح عليه - و هذا ما يعد ثقلا غير مرغوب فيه ؛ فقد تشغل القصيدة عددا كبيرا من الصفحات ، ومع ذلك لا نستشعر طولها ، و لا نستطيع أن نسمها بالإطالة ، أو ننفي عنها صفة الإيجاز - يكون تحقق هذا مرهونا بالتوهج و المجانية ، و إلا عد الأمر ضربا من ضروب النثر الشعري ليس إلا ؛ لأنه فقد أهم ميزاته الفارقة !

    و يتجلى هذا في قصيدة ( شجرة الحنين ص 12 ) التي لم تبني على عنوانها ، و لم تعزله عن الحديث كعنوان لمجمل القصيدة
    كما نرى عند الشعراء ، نظما أو نثرا .. تقول الشاعرة :
    شجرةُ الحنين
    تحفظُ كتبَ الأسلاف
    تبكي في ثوبِ الحداد
    ما صنعتِ المقاديرُ
    بالمنارات التي انهارتْ
    عند الأقدام
    و التاريخِ الذي فقدَ قطرةَ
    الضوء الباقية
    في فراغ الكون
    انتهت الفقرة هنا .. أرأيتم معي ما تعني شجرة الحنين في الوجدان و الذاكرة و المخيلة ؟
    و كيف كان الإيجاز هنا واضحا ، و سريع الالتفاف ، حاملا انزياحا صوب المعنى المتجدد ، كاسرا توقع القارئ ؟
    بالمنارات التي انهارت
    عند الأقدام
    و التاريخ الذي ..
    فقد قطرة
    الضوء الباقيةَ
    في فراغ الكون ..
    كأننا لسنا غريبين ، و كأن هذا هو ذاته إحساسنا ، فما الغرابة إذا و ما الجديد الذي أشعل هنا دهشتنا .. إلا أنها ترجمت كوامننا ، و أمسكت أطرافها ، لتغرسها في رقعة القصيدة .. !
    وحدها شجرةُ الحنين
    تضيءُ المقبرةَ الخرساء
    و ضياعنا في الأضابير
    تتوسلُ الليلَ الطويلَ
    أن يعودَ بثورةِ الروح

    و بقايا البلد النازح
    تمدُّ أغصانها
    تفتحُ أوراقَها
    لتغيِّرَ مساراتِ القلوب
    و تعيدَ النورَ
    لفجرِ الأفول
    وحدها تضئُ الساكتَ الصامتَ فينا ،
    و ضياعنا في الأضابير ، حيث القيد و المولد و الـ ... ، و أيضا في هيئات الأمم ، و ما نعني لها ، و تعني لنا !
    من منا كان يتوقع هذا في شجرة الحنين .. تتوسل الليل الطويل بماذا ؟
    أن يعود بثورة الروح
    و بقايا البلد النازح
    الكلمات و الإحساس هنا مفخخان بالمعنى ، و علينا أن نتوقع أن ثمة ازدواجية في تركيبة ، لا تشرق مع القراءة مرورا ، بل بالتوقف عندها لسبر ما تحمل .. هل يتنافى أم يؤكد و يؤبد ، و لو من باب المغايرة ، و إحداث القلق المطلوب .. و هل هذا في صالح الفكرة المؤسس عليها ؟!
    علينا أن نرى .. نحاول الوصول .. هل تحققت المجانية هنا ؟
    المجانية في كونها قصيدة و فقط ، أنها تبحث عن ذاتها الشعرية بهذا الإحساس ، و هذا التشكيل ، و لا شيء آخر .. دون أن يكون هناك نموذجٌ بعينه تسترفد منه ، و تؤكد وجودها .. و هذه من أروع ما تستند إليه قصيدة النثر ، و ما يفرقها عن النظم الشعري
    الذي كان له التراكمُ و القوانينُ التي تحكمه .. تحكم له أو عليه .. شاعرا كان أم قصيدة ! وكأنها الطفل يولد مرات و مرات ، في كل حالات الكتابة ، بريئا إلا من لغة و ميراث ، و عليه أن يكون هو ، و ليس آخر ، بلا سقف محدد ، و إن كان ، و لكن سقفا شاهقا في رحابة الكون ، يتعدى كثيرا ، و يشطط فيما عجز عن ولوجه غيره .

    ألا يعلمون أن الشجر
    لا يقاس بالأقدام
    و انه مهما اغتيل
    ينبعث من رماد الموت
    صرخة حبلى
    بطلقات الحياة ؟!

    و قد رأينا أن الشجر إناث من نور
    على أجسادها تلتف الثعابين
    و في حضن الأرض تبحث عن سر الحياة
    في عيون خانت عنفوانها
    و مرايا تعكس خارطة
    مشروخة
    لوطن المنفى و منفى الوطن

    لنرى الإحساس ذاته عند ( نجيب سرور في قصيدته غرسة الزيتون في ديوانه التراجيديا الإنسانية ص 42 )

    أنظريها تخرق الصخر و ترنو كابتسامة
    غرسة الزيتون .. كالطفل نقاء ووسامة
    كالندى .. كالحب .. كالحلم الذي يصدق مرة
    بعد أعوام من الخيبة كالعلقم مرة
    أنظريها
    لم يمتها ذلك الليل الطويل
    لا .. و لا الثلج الذي غطى الحياة
    لا .. و لا الريح التي ترعش بالرعب النخيل
    إنها تنبض دفئا وحياة مثل قبلة
    إنها تقطر نورا وصفاء مثل نجمة
    قد زرعناها معا يوم التقينا
    .............
    .............
    ................
    إلي أن يقول
    ليست المأساة أنا لن نرى زيتونها
    فهبنا ما زرعناها .. أكنا سعداء ؟!
    قد ولدنا أشقياء
    و بقينا أشقياء
    و سنمضي أشقياء
    ..............
    ...............

    و في الختام يقول
    ما أنا .. ما أنت .. إلا ما زرعنا .. و سقينا .. ورعينا ...
    و لم يغلق المعنى
    و يقول الشاعر الكبير مختار عيسى في قصيدته ( من شجرة العائلة ) من ديوانه العابر
    ليست الأرض وحدها
    أسكرتها العجوز بالمواويل
    ثم أنفقت نصف عمرها ..
    في تعقب الفاكهة ،
    و نصفه إلا قليلا ..
    في الصلاة
    لأجل طائر مسحور !

    و معي نموذج آخر .. لنرى
    هل أعاد النص اجترار نفس المعنى و الحالة ؟
    أم كان غنيا بنفسه لمعنى الشجرة و الحنين

    في قصيدته ( شجرة الخروب ) يقول الشاعر محمد مثقال الخضور ( فلسطين ) :

    ظَلَّتْ شَجَرَةُ الخَرُّوبِ . .
    غَصَّةَ الغَصَّاتِ
    وَجُرْحَ الجُروحِ

    أتُراها مَدّتْ جَذْرَها للمُصافَحَةِ ؟
    ما الفَرْقُ بَيْنَكُما ؟
    يَتيمانِ أَنْتُما . . كالمَطَرِ . .
    تَمُوتُ غَيْمَتُهُ حِينَ يُوْلَدُ

    كَيْفَ سَتُمَيِّزُ جُذُورَها . . مِنْ عُرُوقِ يَدَيْكَ ؟
    حِينَ تَنْدَمِجُ الخَريطَتانِ ؟

    وَكَيْفَ سَتَعْرِفُ ظِلالَها . . مِنْ لَوْنِ وَجْهِكَ ؟
    حينَ تَسْتَبْدِلُكُما الشَّمْسُ
    بِشَجَرةٍ أُخْرى . . وَوَليدٍ جَديدٍ ؟

    إنها ذاك النائم الصاحي فينا ما بقينا
    الشاهد المشهود في تواريخنا
    بل الشهيد بين أوراقنا
    مهما اختلف الشعور و التشكيل ستظل الحالة قريبة
    تلامس أوراق بعضها البعض
    و إن ثبت لنا تفردها ، و التمسك بواحديتها كرؤية تقنع و تضيف
    و لنرى تجسيد الأمر أكثر ، في نص آخر من نصوص الديوان

    في غناء الفجر ( ص 26 )
    هذا النص الرائع الذي لعبت فيه الصورة بجمال رسمها و تشكيلها ، وربما كما كل نصوص الديوان دورا بارزا ، في نقل المعنى ، و الهمس به ، و ربما هنا في هذا النص يتحقق الإيجاز بشكل حاد و قاس من قبل الشاعرة ، في حين أن الحديث كان ممتعا للدرجة التي نهتف فيها ( زيدينا سيدتي )
    غناء الفجر
    تمثال تائه
    يقود قطعان الدهشة
    هنا نلمس اتكاء القصيدة على العنوان ، فدخل في لحمة العمل ، لنرى غناء الفجر تمثال تائه .. و بلا أي مقدمات أو استطرادات
    مملة أو غير مملة .. و هذا أعتبره توحد بين القصيدة و الشاعرة
    بين الحالة و الشاعرة
    اللحظة و الشاعرة
    فهي لم تكتب العنوان ، ثم عقدت جبهتها انتظارا ، لأن يسعفها بالحديث .. أبدا .. الأمر إطلاقا لم يكن كذلك .
    الحالة هي الفاعلة
    الحالة فرضت نفسها فرضا
    فدفعت بالشاعرة إلي الورق و الخوض
    غناء الفجر
    تمثال تائه
    يقود قطعان الدهشة
    أي غرابة كانت هنا
    و الغناء تمثال تائه
    و يقود قطعان الدهشة
    أي تركيبة تلك التي تجعل من غناء الفجر
    حالة مستمرة الوقع
    في سديمية الوجود
    و مع ذلك يقود ( قطعان جمع قطيع و هو ما يطلق على جماعات الحيوان و ما يقطع منها و من غيرها من الموجودات و الأشياء الأخرى مثل الشجر و الجلد و السهام و ... و .. و ... و ) و لنقف قليلا مع هذا التعريف لكلمة قطيع ، ربما تعطينا دلالات أكثر قوة ، أو تفسيرا مقنعا للصورة :
    القَطيعُ - قَطيعُ :
    القَطيعُ : المقطوعُ .
    و القَطيعُ من الشجرة : الغصنُ يُقطعُ منها .
    و القَطيعُ القضيبُ تُبرَى منه السِّهام .
    و القَطيعُ السَّوْطُ يُقطَعُ سيوراً تُفتَل وتُترَكُ حتى تيبَس وتصير كالعصا .
    و القَطيعُ الطائفةُ من الغَنم والنَّعم وغيرها . والجمع : قُطْعَانٌ ، وقِطَاعٌ .
    و القَطيعُ المثْلُ والنَّظير . والجمع : قُطَعاء .
    يقال : فلانٌ قطيعُ فلان : شبيهه في خَلْقه وقَدِّه .
    ويقال : هذا الثوبُ قطيعُ هذا : نظيرُه .
    و القَطيعُ المصابُ بالقُطْع : تتابُع النَّفَس .
    ويقال : رجلٌ قطيعُ القيام : لا يستطيع القيامَ لضعف أَو سِمَن .
    وفلانٌ قطيعُ اللسان : غيرُ سليطِه .
    وامرأَة قطيعٌ : فاترةُ القيام .
    وامرأةٌ قطيعُ الكلام : غير سليطة .
    المعجم: المعجم الوسيط -
    قَطيع :
    جمع أقاطيعُ وقُطْعان :
    1 - صفة ثابتة للمفعول من قطَعَ / قطَعَ بـ : مقطوع " غُصن قَطيع ".
    2 - طائفة من الغنم والنَّعم وغيرها يقودها الرَّاعي ، أو تجمع في مكان واحد أو تسير معًا " ترعى قَطيعًا من الأغنام ، - جمع شمل القَطيع ".
    المعجم: اللغة العربية المعاصر -
    قطيع - قَطِيعٌ :
    جمع : قُطْعَانٌ ، قِطَاعٌ . [ ق ط ع ]. ( صيغَةُ فَعِيل ). " قَطِيعُ الغَنَمِ " : عَدَدٌ مِنَ الغَنَمِ . " قَطِيعُ الإِبِلِ " " قَطِيعُ البَقَرِ " " تَتَصَاعَدُ أَغَانِي الرُّعَاةِ العَائِدِينَ مَعَ قُطْعَانِهِمْ إِلَى القُرَى ". ( حنا مينه ).
    المعجم: الغني -
    قطيع :

    1 - قطيع : طائفة من الغنم أو الجمال أو البقر أو سواها ، جمع : قطعان وقطاع ، جج أقاطيع .
    2 - قطيع : قضيب تبرى منه السهام ، جمع : قطعان وأقطع وقطاع وقطع وأقاطع وقطعات وأقطعة .
    3 - قطيع : ما قطع من الشجر أو من الأغصان ، جمع : قطعان وأقطع وقطاع وقطع وأقاطع وقطعات وأقطعة .
    4 - قطيع : طائفة من الليل تكون من أوله إلى ثلثه .

    يقود قطعان الدهشة
    نحو يم المجهول
    كل الحواس ( اللحظة ) ( انظر الظرف هنا و ليس المعنى )
    تفرد أجنحة الخوف
    بعد انتهاء جولة النقع
    في بيداء حلم
    مأسور في بيت الخطيئة
    sigpic
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    هل من الممكن أن نحذف من هنا كلمة غير ( اللحظة ) و لا يختل المعنى ؟
    و قطعان الدهشة تساق صوب بحر التيه
    بينما الحواس كلها ( الآن )
    ترتجف أجنحتها بعد ما نقعت فيه
    و نقع بها
    في صحراء حلم مأسور ( سجين و مرصود )
    في بيت الخطيئة
    أي بيت هذا البيت
    الذي تؤسر فيه الأحلام و تؤد
    و أي خطيئة .. أهو بيت التهذيب أم بيت البغاء و التجارة و العهر
    هذه اللحظة الصوفية ، شديدة الحميمية ، و ما يتردد فيها من أصداء و ترانيم سرمدية النكهة و الرائحة و الذائقة أيضا ، قبل الزحف القادم للنهار ..
    دهشة التصوير هنا أعلى كثيرا و ربما مفاجئة ، و هذا ما نعده انزياحا و ربما عصفا ذهنيا إذا جاز لنا أن نطلق عليه ، دون أن نقع في الالتباس ما بين الشعور و الأفكار ، ما بين العقل و الوجدان .
    و ربما هنا نرى على غير ما تعودنا في الشعر ، عن غناء الفجر ، و ما يعنيه لدنيا نحن العرب ، على مدى قرون مرت ، قيل فيها ما قيل عن الفجر ، و كيف يكون معادلا لروحانية العالم و الوجود و الأنا .. فهل خرجت الشاعرة عن تلك . أم أنها تعبر أن شيئا آخر خلف تلك الروحانية .. الفجر كطليعة نهار ، الفجر كإيذان بثورة النهار على الليل ، الأحلام على الوأد ، الخير على الشر ، الحق على الظلم ..
    و يحضرني هنا جبران و قصيدته ( البلاد المحجوبة ) رغم بعد الشقة بين العملين ، و بعد الرؤية ، إلا أن الإحساس يكاد يكون أقرب .. لنرى :

    هوَذا الفَجرُ فَقُومي نَنصَرِف
    عَن دِيارٍ ما لَنا فيها صَديق
    ما عَسى يَرجو نَباتٌ يختلف
    زَهرُه عَن كُلِّ وردٍ وَشَقيق
    وَجَديدُ القَلبِ أَنّى يَأتَلف
    مع قُلوب كُلُّ ما فيها عَتيق
    هوَذا الصُّبحُ يُنادي فَاِسمَعي
    وَهَلمّي نَقتَفي خُطواته
    قَد كَفانا مِن مَساء يَدّعي
    أَنّ نُورَ الصُّبحِ مِن آياتِهِ
    قَد أَقَمنا العُمرَ في وادٍ تَسير
    بَينَ ضلعَيهِ خَيالات الهُموم
    وَشهِدنا اليأسَ أَسراباً تَطير
    فَوقَ مَتنَيهِ كَعقبانٍ وَبُوم
    وَشَربنا السّقمَ مِن ماء الغَدير
    وَأَكَلنا السُمّ مِن فَجّ الكُرُوم
    وَلَبِسنا الصَبر ثَوباً فالتَهَب
    فَغَدَونا نَتَرَدّى بِالرّماد

    و غناء الفجر
    كان روحا تستدرج الربيع الذي كان
    لنتابع معا :
    صرخة الوليد
    تعصف بالصولجان
    دم الصحوة يتسلق
    شعاب القيود
    يقطف الثمار
    التي تدلت عناقيدها
    على أرصفة الجوع

    هذا فجر البدايات
    السماء تمطر حبات نور
    تروي طيور الرحمة
    المحلقة في فضاء البركان
    ينتصب الحق
    في ساحة النار !

    و كأنها هنا ترسم دوائر الواقع
    و تحاول لملمة الصورة من قريب و بعيد
    لتقول لنا هذا فجر البدايات
    لم يكن كأي فجر
    بل هو
    فجر الثورة و الربيع العربي
    و مثل كل الحالمين
    و كل الشعراء الذين عايشوا الحدث
    غزلت غزلها
    الذي سرعان ما نقضه الواقع بغربانه و كوابيسه !

    و من غناء الفجر
    إلي رجفة الأماني المطفأة

    يقول أمل دنقل في أوراق الغرفة رقم 8
    أوهموني بأن السرير سريري
    أن قارب ( رع )
    سوف – يحملني عبر نهر الأفاعي
    لأولد في الصبح ثانية .. إن سطع
    ( فوق الورق المصقول
    وضعوا رقمي دون اسم
    وضعوا تذكرة الدم
    واسم المرض المجهول )
    و يقول حلمي سالم في قصيدته ( فرجينيا وولف ) من ديوانه مدائح جلطة المخ
    هادئة
    هبطت إلي البحر
    مالئة جيوبها بالحجارة
    حتى لا يفشل الغرق المرتجى
    لكنها كانت تعلم أن التناسخ
    سيعيد خلقها في مصر
    بعد رتوش درامية في النهدين و الكفل
    الشاحبة التي علمت نفسها
    المشي على شفرة النصل
    لأن أمها لم تورثها سوى جفاف الحلق
    .........................
    ......................
    ..................
    و يقول الشاعر زياد هديب
    في قصيدته حديث القلب "
    كأني راكبٌ عَقِبي
    فأنا من ضيقي بأنا
    اتَّسعَ مداكِ بما كان منكِ
    فأيقظتِ ما ضاقَ...واتَّسَعَ الكون
    على أني أراود النَّهرَ في عينيكِ
    كي أُشهِدَ الغرقى
    ما كنتُ في خِدرِ الورد
    حين عثَرَتِ النُّجوم
    وصرتُ إماماً لجهةٍ واحدة
    أصنعُ ألواحاً...شريعةً للذينَ يوقظونَ اللَّيلَ
    لم أكن شاعراً
    تُرَنِّحُهُ الحروفُ في ذبالَةِ المعاني
    أنا
    كانسِيابِكِ فيَّ
    .............................
    .........................
    ....................... إلي آخره
    و في نفس الحال تقول شاعرتنا :
    هنا ....بين الشراشفِ البَيضَاءِ
    حيث مملكةُ الصّقيعِ
    ومَا أَنْهَكَ ظَهرَ الوجودِ
    من أنفاسٍ مهزومةٍ
    تتجمّدُ الأماني في الزوايا
    تَنْتَسِبُ إلى مَا تبقَى
    من دمعاتٍ لا عزاءَ لها
    غيرَ مراقبةِ خطِّ العُمرِ
    وهو ينحني في خُشوعٍ
    نحو رقمٍ قياسي
    تحطِيمُهُ لا يَمْنَحَكَ نشوةَ
    الزهوِ بالانتصارِ
    بل يسمحُ فقط.....
    بقراءةِ آخرِ طقوسٍ
    تفتحُ نهايةَ المجراتِ
    لينبجسَ الدمُ الأسودُ
    سلسبيلا تحتَ الثرى

    و تستطرد الشاعرة تحت وخز الألم
    و الأنابيب و الأبر و صنوف الوجع

    هذي ملامحي
    لا يخطئُها القدرُ
    مهما توغلتْ داخلَ الأنابيبِ
    ومهما أمعنَ الوجعُ
    في غنائه المنقوعِ
    في ماءِ النّشيدِ
    يلمعُ الموتُ في عيونِ الحكيمِ
    يرسمُ ذهولَه على الجدرانِ
    تاريخُ الانسحابِ

    و لنا أن نرى ..
    مكانة شاعرتنا هنا بين
    الكبار .. في أي مكانة تكون
    و هل تحقق للقصيدة أهم ما تستهدف
    بما حملت من إيجاز و توهج و مجانية
    على حد تعبير الفرنسية سوزان برنار ؟!
    و لنتابع بعض تعليقات لأخوة لنا
    شعراء و قصاص
    لهذا النص الذي يقف في الديوان وحيدا في شموخه و طول نفسه و توهجه !
    يقول ربيع عقب الباب تعليقا :
    هي ترنيمة ألم
    أو ترنيمة جرح
    تفتقت عنها منازف الألم
    في لحظة ما
    فرسمت على الورقة تباريح من زمن الوردة
    و زمن لمّا يأت بعد
    كأنها شهقة لم تسكن شفاهها بعد
    و لم تغادرها
    إلا مع كلمة النهاية
    و بينها و النهاية قبضة و أوتار
    يسكنها الأقربون و الأبعدون
    من مرابع الجدة حتى ملاعب ( سعد )
    و ربما أوسع رقعة من تلك
    هي الروح حين يبللها الوهن
    و تعافرها الريح
    فلا يكون إلا نهر القصيدة!

    و سعد هنا هو ابن الشاعرة
    - و أيضا
    د. محمد الأسطل الشاعر الفلسطيني ذو الطابع الرومانتيكي
    اصمد أيها الوجع اصمد
    لم يبق إلا القليل

    أيها الجرح :
    لا تصرخ بكلمات أكبر من فمي
    دع طائراتي الورقية تحطّ في البيدر
    دعها تتنفس الصّفصاف

    ما أحوجنا الآن للتعثر بالكرمل
    ما زال لدينا متسع من الماء

    آهٍ ..
    كم يرهقني نشيج القصيدة
    فلم يبق إلاكِ وحكايا الوطن


    القصيدة في انتظارك
    الزنابق في انتظارك وكل ألوان الفراش

    آهٍ ..
    كم ترهقني كلماتك
    يدميني هذا الألم المختبيء في عبء المقل
    مخاض الليل سينجب لنا اللّيلة قصيدة
    آهٍ ..
    كم مرة سقطت على العشب يدي
    والتقطتها
    والتقطتها
    والتقطتها !!!

    - و أيضا : الشاعرة آمال محمد ( الأردن )

    قلم مميز
    يسري بالضوء حتى الشعر
    ويلقيه نثارا ...قريب الروح

    وقلب يسع الفرحة كما يسع الدمعة
    يقدمها بعذوبة
    تسري إلى عين القارئ عابرة أصيل قلبه

    - النص .. اقترب من الحياة لأنه ابتعد عن الحياة
    وابتعد عن الموت لأنه اقترب من الموت

    ففيه مشاعر صعبة وحزينة وفيه تشبث بالحياة
    وفيه يأس وإحباط
    وفيه تفكر فيما يحدث بعد هذا كله.

    ظميان غدير ( صالح طه ) من ارتيريا
    و يقول أيضا :

    - نص اختلطت فيه التجربة بالأمنيات

    نص جدير بالقراءة مرات واستخلاص التجربة منه
    لأنه جاء من عمق التجربة وليس نصا زائدا نكتبه بلا تجربة في أي وقت نرغب فيه بكتابة نص !!


    و من سوريا تأتي ( إيمان الدرع ) القاصة الكبيرة

    وجدتني أحرص على كلّ حرفٍ في هذه القصيدة النثريّة الرائعة
    ففي النهاية تشكّلت لديّ لوحة ليست كأيّ لوحةٍ
    قماشها مشدود من غطاء سرير الوجع
    وفرشاتها مغموسة بالدمع، والدم، والأمصال المغروسة، في اليد الشاحبة المتعبة.
    لم أجد تعبيراً أدقّ، وأجمل ممّا قرأت..توصيفاً لقلبٍ استقرأ أبجديات الألم ..عندما ينهش الروح والجسد..
    لا تدرك هذه المشاعر إلا العين التي تخترق حجب الظلام...تشفّ على جنح ملاكٍ ..في لحظة ضعفٍ بشريّة...
    هل تصدقين غاليتي بأنّ قارئاً شاطر كاتب النصّ ولادة الحروف؟؟؟
    كنت معك ..أحسّ نبضك في نبضي..وأن الدمعة انشطرتْ نصفين..

    إيمان الدرع

    - ويبقى الحلم شراعاً من أمل يسافر بنا عبر بوابات الحياة
    نصارع .. من أجل بقية من هواء
    لكننا محكومون بالحب للعطاء
    جميل أن جعلت للحزن أشرعة تحلق في متاهات العمر

    موسى الزعيم ( سوريا - شاعر )

    - وما أكثرها تلك ألأماني المُطفأة يا سيدتي ..
    كلّ يومٍ تسكننا جديدةٍ منها ..
    مع كلّ خيبةٍ تصاحبنا ..
    مع كلّ كبوةٍ تسقطنا
    مع كلّ نجمٍ أفل
    من سمائنا
    مع كلّ غصنٍ ذوى
    مع كل زهرةٍ تذبل في حديقتنا ..
    كلنا وقفنا يوماً بطريقةٍ أو بأخرى على ذلك المفترق
    الفاصل بين عالمين
    كلنا مارسنا مكابدة الألم ..
    يحدونا الآمل بيومٍ آخر وفرحٍ قادم
    ونهاراتٍ أطول ..
    قصيدتك هذه بوح الروح ..
    ونفثات القلب على عتبات الآمل
    فتقدّمي بخطى واثقة ..برحمة القدر
    ورحمة مبدع الدنيا وما فيها
    من بشر وحجر وشجر ..
    أشعلي شموعك .غادري العتمة
    وتسلّحي بالآمل
    فهو الذي التف حول ذرات الرمال
    ليصوغها لؤلؤاً ..

    نجاح عيسى ( قاصة – فلسطين )

    - أهنئك على هذه القفزة النوعية
    فهذا النص عظيم
    شامخ بين نصوصك الجميلة
    جريح . . وجارح
    مؤثر
    فيه من الشعر ما يرسم على الغمام
    وفيه من المعاني ما يغوص في باطن البحر

    محمد مثقال الخضور ( شاعر أردني / فلسطيني )



    لن أطيل عليكم
    و لكن مازال هناك الكثير أقوله و أنتم معي
    حتى لا نجحف الشاعرة حقها
    و هذا الديوان الجميل و المدهش
    حتى و إن كان لنا عليه بعض تحفظات
    ربما نعيها و ندري ظروفها
    و نستطيع بكل سهولة أن نترجمها إلي نقاط
    فهي لا تكاد تذكر ، و إن وعينا بالمعايير الجمالية و الأسلوبية للشعر ، و البلاغة العربية ، وموسيقى الشعر !
    فكلنا بلا استثناء نحاول الجمال
    نحاول صعود الوعر
    و لكن بدرجات متفاوتة
    و قدرات أيضا متفاوتة
    و خاصة جدا
    أستميح الشاعرة عذرا ؛ فالديوان يختلج بالجمال و الدهشة ، و الدروس الناضجة ، التي كان لا بد أن أفرد لها مكانا هنا ، و لكن ضيق الوقت ، يحول دون هذا الحلم ، و أترك المجال لأخواني ، و أخواتي ، هنا على المنصة ، و القاعة ، لأتعلم منهم ، و أستزيد مما فاتني !
    كنت الليلة سعيدا ، و أنا أقدم لكم هذا النص ، الذي أحببته كثيرا ، لأنه لم يغال ، و لم يرهقني نصبا ووجعا ، في سبيل كشف ما يحمل من رقي و دهشة استهدفت الشعر و القيمة السامية ، دون تبذل أو تزييف ، بل كان انتصارا لروح و ضمير الشعر و الناس و الإنسانية !



    قدمت هذه الأوراق في ندوة الاثنين الموافق 15 / 10 / 2012 بقصر ثقافة المحلة الكبري
    sigpic

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      خواطري حول قصائد الديون

      قصائد الديوان كلها ، تستحق أن نتحدث عنها ، و لو نلقي عليها القليل من الضوء ، و ربما الوقت يهاجمنا ، و لن يسمح لنا بذلك ، فلا أقل من تناول سريع ، ربما استطعت أن أكشف جديدا ، فما عجزت عن كشفه ، فيما سبق من حديث ، و الذي تركز حول تحقق قصيدة النثر ، في هذا الديوان الرصين ، وهموم مالكة حبرشيد ، و كيف تنتصر لها .. بل لنقل كيف ترصدها ، دون أن تتهم بالمباشرة و التقرير ، مرة بالتلميح ، و مرة بالإحالة ، و أخرى بالتناص ، ولو كان هذا الأخير لا يستهويها كثيرا .
      في قصيدتها : خبز .. و بضع قوارير ( 65 )
      تقول الشاعرة :
      عيون الليل جاحظة
      في الزوايا خيبات
      تتغنى بمجد أفل
      بين الفينة والأخرى
      تمسك يراع الانهيار
      ترسم على الأرض البور
      ملحمة فجر هارب

      فيالق الحروف
      تزحف كالحريق
      لتلتهم سيقان الفرح
      تسوقها عواصف فكر عاقر
      فقد الأمل في إنجاب
      غمام ماطر

      عيون الليل التي عهدنا نومها
      أو استرقاقها لأحوال الكائنات
      و تسقط أخبارها
      جاحظة لسبب ما
      حيث الخيبات في الزوايا
      تتغنى
      و من المفروض أنها تبكي حالها
      و ماأكد وجودها
      لا ان تتغنى .. و لكن بم تتغنى ؟
      بمجد آفل ( إذا هي في حالة اجترار ، و محاولة تأكيد وجودها ، و حضورها ، لتظل عيون الليل جاحظة ، دلالة على الدهشة ، و الغرابة ، وربما الاستنكار .. رغم أن صاحبها الليل !
      و بين وقت و آخر
      تبدو معاندة .. بقدرة غريبة و عجيبة على الامساك بـ ( اليراع )
      و اليراع في اللغة :

      ليَرَعُ أَوْلادُ بقر الوحش واليَراعُ القَصَبُ واحدته يَراعةٌ واليَراعةُ مِزْمارُ الرّاعي واليَراعةُ الأَجَمةُ قال أَبو ذؤيب يَصِفُ مزماراً شبَّه حَنِينَه بصوته سَبيٌّ من يَراعَتِه نَفاهُ أَتيٌّ مَدّه صُحَرٌ ولُوبُ سَبيٌّ مَسْبيٌّ يعني مزماراً قَصَبَتُه من أَرض غريبةٍ اقتلعتها السُّيُولُ فأَتت بها من مكان بعيد فكأَنه لذلك سبيّ وصُحَرٌ جمع صُحْرة وهي جَوْبةٌ تَنْجابُ وسْطَ الحرّة ويقال إِنه أَراد باليَراعةِ الأَجَمَةَ قال الأَزهريّ القَصبة التي يَنْفُخ فيها الراعي تسمى اليَراعةَ وأَنشد أَحِنُّ إِلى لَيْل وإِن شَطَّتِ النَّوى بِلَيْلى كما حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ وفي حديث ابن عمر كنتُ مع رسولِ لله صلى الله عليه وسلم فسمع صوتَ يَراعٍ أَي قَصَبَةٍ كان يُزْمَرُ بها واليَراعةُ واليَراعُ الجبانُ الذي لا عَقْلَ له ولا رَأْيَ مشتقّ من القصب أَنشد ابن بري لكعب الأمثال ولا تَكْ من أَخْدانِ كلّ يَراعةٍ هَواءً كَسَقْبِ البانِ جُوفٌ مَكاسِرُهْ وفي حديث خُزَيْمةَ وعادَ لَها اليَراعُ مُجْرَنْثِماً اليراع الضِّعافُ من الغَنَمِ وغيرها والأَصل في اليراعِ القَصَبُ ثم سمي به لجبانُ الضعِيفُ واليَراعُ كالبَعُوضِ يَغْشَى الوجه واحدته يَراعةٌ واليَراعُ جمع يَراعةٍ وهي ذباب يطير بالليل كأَنه نارٌ واليَراعُ فَراشةٌ إِذا طارت في الليل لم يَشُكَّ مَن يعرفها أَنها شَرارةٌ طارَتْ عن نار قال عمرو بن بَحْر نارُ اليَراعةِ قيل هي نارُ حُباحِب وهي شبيهة بنار البرق قال واليَراعةُ طائر صغير إِن طار بالنهار كان كبعض الطير وإِن طار بالليل كان كأَنه شِهاب قُذِفَ أَو مِصْباح يطير وأَنشد أَو طائِر يُدْعى اليَراعةَ إِذْ يُرَى في حِنْدِسٍ كَضِياءِ نارِ مُنَوِّر وحكى ابن بري عن أَبي عبيدة اليَراعُ الهَمَجُ بين البعوض والذِّبّانِ يركب الوجه والرأْس ولا يلذَع واليَراعةُ موضع بعينه قال المثقب على طُرُقٍ عند اليَراعةِ تارةً تُوازي شَرِيرَ البَحْرِ وهْوَ قَعِيدُها قال الأَزهري اليَرُوعُ لغة مَرْغُوب عنها لأَهل الشِّحْرِ كأَن تفسيرها الرُّعْبُ والفَزَعُ قال ابن بري واليَراعةُ النّعامةُ قال الرّاعي يَراعةً إِجْفِيلا



      حكمة الصمت
      ثبتت أقدامها في شقوق الغياب
      فأقرأوها ...أو تلاشوا
      حتى على مستوى اليعرب
      افتحوا الأبواب
      أو دعوا الأبجديات
      تنصرف إلى ذاكرة مضت

      خجولة هي الجغرافيا اليوم
      بارتباك شديد
      تجمع وحداتها
      تولي الأدبار نحو تاريخ
      ينقش تضاريسها المهترئة
      ليبعث الروح
      في صخور ما تحت التربة
      حيث ثعابين الحواس
      تكتب وصايا
      لفروة رأس
      علاها الصدأ

      الأوطان والبلدان والظلال
      بعثرت عيونها
      على زجاج الخلاص
      لتنتحل صفات الحضور

      محيطات تتقارب
      تلبية لنداء حروف
      تتهافت كي تتباعد
      سيقانها ..لم تعرف يوما الاعتدال
      مذ قابيل وهابيل
      حين غنى الطير
      موال الانسحاب
      مذ اعتدلت قامة ذاك الطفل
      وأدرك أن الكرة
      نفق لا دائرة
      وأن العصيان أقرب طريق
      لمخاتلة الموت

      الحلم الآن
      خبز وبضع قوارير
      تجعل العنكبوت
      يفتح كل الأبواب
      في رذاذ الكأس الأخيرة
      جرعة أولى
      ترسم على الجدار المقابل للخيبة
      عيون امرأة بلون السحر
      تستدرج الاستسلام
      في ليل الوهم
      جرعة ثانية
      جرائد ...ورصيف
      يبكي الأمس
      تحت أقدام اللاجدوى
      جرعة ثالثة
      قطيع فقد الطريق
      على الجنبات
      ذئاب تعوي
      وأخرى تعزف النشيد الوطني

      لون الشارع واحد
      على امتداده حبل غسيل
      عليه أشلاء أمنية
      اغتالها حضور الغياب
      اسقني رابعة
      فعليّ دين لأمي
      حين عصيتها
      وقلت : لن أعود ..
      إلا وأنا احمل الشمس بين راحتيّ
      لينقشع الصدأ
      الذي علا وجه الكون
      في ظلمة انفتاح
      فغر فاه
      لالتهام النبض الحي



      الحلم الآن
      خبز وبضع قوارير
      تجعل العنكبوت
      يفتح كل الابواب
      في رذاذ الكاس الأخيرة
      جرعة أولى
      ترسم على الجدار المقابل للخيبة
      عيون امرأة بلون السحر
      تستدرج الاستسلام
      في ليل الوهم
      جرعة ثانية
      جرائد ...ورصيف
      يبكي الأمس
      تحت أقدام اللاجدوى
      جرعة ثالثة
      قطيع فقد الطريق
      على الجنبات
      ذئاب تعوي
      وأخرى تعزف النشيد الوطني

      من رحم الخاص ، تتمخض عوالم للكلمات
      فى اشكال و صور جديدة
      بل أني أكاد لا أفرق بين خاص و عام
      فى تلك المقطوعة
      التي أحسستها نابضة بقوة و ثائرة إلى أبعد حدود الثورة
      و إن كسرت الصور تلك الحالة لتحتفظ لنفسها بعض هدوء

      كان تمكنك هنا واضحا ، و قدرتك لى إدارة حركة الجملة متقنا
      ومبدعا ؛ و رسمك للاجواء يمتد على رقعة أفسح بكثير
      مما بدا للعين !



      غروب مضمخ بالانين ( ص 82 )
      تتهدل أصابعي
      واحدا فواحدا
      ثم تتخذ شكل حلقة فكأس فبئر
      و علىّ عبور ثعابين الفراغات فيما بينها
      أتنفس الوقت حسب توقيتات الشوق
      ثم أصنع عتمتي
      ألهو بها حتى تدب فيها أنفاس القسوة
      لأحشو ذاك الفارغ مذ ألقيت بي لمنافي الملح



      ليختمر الأنين
      قبل أن يقطع بمقادير الأنفاس على الطاولة
      يكون للطرقات وجبة موسمية
      و يكون نزفا جديدا لشمطاء تتصابي
      تتشهى أيدي العابثين
      ربما راودتهم
      و قدت أفئدتهم من دبر
      كثير القد يشتل أوهام أنك تعنيها
      واحدها
      لا أحد غيرك
      وأنت لا تعدو كونك عابرا تعاستك لنزوتها
      بعض شغفها مماحكة تتآكل كلما اقتربت من أنفاسها

      من أشعل الياقوت بفوديّ القمر
      و منحه عكازين و خاصرة لا تنفك عن الثرثرة
      نزع قلبه وثبت مكانه أيقونة
      وحين كانت حبيبته تهمس في أذنه : حبيبي
      نزع أذنيه
      أعاد تركيبهما
      فك عينيه و أعطى كفه لأوديب
      يقوده لتخوم ذاكرة علقها بذيل ليلة راقصة

      تعويذة لفرحة مؤجلة ( ص 94 )


      وكان التمني مدخلا ترتكز عليه الحالة
      تمني انهيار الحلم أو انحناءته في لحظة ضعف
      أو تساؤل مريرة تذوقت الروح مرارتها
      في بحثها عن معنى لما كان
      و هي ربما تدري أن الشجر حين ينحني لن تقوم له قومة بعد
      و أنه سيعيش منحنيا و منكسرا
      و لن يتعدل و يعود لسموقه .. و هذا في حد ذاته يعطي دلالة واضحة على عمق
      و روعة ما تحمل من حلم ، و دلالة على سموقه و رفعته و ليس العكس
      لن أقول هي لحظة يأس ملأت كل الفراغات داخل النفس
      و خارجها ، و لكن أقول هي لحظة مراجعة ، و ربما تأمل عميق
      لما تأسست عليه هذه العاطفة !


      ولادات كاذبة ( ص 21 )


      قصيد على وهج الثورة
      بين الصورة و التناص الدينى الوثنى و الدينى الحديث
      و الكلمة التى ركبت و نسجت غزلها بعناية
      ما بين ولادات مجهضة أو لنقل كاذبة
      و بين أوهام .. إلى ولادة تأتي بها رغم الانف
      دون الرؤية الجيدة لتلك القيامة قبل الحشر

      أعجبني النص كثيرا
      و ذاك الزخم الحار فى تبني الحالة الشعورية و الشعرية
      و ارتباطات الالفاظ
      كأنك تكتبين ملحمة بكل ما تعنيه كلمة ملحمة حتى أني سمعت الجوقة من بعيد تؤدي ترانيمها !!
      في محر اب عينيك ( ص 17 )

      استبحت دهشتي حين قرؤتها
      فكتبت معها
      و مازلت أكتب
      فلتسمحي لي بإهدائك هذا التماهي !!

      1
      فلنعصر عناقيد الوهم إذن
      نعتقها
      سنة و سنين
      لأفراس الحنين
      حتى لا يكسرنا جموحها المرتقب
      فلا سأم
      لالا .. لا .. لا ندم
      و لو أشرق القيظ تباريحه
      وجيعا ..
      و غزير موجدة
      أو
      تناثر ذاك الوهج
      هذيانا و نجوي و بعض دم
      نهدي للنار
      للريح
      للمدي المجنون كحافلة انتحر سائقها
      أجنحة الحلم ..
      كفراشات
      أسقطت الخامل فينا
      و لم تعترف إلا بجاذبية اللهب
      و الانصهار عشقا !

      2

      الاحتراق ..
      غابات ..
      اترعت بالمنى
      و السبايا
      مسافات ضاقت بخرائط النارنج
      و الزيتون و حساب اللئام
      لم تأبه لأمر القرى
      غريبة تركض فى منافي الغيم
      عبر ابتهالات الندى
      تتهاطل
      كلما سنت الريح أنيابها
      طوت ضلعها
      فى فيضها صمتا عاصفا
      يتلوه صمت عاصف
      فسهد جامح
      فالتهاب جلد الليل
      و أقواس النهار غير القزحية
      مهر ..
      مكمم
      مكبل
      يغمض الروح مرغما
      يعانق ..
      الفناء و النرجس !

      3

      ما بين التلاقي
      و الرحيل
      شمطاء حنّتْ قلبها بالسر
      حطّتْ
      كبدَ الكونِ في سلةٍ
      كنستْ فضاءَ الربع
      و بإصبعٍ راودته عن نفسه

      تُؤسس ما بين
      قوسِ الشمس و اختلاجةِ الشجر
      ثلةٌ من أخيارٍ
      تستدِرُ ضرعَ السماء
      برضابِ القمر حين يختلجُ
      تلوّنُ أجنحةَ الفراشاتِ
      قبل موسمِ التزهير
      تناجي أحلامَ الغجر
      كما تبدعُ أوهامَ جابو و ستورياس و السياب و دوريش
      و ميدان التحرير ..
      فى تلك الربوع
      ما بين معصمي و انفراجة شفتيها
      نزوعٌ مشرقٌ
      من زوابعِ النبض
      وتهافتِ الروح
      حُممُ موجداتٍ
      عناقٌ بين دمعةٍ و قطرةِ حنين
      التباسُ الحلمِ بالكابوس
      صهيلُ الشوقِ في صدرينِ
      و قلبينِ
      و روحينِ
      و عينينِ
      و السبيلُ .. اشتباهاتٌ
      أفقٌ يتسعُ
      أفقٌ ينحسرُ
      سماءُ تبتعدُ
      سماءٌ تحطُّ حيث هي
      رجاءٌ يذبحُ
      وشقاءٌ ينبجسُ كعيونِ المهل
      يستنزفُ ما زيّن له هواه
      من انتهاكاتٍ
      خصّبها القدرُ
      بيدٍ معصوبةِ القلب
      و عينٍ رخاميةٍ
      لا تحسُّ
      لا تنكسرُ
      حين يكونُ البرقُ مدينةً
      وقلبًا يرتجُ في كفيكِ
      لا تشتلي نخيلَ الرحيلِ
      وتظلين عليه قائمةً
      حتى ينع ..
      ويؤتي طرحَه
      كساحرة ..
      أتاها سخط السماء !
      طقوس ارتواء ( ص 32 )

      مكسورة أنا كبلورة
      على درب التعب

      ترشقني الهمهمات

      أتشظى ....

      أصلك منهكة

      دمي مشتعل نارًا

      ضمني إليك

      انهمر مطرًا

      يغسل رعشتي

      المتوغلة في ليل الجسد

      أفرغني من جمل الخوف

      من عبارات التردد

      أعد تشكيلي

      بحروف شرسة

      تأبى الانكسار

      أيها الراكض في شرايين دمي

      علمني....

      كيف أرشف الحب

      من فوهة النار

      كيف أصلي

      في محراب الغياب

      أقرأ طقوس الارتواء

      في بيداء الظمأ

      علمني ....

      كيف ألاحق ظلي

      حين يفر إليك

      كيف أستل الصمت

      من غمد ضلعي

      ليصرخ السكوت =

      أحبك ....

      أيها المقيم المتربع على عرش أفكاري

      رويدك ....

      أنا الفرس الجموح

      أمنحك العنان

      فك قيد الأنوثة

      فقد نهض الشوق قياما

      خفق الوجد شراعا

      تجلى برعما

      ملأ الربى ألقا

      افتح باب الروح قليلا

      لترى ...........؟



      يالها تلك القصيدة
      كم هى حارة و صارخة
      و كم تذكرني بقوة أشعار نزار قباني
      خاصة فى قصيدته ( قارئة الفنجان )
      إنها بالفعل تنبع من ذات النبع
      بألفاظه ، ومعانيها .. بهلوساته التى كانت تشجينا و مازالت
      كم كنت أنثى فوق العادة
      و كم سعدت بتلك الروح الشاعرية حين تنجح فى التعبير
      عن أدق تفاصيل إحساسها و مشاعرها !

      لن أزيد سيدتي ، و إن كانت تستحق الكثير و الكثير
      من الحديث لفض القشرة عن المبني و المعنى !




      الغد المنظور ( ص 39 )



      من يم النسيان
      تمتد يد التاريخ
      تحمل سنبلة الحلم
      التي نضجت
      تطعم صغار الحزن
      تربت على كتف اليوم
      ليشتد عود الغد

      سمة غالبة فى أشعارك أستاذة ، وهى القدرة على توليد الصورة ، و احكام غزلها ، و تطويع اللغة باقتدار ، و كأن اللغة تتلمس من أصابعك بعض دور لها فى حديثك .. !
      أعجبتني القصيدة كلها ، كونها حالة وجدانية ملمة ، صافحت رؤاك ، و مرت عبر القصيدة بتصاعد
      جميل صوب الأمل و الغد المأمول !

      ومن جميل ما رأيت هنا
      هو أن السطر عندك فى كل مرة ينحل و يعطي ما يريد بأقل الكلام
      اعتماد على التصوير الجيد ، فكل شىء ينطق ، كل شىء يمارس فعله
      الذى لا يستطيعه إلا شاعر متمكن !
      sigpic

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        صهيل الصمت ( ص 41 )

        أفتتح الحريق
        بليل طويل
        نام القهر عند خاصرته
        استلقى الموت على جنباته
        مدخل قوى ، عالى السخونة
        افتتحت به شاعرتنا هذا الحريق كما تقول
        بليل طويل دام عمرا ، و ربما أعمارا
        و ظل معبدا بشيئين أو بمرارتين
        القهر ، و الموت
        إذًا نحن فى حضرة اللليل بكل أبعاده
        مسلط علينا ، فإذا ما حاولنا رفع عباءته
        كان القهر أو الموت !
        هذا الليل له احتفالاته و أعراسه ، و أيضا تجلياته
        الكونية ، مؤبدا حالة استمراره ووجوده على الرغم
        و على رغم ما استوطن الحشد ، من فرح ، و وبهجة ،
        و ألق ، إلا أنه كان فرحا مؤقتا ، لسبب وحيد ربما أقرته الشاعرة فى البداية ، إنه الليل يحين يحتفل ، و يبتسم
        و يناور ، ليكشف قدرة ظلامته ، و حجم خفافيشه !

        هكذا نرى ، و من خلال حشد من صور ، و تهاطلها ، نكتشف الوجع ، و إلى أى مدى يتمد ، و يتعمق إلى غور الغور ، بين ما يريدون ، و المقابل هو حكمة الظلام
        لا تدفع عن عيونك النعاس
        مهما غار القهر
        و استوطن الظلام
        ربما بجبروت يفعلونها ، و بل أى حرج من أى نوع ، إنهم يدركون تماما ما يمثلون ، و لا يغيب عنهم كيف أن الشمس تعرى ضعفهم و أيضا جبروتهم !
        منذ ألف عام وعام
        نلوك الحصى
        نرش على الاحتضار
        عطر الغناء
        نرقص بين الأشلاء
        نستنشق هواء ذبيحا
        لا يبلغ الأعماق
        ثم تذهب الشاعرة إلى التاريخ
        من ألف عام و عام ، لتحكى لنا عمق هذا الوجع
        و كيف كان تماسكه عبر السنين :
        روضونا على ابتلاع الفتات
        وعلى نوتة النشيد الوطني
        نشيع ما تبقى من دماء

        كيف أتخلص من أطواري
        كيف أصالح روحي
        على من أرمي وزري
        أمي
        أو أبي ؟
        أو سنوات انهزامي ؟
        كان التساؤل ، و التأمل هنا ، من كان سبب كل هذا
        أنا .. أم أبي و أمي
        و أنا أريد أن ألقى ما أحمل عن كاهلي فقد فاض الكيل
        بعد أن حاولت ترويض نفسي كثيرا ، ما بين السخط و الرضوخ
        ما بين الرضى و الكفران بما يتم .. و فى نهاية الأمر أعود
        شاكرة حامدة ، أى لحالة الانهزام التى لا تخلو من ترقب
        و انتظار !
        ذات حلم
        بعثرت النجوم على ردائي
        ركبت البحر
        حاولت الغوص
        في أعماق جلجلتي
        لكني فقدت توازني
        وجدتني أقرأ الحمد
        عند نفس الصخرة
        حيث تركت حزمة خسائري
        و تعود بنا مرة أخرى للتاريخ ، تستجلي منه ربما السر فى الضعف و القوة ، أيهما تريد
        إنها تطالبه بالاخذ بيدها
        يلخرجها من متاهاتها التى ضاقت حد الصرخة من عمر و حتى جيفارا
        أى من التاريخ القديم و بداية الفتح العربي إلى الحديث ، و التحرر الكونى الذى ساد الامم فى ستينات القرن الماضى ما قبله و ما بعده لقليل فنجد اسماء عمربن الخطاب و صلاح الدين الايوبي و جيفارا ، ربما دلالة على اتساع مناطق الرؤية ، وعدم تمسكها بالقبلي دون الكوني أو العالمي !
        الحلم موت يضفر جدائله
        على سرير الأرق
        عشب الدم ظمآن
        يخنقه الغبار الملولب
        يبحث عن كوة انعتاق
        من خيوط الوهم المجمل
        و هى لا تعفي التواريخ من الكذب ، و لا تعفى الشعوب أيضا من الكذب ، و الرقص على خيباتها !
        قال البعض =
        من المستنقع يطلع الفجر
        حين تصدأ أعمدة النور
        قال البعض الآخر =
        من الموت تشرق الحياة
        حين يشتعل المدى حريقا
        على جبهة الأمس
        تصبح الظلال أكبر حجما
        من الجسد
        يغدو رماد الصمت صهيلا
        يشق الدروب
        يرفع الحصار
        عن حلم نام طويلا
        تحت جلد البراءة

        و فى هذا الختام تهدأ إلا قليلا ، لتقنع نفسها و تقنعنا معها
        بابجديات ، و ربما بطبيعة الأمور ، و كيمياء الثورات أو الاحتجاجات .. فالظلام لا بد له من آخر ، و النهار حين يبدأ قد نحصر مدة سريانه بما يحمل من قوة أو ضعف .. كأنها هنا تعود لابن خلدون ليخبرنا فى مقدمته الخالدة عن دورة الوقت .. تلك حقيقة ، و لا يدري أبعادها إلا من خبرها ، و فهم شروطها و مواقيتها !
        و فى هذا الجزء من القصيدة نرى أملا و بريقا يتلألأ فى الأفق ، و تبتعد الشاعرة عن القتامة التى نجدها فى أشعار لها سابقة ، لتنهى عملها الرائع بالتبشير ، بالفجر القادم

        إنها قصيدة من القصائد التحريضية التى لا يتعرض لها سوى القليل من الشعراء المجازفين ، و الأكثر رادكالية ، و برغم ما أتخم الحديث بالصورة القوية و المعبرة ، و التى أغبط الشاعرة عليها ، إلا أنها كانت تصر على وضح مفاتيح أو أزرار للعمل حتى لا تتهم بالغموض بل غموض الغموض الذى نجده عند الكثيرين ، و يمر عليها القارئون مر الغبار !

        كنت رائعة و أكثر
        و لا أتفق مع من لم يتوقف عند قصيدتك و أعطاها ماتستحق
        ربما تكتبين لجيل قادم فانتظري سيدي !!


        نسيت شيئا مهما ، عثرت عليه ، و أنا فى طريقي إلى مقبرتي .
        إنك تملكين روحا ساخرة حد المرارة ، قادرة على التهكم و البناء عليها
        بل لن أفاجأ إذا اصطدمت يوما بعمل شعري ساخر حد الهلاك .. لكِ !



        جرح الخاصرة ( ص 47 )

        هو جرح و لكن كعنقود فرح
        يتهلل متراقصا على نبض الخاصرة
        و إن حملت القصيدة كفنا للأمل
        فالحلم الذى يتشكل بهذه اللغة
        و تلك التعاويذ و الطقوس المدهشة
        لا بد أن يورق الأمل
        لأنه سوف يحظى بمباركة السماء

        رأيت هنا الكثير من تدفق النبضات
        و الرحيق يحوم فى كل السطور كنحلة
        تشتل الياسمين و هى تعانق الحروف
        كما رأيت شساعة قلبك و روحك و ماتحملين
        من روح حي جميل !


        ترنيمة حزن ( ص 50 )





        أول المدى
        عيون الماء
        على شرفات الحب تسعى
        تعيد كتابة الصباح
        على صفحة الغد
        المسافر في رماد الابجدية
        تخترق تفاصيل الزمن
        تضيع ...تتوه





        تلك البداية التأملية


        أول المدى


        عيون الماء


        كأنك ترحلين فى بداية خلق


        الكون و الخليقة


        تعودين لفيزياء التكوين


        تستمدين منها خط الولوج


        من شرفات الحب


        لتعيدي كتابة جديدة للصباح


        الذى ولابد أن يكون مغايرا لكل الصباحات السابقة


        من صورة إلى صورة


        نحط على صفحة الغد المسافر


        فى ماذا يكون الرحيل أو السقر ؟!


        فى الرماد


        رماد الابجدية


        كأننا أمام صياغة أخرى لابجدية جديدة


        من رماد ما كان


        تتخلق كفنيق


        تخترق تفاصيل الوقت الما قبل


        تضيع .. تتوه


        لا يهم


        و هنا يأتي تساؤل


        كاسرا التباس الأمر


        ليوضح أن الاستدامة


        هى قانون


        متوالية البحث و الدوران


        لكن سرعان ما نتوقف هنا


        أمام محطة الأرق


        يا أيها النزق النبيل


        مالك تعطى للضياع ملامح الحياة


        بعد ذاك التخلق


        و التجدد ؟!


        و هنا نجد صورة إثر أخري


        محطة الأرق


        احتفالية الضياع


        تمتد مواويل


        مناديل عشق


        يالها من احتفالية


        مع قسوة اللفظ فى كلمة الضياع


        نجد هنا أن الضياع لم يكن بمعناه


        الذى تعودنا


        بل هو ضياع فى رحم اللحظة المدهشة


        و إلا ما كانت تمتد مواويل


        ومناديل عشق


        رسم عليها الندى تاريخ لقيا


        هنا يتكشف الأمر


        و نكون فى قلب المشهد الأثير


        الذى بدل طعمة الأشياء


        و زلزل الكامن


        غربله


        لينصع نور


        ومواويل


        و شرفات عشق


        و رسم للندى


        يتداعى الفرح


        أى يأخذ شكل الرقعة كاملة


        يفيض


        ويتواثب


        ياله من شهد تلون بجمال لحظة جنون غجرية


        مسترسلة الجدائل


        إنه لا يتوقف


        يمتد


        و يربو


        يعتلى الوجع


        يدكه
        يؤزه


        يبريء منه


        بل أنه يترع كل خلايا و اعتصارات الذات


        فيسقى عصافير المني و سنابل الدموع


        يالتلك الصورة المدهشة و هى تشع بهاء


        وقوة ونصوعا


        بين حلم الندى و الحب


        أى مساحة من الممكن أن نحاصرها


        لنطلق عليها


        حلم الندى


        و الحب هو ذاك الامتداد اللانهائي


        الذى يلون الوجود و العالم


        و هنا نتوقف مع لحظة شجن آسرة


        ربما تحمل ضيقا أو استفزازا ما


        وحشة تظهر ملامحها


        مع بكاء اليمام و نواحه


        خيبة أمل لم نكن ننتظرها بعد كل هذا الفيض و التحليق


        انظروا إلى تلك الكلمات


        تنام المواعيد
        على ترنيمة حزن ذريع
        تمضي الأمنيات
        في سرد حكاية الغجرية
        التي مازالت عند الشاطيء
        تقرأ الطالع
        للفجر المهاجر
        لحظة توزع المفارق الهوى
        بين ذبيح
        عند سفح الموج
        ومبعثر
        على حائط مبكى


        ربما فى نهاية الحالة


        وقعت الشاعرة فى السرد


        الوصفى


        بعد تلك الرقصة


        و هذا الترنم البهيج


        لنجد انكسارة ربما


        كانت نوعا من الدل


        أو من وحشة نالت منها


        فى لحظة ما


        من زمن غجرى


        عاشته


        و عيّشتنا بين جمالياته


        صورا و كلمات موحية نابضة بالفرح


        الحديث يطول مع تلك القصيدة


        لكننى أكتفى لأترك للقاريء متعة الاكتشاف


        و لذة الغوص فى الأعماق


        بوركت



        لم تكن ترنيمة حزن


        بل ترنيمة حب


        هكذا رأيتها !!


        ركض على امتداد الأرق ( ص 53 )


        قيد على قيد على قيد
        هكذا نبأتني طيور
        تركت روحها
        لعنكبوت تنسج
        وهمها الفضي
        كأسوارقلعة حصينة
        تفصلها عن تلك الوردة
        عن ذاك الامتداد الضاحك فى السماء
        عن تلك العناوين
        صخب الأضواء فى ليل المدن
        وتلك اليد المبسوطة بالحنطة
        تعطي كفها بعض دفء
        لتلقط خيط الطريق
        قبل اختلال الأفق
        و اختفاء الأخضر فى وجنتيها !!

        إلى هنا أتوقف ، لن أسترسل فى ترجمة ما حملت القصيدة
        لأن ما بقى منها كان الوعى بما تفعل فى نفسها ، حين
        تتصور السعادة ستدوم فى معقل أو من خلف قبضان كتلك
        لكنها تدري .. أنه الموت
        إنه الخلل فى أن نتبني لغة الحلم
        و لا نحسن التعامل معه
        و نحتفظ به أخضر حتى خيط النهاية !!
        sigpic

        تعليق

        • الهويمل أبو فهد
          مستشار أدبي
          • 22-07-2011
          • 1475

          #5


          شكرا لك أستاذ ربيع على هذه القراءات المثرية: لقد تعلمت واستمتعت بالقراءة النقدية، وبالاستدراكات وبما اقتطفته من شعر الشاعرة حبر شيد، فقد كنت موفقا في دعم موقفك النقدي بما يناسبه من استشهاد شعري. تحياتي لك وللشاعرة مالكة حبرشيد.

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة


            شكرا لك أستاذ ربيع على هذه القراءات المثرية: لقد تعلمت واستمتعت بالقراءة النقدية، وبالاستدراكات وبما اقتطفته من شعر الشاعرة حبر شيد، فقد كنت موفقا في دعم موقفك النقدي بما يناسبه من استشهاد شعري. تحياتي لك وللشاعرة مالكة حبرشيد.
            أبو فهد شكرا لمرورك الكريم
            و قراءة هذه الاحتفالية التي حاولت فيها أن أقدم شاعرة جادة إلي أبناء موطني
            و كم كانوا سعداء بها و بديوانها
            شكرا على تواضعك بالزيارة ؛ فأنت علم هنا ، أتعلم منه كيف يكون الحديث في حضرة الأدب

            بارك الله فيك
            و كل سنة و أنت طيب
            و عيد سعيد أخي النبيل
            sigpic

            تعليق

            • منار يوسف
              مستشار الساخر
              همس الأمواج
              • 03-12-2010
              • 4240

              #7
              أستاذنا القدير
              الربيع
              الحقيقة وجدتني هنا أمام ( مدرسة ) قراءات برؤى خاصة و نافذة
              ووقفت طويلا أمام هذه الإضاءات الفكرية و الإشراقات النقدية لنصوص المبدعة مالكة حبرشيد
              أظن أني سأعود كثيراهنا لأتعلم من هذه التجربة الحية كيف تكون القراءة النقدية للنصوص
              فشكرا لك أستاذنا على نقلها لنا .. فنحن أول من استفاد من هذا النقل
              و شكرا لشاعرتنا الرقيقة على ما منحتنا من لوحات تستحق أن نشاهدها مرات بانبهار و إعجاب
              كنت أتمنى فقط لو تنقل لنا بعض الصور من هذه الاحتفالية لو أمكن

              تقديري و احترامي للجميع

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
                أستاذنا القدير
                الربيع
                الحقيقة وجدتني هنا أمام ( مدرسة ) قراءات برؤى خاصة و نافذة
                ووقفت طويلا أمام هذه الإضاءات الفكرية و الإشراقات النقدية لنصوص المبدعة مالكة حبرشيد
                أظن أني سأعود كثيراهنا لأتعلم من هذه التجربة الحية كيف تكون القراءة النقدية للنصوص
                فشكرا لك أستاذنا على نقلها لنا .. فنحن أول من استفاد من هذا النقل
                و شكرا لشاعرتنا الرقيقة على ما منحتنا من لوحات تستحق أن نشاهدها مرات بانبهار و إعجاب
                كنت أتمنى فقط لو تنقل لنا بعض الصور من هذه الاحتفالية لو أمكن

                تقديري و احترامي للجميع
                الحقيقة كانت فرصة لي لأعيد ترتيب تراكم
                ناله عطب ما نقرأ و نسمع كل يوم
                و نعيد صياغة الأمور بشكل جيد بالنسبة للقصيدة عموما
                و قصيدة النثر على وجه الخصوص !
                شكرا لك أستاذة منار على زيارتك الطيبة
                و على ما رأيت ، و أرجو أن أكون مستحقا له
                ليتني بالفعل أستطيع رفع بعض الصور أو الفيديوهات هنا
                و لكن لا النت يسمح و لا الموقع هنا
                و لكنني سأفعل أو أفعل الآن على الفيس بوك !

                تقديري و احترامي
                sigpic

                تعليق

                • ظميان غدير
                  مـُستقيل !!
                  • 01-12-2007
                  • 5369

                  #9
                  ماذا اقول عن الشاعرة مالكة حبرشيد

                  قصتها قصة طويلة
                  كتاباتها النثرية فتح أدبي جديد
                  وقلة من يتقنون الشعر المنثور
                  على كثرة من يطرقون هذا الباب من الادب

                  ربما ظنا منهم بأنه سهل ...
                  فهو صعب ويتوه فيه المرء ...
                  وإن كان للشعر الكلاسيكي بحور
                  فالشعر النثري محيط واحد ...ولا يقدر عليه إلا امثال مالكة

                  بالتوفيق لشاعرتنا المبدعة مالكة حبرشيد
                  وشكرا لوقفة الوفاء والثناء من الاستاذ القدير ربيع عقب الباب
                  نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
                  قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
                  إني أنادي أخي في إسمكم شبه
                  ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

                  صالح طه .....ظميان غدير

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ظميان غدير مشاهدة المشاركة
                    ماذا اقول عن الشاعرة مالكة حبرشيد

                    قصتها قصة طويلة
                    كتاباتها النثرية فتح أدبي جديد
                    وقلة من يتقنون الشعر المنثور
                    على كثرة من يطرقون هذا الباب من الادب

                    ربما ظنا منهم بأنه سهل ...
                    فهو صعب ويتوه فيه المرء ...
                    وإن كان للشعر الكلاسيكي بحور
                    فالشعر النثري محيط واحد ...ولا يقدر عليه إلا امثال مالكة

                    بالتوفيق لشاعرتنا المبدعة مالكة حبرشيد
                    وشكرا لوقفة الوفاء والثناء من الاستاذ القدير ربيع عقب الباب
                    شكرا كثيرا لزيارتك شاعرنا الكبير
                    سرني حديثك كثيرا

                    كل سنة و أنت طيب
                    و عيد سعيد
                    sigpic

                    تعليق

                    يعمل...
                    X