ربيعٌ من رماد / هيثم الريماوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم الريماوي
    مشرف ملتقى النقد الأدبي
    • 17-09-2010
    • 809

    ربيعٌ من رماد / هيثم الريماوي

    ربيعٌ من رماد

    لزهر الربيعِ اسمٌ ورائحة
    يعلمها الأعمى والبصير
    للأزهار ألوانٌ خصوصيةٌ
    لا يعلمها إلا النحلُ أو الفَراشُ
    أو عابرُ سبيلٍ ، يبحثُ عن وطن
    وطني في زمنِ الحداثةِ ، وطني
    لكنّ الرصيفَ في الطريقِ الصناعيّ ، تطاولت عليهِ الحشائشُ
    حتى صارَ أخضرَ ، ثمَّ مات
    ربما لا نتفقُ كثيرا ، على مدى الجمالِ في موسيقا باخ
    ولكنا سنختلفُ كثيرا ، حولَ أحقيةِ الشهداءِ بالشهادةِ
    والأطفالِ بالسهر
    سنحتاج لشتاءٍ طويلٍ كي نغسلَ الفكرةَ
    والحضارةَ والموتى ، أوهجومَ العدم
    سنحتاج لرنّةٍ على هواتفنا النقّالةِ ، لنقوم بالثورة
    لأنّ الموعدَ – الآن – شرطُ الكرم
    سأعدّ ما استطعتُ مِن قوةِ الحزنِ
    وسيلَ وجباتٍ سريعةٍ للدخان
    سأشدُّ رباطَ الأمسِ والذكرياتِ ، في زمنِ الحِدادِ
    وسأَجنحُ إليَّ ، في الغياب
    على قممِ التلالِ الكثيرةِ ، نؤمن بالنيرانِ
    ولا نصدّقُ إلا الرمادَ
    سأَجنحُ إليَّ ،وإلى أغطيتي التي اكتشفتني :
    كوفيتي ، خيمتي ، نزقُ المعاني التي كبّلتني
    شهواتُ آخرِ الليلِ على قدمي حبيبةٍ بلّلها الندى
    نهاياتُ حلمٍ لا أذكر تفاصيله
    عربٌ ينتصرون بزيٍّ مزركشِ
    وآخرون بزيٍّ آخرٍ ، وآخرون ...
    صوتُ المؤذّنِ
    وأغنياتٌ عتيقة
    لو كان لي أن أصف حبيبتي لقلت :
    بذرة أمطارٍ تجذّرت في السحاب
    شبقٌ أنثويٌ ، تكدّست عليه ، كتلُ الضباب
    تجعّد السرابِ
    أو حفنة ماءٍ ، بللها التراب
    كلماتها وضحكاتها ، تحميان ذاكرتي من العطب
    تنتقيانِ قمحَ مشاهدي ، من السنابلِ الكثيرةِ
    تنهيان عقلي عن الرجوع ، كلما ذهبَ
    لأحضان شفتين ، هما النبيذُ المعتقُ في حبتي عنب
    مدّي يديكِ بهيبةِ السماءِ والأزرقِ اللانهائيِّ الأبديّ
    وضمّي طفولتي
    لا أتقنُ الطفولةَ – أنا العربيُّ – لأنني
    أتتبعُ خُطى الرجالِ منذُ الصغر
    أقول كما كان جدي يقول :
    لا تفتح البابَ على الريحِ ، فتنكسر
    ولا تغلق البابَ عليهِا، فتنكسر
    لكنَّ الريحَ الآنَ ، تأتي من كل الجهات
    مِن شقوقِ الصخورِ ، والتاريخِ المراوغ
    من خصوصيّاتنا في تقديسِ القبورِ ، والقتلِ المشاع
    كم من الأبوابِ نحتاجُ كي نضمّدَ انكساراتنا
    ونصدقَ أنَّ الخريفَّ هناكَ
    مغطىً بأوراقهِ الذهبيةِ الذابلةِ ، وينتظر ؟!
    الريحُ كالحبّ ، كالعدالةِ ، كالفوضى عمياء
    تحملُ رائحةَ الياسمينِ وألوانَهُ
    وتحملُ أيضا ، رائحةَ الرمادِ والجثث .



    هيثم الريماوي

    ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

    بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
    بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

  • فؤاد محمود
    أديب وكاتب
    • 10-12-2011
    • 517

    #2
    يشرفني أن أكون من يرد على هذه الرائعة الجديدة أخي هيثم
    فقد حبست علينا الانفاس بهذا الوجع الصارخ الناطق مع كل حرف
    و علمتنا أن الشعر يظل بوصلة القلب في زحام الألم أو العدم
    دمت مبدعا

    تعليق

    • حكيم الراجي
      أديب وكاتب
      • 03-11-2010
      • 2623

      #3
      أستاذي وصديقي العزيز / هيثم الريماوي
      نص جديد ينثره علينا مدادك الشعاع معناه ( كشكول جديد ) لمعلم عتيد تتهافت الأذواق لارتشافه ..
      شكرا لدماثة الصنعة ورقي الفكرة وسماحة النغمة ..
      أحييك وأسجل اعجابي ممتنا ..
      محبتي وأكثر ...


      للتثبيـــــت
      [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

      أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
      بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



      تعليق

      • آمال محمد
        رئيس ملتقى قصيدة النثر
        • 19-08-2011
        • 4507

        #4
        .
        .

        الرصيفَ في الطريقِ الصناعيّ ، تطاولت عليهِ الحشائشُ
        حتى صارَ أخضرَ ، ثمَّ مات

        لو كان لي أن أصف حبيبتي لقلت :
        بذرة أمطارٍ تجذّرت في السحاب


        لم ادر العلاقة التي دارت هنا في الحوار

        كنا على الرصيف نصف موته وقد التهمته الحشائش ...تجاوزا

        التف المسرح من غير ايقاع
        إلى وصف الحبيبة


        لا شك ان العبارة النثرية حاضرة
        بحسها الفني ولكن الإنتقال المفاجيء من مشهد إلى مشهد يضعف التتابع الشعري

        يوقف المد الحسي

        فلا يعود منسجما

        كأنما يربك هال القصيد
        يفتته بأكثر من إيحاء


        تقديري

        تعليق

        • هيثم الريماوي
          مشرف ملتقى النقد الأدبي
          • 17-09-2010
          • 809

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فؤاد محمود مشاهدة المشاركة
          يشرفني أن أكون من يرد على هذه الرائعة الجديدة أخي هيثم
          فقد حبست علينا الانفاس بهذا الوجع الصارخ الناطق مع كل حرف
          و علمتنا أن الشعر يظل بوصلة القلب في زحام الألم أو العدم
          دمت مبدعا
          شكري الكبير لأخي القدير الشاعر فؤاد ، تشرفت بحضوركم وكلماتكم في حق النص

          امتناني وشكري الكبير
          هيثم

          ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

          بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
          بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

          تعليق

          • هيثم الريماوي
            مشرف ملتقى النقد الأدبي
            • 17-09-2010
            • 809

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حكيم الراجي مشاهدة المشاركة
            أستاذي وصديقي العزيز / هيثم الريماوي
            نص جديد ينثره علينا مدادك الشعاع معناه ( كشكول جديد ) لمعلم عتيد تتهافت الأذواق لارتشافه ..
            شكرا لدماثة الصنعة ورقي الفكرة وسماحة النغمة ..
            أحييك وأسجل اعجابي ممتنا ..
            محبتي وأكثر ...


            للتثبيـــــت
            القدير العزيز حكيم الراجي
            دائما كثير شكري الكبير، لرقيكم وعميق ذائقتكم ، تشرفت كثيرا بتواجدكم العذب
            كل التقدير والامتنان للتثبيت

            محبتي
            هيثم

            ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

            بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
            بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

            تعليق

            • هيثم الريماوي
              مشرف ملتقى النقد الأدبي
              • 17-09-2010
              • 809

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
              .
              .

              الرصيفَ في الطريقِ الصناعيّ ، تطاولت عليهِ الحشائشُ
              حتى صارَ أخضرَ ، ثمَّ مات

              لو كان لي أن أصف حبيبتي لقلت :
              بذرة أمطارٍ تجذّرت في السحاب


              لم ادر العلاقة التي دارت هنا في الحوار

              كنا على الرصيف نصف موته وقد التهمته الحشائش ...تجاوزا

              التف المسرح من غير ايقاع
              إلى وصف الحبيبة


              لا شك ان العبارة النثرية حاضرة
              بحسها الفني ولكن الإنتقال المفاجيء من مشهد إلى مشهد يضعف التتابع الشعري

              يوقف المد الحسي

              فلا يعود منسجما

              كأنما يربك هال القصيد
              يفتته بأكثر من إيحاء


              تقديري

              الشكر للقديرة آمال
              لقيمة مرورها وملاحظتها
              وللإستكمال الإيضاحي ، كنت أود أن أستفهم ؛ متى كان تعدد الرؤى تتابعيا أو حتى انفصاليا يفكك بنية النص ؟
              متى كانت بنية قصيدة النثر توجب تمدد الفكرة شرطا لها ، عوضا على أنها تجيزه ؟
              وماذا - إذن - علينا أن نقول في النصوص المقطعية ، هل يجب أن نخرجها من دائرة قصيدة النثر؟

              يقول الماغوط - مثلا - في قصيدة " مختارات":

              "ما يؤنسكَ حقاً.. إشاراتُ المرور. فكن على درّاجتك. هناك في الأبد.
              *******

              لقد أعطونا الساعات وأخذوا الزمن
              أعطونا الأحذية واخذوا الطرقات
              أعطونا البرلمانات وأخذوا الحرية ..... "



              تقديري
              هيثم
              التعديل الأخير تم بواسطة هيثم الريماوي; الساعة 19-10-2012, 08:35.

              ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

              بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
              بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

              تعليق

              • الهام ابراهيم
                أديب وكاتب
                • 22-06-2011
                • 510

                #8
                للامس الحق ان يشد برباطة الجأش على بعض من الذكريات
                ويعض بانياب الرجوع على انسكاب الدمع على طريق اهترأت منه النعال
                شد الرحال الى عوالم تأخذ منحى الوجع حد الارتواء
                واجمع فتات الابواب المتكسرة في عتو الرياح
                متى كانت الابواب تسد منافذ الهزائم
                او توصد عين الرؤية في وضح الوجع
                كم من سؤال مهدور عن حق الشهادة في روح الشهيد
                وكم من الرياح المغدورة لاقت من الابواب
                كم ..................




                بك أكبر يا وطني

                تعليق

                • هيثم الريماوي
                  مشرف ملتقى النقد الأدبي
                  • 17-09-2010
                  • 809

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة الهام ابراهيم مشاهدة المشاركة
                  للامس الحق ان يشد برباطة الجأش على بعض من الذكريات
                  ويعض بانياب الرجوع على انسكاب الدمع على طريق اهترأت منه النعال
                  شد الرحال الى عوالم تأخذ منحى الوجع حد الارتواء
                  واجمع فتات الابواب المتكسرة في عتو الرياح
                  متى كانت الابواب تسد منافذ الهزائم
                  او توصد عين الرؤية في وضح الوجع
                  كم من سؤال مهدور عن حق الشهادة في روح الشهيد
                  وكم من الرياح المغدورة لاقت من الابواب
                  كم ..................

                  الشكر العالي لإلهام على الكلمات الراقية

                  تقديري وامتناني
                  هيثم

                  ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                  بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                  بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X