ربيعٌ من رماد
لزهر الربيعِ اسمٌ ورائحة
يعلمها الأعمى والبصير
للأزهار ألوانٌ خصوصيةٌ
لا يعلمها إلا النحلُ أو الفَراشُ
أو عابرُ سبيلٍ ، يبحثُ عن وطن
وطني في زمنِ الحداثةِ ، وطني
لكنّ الرصيفَ في الطريقِ الصناعيّ ، تطاولت عليهِ الحشائشُ
حتى صارَ أخضرَ ، ثمَّ مات
ربما لا نتفقُ كثيرا ، على مدى الجمالِ في موسيقا باخ
ولكنا سنختلفُ كثيرا ، حولَ أحقيةِ الشهداءِ بالشهادةِ
والأطفالِ بالسهر
سنحتاج لشتاءٍ طويلٍ كي نغسلَ الفكرةَ
والحضارةَ والموتى ، أوهجومَ العدم
سنحتاج لرنّةٍ على هواتفنا النقّالةِ ، لنقوم بالثورة
لأنّ الموعدَ – الآن – شرطُ الكرم
سأعدّ ما استطعتُ مِن قوةِ الحزنِ
وسيلَ وجباتٍ سريعةٍ للدخان
سأشدُّ رباطَ الأمسِ والذكرياتِ ، في زمنِ الحِدادِ
وسأَجنحُ إليَّ ، في الغياب
على قممِ التلالِ الكثيرةِ ، نؤمن بالنيرانِ
ولا نصدّقُ إلا الرمادَ
سأَجنحُ إليَّ ،وإلى أغطيتي التي اكتشفتني :
كوفيتي ، خيمتي ، نزقُ المعاني التي كبّلتني
شهواتُ آخرِ الليلِ على قدمي حبيبةٍ بلّلها الندى
نهاياتُ حلمٍ لا أذكر تفاصيله
عربٌ ينتصرون بزيٍّ مزركشِ
وآخرون بزيٍّ آخرٍ ، وآخرون ...
صوتُ المؤذّنِ
وأغنياتٌ عتيقة
لو كان لي أن أصف حبيبتي لقلت :
بذرة أمطارٍ تجذّرت في السحاب
شبقٌ أنثويٌ ، تكدّست عليه ، كتلُ الضباب
تجعّد السرابِ
أو حفنة ماءٍ ، بللها التراب
كلماتها وضحكاتها ، تحميان ذاكرتي من العطب
تنتقيانِ قمحَ مشاهدي ، من السنابلِ الكثيرةِ
تنهيان عقلي عن الرجوع ، كلما ذهبَ
لأحضان شفتين ، هما النبيذُ المعتقُ في حبتي عنب
مدّي يديكِ بهيبةِ السماءِ والأزرقِ اللانهائيِّ الأبديّ
وضمّي طفولتي
لا أتقنُ الطفولةَ – أنا العربيُّ – لأنني
أتتبعُ خُطى الرجالِ منذُ الصغر
أقول كما كان جدي يقول :
لا تفتح البابَ على الريحِ ، فتنكسر
ولا تغلق البابَ عليهِا، فتنكسر
لكنَّ الريحَ الآنَ ، تأتي من كل الجهات
مِن شقوقِ الصخورِ ، والتاريخِ المراوغ
من خصوصيّاتنا في تقديسِ القبورِ ، والقتلِ المشاع
كم من الأبوابِ نحتاجُ كي نضمّدَ انكساراتنا
ونصدقَ أنَّ الخريفَّ هناكَ
مغطىً بأوراقهِ الذهبيةِ الذابلةِ ، وينتظر ؟!
الريحُ كالحبّ ، كالعدالةِ ، كالفوضى عمياء
تحملُ رائحةَ الياسمينِ وألوانَهُ
وتحملُ أيضا ، رائحةَ الرمادِ والجثث .
هيثم الريماوي
لزهر الربيعِ اسمٌ ورائحة
يعلمها الأعمى والبصير
للأزهار ألوانٌ خصوصيةٌ
لا يعلمها إلا النحلُ أو الفَراشُ
أو عابرُ سبيلٍ ، يبحثُ عن وطن
وطني في زمنِ الحداثةِ ، وطني
لكنّ الرصيفَ في الطريقِ الصناعيّ ، تطاولت عليهِ الحشائشُ
حتى صارَ أخضرَ ، ثمَّ مات
ربما لا نتفقُ كثيرا ، على مدى الجمالِ في موسيقا باخ
ولكنا سنختلفُ كثيرا ، حولَ أحقيةِ الشهداءِ بالشهادةِ
والأطفالِ بالسهر
سنحتاج لشتاءٍ طويلٍ كي نغسلَ الفكرةَ
والحضارةَ والموتى ، أوهجومَ العدم
سنحتاج لرنّةٍ على هواتفنا النقّالةِ ، لنقوم بالثورة
لأنّ الموعدَ – الآن – شرطُ الكرم
سأعدّ ما استطعتُ مِن قوةِ الحزنِ
وسيلَ وجباتٍ سريعةٍ للدخان
سأشدُّ رباطَ الأمسِ والذكرياتِ ، في زمنِ الحِدادِ
وسأَجنحُ إليَّ ، في الغياب
على قممِ التلالِ الكثيرةِ ، نؤمن بالنيرانِ
ولا نصدّقُ إلا الرمادَ
سأَجنحُ إليَّ ،وإلى أغطيتي التي اكتشفتني :
كوفيتي ، خيمتي ، نزقُ المعاني التي كبّلتني
شهواتُ آخرِ الليلِ على قدمي حبيبةٍ بلّلها الندى
نهاياتُ حلمٍ لا أذكر تفاصيله
عربٌ ينتصرون بزيٍّ مزركشِ
وآخرون بزيٍّ آخرٍ ، وآخرون ...
صوتُ المؤذّنِ
وأغنياتٌ عتيقة
لو كان لي أن أصف حبيبتي لقلت :
بذرة أمطارٍ تجذّرت في السحاب
شبقٌ أنثويٌ ، تكدّست عليه ، كتلُ الضباب
تجعّد السرابِ
أو حفنة ماءٍ ، بللها التراب
كلماتها وضحكاتها ، تحميان ذاكرتي من العطب
تنتقيانِ قمحَ مشاهدي ، من السنابلِ الكثيرةِ
تنهيان عقلي عن الرجوع ، كلما ذهبَ
لأحضان شفتين ، هما النبيذُ المعتقُ في حبتي عنب
مدّي يديكِ بهيبةِ السماءِ والأزرقِ اللانهائيِّ الأبديّ
وضمّي طفولتي
لا أتقنُ الطفولةَ – أنا العربيُّ – لأنني
أتتبعُ خُطى الرجالِ منذُ الصغر
أقول كما كان جدي يقول :
لا تفتح البابَ على الريحِ ، فتنكسر
ولا تغلق البابَ عليهِا، فتنكسر
لكنَّ الريحَ الآنَ ، تأتي من كل الجهات
مِن شقوقِ الصخورِ ، والتاريخِ المراوغ
من خصوصيّاتنا في تقديسِ القبورِ ، والقتلِ المشاع
كم من الأبوابِ نحتاجُ كي نضمّدَ انكساراتنا
ونصدقَ أنَّ الخريفَّ هناكَ
مغطىً بأوراقهِ الذهبيةِ الذابلةِ ، وينتظر ؟!
الريحُ كالحبّ ، كالعدالةِ ، كالفوضى عمياء
تحملُ رائحةَ الياسمينِ وألوانَهُ
وتحملُ أيضا ، رائحةَ الرمادِ والجثث .
هيثم الريماوي
تعليق