أبحرتُ في يَمِّ العيونِ طَويلا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نزيه سعيد حسون
    أديب وكاتب
    • 29-12-2008
    • 40

    شعر عمودي أبحرتُ في يَمِّ العيونِ طَويلا

    أبحرتُ في يَمِّ العيونِ طَويلا

    أَبْحَرْتُ فـي يَمِّ العُيونِ طَويلا
    أَرْنو لِشُطْآنِ الوِصالِ وُصُولا

    أَرنو مُعَانَـقَةَ العُيونِ بِلَهْفَةٍ
    وَيَظَلُّ قَلـبي بِالعيُونِ عَليلا

    وكأنَّ قَلْـبي قَدْ تَغرَّبَ يَبْتَغي
    حَقَّ اللجُوءِ إلـى العُيونِ سَبيلا

    وَكأنَّهُ لو رَامَ عَيْنَكِ عَاشِقًا
    أَمسَى بِشَرْع العاشِقينَ رَسُولا

    لو كُنتُ أمْلكُ أنْ أُحَدِّدَ مَوْطِنـي
    لأَقَمْتُ فـي تِلكَ العيُونِ نَزيلا

    هَذي العُيونُ الساجياتُ كَوَاحَةٍ
    نَثَرَ النَّسيمُ عبيرَها الـمَعْلولا

    قَوسٌ مِنَ القُـزحِ الـمُنيرِ رَأَيْـتُهُ
    بَيْنَ الرُّموشِ مُجَـدَّلا تَجْدِيلا

    لا لونَ لِلعَـيْنَـينِ إلا أنَّـهُ
    كَاللازَوَردِ مُبَدَّلٍ تَـبْديلا
    خَضْراءُ أمْ زَرقَاءُ أمْ عَسَليةٌ
    شَعَّتْ بِسِحْرِ رُوائِها قِنْديلا

    شَعَّتْ بِنورِ قَداسَةٍ وَكأنَّـها
    لَمَسَتْ بِـهُدْبِ جُفونـِها جِبْريلا

    لو شِئتُ أغزِلُ ما يَموجُ بِطَرْفِها
    فاضَتْ حُروفيَ بِالجَمَالِ سُيولا

    أو رُمْتُ أرْسُمُ بالكَلامِ بَهَاءَهَا
    نَـزَلَ الكَلامُ مُنَـزَّلاً تَنْـزيلا

    أو شِئتُ أَعْزِفُهَا بِلَحْنِ مُرنِّمٍ
    سُكِبَ النَشِيدُ مُرَتَلاً تَرْتيلا

    وإذا نَظَمْتُ عُيونـَها كَقَصِيدَةٍ
    جَاءَ القَصِيدُ مُنَمَّقًا مَعْسولا

    فاَلشِّعْرُ حِينَ الشِّعرُ يَرْقَى لِوَصْفِهَا
    كَالوَحْيِ يَهْبِطُ سَاحِرًا وَجَميلا

    كُلُّ الفُصُولِ تَوَهَّجَتْ بِعُيونِها
    فَعُيونُها تَروي الجَمَالَ فُصُولا

    وَتُعيدُ لِلكَوْنِ النَديِّ بـَهَاءَهُ
    وتَسُرُّ مَنْ بِالعِشْقِ كانَ عَليلا

    إنْ أَشْرَقَتْ رَقَصَ الرَبيعُ بِطَرْفِها
    وَغَدا الزَّمَانُ مُؤرَجًا وَبَليلا

    وإذا تفتَّقَ جَفْنُهَا عَنْ أَدْمُعٍ
    فاضَتْ كَبلُّورِ الجَمالِ سُيولا

    أَرنو إذا ما الدَّمعُ رَاودَ جَفْنَها
    لَو أنَّ قَلْـبي قَد غَدا مِنْديلا

    عَيناكِ فَوقَ الوَصْفِ فوقَ قَصَائَدي
    فالسِّحْرُ فيها جَاوزَ الـمَعْقولا

    لا حَوْرَ فـي العَينَينِ إلا أنّـَها
    كَالسَّهمِ تَـتْرُكُ مَنْ تُصِيبُ قَتِيلا

    تَسبي الـجَـنانَ إذا اسْتَبَدَّ جَمَالـُهَا
    فيَطيرُ عَقْلُ الناظِـرينَ ذَهُولا

    عَيْـنَاكِ مُوسيقَى مَلائكَةِ السَّمَا
    قَدْ رُتِّـلتْ أَنْغَـامها تَـرْتيلا

    أَقْسَمْتُ أَنَّ الله أَوْدَعَ فِيهِما
    سِرًا سَيَبْقى غَامِضًا مَجْهُولا

    هَذي عُيونٌ أمْ جِنَانٌ صَاغَهَا
    رَبُّ العِبَادِ إلى العِبَادِ دَليلا

    هَذي العُيونُ النَاعِسَاتُ أَظُنُّهَا
    خُلِقَتْ لِجنَّات النَعيمِ سَبيلا

    سَبَّحْتُ باري الكَونِ حِينَ لَـمَحَتُهَا
    وَسَالتُ رَبِّي الصَّفْحَ وَالتَّسْهِيلا

    وَوَلـجْـَتُ محرابَ العُيونِ مُصَلِّياً
    أرجو لِـجنَّاتِ الخُلودِ وُصُولا

    فإلى الجِنانِ مُسَافرٌ وَشَفَاعَتـي
    كَوْني شَهيدَ عُيونِهَا وَقَتِيلا

    نزيه حسون 2012
  • أحمـــ الجمل ـــد
    أديب وكاتب
    • 14-11-2011
    • 544

    #2
    الله الله الله
    ما أجمل هذه العيون
    وما أجمل ما كُتب فيهما
    وما أروع من جادت أنامله بهذه القصيدة الساحرة
    الشاعر الجميل أ/ نزيه سعيد حسون
    شكرا على هذا الجمال
    تحيتي وتقديري وخالص مودتي
    ودمت في حفظ الله
    كُلّ القَصائد في يَدَيَّ فَرائِسٌ
    إنْ عِفْتُها ، تَأْبَى هِيَ التِّرْحالا

    والشِّعْر لَمْ أَطْلُبْهُ يَوْمًا إنَّما
    يَأْتِي إلَيَّ وَيَنْحَنِي .. إِجْلالا

    فَأَقُومُ مُخْتالا وأَفْخَرُ أَنَّني
    مَا كُنْتُ يَوْمًا شَاعِرًا .. مُخْتَالا

    تعليق

    • ظميان غدير
      مـُستقيل !!
      • 01-12-2007
      • 5369

      #3
      معان جميلة صغتها في العيون

      ما أجمل تلك العيون التي تخلد السعادة في حواسها وتلهمنا جميل الشعر

      تحيتي لك الشاعر الرائع نزيه حسون
      نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
      قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
      إني أنادي أخي في إسمكم شبه
      ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

      صالح طه .....ظميان غدير

      تعليق

      • نزيه سعيد حسون
        أديب وكاتب
        • 29-12-2008
        • 40

        #4

        الله الله الله
        ما أجمل هذه العيون
        وما أجمل ما كُتب فيهما
        وما أروع من جادت أنامله بهذه القصيدة الساحرة
        الشاعر الجميل أ/ نزيه سعيد حسون
        شكرا على هذا الجمال
        تحيتي وتقديري وخالص مودتي
        ودمت في حفظ الله

        الاخ احمد الجمل

        بل شكرا على المرور الذي يقطر
        جمالا وراء

        خالص تقديري...ومودتي

        تعليق

        يعمل...
        X