أبحرتُ في يَمِّ العيونِ طَويلا
أَبْحَرْتُ فـي يَمِّ العُيونِ طَويلا
أَرْنو لِشُطْآنِ الوِصالِ وُصُولا
أَرنو مُعَانَـقَةَ العُيونِ بِلَهْفَةٍ
وَيَظَلُّ قَلـبي بِالعيُونِ عَليلا
وكأنَّ قَلْـبي قَدْ تَغرَّبَ يَبْتَغي
حَقَّ اللجُوءِ إلـى العُيونِ سَبيلا
وَكأنَّهُ لو رَامَ عَيْنَكِ عَاشِقًا
أَمسَى بِشَرْع العاشِقينَ رَسُولا
لو كُنتُ أمْلكُ أنْ أُحَدِّدَ مَوْطِنـي
لأَقَمْتُ فـي تِلكَ العيُونِ نَزيلا
هَذي العُيونُ الساجياتُ كَوَاحَةٍ
نَثَرَ النَّسيمُ عبيرَها الـمَعْلولا
قَوسٌ مِنَ القُـزحِ الـمُنيرِ رَأَيْـتُهُ
بَيْنَ الرُّموشِ مُجَـدَّلا تَجْدِيلا
لا لونَ لِلعَـيْنَـينِ إلا أنَّـهُ
كَاللازَوَردِ مُبَدَّلٍ تَـبْديلا
خَضْراءُ أمْ زَرقَاءُ أمْ عَسَليةٌ
شَعَّتْ بِسِحْرِ رُوائِها قِنْديلا
شَعَّتْ بِنورِ قَداسَةٍ وَكأنَّـها
لَمَسَتْ بِـهُدْبِ جُفونـِها جِبْريلا
لو شِئتُ أغزِلُ ما يَموجُ بِطَرْفِها
فاضَتْ حُروفيَ بِالجَمَالِ سُيولا
أو رُمْتُ أرْسُمُ بالكَلامِ بَهَاءَهَا
نَـزَلَ الكَلامُ مُنَـزَّلاً تَنْـزيلا
أو شِئتُ أَعْزِفُهَا بِلَحْنِ مُرنِّمٍ
سُكِبَ النَشِيدُ مُرَتَلاً تَرْتيلا
وإذا نَظَمْتُ عُيونـَها كَقَصِيدَةٍ
جَاءَ القَصِيدُ مُنَمَّقًا مَعْسولا
فاَلشِّعْرُ حِينَ الشِّعرُ يَرْقَى لِوَصْفِهَا
كَالوَحْيِ يَهْبِطُ سَاحِرًا وَجَميلا
كُلُّ الفُصُولِ تَوَهَّجَتْ بِعُيونِها
فَعُيونُها تَروي الجَمَالَ فُصُولا
وَتُعيدُ لِلكَوْنِ النَديِّ بـَهَاءَهُ
وتَسُرُّ مَنْ بِالعِشْقِ كانَ عَليلا
إنْ أَشْرَقَتْ رَقَصَ الرَبيعُ بِطَرْفِها
وَغَدا الزَّمَانُ مُؤرَجًا وَبَليلا
وإذا تفتَّقَ جَفْنُهَا عَنْ أَدْمُعٍ
فاضَتْ كَبلُّورِ الجَمالِ سُيولا
أَرنو إذا ما الدَّمعُ رَاودَ جَفْنَها
لَو أنَّ قَلْـبي قَد غَدا مِنْديلا
عَيناكِ فَوقَ الوَصْفِ فوقَ قَصَائَدي
فالسِّحْرُ فيها جَاوزَ الـمَعْقولا
لا حَوْرَ فـي العَينَينِ إلا أنّـَها
كَالسَّهمِ تَـتْرُكُ مَنْ تُصِيبُ قَتِيلا
تَسبي الـجَـنانَ إذا اسْتَبَدَّ جَمَالـُهَا
فيَطيرُ عَقْلُ الناظِـرينَ ذَهُولا
عَيْـنَاكِ مُوسيقَى مَلائكَةِ السَّمَا
قَدْ رُتِّـلتْ أَنْغَـامها تَـرْتيلا
أَقْسَمْتُ أَنَّ الله أَوْدَعَ فِيهِما
سِرًا سَيَبْقى غَامِضًا مَجْهُولا
هَذي عُيونٌ أمْ جِنَانٌ صَاغَهَا
رَبُّ العِبَادِ إلى العِبَادِ دَليلا
هَذي العُيونُ النَاعِسَاتُ أَظُنُّهَا
خُلِقَتْ لِجنَّات النَعيمِ سَبيلا
سَبَّحْتُ باري الكَونِ حِينَ لَـمَحَتُهَا
وَسَالتُ رَبِّي الصَّفْحَ وَالتَّسْهِيلا
وَوَلـجْـَتُ محرابَ العُيونِ مُصَلِّياً
أرجو لِـجنَّاتِ الخُلودِ وُصُولا
فإلى الجِنانِ مُسَافرٌ وَشَفَاعَتـي
كَوْني شَهيدَ عُيونِهَا وَقَتِيلا
نزيه حسون 2012
أَبْحَرْتُ فـي يَمِّ العُيونِ طَويلا
أَرْنو لِشُطْآنِ الوِصالِ وُصُولا
أَرنو مُعَانَـقَةَ العُيونِ بِلَهْفَةٍ
وَيَظَلُّ قَلـبي بِالعيُونِ عَليلا
وكأنَّ قَلْـبي قَدْ تَغرَّبَ يَبْتَغي
حَقَّ اللجُوءِ إلـى العُيونِ سَبيلا
وَكأنَّهُ لو رَامَ عَيْنَكِ عَاشِقًا
أَمسَى بِشَرْع العاشِقينَ رَسُولا
لو كُنتُ أمْلكُ أنْ أُحَدِّدَ مَوْطِنـي
لأَقَمْتُ فـي تِلكَ العيُونِ نَزيلا
هَذي العُيونُ الساجياتُ كَوَاحَةٍ
نَثَرَ النَّسيمُ عبيرَها الـمَعْلولا
قَوسٌ مِنَ القُـزحِ الـمُنيرِ رَأَيْـتُهُ
بَيْنَ الرُّموشِ مُجَـدَّلا تَجْدِيلا
لا لونَ لِلعَـيْنَـينِ إلا أنَّـهُ
كَاللازَوَردِ مُبَدَّلٍ تَـبْديلا
خَضْراءُ أمْ زَرقَاءُ أمْ عَسَليةٌ
شَعَّتْ بِسِحْرِ رُوائِها قِنْديلا
شَعَّتْ بِنورِ قَداسَةٍ وَكأنَّـها
لَمَسَتْ بِـهُدْبِ جُفونـِها جِبْريلا
لو شِئتُ أغزِلُ ما يَموجُ بِطَرْفِها
فاضَتْ حُروفيَ بِالجَمَالِ سُيولا
أو رُمْتُ أرْسُمُ بالكَلامِ بَهَاءَهَا
نَـزَلَ الكَلامُ مُنَـزَّلاً تَنْـزيلا
أو شِئتُ أَعْزِفُهَا بِلَحْنِ مُرنِّمٍ
سُكِبَ النَشِيدُ مُرَتَلاً تَرْتيلا
وإذا نَظَمْتُ عُيونـَها كَقَصِيدَةٍ
جَاءَ القَصِيدُ مُنَمَّقًا مَعْسولا
فاَلشِّعْرُ حِينَ الشِّعرُ يَرْقَى لِوَصْفِهَا
كَالوَحْيِ يَهْبِطُ سَاحِرًا وَجَميلا
كُلُّ الفُصُولِ تَوَهَّجَتْ بِعُيونِها
فَعُيونُها تَروي الجَمَالَ فُصُولا
وَتُعيدُ لِلكَوْنِ النَديِّ بـَهَاءَهُ
وتَسُرُّ مَنْ بِالعِشْقِ كانَ عَليلا
إنْ أَشْرَقَتْ رَقَصَ الرَبيعُ بِطَرْفِها
وَغَدا الزَّمَانُ مُؤرَجًا وَبَليلا
وإذا تفتَّقَ جَفْنُهَا عَنْ أَدْمُعٍ
فاضَتْ كَبلُّورِ الجَمالِ سُيولا
أَرنو إذا ما الدَّمعُ رَاودَ جَفْنَها
لَو أنَّ قَلْـبي قَد غَدا مِنْديلا
عَيناكِ فَوقَ الوَصْفِ فوقَ قَصَائَدي
فالسِّحْرُ فيها جَاوزَ الـمَعْقولا
لا حَوْرَ فـي العَينَينِ إلا أنّـَها
كَالسَّهمِ تَـتْرُكُ مَنْ تُصِيبُ قَتِيلا
تَسبي الـجَـنانَ إذا اسْتَبَدَّ جَمَالـُهَا
فيَطيرُ عَقْلُ الناظِـرينَ ذَهُولا
عَيْـنَاكِ مُوسيقَى مَلائكَةِ السَّمَا
قَدْ رُتِّـلتْ أَنْغَـامها تَـرْتيلا
أَقْسَمْتُ أَنَّ الله أَوْدَعَ فِيهِما
سِرًا سَيَبْقى غَامِضًا مَجْهُولا
هَذي عُيونٌ أمْ جِنَانٌ صَاغَهَا
رَبُّ العِبَادِ إلى العِبَادِ دَليلا
هَذي العُيونُ النَاعِسَاتُ أَظُنُّهَا
خُلِقَتْ لِجنَّات النَعيمِ سَبيلا
سَبَّحْتُ باري الكَونِ حِينَ لَـمَحَتُهَا
وَسَالتُ رَبِّي الصَّفْحَ وَالتَّسْهِيلا
وَوَلـجْـَتُ محرابَ العُيونِ مُصَلِّياً
أرجو لِـجنَّاتِ الخُلودِ وُصُولا
فإلى الجِنانِ مُسَافرٌ وَشَفَاعَتـي
كَوْني شَهيدَ عُيونِهَا وَقَتِيلا
نزيه حسون 2012
تعليق