أمارس نوعا من فوضى بأبجدية شائكة..
دمعتان ونصف قمر هو ما يحتاجه طافح بالأسى ما زال بينه وبين ذاته صلة من نوع ما ..
بينما الجسد المفتت ، فقد ثقل ( الذاكرة ، الهوية ..)
وذاك القرص المدمج الذي يسمى بسيرة الوعي الوجودي ..
مضحك أن تحشو وعيك الحاد بفيض ترهات لا معنى لها ؛ تلهيك عن الاستماع لصوت تمزقك ..
تتماهى مع كل ما لا ثقل له ( غبار ، هواء ، خواء ) وكل ما فيه معنى التلاشي والعدم ..
وكأني أتبخر على مرأى من ذاتي .
هأنا اقتربت من الفراغ بكامل فقري ، بلا ثقل ، بلا ذاكرة ..
منذ جرح أو يزيد وجسدي يخبرني أنه متعب حد الإعياء ويشتهي الارتماء في مهاد الأرض ، أطالعه بسخرية ، لطالما سخرت منه هذا المسكين !
اختنق بالكثير ، وظللت أرمقه بسخرية ..
احتملني كثيرا ..
اليوم فقد قدرته على العتاب ، وفقدت بدوري قدرتي على ازدراء تأتأة لغته حين كان ينفلت سيل الدمع في حنجرته قبل تدفق الكلام .. !
لم يبق معي من فضيلة العلم .. سوى العلم بأني لست أعلم
تنقّلْتُ كثيرا بين مدن وقرى وأمصار و لم أعاني من وعثاء سفر ، إلا أن السفر في عينيك أرهقني.
والتنقل بين أرجاء محياك تدعوني إلى أن أتفيّأ ظلال مضاربك
فهلّا .....
في الروح ، ترنيمة تشبه إيقاع المطر ..
، أسراب تصيخ لهدأة الغسق الشفيف ..
مابين ألوان الشفق وأنفاس الفجر أجفان آيلة للنعاس ..
دهليز حلم تزدحم فيه الوجوه في مرايا مشفرة ..
هذا الخفق المذبذب أيقظ وجهي باكرا قبل اكتمال ملامحه ..
شرشني ، فتسربت في كيان الضوء مدادا..
للغة ظلال ..
ومالظل إلا نميمة الضوء ..
فيا أيها الخريف الموغل في لهيب دمي
لا تنفني إلى سماء الوجع ..
مازال في الغريزة فورة ..
لو تخلى حنيني الضرير عن عكاز النداء ..
ونذرت شراييني نفسها للمطر ..
قد يحبل الغيم العقيم ..
ويرفرف مع الفجر طير قلبي مغازلا نمش صحو جميل..
لم يبق معي من فضيلة العلم .. سوى العلم بأني لست أعلم
تعليق