سجل رقم ( 16 ) لقــــــــــاء
في حياتنا نتقابل مع اشخاص ليسوا بأشخاص ! إنما هم أرواح ربما تعارفنا عليهم بقوةِ حب , وصدق إيثار , وكمال اهتمام , وبالغ سعادة ولم نراهم بعد وحتى لو لم نراهم تظل مساحاتهم بالنور محفوفه , وأطيافهم في الروح تمُر , فمجرد ذكرهم يسُر , والحديث عنهم يكمن جماله ظاهراً وفي السر , كأننا التقينا منذ زمنٍ بعيد وتعرفنا عليهم بعدما تخلصنا منا في عالم التجريد , صفحاتهم أبداً لا تنطوي بل تتجدد وتتمدد , قربُهم لنا دافع , وذكرى وجودهم للروح نافع , وجدناهم في حياتنا ولا يُمكن أن نتنازل عنهم ... فهم في حياتنا كالثريد على سائر الطعام , وكفضل القيام بين النيام , هم للذهن مصفاه , وللذاكره مجلاه , إن لم نلتقي بهم هُنا بياناً فلقائنا حتماً من فضل ربنا أمام الخلق سيكونُ عياناً , هم آثروا الخشيةَ على الهوى , وانتبهوا قبل غفله , وارتاحوا قبل أن يُقال راحوا ....... إننا شأننا وشأنهم كشأن المشتاق المُنتظر لا يملك القرب ولا النظر هنا لا نملك إلا ان نسأل الله أن يمدهم على طريق الخير ويمدنا معهم فالسير على خطٍ واحد أحرى بأن نلتقي في لقاء ممدود لا وقت له ولا حدود عند المليكِ مسبب الأسبابِ ربُنا المعبود
تعليق