خَضْراءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ،، شعر زياد بنجر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زياد بنجر
    مستشار أدبي
    شاعر
    • 07-04-2008
    • 3671

    شعر عمودي خَضْراءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ،، شعر زياد بنجر

    خَضْراءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي

    اَلبَدْرُ عَنْكِ إِذا تَبَدَّى ، وَ الْياسَمِينُ إِذا تَنَدَّى
    وَ الْماءُ خَصْراً وَ الْمَها مُقَلاً وَ فَرْعُ الآسِ قَدَّا
    تَحْوِينَ أَسْرارَ الْجَمالِ فَما لَها أَنْ تَسْتَجِدَّا
    بِكِ تُنْظَمُ الزُّهْرُ الْحِسانُ وَ تَحْتَفِي بِالْبَدْرِ عِقْدا
    يا بَدْرُ قَدْ غَنَّيْتُها ، إِنْ كُنْتُ لَمْ أَظْلِمْكِ جِدَّا
    ما الْجَزْرُ يَحْفِزُني وَ نُورُكِ يُؤْنِسُ الْإِبْحارَ مَدَّا
    أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا
    تَدْرِينَ أَكْثَرْتِ الْوُعُودَ وَ قَلَّما أَنْجَزْتِ وَعْدا
    قَلْبِي وَ إِنَّ لهُ رِغاباً لَمْ تُؤَدِّيها وَ أَدَّى
    خَلَصَتْ إِلَيْكِ دُرُوبُهُ ، فَعَسَى يَتِمُّ الْوَصْلُ رَغْدا
    مَغْنايَ أَنْتِ فَما أَعَفَّ شَذاكِ ما أَصْفاكِ وِرْدا
    قَدْ يَحْسُنُ الإِقْصارُ عَنْكِ فَكُلُّ مَنْ ناجاكِ أَكْدَى
    وَ إِذا أَبُوحُ بِما أَكُنُّ تَنَمَّرُوا عَنَتاً وَ حِقْدا
    وَ إذا أُتِيحُ لَكِ الزُّلالَ أَقامَتِ الْبَغْضاءُ سَدَّا
    لِمَ هكَذا تَقْسُو الْقُلُوبُ وَ تَنْقُضُ الْأَخْلاقُ عَهْدا ؟
    يا شِعْرُ لَيْتَ قُلُوبَنا ، تَسْمُو بِنا صِدْقاً وَ وُدَّا
    يَعْتَادُها الْغَيْثُ الْمُلِحُّ فَتَرْتَدِي الْأَغْصانُ وَرْدا
    فَتَطِيبُ جَنَّةُ رَحْمَةٍ ، تَجْرِي بِها الْأنْهَارُ بَرْدا
    خَضْرَاءُ باسِمَةُ الظِّلالِ تَضُمُّنا بالصَّفْوِ سُعْدَى
    خَضْرَاءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ، أَيَّامَ كانَ الْمَجْدُ مَجْدا

    شعر
    زياد بنجر
    التعديل الأخير تم بواسطة زياد بنجر; الساعة 20-12-2012, 11:17.
    لا إلهَ إلاَّ الله
  • غالية ابو ستة
    أديب وكاتب
    • 09-02-2012
    • 5625

    #2
    اَلبَدْرُ عَنْكِ إِذا تَبَدَّى ، وَ الْياسَمِينُ إِذا تَنَدَّى
    وَ الْماءُ خَصْراً وَ الْمَها مُقَلاً وَ فَرْعُ الآسِ قَدَّا
    تَحْوِينَ أَسْرارَ الْجَمالِ فَما لَها أَنْ تَسْتَجِدَّا
    بِكِ تُنْظَمُ الزُّهْرُ الْحِسانُ وَ تَحْتَفِي بِالْبَدْرِ عِقْدا
    يا بَدْرُ قَدْ غَنَّيْتُها ، إِنْ كُنْتُ لَمْ أَظْلِمْكِ جِدَّا
    ما الْجَزْرُ يَحْفِزُني وَ نُورُكِ يُؤْنِسُ الْإِبْحارَ مَدَّا
    أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا
    تَدْرِينَ أَكْثَرْتِ الْوُعُودَ وَ قَلَّما أَنْجَزْتِ وَعْدا
    قَلْبِي وَ إِنَّ لهُ رِغاباً لَمْ تُؤَدِّيها وَ أَدَّى
    خَلُصَتْ إِلَيْكِ دُرُوبُهُ ، فَعَسَى يَتِمُّ الْوَصْلُ رَغْدا
    مَغْنايَ أَنْتِ فَما أَعَفَّ شَذاكِ ما أَصْفاكِ وِرْدا

    [marq]أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ
    يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا[/marq]

    جميل أ كان صباحي معانقة الجمال
    هنا--استمتعت جداً بقصيدة تشبه
    أمتي---أنيقة رقراقةفأيّ جمال!!
    وأيّ حسن-متى أرى أمتى تختال
    كما رسم القصيـــــــــد لها الدلال
    يا ليت للشعرء تقرير المســــــار
    وينسقون أمورها يـعلـــو القرار
    دمت شاعراً جميل الحرف والبيان
    شاعرنا الجميل
    تحياتي

    [marq]أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ
    يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا[/marq]
    التعديل الأخير تم بواسطة غالية ابو ستة; الساعة 11-12-2012, 08:02.
    يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
    تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

    في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
    لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



    تعليق

    • عبدالكريم شكوكاني
      أديب وكاتب
      • 31-12-2010
      • 266

      #3
      • خَضْرَاءُ باسِمَةُ الظِّلالِ تَضُمُّنا بالصَّفْوِ سُعْدَى
        خَضْرَاءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ، أَيَّامَ كانَ الْمَجْدُ مَجْدا




      قصيدة حلوة رائقة
      تتغنى بالحب والأمل

      لقد أبدعت ايها الشاعر المتميز زياد
      وبالهمم تُبنى الأمجاد للأمة
      بوركت
      دمت بخير

      تعليق

      • هيثم ملحم
        نائب رئيس ملتقى الديوان
        • 20-06-2010
        • 1589

        #4
        نظرت إليها بعيون قلبك الحاني
        يا شاعرنا
        فبدت لك خضراء وراف ظلها
        نقي خصرها مياس فرعها
        جميل زهرها زكي شهدها
        واسع بحرها عذب نبعها
        صاف عقدها منير بدرها
        فما أروعها وما أروعك يا جريرالشعر
        أورق اليابس وأزهر من هطول مزنك يا أبا عاصم
        فسلم البيان والبنان وزادك الله من فضله
        تثبيت
        مع خالص الود وأطيب المنى
        محبتي
        sigpic
        أنت فؤادي يا دمشق


        هيثم ملحم

        تعليق

        • ظميان غدير
          مـُستقيل !!
          • 01-12-2007
          • 5369

          #5
          لِمَ هكَذا تَقْسُو الْقُلُوبُ وَ تَنْقُضُ الْأَخْلاقُ عَهْدا ؟
          يا شِعْرُ لَيْتَ قُلُوبَنا ، تَسْمُو بِنا صِدْقاً وَ وُدَّا
          يَعْتَادُها الْغَيْثُ الْمُلِحُّ فَتَرْتَدِي الْأَغْصانُ وَرْدا
          فَتَطِيبُ جَنَّةُ رَحْمَةٍ ، تَجْرِي بِها الْأنْهَارُ بَرْدا
          خَضْرَاءُ باسِمَةُ الظِّلالِ تَضُمُّنا بالصَّفْوِ سُعْدَى
          خَضْرَاءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ، أَيَّامَ كانَ الْمَجْدُ مَجْدا

          الشاعر الكبير
          زياد بنجر

          قصيدة جميلة خضراء المعاني والمشاعر

          جاءت بأسلوب رشيق وشيق وعذب
          وحوت الحكمة البيضاء
          ودعت للنقاء والصفاء لا سيما في المقطع الاخير
          وما أجمل الحياة لو عادت قلوب الناس
          خضراء نقية ..لا ضغائن ولا أحقاد فيها

          سلمت يا شاعر البياض والنقاء

          نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
          قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
          إني أنادي أخي في إسمكم شبه
          ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

          صالح طه .....ظميان غدير

          تعليق

          • عبد الرحيم محمود
            عضو الملتقى
            • 19-06-2007
            • 7086

            #6
            نص يظهر اقتدار الشاعر واتساع قاموسه اللغوي
            والثقافي ، والتماهي مع التراث الحضاري والشعري
            فذكرتني بفارس العرب عمرو بن معد في قصيدته
            الرائعة :


            لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ،... فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا

            إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ... ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا

            أَعْدَدْتُ لِلحَدَثَانِ سا... بِغَةً وعَدَّاءً عَلَنْدْى

            نَهْداً، وذا شُطَبٍ يَقُ... دُّ البَيْضَ والأَبْدَان قَدَّا

            وَعِلْمِتُ أَنِّي يومَ ذا... كَ مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا

            قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِي... دَ تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا

            كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي إلى... يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا

            لَمَّا رَأَيْتُ نِساءَنا... يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا

            وبَدَتْ لَمِيسُ كأَنَّها... قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَدّى

            وبَدَتْ مَحاسِنُها التي... تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا

            نازَلْتُ كَبْشَهُمُ ولَمْ... أَرَ مِن نِزالِ الكَبْشِ بُدّا

            هُمْ يَنْذِرُونَ دَمِي، وأَنْ... ذِرُ إِنْ لَقِيتُ بأَنْ أَشُدّا

            كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ... بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا

            ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْ... تُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا

            أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَهُ... وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا

            أُغْنِي غَناء الذَّاهِبي... نَ، أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا

            ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ... وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا

            هذا التماهي الرائع من أحد فرسان الشعر يجعل
            لقصيدة عمرو امتدادا تاريخيا وعمرا جديدين ،
            كما وإن الانزياحات التي اصطدم بها فكري عند
            قراءة النص يجعلني أفكر كشاعر في لحظات
            ولادة الحروف والألفاظ والعبارات / تحية
            كبيرة لك ، وأحمد الله أن رأيت لك نصا
            أطمئن منه عن صحتك .

            نثرت حروفي بياض الورق
            فذاب فؤادي وفيك احترق
            فأنت الحنان وأنت الأمان
            وأنت السعادة فوق الشفق​

            تعليق

            • مهيار الفراتي
              أديب وكاتب
              • 20-08-2012
              • 1764

              #7
              أول ما قرأت العنوان استهجنته ... هل أمتنا خضراء حقا ؟؟؟
              إنك برغم شبابها تلاحظ أن ذهب الخريف يسكنها و الشتاء يترصدها
              لكن ما إن قرأت البيت الأخير حتى زال الاستهجان
              القصيدة رائعة بالجملة
              فيها شعرية رائقة و هدف نبيل و حلم طوباوي
              الرائع الشاعر زياد أطربتنا بشدوك العذب
              و حلقت بنا عاليا عاليا في فضاء الشعر
              فشكرا لك .
              أسوريّا الحبيبة ضيعوك
              وألقى فيك نطفته الشقاء
              أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
              عليك و هل سينفعك البكاء
              إذا هب الحنين على ابن قلب
              فما لحريق صبوته انطفاء
              وإن أدمت نصال الوجد روحا
              فما لجراح غربتها شفاء​

              تعليق

              • توفيق الخطيب
                نائب رئيس ملتقى الديوان
                • 02-01-2009
                • 826

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة زياد بنجر مشاهدة المشاركة
                خَضْراءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي

                اَلبَدْرُ عَنْكِ إِذا تَبَدَّى ، وَ الْياسَمِينُ إِذا تَنَدَّى
                وَ الْماءُ خَصْراً وَ الْمَها مُقَلاً وَ فَرْعُ الآسِ قَدَّا
                تَحْوِينَ أَسْرارَ الْجَمالِ فَما لَها أَنْ تَسْتَجِدَّا
                بِكِ تُنْظَمُ الزُّهْرُ الْحِسانُ وَ تَحْتَفِي بِالْبَدْرِ عِقْدا
                يا بَدْرُ قَدْ غَنَّيْتُها ، إِنْ كُنْتُ لَمْ أَظْلِمْكِ جِدَّا
                ما الْجَزْرُ يَحْفِزُني وَ نُورُكِ يُؤْنِسُ الْإِبْحارَ مَدَّا
                أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا
                تَدْرِينَ أَكْثَرْتِ الْوُعُودَ وَ قَلَّما أَنْجَزْتِ وَعْدا
                قَلْبِي وَ إِنَّ لهُ رِغاباً لَمْ تُؤَدِّيها وَ أَدَّى
                خَلُصَتْ إِلَيْكِ دُرُوبُهُ ، فَعَسَى يَتِمُّ الْوَصْلُ رَغْدا
                مَغْنايَ أَنْتِ فَما أَعَفَّ شَذاكِ ما أَصْفاكِ وِرْدا
                قَدْ يَحْسُنُ الإِقْصارُ عَنْكِ فَكُلُّ مَنْ ناجاكِ أَكْدَى
                وَ إِذا أَبُوحُ بِما أَكُنُّ تَنَمَّرُوا عَنَتاً وَ حِقْدا
                وَ إذا أُتِيحُ لَكِ الزُّلالَ أَقامَتِ الْبَغْضاءُ سَدَّا
                لِمَ هكَذا تَقْسُو الْقُلُوبُ وَ تَنْقُضُ الْأَخْلاقُ عَهْدا ؟
                يا شِعْرُ لَيْتَ قُلُوبَنا ، تَسْمُو بِنا صِدْقاً وَ وُدَّا
                يَعْتَادُها الْغَيْثُ الْمُلِحُّ فَتَرْتَدِي الْأَغْصانُ وَرْدا
                فَتَطِيبُ جَنَّةُ رَحْمَةٍ ، تَجْرِي بِها الْأنْهَارُ بَرْدا
                خَضْرَاءُ باسِمَةُ الظِّلالِ تَضُمُّنا بالصَّفْوِ سُعْدَى
                خَضْرَاءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ، أَيَّامَ كانَ الْمَجْدُ مَجْدا

                شعر
                زياد بنجر
                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                الشاعر الكبير الحبيب زياد بنجر
                تنساب هذه المقطوعة الساحرة انسياب الماء الزلال من قمة جبل شاهق ,كشلال شعري تتمتع به الأعين والأسماع , ويرتاح له الفؤاد وتهدأ له الروح , وكأننا نستمع إلى موسيقى هادئة تتملك حواسنا وتأسرنا , ويختصر هذا البيت ماأردت أن أقوله ولكن باللغة الساحرة لزياد بنجر :
                تَحْوِينَ أَسْرارَ الْجَمالِ فَما لَها أَنْ تَسْتَجِدَّا
                يستغل الشاعر بذكاء العلاقة بين البدر الذي تصدر القصيدة والجزر والمد ,ليستخدمها كصورة شعرية في هذين البيتين البديعين :
                يا بَدْرُ قَدْ غَنَّيْتُها ، إِنْ كُنْتُ لَمْ أَظْلِمْكِ جِدَّا
                ما الْجَزْرُ يَحْفِزُني وَ نُورُكِ يُؤْنِسُ الْإِبْحارَ مَدَّا

                ولابد أن يبحر بعد ذلك شعرا وإحساسا في سحر اللجين مستغلا هذه العواطف الجياشة :
                أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا
                وبعد هذا الوصف الساحر لأحاسيس الشاعر وحبه , ينعطف النص ليصبح أكثر حدة ,بعد أن يمهد الشاعر لهذه الانعطافة بهذه الأبيات:
                تَدْرِينَ أَكْثَرْتِ الْوُعُودَ وَ قَلَّما أَنْجَزْتِ وَعْدا
                قَلْبِي وَ إِنَّ لهُ رِغاباً لَمْ تُؤَدِّيها وَ أَدَّى
                خَلُصَتْ إِلَيْكِ دُرُوبُهُ ، فَعَسَى يَتِمُّ الْوَصْلُ رَغْدا
                مَغْنايَ أَنْتِ فَما أَعَفَّ شَذاكِ ما أَصْفاكِ وِرْدا

                لنجد أنفسنا في خضم العاصفة الشعرية العتابية :
                قَدْ يَحْسُنُ الإِقْصارُ عَنْكِ فَكُلُّ مَنْ ناجاكِ أَكْدَى
                وَ إِذا أَبُوحُ بِما أَكُنُّ تَنَمَّرُوا عَنَتاً وَ حِقْدا
                وَ إذا أُتِيحُ لَكِ الزُّلالَ أَقامَتِ الْبَغْضاءُ سَدَّا


                التي تتصاعد شيئا فشيئا لتبلغ الذروة في هذا البيت الإنشائي:
                لِمَ هكَذا تَقْسُو الْقُلُوبُ وَ تَنْقُضُ الْأَخْلاقُ عَهْدا ؟
                لتنتهي القصيدة بأمنية الشاعر التي تأتي في صورة شعرية ساحرة تمتد لخمسة أبيات متتالية :
                يا شِعْرُ لَيْتَ قُلُوبَنا ، تَسْمُو بِنا صِدْقاً وَ وُدَّا
                يَعْتَادُها الْغَيْثُ الْمُلِحُّ فَتَرْتَدِي الْأَغْصانُ وَرْدا
                فَتَطِيبُ جَنَّةُ رَحْمَةٍ ، تَجْرِي بِها الْأنْهَارُ بَرْدا
                خَضْرَاءُ باسِمَةُ الظِّلالِ تَضُمُّنا بالصَّفْوِ سُعْدَى
                خَضْرَاءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ، أَيَّامَ كانَ الْمَجْدُ مَجْدا

                وماأجمل هذه اللفتة الشعرية التي أسقطت هذه المقطوعة الغزلية العتابية على واقع الأمة هذا اليوم في نهاية هذه الصورة الشعرية , لتذكرنا بأن هموم الأمة لاتغيب أبدا عن قلب الشاعر المخلص لأمته .
                فقط شعرت أنه بإمكاننا استنتاج القافية في هذين البيتين :
                تَدْرِينَ أَكْثَرْتِ الْوُعُودَ وَ قَلَّما أَنْجَزْتِ وَعْدا
                قَلْبِي وَ إِنَّ لهُ رِغاباً لَمْ تُؤَدِّيها وَ أَدَّى
                أعجبني كثيرا هذا البيت :
                يَعْتَادُها الْغَيْثُ الْمُلِحُّ فَتَرْتَدِي الْأَغْصانُ وَرْدا
                فقد ذكرني ببيت للشاعر الجاهلي وملك الشعراء امرؤ القيس :
                دِيارٌ لسَلْمى عافِياتٌ بذي خالِ === ألحَّ عليها كلُّ أَسْحَمَ هَطَّالِ
                الشاعر الكبير زياد بنجر
                دمت بحفظ الله تعالى
                توفيق الخطيب

                تعليق

                • زياد بنجر
                  مستشار أدبي
                  شاعر
                  • 07-04-2008
                  • 3671

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
                  اَلبَدْرُ عَنْكِ إِذا تَبَدَّى ، وَ الْياسَمِينُ إِذا تَنَدَّى
                  وَ الْماءُ خَصْراً وَ الْمَها مُقَلاً وَ فَرْعُ الآسِ قَدَّا
                  تَحْوِينَ أَسْرارَ الْجَمالِ فَما لَها أَنْ تَسْتَجِدَّا
                  بِكِ تُنْظَمُ الزُّهْرُ الْحِسانُ وَ تَحْتَفِي بِالْبَدْرِ عِقْدا
                  يا بَدْرُ قَدْ غَنَّيْتُها ، إِنْ كُنْتُ لَمْ أَظْلِمْكِ جِدَّا
                  ما الْجَزْرُ يَحْفِزُني وَ نُورُكِ يُؤْنِسُ الْإِبْحارَ مَدَّا
                  أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا
                  تَدْرِينَ أَكْثَرْتِ الْوُعُودَ وَ قَلَّما أَنْجَزْتِ وَعْدا
                  قَلْبِي وَ إِنَّ لهُ رِغاباً لَمْ تُؤَدِّيها وَ أَدَّى
                  خَلُصَتْ إِلَيْكِ دُرُوبُهُ ، فَعَسَى يَتِمُّ الْوَصْلُ رَغْدا
                  مَغْنايَ أَنْتِ فَما أَعَفَّ شَذاكِ ما أَصْفاكِ وِرْدا

                  [marq]أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ
                  يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْد[/marq]

                  جميل أ كان صباحي معانقة الجمال
                  هنا--استمتعت جداً بقصيدة تشبه
                  أمتي---أنيقة رقراقةفأيّ جمال!!
                  وأيّ حسن-متى أرى أمتى تختال
                  كما رسم القصيـــــــــد لها الدلال
                  يا ليت للشعرء تقرير المســــــار
                  وينسقون أمورها يـعلـــو القرار
                  دمت شاعراً جميل الحرف والبيان
                  شاعرنا الجميل
                  تحياتي

                  [marq]أبْحَرْتُ في سِحْرِ اللُجَيْنِ
                  يَزِيدُني طَرَباً وَ وَجْدا[/marq]

                  أهلاً بك شاعرتنا الكريمة
                  " غالية أبو ستة "
                  حضور وارف ظليل أسعدني و كرّمني
                  نثرت الورد و مررت كنسمة الروض يا أختاه
                  لك خالص الشكر والتقدير
                  لا إلهَ إلاَّ الله

                  تعليق

                  • زياد بنجر
                    مستشار أدبي
                    شاعر
                    • 07-04-2008
                    • 3671

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالكريم شكوكاني مشاهدة المشاركة
                    • خَضْرَاءُ باسِمَةُ الظِّلالِ تَضُمُّنا بالصَّفْوِ سُعْدَى
                      خَضْرَاءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ، أَيَّامَ كانَ الْمَجْدُ مَجْدا




                    قصيدة حلوة رائقة
                    تتغنى بالحب والأمل

                    لقد أبدعت ايها الشاعر المتميز زياد
                    وبالهمم تُبنى الأمجاد للأمة
                    بوركت
                    دمت بخير

                    حيّاك الله أخي الشاعر الرّائع
                    " عبد الكريم شكوكاني "
                    سعيد بثنائك الجميل على الأبيات و ذلك شرف كبير و مصدر اعتزاز
                    تقبّل خالص الشكر و التّقدير
                    لا إلهَ إلاَّ الله

                    تعليق

                    • خالد البهكلي
                      عضو أساسي
                      • 13-12-2009
                      • 974

                      #11
                      أخي الحبيب الشاعر الكبير زياد بنجر
                      سلام الله عليك
                      هنا أنت والإبداع صنوان
                      وهكذا أنت
                      فالله درك أيها الشاعر الشاعر
                      دائما تطربني ولا غرابة
                      فأنت الشعر والشعر أنت
                      لك ودي ومحبتي

                      تعليق

                      • زياد بنجر
                        مستشار أدبي
                        شاعر
                        • 07-04-2008
                        • 3671

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة هيثم ملحم مشاهدة المشاركة
                        نظرت إليها بعيون قلبك الحاني
                        يا شاعرنا
                        فبدت لك خضراء وراف ظلها
                        نقي خصرها مياس فرعها
                        جميل زهرها زكي شهدها
                        واسع بحرها عذب نبعها
                        صاف عقدها منير بدرها
                        فما أروعها وما أروعك يا جريرالشعر
                        أورق اليابس وأزهر من هطول مزنك يا أبا عاصم
                        فسلم البيان والبنان وزادك الله من فضله
                        تثبيت
                        مع خالص الود وأطيب المنى
                        محبتي
                        حيّا الله شاعرنا المبدع و هيثم الشعر
                        "
                        هيثم ملحم "
                        حضور يسعدني كلّ السعادة من شاعر أخٍ حبيب
                        و ثناء كالنسيم العليل فلا أفيك الشكر
                        أشكرك لاحتفائك بالنّصّ و للتثبيت الكريم
                        دمت بحفظ المولى الكريم و بخالص ودّي و تقديري
                        لا إلهَ إلاَّ الله

                        تعليق

                        • زياد بنجر
                          مستشار أدبي
                          شاعر
                          • 07-04-2008
                          • 3671

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ظميان غدير مشاهدة المشاركة
                          لِمَ هكَذا تَقْسُو الْقُلُوبُ وَ تَنْقُضُ الْأَخْلاقُ عَهْدا ؟
                          يا شِعْرُ لَيْتَ قُلُوبَنا ، تَسْمُو بِنا صِدْقاً وَ وُدَّا
                          يَعْتَادُها الْغَيْثُ الْمُلِحُّ فَتَرْتَدِي الْأَغْصانُ وَرْدا
                          فَتَطِيبُ جَنَّةُ رَحْمَةٍ ، تَجْرِي بِها الْأنْهَارُ بَرْدا
                          خَضْرَاءُ باسِمَةُ الظِّلالِ تَضُمُّنا بالصَّفْوِ سُعْدَى
                          خَضْرَاءُ تُشْبِهُ أُمَّتِي ، أَيَّامَ كانَ الْمَجْدُ مَجْدا

                          الشاعر الكبير
                          زياد بنجر

                          قصيدة جميلة خضراء المعاني والمشاعر

                          جاءت بأسلوب رشيق وشيق وعذب
                          وحوت الحكمة البيضاء
                          ودعت للنقاء والصفاء لا سيما في المقطع الاخير
                          وما أجمل الحياة لو عادت قلوب الناس
                          خضراء نقية ..لا ضغائن ولا أحقاد فيها

                          سلمت يا شاعر البياض والنقاء


                          أهلاً بك شاعرنا الكبير
                          "
                          ظميان غدير "
                          تمرّ فتحضر السّعادة و تأتلق الصّفحات
                          أشكرك للثناء الجميل و لعبارات النّقاء و الصّفاء
                          دمت بحفظ الله و رعايته
                          لا إلهَ إلاَّ الله

                          تعليق

                          • أحمـــ الجمل ـــد
                            أديب وكاتب
                            • 14-11-2011
                            • 544

                            #14
                            أستاذنا الجليل ، الشاعر الرائع القدير أ/ زياد بنجر
                            سعدت واستمتعت كثيرا بقراءة هذه الرائعة
                            سلمت وسلمت يمينك
                            وتقبل فائق احترامي وتقديري
                            وخالص مودتي
                            ودمت في حفظ الله
                            كُلّ القَصائد في يَدَيَّ فَرائِسٌ
                            إنْ عِفْتُها ، تَأْبَى هِيَ التِّرْحالا

                            والشِّعْر لَمْ أَطْلُبْهُ يَوْمًا إنَّما
                            يَأْتِي إلَيَّ وَيَنْحَنِي .. إِجْلالا

                            فَأَقُومُ مُخْتالا وأَفْخَرُ أَنَّني
                            مَا كُنْتُ يَوْمًا شَاعِرًا .. مُخْتَالا

                            تعليق

                            • زياد بنجر
                              مستشار أدبي
                              شاعر
                              • 07-04-2008
                              • 3671

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
                              نص يظهر اقتدار الشاعر واتساع قاموسه اللغوي
                              والثقافي ، والتماهي مع التراث الحضاري والشعري
                              فذكرتني بفارس العرب عمرو بن معد في قصيدته
                              الرائعة :


                              لَيْسَ الجَمالُ بِمِئْزَرٍ،... فاعْلَمْ، وإِنْ رُدِّيتَ بُرْدَا

                              إِنَّ الجَمالَ مَعادِنٌ... ومَناقِبٌ أَوْرَثْنَ مَجْدَا

                              أَعْدَدْتُ لِلحَدَثَانِ سا... بِغَةً وعَدَّاءً عَلَنْدْى

                              نَهْداً، وذا شُطَبٍ يَقُ... دُّ البَيْضَ والأَبْدَان قَدَّا

                              وَعِلْمِتُ أَنِّي يومَ ذا... كَ مُنازِلٌ كَعْباً ونَهْدَا

                              قَوْمٌ إِذا لَبِسُوا الحَدِي... دَ تَنَمَّرُوا حَلَقاً وقِدَّا

                              كُلُّ امْرِئٍ يَجْرِي إلى... يَوْمِ الهِياجِ بِما اسْتَعَدَّا

                              لَمَّا رَأَيْتُ نِساءَنا... يَفْحَصْنَ بالمَعْزاءِ شَدَّا

                              وبَدَتْ لَمِيسُ كأَنَّها... قَمَرُ السَّماءِ إِذا تَبَدّى

                              وبَدَتْ مَحاسِنُها التي... تَخْفَى، وكانَ الأَمْرُ جِدّا

                              نازَلْتُ كَبْشَهُمُ ولَمْ... أَرَ مِن نِزالِ الكَبْشِ بُدّا

                              هُمْ يَنْذِرُونَ دَمِي، وأَنْ... ذِرُ إِنْ لَقِيتُ بأَنْ أَشُدّا

                              كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ... بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا

                              ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْ... تُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا

                              أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَهُ... وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا

                              أُغْنِي غَناء الذَّاهِبي... نَ، أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا

                              ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ... وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا

                              هذا التماهي الرائع من أحد فرسان الشعر يجعل
                              لقصيدة عمرو امتدادا تاريخيا وعمرا جديدين ،
                              كما وإن الانزياحات التي اصطدم بها فكري عند
                              قراءة النص يجعلني أفكر كشاعر في لحظات
                              ولادة الحروف والألفاظ والعبارات / تحية
                              كبيرة لك ، وأحمد الله أن رأيت لك نصا
                              أطمئن منه عن صحتك .

                              أهلاً بك شاعرنا الأستاذ " عبد الرحيم محمود "
                              أسعدت القلب بحضورك الوارف و بالتفاعل الرّائع مع النّصّ
                              و ما أجمل ملاحظتك التناصّ المقصود ، أرودته وفاءً و عرفانا
                              بَيْنَ الشَّجاعَةِ وَ الإِسَاءةِ قائلٌ
                              شَتَّانَ بَيْنَ تَنَمُّرٍ وَ تَنَمُّرِ

                              أشكرك أستاذنا القدير لروعة حضورك ولثنائك العطر
                              دمت بحفظ الله و رعايته
                              التعديل الأخير تم بواسطة زياد بنجر; الساعة 10-12-2012, 16:57.
                              لا إلهَ إلاَّ الله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X