البيات الشتوي ... هل يصيب الشوق صيفا ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    البيات الشتوي ... هل يصيب الشوق صيفا ؟

    اسمحي لي يا سيدتي بهذه الفضفضة ( أو الفذلكة ).
    طرأ على ذهني هذا السؤال وأنا أجوب سواحل نائية بعيدا عنك : البيات الشتوي هل يطال الشوق صيفا ؟
    يقفز هذا السؤال بإصرار لمقدمة عقلي حين تنتابني الكآبة عند غروب الشمس..
    ثم تتقهقر أسراب الاكتئاب متراجعة ببداية أولى خيوط الليل..
    هي كآبة تجعل كل الذين أشتاق إليهم تتراقص خيالاتهم أمامي دفعة واحدة، الواحد تلو الآخر وبأحداث مرت بي معهم .. حلوها ومرها.
    إلا أنني تعايشت مع هذا الشعور وصرتُ أتحايل على تلك الساعة بشتى أنواع وضروب المراوغة .. ونجحت إلى حد ما ..
    أرْغمني الشوق على الجلوس وتشريح إحداثياته.
    وكان له ما أمَر:
    الشوق .. كائن حى .. يتنفس وينام ويصحو ويصيبه الخدر ويمرض وأحيانا تتغلغل إليه سبل العافية فينطلق جامحا كخيول برية.
    ( إذن لا تلومينني إن توارتْ كلماتي عنك ).
    وأحيانا يتبلد ويذبل كزهرة تتهاوى عن غصنها في عز السموم والهجير ..
    الشوق .. كحمم البركان .. يظل خامدا أحيانا .. ثم تتفاعل مركّباته الجيولوجية والكيميائية .. فينطلق من فوهة القلب ليصيب برذاذه ما يصيب:
    ( وأنت شاهدة على فورته وسكونه ).
    الشوق يُولَد مع الحب في لحظة واحدة .. كتفتح الزهرة وفرهدة البتلات بداخلها بذات اللحظة ..( فقد كنت أبحث عنك قبل أن أراك ).
    الشوق والحب توأمان ولكنهما لا يشبهان بعضهما البعض ..
    فالشوق شعور ينطلق من الدواخل إلى رحاب روح أخرى ..
    أما الحب فينطلق من روحين ويعتلج هنا وهناك بين كيانين، لا يعرف الهدوء ويساوره القلق، يتململ في فرهدة دائمة لنثْر المزيد من رحيق هذا الإحساس السائغ طعمه .. دون أن يعرف تبعات صولاته وجولاته.
    لاحظتُ مؤخرا أن الصيف بحرارته أو بتشبُّع جوه بالرطوبة، يصيب الشوق بنوع من كسل يقارب البيات .. ففي غمرة صراع الجسد للحصول على رفاهية تصد عنه جنون الصيف بتوابعه ،، تستكين خلايا الشوق لتتيح الفرصة لهذه الأجساد المنهكة لتنعم بهذه الرفاهية .. وذلك في نكران ذات لا مثيل له يقدمه الشوق للمشتاق .. أو ربما لأسباب نفسية أخرى مردُّها وجود رابط بين القلب والمراكز العصبية في المخ ..
    بعكس فصل الشتاء .. الذي يزداد فيه انطلاق إشارات وومضات كهرومغناطيسية تشحذ همم الشوق للانطلاق وتؤجج فيه الحماسة وتحثه وتستفز صبره و تفقده صفة نكران الذات الصيفية تلك ..
    مجرد ملاحظة .. يا أيتها ( المُشتاق إليها ) :
    تعددتْ أسباب البيات .. والشوق واحد ..

    التعديل الأخير تم بواسطة جلال داود; الساعة 16-12-2012, 11:23.
  • بلقيس البغدادي
    كاتبة
    • 24-09-2012
    • 1086

    #2
    نعم هو هذا الشوق حين يزور ارواحنا
    من دون موعد وبإصرار يغوص لأعماقنا
    مفتعل الغواغائية والضجيج الملتهب
    يتغلل بلصوصية لوريد القلب
    فيصيبه بلعنة الاحتراق والحب والمرض اللذيذ المؤلم ...

    استاذي القدير الرائع
    جلال داود

    تساؤلات فلسفية عميقة المعنى
    شدتني بحبال الأجوبة والتحليلات الداخلية الصارخة العاقلة للحب ... سيدي حرفك رائع جدا جدا وانت تعلم رأي وتقديري لقلمك الذهبي ... ألّـيُــّوُم قليلا الأسلوب مغاير اعجبني كالعادة بل اكثر ...
    فهنيئا لنا هذا الفكر والحرف البهي...

    تقديري واحتراماتي

    لا أملك سِوَى
    قَلَم
    و
    وَرَقَة مُجّعدة
    في أكفِ خيبةٍ
    يَتَدلى العمر من خطوطِها
    خُصلةٍ بيضاء
    تَشنُق رقاب كلماتي

    تعليق

    • أمنية نعيم
      عضو أساسي
      • 03-03-2011
      • 5791

      #3
      قفله لا تفتقر لروح الدعابة أيها المشتاق لها ...
      وكذا رأيت النص
      يضج حركة بين الصيف والشتاء
      ويطالب الحواس التماس الهدوء والتأني عند القراءه
      فها هنا تجربة شخصية محضه من خبير بلواعج هذا المتمرد القابع في قمقم السكون
      ينتظر إشاره كمثل الغروب عندك أو برد الشتاء ليلهب الخاطر بكل ما لذ وطاب
      جميل أنت هنا كما دائماً .فلحسك ترنيمة النقاء .
      سعدت بالتواجد هنا ...كن بخير .
      [SIGPIC][/SIGPIC]

      تعليق

      • شيماءعبدالله
        أديب وكاتب
        • 06-08-2010
        • 7583

        #4
        فالشوق شعور ينطلق من الدواخل إلى رحاب روح أخرى ..
        أما الحب فينطلق من روحين ويعتلج هنا وهناك بين كيانين، لا يعرف الهدوء ويساوره القلق، يتململ في فرهدة دائمة لنثْر المزيد من رحيق هذا الإحساس السائغ طعمه .. دون أن يعرف تبعات صولاته وجولاته.
        لاحظتُ مؤخرا أن الصيف بحرارته أو بتشبُّع جوه بالرطوبة، يصيب الشوق بنوع من كسل يقارب البيات .. ففي غمرة صراع الجسد للحصول على رفاهية تصد عنه جنون الصيف بتوابعه ،، تستكين خلايا الشوق لتتيح الفرصة لهذه الأجساد المنهكة لتنعم بهذه الرفاهية .. وذلك في نكران ذات لا مثيل له يقدمه الشوق للمشتاق .. أو ربما لأسباب نفسية أخرى مردُّها وجود رابط بين القلب والمراكز العصبية في المخ ..
        حي الله بالزميل القدير جلال داود
        دائما مبدع في خواطرك
        نص يحمل نظرة فلسفية وحكم ودراية وعن وعي عارف مدرك
        كل النص راق ومميز وما اقتطفته كان يحمل الكثير ويقول الكثير فانبثق من فلسفة فكر مميز
        دائما لحضوري في صفحاتك أعلم يقينا أني سأجد ما يسر ويبهر
        وكان لنا أن نشتاق لحرفك
        سلمت ودمت
        تحيتي وتقديري

        تعليق

        • منى شوقى غنيم
          عاشقة الحروف
          • 08-12-2010
          • 238

          #5
          يا لكل هذا الجمال الذي لا أجد كلمات تستطيع وصفه
          بانتظار الجديد القادم
          دمت بكل خير


          هنا بين الحروف أسكن
          http://monaaya7.blogspot.com/
          من القلب سلامًٌ لمن زارني

          تعليق

          • أبوقصي الشافعي
            رئيس ملتقى الخاطرة
            • 13-06-2011
            • 34905

            #6
            خاطر عميق فلسفي
            مازجته حلاوة روح الكاتب
            القدير جلال داوود
            ليراعك هيبة القمر و الشوق
            ما بين بيات خفقها
            ولهيب شوقك
            الربيع يهادن
            تقديري وجل احترامي



            كم روضت لوعدها الربما
            كلما شروقٌ بخدها ارتمى
            كم أحلت المساء لكحلها
            و أقمت بشامتها للبين مأتما
            كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
            و تقاسمنا سوياً ذات العمى



            https://www.facebook.com/mrmfq

            تعليق

            • آمال محمد
              رئيس ملتقى قصيدة النثر
              • 19-08-2011
              • 4507

              #7
              .
              .

              نظرة عميقة لمكادبات الشوق
              إذ تمر بتجربة حية

              إستطعت إتيانها بقوي العبارة
              قامت تحدثنا عن قلبك وقت الغروب

              أحالنا إليه بكامل التيه


              سيدي

              أدخلتنا لغتك إلى أعماقك
              بمقدرة ومتعة


              تقديري


              تعليق

              • جلال داود
                نائب ملتقى فنون النثر
                • 06-02-2011
                • 3893

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة بلقيس البغدادي مشاهدة المشاركة
                نعم هو هذا الشوق حين يزور ارواحنا
                من دون موعد وبإصرار يغوص لأعماقنا
                مفتعل الغواغائية والضجيج الملتهب
                يتغلل بلصوصية لوريد القلب
                فيصيبه بلعنة الاحتراق والحب والمرض اللذيذ المؤلم ...

                استاذي القدير الرائع
                جلال داود

                تساؤلات فلسفية عميقة المعنى
                شدتني بحبال الأجوبة والتحليلات الداخلية الصارخة العاقلة للحب ... سيدي حرفك رائع جدا جدا وانت تعلم رأي وتقديري لقلمك الذهبي ... ألّـيُــّوُم قليلا الأسلوب مغاير اعجبني كالعادة بل اكثر ...
                فهنيئا لنا هذا الفكر والحرف البهي...

                تقديري واحتراماتي
                أستاذتنا القديرة بلقيس البغدادي
                مرورك بفخامة عهود بلقيس ، بلــ غَيْثٌ هطال ، فلك الثناء


                نعم هو هذا الشوق حين يزور ارواحنا
                من دون موعد وبإصرار يغوص لأعماقنا
                مفتعل الغواغائية والضجيج الملتهب
                يتغلل بلصوصية لوريد القلب
                فيصيبه بلعنة الاحتراق والحب والمرض اللذيذ المؤلم ...

                هذا وصْفٌ ديجيتالي حريف وممعن في البلاغة والتبيان ، فلا فض فوك سيدتي
                أشكر لك حروفك التي أعطتْ النص إطارا من حروف الشوق ونبض الحب
                دمتم

                تعليق

                • خديجة بن عادل
                  أديب وكاتب
                  • 17-04-2011
                  • 2899

                  #9
                  ان كان الشوق يحدث كل هذه الأحاسيس الجميلة ويخرجها من مآربها
                  فالجمال جلي والرؤى لا تحتاج شمسا بل حرفا دافئا ومنعشا
                  أخي جلال داود فعلا الشوق يولد من الحب وليس أحرى أن تكون بعيدا لتشتاق
                  فالشوق للحبيب حتى وان كان قربك وهذا الشعور نادرا ما نجده
                  لأن تركيبة النفوس تختلف حسب الحاجة البيولوجية للانسان
                  أما عن السؤال فيصيب في الحالتين .وقد عاد بي خاطرك لنص كتبته من سنوات
                  تحية أخوية ملؤها الاحترام .
                  http://douja74.blogspot.com


                  تعليق

                  • د. محمد أحمد الأسطل
                    عضو الملتقى
                    • 20-09-2010
                    • 3741

                    #10
                    الأستاذ جلال
                    طاب يومك
                    مفاهيم جميلة تلبس حلة الخاطر الرفيف
                    جميل ما قرأته لك
                    تقديري واحترامي

                    قد أكونُ احتمالاتٍ رطبة
                    موقعي على الفيس بوك https://www.facebook.com/doctorastal
                    موقع قصيدة النثر العربية https://www.facebook.com/groups/doctorastal/
                    Green Moon-مجلة فنون https://www.facebook.com/green.moon.artline

                    تعليق

                    • جلال داود
                      نائب ملتقى فنون النثر
                      • 06-02-2011
                      • 3893

                      #11
                      الأستاذة الراقية أمنية نعيم
                      حقق الله أمنياتك وشملك بنعيمه المستدام
                      تحايا كبيرة وسلام مقيم

                      قفله لا تفتقر لروح الدعابة أيها المشتاق لها
                      وكذا رأيت النص
                      يضج حركة بين الصيف والشتاء
                      ويطالب الحواس التماس الهدوء والتأني عند القراءه
                      فها هنا تجربة شخصية محضه من خبير بلواعج هذا المتمرد القابع في قمقم السكون ينتظر إشاره كمثل الغروب عندك أو برد الشتاء ليلهب الخاطر بكل ما لذ وطاب
                      جميل أنت هنا كما دائماً .فلحسك ترنيمة النقاء .
                      سعدت بالتواجد هنا ...كن بخير .


                      أصدقك القول، بأن مرورك بهذا التعليق الشفيف جعل للنص إطارا زاهي الألوان ، بل تربّع بين طيات حروفه ومنحنيات معانيه ونشر أريجه.
                      فلك الشكر الذي يليق
                      دمتم

                      تعليق

                      • جلال داود
                        نائب ملتقى فنون النثر
                        • 06-02-2011
                        • 3893

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
                        فالشوق شعور ينطلق من الدواخل إلى رحاب روح أخرى ..
                        أما الحب فينطلق من روحين ويعتلج هنا وهناك بين كيانين، لا يعرف الهدوء ويساوره القلق، يتململ في فرهدة دائمة لنثْر المزيد من رحيق هذا الإحساس السائغ طعمه .. دون أن يعرف تبعات صولاته وجولاته.
                        لاحظتُ مؤخرا أن الصيف بحرارته أو بتشبُّع جوه بالرطوبة، يصيب الشوق بنوع من كسل يقارب البيات .. ففي غمرة صراع الجسد للحصول على رفاهية تصد عنه جنون الصيف بتوابعه ،، تستكين خلايا الشوق لتتيح الفرصة لهذه الأجساد المنهكة لتنعم بهذه الرفاهية .. وذلك في نكران ذات لا مثيل له يقدمه الشوق للمشتاق .. أو ربما لأسباب نفسية أخرى مردُّها وجود رابط بين القلب والمراكز العصبية في المخ ..
                        حي الله بالزميل القدير جلال داود
                        دائما مبدع في خواطرك
                        نص يحمل نظرة فلسفية وحكم ودراية وعن وعي عارف مدرك
                        كل النص راق ومميز وما اقتطفته كان يحمل الكثير ويقول الكثير فانبثق من فلسفة فكر مميز
                        دائما لحضوري في صفحاتك أعلم يقينا أني سأجد ما يسر ويبهر
                        وكان لنا أن نشتاق لحرفك
                        سلمت ودمت
                        تحيتي وتقديري
                        حياك الله أستاذتنا المبدعة شيماء
                        دائما مبدع في خواطرك
                        بعض ما عندكم وغيض من فيض إبداعكم

                        نص يحمل نظرة فلسفية وحكم ودراية وعن وعي عارف مدرك
                        كل النص راق ومميز وما اقتطفته كان يحمل الكثير ويقول الكثير فانبثق من فلسفة فكر مميز
                        دائما لحضوري في صفحاتك أعلم يقينا أني سأجد ما يسر ويبهر

                        أشكر لك هذه الكلمات الباذخة
                        ويسعدني مرورك
                        سلمت ودمت
                        تحيتي وتقديري

                        تعليق

                        • ريما الجابر
                          نائب ملتقى صيد الخاطر
                          • 31-07-2012
                          • 4714

                          #13
                          قد يصيب البيات الشوق
                          لكنه أبدا لا يموت
                          حتى تفارق الروح الجسد
                          يظل يشي بالقلب نارا من قبسها
                          تتدفأ الأطراف فنبحث عنهم في كل مكان
                          جميل السطر
                          وبهي الصور دمت هنا
                          شرف لي المرور من هنا
                          http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

                          تعليق

                          • سميرة رعبوب
                            أديب وكاتب
                            • 08-08-2012
                            • 2749

                            #14
                            نص فلسفي يربط بين المعنوي والمادي بفكر ثاقب وبراعة سرد
                            دام قلمك بهي أستاذ جلال داود
                            تحياتي ~
                            رَّبِّ
                            ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




                            تعليق

                            • جلال داود
                              نائب ملتقى فنون النثر
                              • 06-02-2011
                              • 3893

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة منى شوقى غنيم مشاهدة المشاركة
                              يا لكل هذا الجمال الذي لا أجد كلمات تستطيع وصفه
                              بانتظار الجديد القادم
                              دمت بكل خير
                              الأستاذة منى شوقي غنيم
                              تحياتي لك
                              ولك كل الشكر على المرور هنا بهذا البيات
                              دمتم

                              تعليق

                              يعمل...
                              X